عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2012, 11:26 PM   #32
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت والجنوب وثنائية المواقف

11/3/2012 اكرم احمد باشكيل


الإسترجاع التاريخي في قراءة المشهد لتحليل وتحديد المواقف مهم جدا لكل قلم أراد أن يسجل له حضورا تاريخيا في ولادة اللحظة القادمة من رحم هذه الإرهاصات التى نرى إعتمالاتها اليوم بكل تشكلاتها ...

بالأمس القريب كان الصراع السياسي على أشده فيما بات يعرف حينها بـ( مستعمرة عدن والمحميات الشرقية ) وكان للبريطانيين إسهاماتهم الضاغطة على إدارة دفة الصراع الذي كان محوره شكل النظام القادم مابعد رفع اليد البريطانية المباشرة علي هذه المنطقة ..ذلك ماحدث بين منتصف الخمسينات وبداية الستينات من القرن المنصرم ..وكان هناك ثمة مشروع طرح لهذه المنطقة على نمط التوحد في إطار ماعرف حينها بـ( الإتحاد الفيدرالي ) الذي رفض جملة وتفصيلا من سلطنات حضرموت( القعيطية والكثيرية) وسلطنة المهرة) ..

بالعودة الى إرشيف الصحافة حينهاالصادرة بحضرموت يجد القاريء صدى المعركة السياسية المحتدمة بين القوى السياسية من تلك المشاريع المطروحة والتي يتبناها البعض بالقبول والضدية ويرى مستوى الوعي السياسي عند هؤلاء ورقي تفكيرهم وطرائق إدارة معركتهم السياسية الوطنية بإمتياز ومدى هول الكارثة التي نراها اليوم في كيفية إدارة معركتنا السياسية مع بعضنا أو مع الخصوم ( المفترضين) على أية شاكلة هم ..!!

نحن بحاجة اليوم لتأمل هذه المرحلة والعودة الى فهم ماتعالق معها من أحداث والأستفادة من كيفية إدارة معركتنا السياسية بكل دوائرها الثلاث( الحضرمية والجنوبية واليمنية ) بعقل منفتح وبلا حرج تحت( قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )..وفي السياسة كما يقولون لاعداوات دائمة بل مصالح دائمة...!! ومن هذاالمنطلق يجب أن نكون على مسافة واحدة من الجميع عند الإشتغال سياسيا خاصة عند دائرتي التلاصق المباشر بين حضرموت والجنوب على إعتبار أن مسألة الترابط التارخي والجغرافي والسياسي فيها من التعقيد الشيء الكثير الذي يحتاج من الطرفين التفكير ملياعند إدارة العملية السياسية برمتهاوالذهاب بها الى معارك( دوتكشونية) جانبية يضيع معها بوصلة الهدف المبتغى من تحقيق أهدافهما..!!

حضرموت والجنوب ثنائية غاية في التعقيد عند أرباب السياسة الدولية في فهم مايجري على خارطة جنوب شيه الجزيرة العربية وهما ينظران إليهما من منظور مغاير تماما عن غيرها من هذه المساحة الجغرافية وبدون فهم عميق لطبيعة المعركة السياسية لبعضهما البعض وأهمية كل طرف للآخر سيخسر الجميع بلاشك معركتهم سياسيا أو على أقل الإحتمالات سوف تضعف مواقفهم السياسية تفاوضيا فليس هم بمعزل عن بعض ولايدعي طرف تمسكه بـ (سآوي الى جبل يعصمني من الماء) إذ أنه في مثل هذه الحالة سيدرك الحقيقة الحتمية التالية (فحال بينهما الموج وكان من المغرقين..!!

الأجواء النفسية والمواقف الضدية المتشنجة لاتهيء بالمطلق مناخا تفاوضيا نديا على قاعدة المصالح الوطنية وما فعله أسلافنا في إدارة معركتهم السياسية عند طرح مشروع ماسمي حينهابـ(الإتحاد الفدرالي) هو خارطة طريق لنا في كيفية التعامل مع كل المشاريع المطروحة على الطاولة ومايهمنا هناان يتفهم الجميع حقوق بعضهم البعض ولا يجعلوا من تأثيرات المواقف الدولية والإقليمية بالذات رياح تحرك أشرعة مطالبنا الى المجهول في بحر السياسات الدولية المتلاطم على طوفان مصالحهم ...فعندها يمكننا إدارة اللعبة سياسيا فهل فقهنا أدوارناو فهمنا القصد ..؟؟!!
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس