[الدكتور أحمد باذيب]

تعارض السلطات المحلية في عشرات المدن الهولندية إقامة هوائيات لنقل إشارات الجيل الثالث من الهواتف المحمولة، مؤكدة أن هذه الهوائيات تنطوي على مخاطر صحية.
وجاء قرار مجالس التجمعات السكنية برفض إقامة الهوائيات الخاصة بالنظام العالمي لاتصالات الهواتف المحمولة (يو.إم.تي.إس)، بسبب المخاوف التي سادت بين السكان من أن الإشعاع الذي ينبعث عنها قد يكون ضارا بالصحة.
وفي الأسبوع الماضي منع سكان مدينة تيرنيوزين في مقاطعة زيلاند جنوبي غربي البلاد عمال شركة الهواتف المحمولة العملاقة فودافون من إقامة هوائي على عمارة سكنية.
وأغلق السكان الشوارع المجاورة بسياراتهم مما أدى إلى عقد اجتماع في اليوم التالي بين السكان وشركة فودافون، ومسؤولي المجلس وملاك الشقق السكنية، لم يتوصلوا إلى شيء في نهايته غير الاتفاق على عقد مزيد من المناقشات دون تحديد موعد محدد.
وذكرت صحيفة "ترو" الهولندية وهي صحيفة يمولها البروتستانت أن 40% من السلطات المحلية رفضت السماح للشركات التي تريد إقامة الهوائيات بتنفيذ خططها.
وفي مدينة سبيكينيسي بالقرب من روتردام قام فريق منظم من الناشطين المناهضين للإشعاع بجولة حول المدينة ووزعوا كتيبات وقاسوا نسبة الإشعاع بأجهزة مخصصة لهذا الغرض.
وتبدو مخاوف السكان غير محددة بشكل كبير، حيث يتخوف كثيرون من زيادة حالات الإصابة بالسرطان في السنوات المقبلة فيما يعرب البعض عن اعتقادهم بأن الإشعاعات الناتجة من الهوائيات تؤثر على القدرات المعرفية وتسبب الأرق.
كما تنتظر كثير من السلطات المحلية نتيجة دراسة سويسرية في هذه المسألة يتوقع أن تصدر العام المقبل.
لكن متحدثا باسم رابطة "مو نت" التي تضم شركات خدمات الهواتف المحمولة قال إنه لا يوجد سبب لهذه المخاوف.
وأكد في تصريحات صحفية أن الإشعاع الذي ينبعث من هوائي الإشارات لا يزيد عن 20 واط، مشيرا إلى أن هذه النسبة تقترب من حجم الإشعاع الذي ينبعث عن مصباح كهربائي مثبت في السقف، كما شبه تكنولوجيا هوائيات الهواتف المحمولة بتكنولوجيا هوائيات الراديو والتلفزيون.
وخلصت الحكومة الهولندية وأغلبية أعضاء البرلمان إلى أن المخاطر المحتملة للإشعاع ضئيلة