عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2014, 07:55 AM   #76
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الحادية والخمسون:

قصيدة مؤثرة
:
المعتمد ابن عباد رحمه الله كان من اكبر ملوك الطوائف وملك إشبيلية بالأندلس فتقلب الحال ودار به

الزمان ونفي هو وأسرته الى مدينه اغمات في المغرب على يد يوسف ابن تاشفين قائد المرابطين رحمه الله.
فلما جاء العيد تذكر المعتمد ملكه وملك أجداده وكيف اصبح بعد رغد العيش الى هذا الهوان ولما دخلت

عليه بناته على تلك الحال من الفقر ونكد الحياه أنشد .. قصيدة الشهيرة عظيمة المعاني أبكت كل من

سمعها وتمعن محتواها.

وإليكم النص:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللذات معمورا

وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

برزن نحوك للتسليم خاشعةً
عيونهنّ فعاد القلب موتورا

قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً
أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا

يطأن في الطين والأقدام حافيةً
تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا

قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا

لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره
وقبل كان بماء الورد مغمورا

لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ
وليس إلا مع الأنفاس ممطورا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا

وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ
فعاد فطرك للأكباد تفطيرا

قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً
لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا

وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فردّك الدهر منهياً ومأمورا

من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به
أو بات يهنأ باللذات مسرورا

ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت
فإنما بات في الأحلام مغرورا
  رد مع اقتباس