عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2008, 11:59 AM   #4
عبدالله مبارك باتيس
غير مُفعّل

افتراضي

فيصل الزوايدي

أشـتقنالك


الغـــروب ..

قصة جميلة تعبر عن الصراع بين الزمان والمكان ، تحتوي على كثير من الصور البلاغية الرائعة



الصور الزمانية

أَلزَمَني زَمَني ما لا أُطيق ..
كانت الشعراتُ البيضاءُ بَيارِقَ الرحيلِ
هِيَ الشمسُ لا تَـمَلُّ شُروقًا و غُروبًا ..
ما زالَ دفتَرُهُ مَفتوحًا على الطاولةِ
قالَ هذا لـي يومًا وقد كان يُرَدِّدُهُ دَوْمًا ..
لا أَبـحَثُ عَن ساعَةٍ
قَد كانَ يَكرَهُ الساعاتِ بُغضًا ، يَكرَهُ حَرَكَتها لا تَتَوَقَّفُ ولا تستَريحُ
يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ ..
هل اِعتَقَدْتَ يَومًا أَنْ تَكونَ حَياتُكَ أُحجِيَةً ساذجَةً
لَوحةٌ كبيرةٌ مَارَسَ الزمنُ نزواتِهِ العجيبةَ على إِطارِها الـمُذَهَّبِ


الصور المكانية

أسيرُ نَـحوَ الـمِرآةِ فلا أرى إلا وَجهَهُ
أَنْتَزِعُني مِن أَمامِ الـمِرآةِ فَقَد وَمَضَ بَريقٌ فـي عَينيَّ
أَسيرُ وَجِلا إلـى الـمغسَلِ
لَكِن يَدي تَـجَمَّدَت على مِقبَضِ الـحَنَفِيَّةِ
أَتَـحَرَّكُ مُتَعَثِّرًا أو مُتَبَعثِرًا..
إِذَا يَهوي الأحبَّةُ إلى الترابِ فَما كَلامٌ يُسلّيني
أُحاوِلُ الفكاكَ مِن هذه الـمتاهةِ فَأُغادِرُ الـمكانَ نَـحوَ آخر ..
أَسيرُ نَـحوَ غرفةِ نَومي مـرةً أخرى
أُجيلُ البَصَرَ في أَشيائِها الـمُبَعثَرَةِ كأَحاسيسي ،الـمُشوَّشَةِ كَأََفكاري
الـجاذبيةُ عنيفةٌ اِقتادَتْنـي إلـى تَأَمُّلِها بِشَغَفٍ كأنـي لا أَعرِفُ صاحبَها ..
أَقِفُ أمامَ صورَتِهِ و لَكِنّـي أَنظُرُ إليه بِإِشفاقٍ وَ حَسرَةٍ كَأَنـي أَعرِفُهُ ..


صور جميلة أخرى

أَنا مَن هَدَّه الشوقُ
فَحيحُ ذِكرى أَطلَقَت سُـمومَها فـي دِمائي
أَحِبَّةٌ صَدَقوا ولَكِن رَحَلوا ، بِالـمَوتِ اعتَذَروا
إِنَّـما تقتُلُنا الـحَسرَةُ .. وما جَدوى أَنْ تُسجِّلَ هزيـمَتَكَ
.. يَكرَهُ اِستِنـزافَها الـمريرَ لِلعُمرِ .. تَزيدُ لِيَنقُصَ


لوحة خاصة جداً

إِذَا كانَ الزمانُ يَأْبـى الثبات فالأماكِنُ تَأبـى الـحَرَكَةَ


تسلم أخي فيصل على ما أبدعته لنا ، وبانتظار مشاركاتك القادمة.
  رد مع اقتباس