عرض مشاركة واحدة
قديم 02-29-2008, 03:03 AM   #8
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

ليس لأحد إسقاط حد قتل الساب

وهنا أنقل بعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لما رأيت من افتيات بعضهم على أحكام الله وتحريفهم لحُكمه ومحاولة ليّ النصوص بإسم "الحكمة" التي أصبحت مرادفة في قاموس كثير من الناس

"للخور والجبن" ، وبإسم "العقل" الذي أصبح معناه مقلوباً ، وبإسم "المصلحة" التي تنافي ما نصه الله في كتابه وبلغنا عن نبيه صلى الله عليه وسلم !!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية "ومعلوم أن النّيْل منه أعظم من انتهاك المحارم، لكن لما دخل فيها حقه كان الأمر إليه في العفو أو الانتقام، فكان يختار العفو، وربما أمر بالقتل إذا رأى المصلحة في

ذلك، بخلاف ما لاحق له فيه من زنى أو سرقة أو ظلم لغيره فإنه يجب عليه القيام به.
وقد كان أصحابه إذا رأوا مَن يؤذيه أرادوا قتله؛ لعلمهم بأنه يستحق القتل، فيعفو هو عنه صلى الله عليه وسلم ، ويبين لهم أن عفوه أصلح مع إقراره لهم على جواز قتله؛ ولو قتله قاتل قبل عفو

النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرض له النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لعلمه بأنه قد انتصر لله ورسوله، بل يحمده على ذلك ويثني عليه ، كما قتل عمر رضي لله عنه الرجل الذي لم يرضَ بحكمه ،

وكما قتل رجل بنت مروان، وآخر اليهودية السابة، فإذا تعذر عفوه بموته صلى الله عليه وسلم بقي حقاً محضاً لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه ، فتجب إقامته. (الصارم المسلول) ..

وقال بعدها بقليل " النبي صلى الله عليه وسلم قد كان له أن يعفو عمن سبه ، وليس للأمة أن تعفو عمن سبه، كما قد كان يعفو عمن سبه من المسلمين، مع أنه لا خلاف بين المسلمين في وجوب

قتل من سبه من المسلمين."

وقال في موضع آخر " وتمام هذا المعنى أن يقال : بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم يتعين القتل؛ لأن المستحق لا يمكن منه المطالبة والعفو" ..

وقال "فلما انقلب إلى رضوان الله وكرامته ، لم يبق واحدٌ مخصوصٌ من الخلق إليه استيفاء هذه العقوبة والعفو عنها ، والحق فيها ثابت لله سبحانه ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولعباده

المؤمنين، وعلم كل ذي عقل أن المسلمين إنما يقتلونه لحفظ الدين ، وحفظ حمى الرسول ، ووقاية عرضه فقط - كما يقتلون قاطع الطريق لأمن الطرقات من المفسدين، وكما يقطعون السارق لحفظ

الأموال، كما يقتلون المرتد صوناً للداخلين في الدين عن الخروج عنه - ولم يبق هنا توهم مقصودٍ جزوي كما قد كان يتوهم في زمانه أن قتل الساب كذلك وتقرير ذلك بالساب له من المسلمين ، فإنه

قد كان له أن يعفو عنه مع أنه لا يحل للأُمة إلا إراقة دمه ، فحاصله أن في حياته قد غُلِّب في هذه الجناية حقه ليتمكن من الاستيفاء والعفو ، وبعد موته فهي جنايةٌ على الدين مطلقاً ، ليس لها من

يمكنه العفو عنها ، فوجب استيفاؤها ، وهذا مسلكٌ جيدٌ لمن تدبر غوره." (الصارم المسلول : ج2)

وفي هذا كله رد على من خالفوا نهج النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع صحابته وعلماء المسلمين ، وطالبوا الحكومة الدنمركية بالإعتذار للمسلمين ، ويكتفون بذلك ، فهذا ليس لهم ، وليس لأحد

بعد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحق : لا عالم ولا حاكم ، بل يجب قتل هذا الكافر وتطهير الأرض منه ومن أمثاله حتى لا يتجرأ أحد على نبينا صلى الله عليه وسلم ، وحتى يُحفظ جناب الدين

وتُعظم حرمات الأنبياء والمرسلين ..
أما المقاطعة الإقتصادية فحسنة ، ولكنها لا تكفي وليست هي الحد الشرعي ، إذ كيف يسبون نبينا وقرّة أعيننا وأغلى مخلوق عندنا ونكتفي نحن بعدم أكل الجبن !! أي ذل هذا وأي صغار !! ليس عز

إلا بما أمر به الله ورسوله : القتل ، والقتل فقط ، هذا هو حكم الله ورسوله ، وكل من علم حكم الله وقال بغيره فهو : كافر أو ظالم أو فاسق ..


سب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من الردة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية "سب رسول الله صلى الله عليه وسلم - مع كونه من جنس الكفر والحراب - أعظم من مجرد الردة عن الإسلام، فإنه من المسلم ردة وزيادة كما تقدم تقريره، فإذا كان

كفر المرتد قد تغلظ لكونه قد خرج من الدين بعد أن دخل فيه، فأوجب القتل عيناً؛ فكفر الساب الذي آذى الله ورسوله وجميع المؤمنين من عباده أولى أن يتغلظ فيوجب القتل عيناً، لأن مفسدة السب

في أنواع الكفر أعظم من مفسدة مجرد الردة.
وقد اختلف الناس في قتل المرتدة، وإن كان المختار قتلها، ونحن قد قدمنا نصوصاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في قتل السابة الذمية وغير الذمية، والمرتد يستتاب من الردة، ورسول

الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قتلوا الساب ولم يستتيبوه، فعلم أن كفره أغلظ، فيكون تعيين قتله أولى. (الصارم المسلول : ج1) ..

ونحن نقول لمن يدعي الإسلام وينشر مثل هذا بين المسلمين استخفافاً بالنبي الكريم : بأن عليهم أن يعلموا أنهم لا يُعجزون الله ، وأن حكمهم الردة والقتل ، فلينتهوا ، وإلا : فلا يلومن امرؤ إلا

نفسه ..


الخلاصة :

يتضح مما سبق ، ومن كلام الأئمة في غير ما نقلنا ، وتقرير شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيّم "الصارم المسلول على شاتم الرسول" أن حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم والتنقص منه هو

كالآتي :

1- إذا كان الساب مسلماً فإنه يكون مرتداً ساباً ، يُقتل وإن تاب .
2- وإن كان الساب ذميا فإنه يُقتل : كافراً محارباً ساباً وإن أراد تجديد عهده أو أراد الإسلام.
3- وإن كان الساب حربيا فهو حلال الدم أصلاً ، فيُقتل لكونه كافر حربي ويُقتل لكونه سب النبي صلى الله عليه سلم ، وهذا دون استتابته أو عَرض الإسلام عليه ..

والمعلوم المشهور في هذه الحادثة أن هذا الذي رسم هذه الرسوم ونشرها في الجرائد الدنماركية وغيرها إنما هو كافر حربي أصلاً لكون الدنمارك مشاركة في الحرب الصليبية على العراق ، فهو

حلال الدم أصلاً ، وقد تحول جواز قتله إلى الوجوب لفعلته هذه ، فهذا حد لا يجوز إسقاطه والمسلمون مأمورون بقتله ..

أما بيان أجر من قتله ، فأقول : جاء في الحديث الصحيح "من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" (رواه أحمد

وأبو داود والترمذي والنسائي) ، فكيف بمن مات دون عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم !! أليس حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من حق أحدنا على

نفسه !!

إن في قتل هذا الكافر فرصة عظيمة لمن أراد إدراك فعل الصحابة ، فإن قاتله ناصر للنبي صلى الله عليه وسلم مشابه بفعله فعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يقدمون نحورهم دون

نحره وأرواحهم دون روحه فلا يرضى أحدهم أن يُمس النبي صلى الله عليه وسلم بشوكة وينجو هو من القتل والصلب والتقطيع ..

أنترك هذا العلج يسب رسولنا وقد قال ربنا {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة : 128) ، أفيكون النبي صلى الله عليه وسلم حريص

علينا وبنا رؤوف رحيم ، ونحن لا نأبه بمثل هذا ولا نغضب له ونعجز عن عُليج في الدنمارك ، ونكتفي بالمظاهرات والشجب والإستنكار ونطالب بالإعتذار الذي هو في حقيقته ذل وصغار علينا !!

من لها ..

من يغضب غضبة خالدية عمرية للنبي صلى الله عليه وسلم !!

إنها ميتة واحدة ، وما أجمل أن تكون في الذب عن عرض الحبيب أبي القاسم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ..

من ينتدب لهذا الخبيث فيأتينا بخبره !!

مَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وحياته !!

من يكفينا به الله هذا الكويفر .. من يشين الله به وجه الكافر المـلعون .. من يبتر لنا رأس هذا الخبيث .. من ينصر دين الله ..

من لهذا الكافر الدنماركي ، فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
التوقيع :
  رد مع اقتباس