عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2010, 04:16 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الطبيب الحضرمي المقدم/ سالم فرج بن يسلم بن ماضي في ذمة الله


الطبيب الحضرمي المقدم/ سالم فرج بن يسلم بن ماضي في ذمة الله

2010/1/26 المكلا اليوم / خاص

انتقل الى رحمة الله الوالد سالم فرج بن يسلم بن ماضي (الطبيب العربي المعروف) واحد أعيان قبائل بني هلال ومن أبرز العارفين بالعادات والتقاليد القبلية والقبولة في حضرموت ومن أساطين حفّاظ اشعار القبولة الحضرمية والعارفين بأنسابها في يوم الخميس الموافق 6/2/1431 هـ الموافق 21/1/2010 عن عمر ناهز الثمانين عاما بعد ان اصيب بهبوط حاد في ضغط الدم بعد اجرائه لإحدى جلسات غسيل الدم ( لمرضى الفشل الكلوي ) يوم الاربعاء ثم نقل بعدها الى منزله ثم الى مستشفى الايمان بالرياض ثم الى غرفة العنايه المركزه بالمستشفى ...

وقد حاول الاطباء بشتى الوسائل الطبية الحديثة الرفع من وتيرة ضغط دم المرحوم الا ان الأجل قد انتهى والساعة قد حانت وفشل فريق الاطباء من وقف هذا الهبوط المستمر والحاد في ضغط الدم ..

وفي فجر يوم الخميس في غرفة الانعاش في تمام الساعة الثالثة وعشرون دقيقة بعد رحلة طويلة مع الحياة وتجربة زاخرة بالأحداث والعلوم الطبية والكفاح المعيشي .. أسلم الأمانة لخالقه وصعدت روحه الطاهرة الى بارئها معلنة بذلك ختام صفحة من صفحات الطب العربي في حضرموت .... فرحم الله المقدم: سالم فرج بن يسلم بن ماضي وجزاه عنّا كل خير .. فهناك الآلاف ممن استفادوا من علومه وتعالجوا بإطباباته وكلماته الطيبة لمرضاه قبل وصف العلاج .. وهناك الالاف ممن جبر خواطرهم قبل ان يجبر عظامهم ..


وقد ووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة المنصورية (جنوب الرياض) بعد صلاة العصر بعد ان صلي عليه بجامع البواردي الذي شهد صلاة جنازة حاشدة حضرها الكثير من أعيان حضرموت ورجالاتها وفي مقدمة صفوفهم أبناء قبيلة آل ماضي المصابين بهذا المصاب الجلل ... وقد سارت جنازة المرحوم وسط ازدحام شديد من السيارات التي واكبت الجنازة من الجامع والى المقبرة التي تلقتهم فيها جموع حاشدة من المشاركين الذين سبقوا الجنازة الى المقبرة بسبب الازدحام الشديد بالجامع .. وبعد اتمام مراسم الدفن تم اصطفاف المعزون في صفوف طويلة لتقديم العزاء الى ذوي المرحوم فامتدت فترة العزاء في المقبرة من بعد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب بعدما فرغ جميع المعزون من السلام على ابناء واخوان المرحوم ..


وقد تم تلقي العزاء في المرحوم في:

- مقبرة المنصورية ) جنوب الرياض (

- استراحة السلطان بالعزيزية في مدينة الرياض

- منزل المرحوم بالرياض

- في مسقط رأسه بقرية ) سدة بن يسلم - وادي عمد (

- في مدينة المكلا في دار أبناء أخيه صالح رحمه الله ..

وقد حضر العزاء العديد من الوفود القبلية والشخصيات الاجتماعية الحضرميه وغير الحضرميه ..


سائلين المولى جل وعلى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ... وانا لله وانا اليه راجعون ...

وبوفاة المرحوم تكون حضرموت قد خسرت عالم من ابرز علماء الطب العربي والكسور الذين لن يعوضهم الدهر .. وعارف من أدق العارفين واشملهم بالتقاليد والأحكام القبلية في حضرموت ورجل يعد ديوان يحفظ في قلبه الكثير من دواوين الشعر القبلي القديم والروايات القبلية القديمة في حضرموت .. إلا ان الخسارة لم تتوقف عند هذا الحد بل طالت عقلية فريده ونادره وشخصية متقدة وفكر متوهج وطموح تقدمي لا يعروف الحدود تميز به المرحوم فإنا لله وإنا اليه راجعون ..


جدير بالذكر ان المرحوم من رواد فنون الجباره للعظام المكسورة لـ اشخاص مصابين بجروح خطيرة وكبيرة مرافقة لكسور العظام .. فقد ابتكر المرحوم الكثير من حلول الجبارة لأشخاص تعد جبارتهم خطيرة بسبب جروح في مواضع الكسور .. فقد توصل رحمه الله مع ابنه ( كمال ) رحمه الله ايضا الى تطوير بعض اساليب التجبير واستخدامهم أساليب جديده أدت لفتح مجال كبير امام علم التجبير لتجاوز عقبة ( الجروح المرافقة للكسور ) متجاوزين بهذا ما توصل اليه العلم الحديث من اجراء عمليات جراحية وتجبير العظام بالمسامير والمعادن الذي تترتب عليه سلبيات كثيرة اهمها الوزن الهائل لهذه المعادن ...

وقد نجحوا في تجبير كسور اطراف بشرية معقدة في مدة تنويم قياسيه للمريض لم تتجاوز في بعض الحالات عشرين يوما يتم فك الجباره بعدها ويستغني المريض عن وزن الجبارة الكبير .. بينما ان المستشفيات الحديثة قد تتطلب لهذا النوع من الكسور اجراء عمليات وتوصيل معادن وتنويم لفترات طويلة قد تصل الى الستة اشهر محملين المرضى اوزان هائله من الجبس والمعادن .. كما وفر رحمه واعان الكثيرين من محدودي الدخل من دفع مبالغ طائلة مفترض خسارتها في تلك العمليات الجراحية في المشافي مستعينا عنها ببضعة لفات من الضمادات وعيدان من خشب النخل وقليل من الصبر .. فكم من اسرة فقيرة تدعوا لهذا الرجل رحمه الله فقد فرج كرب ناس كثيرون كانوا سيضطرون للاستدانه لاجراء عمليات جراحيه مكلفة من اجل التجبير بالمعادن والمسامير .. فاللهم اسكنه فسيح جناتك وعوض علينا خير فإن مصابنا جلل ..

كما يجير للمرحوم الفضل بانه أحد مطوري خلطة التجبير التقليدية ( الصبر الحضرمي ) فقد قام المرحوم سالم فرج بتطوير هذه الخلطة لتجاوز سلبيات كثيرة كانت تنتج عن جبارة ( الصبر ) كالرائحه والقروح والصديد وتقشر الجباره .. وسلبيات اخرى استطاع المرحوم بتجربته وخبرته وطموحه ان يتجاوزها ... مما اعطى للجبارة الحضرمية مجال أرحب فذاع صيتها وانتشرت بين الناس حتى بات الكثير يفضلونها كثيرا على جبارة ( الجبس ) الحديثة او عمليات التجبير بالمسامير المكلفة جدا

--------------------------------------
تعازينا الحارة لاسرتة خاصة ولقبيلة آل ماضي وبني هلال عامة
تغمدة الله بوسع المغفرة واسكنة فسيح جناتة
وان لله وان الية راجعون

حد من الوادي
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس