عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2010, 12:31 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت" قالها المحضار محذراً: إلا الخيانة ! ... كتب: صالح حسين الفردي


قالها المحضار محذراً: إلا الخيانة ! ... كتب: صالح حسين الفردي

السبت , 30 أكتوبر 2010 م

الخيانة كلمة مقيتة قابضة للنفس البشرية، السليمة الفطرة، الكريمة المنبت، الأصيلة الانتماء، قاصمة لحركة الحياة إن استفحلت وأحكمت قبضتها فغدت مهيمنة على نبضها، خاصة من عِلْيَة القوم الذين يحركون مفاصل المجتمع ويتصدّرون واجهته الرسمية، تغدو - حينها - هذه الكلمة ثقيلة على قلب الوطن وروح المواطن في آن واحد، وقد قالها - يوماً - الشاعر الغنائي الكبير حسين أبوبكر المحضار محذراً من عواقبها الوخيمة على صفاء المجتمع الذي تحمّل من تجار المراحل الثورية وسماسرة المواقف الوطنية كل الموبقات وتداعيات محاكم الشعب الكريهة وتصفيات الانتكاسات التي مزّقت الجسد الوطني شرّ تمزيق ومازالت تمارس خيانتها وفق برجماتيتها النفعية الطافحة بالزيف والريا والكذب الثقيل ظانة أن الناس قد نسيت أو تناست ملامحهم الكاذبة، وقد قفزوا إلى مربعات النفوذ وظنوا أنها الخلاص من الآتي وحكم التاريخ:


تحمّلنا المصايب كلها إلا الخيانه ** حمولتها ثقيله ما وسعها الخن
رميناها نفلناها عطيناها العدانه ** هنيئاً للكلاب الحمر لا عدّن
وهذا قده رأي أحسن ** لأن الجود ما ينفع مع الخاين ولا الإحسان
إذا قل الوفاء ويش عاد با يبقى مع الإنسان


لقد ترجم شاعرنا الكبير المحضار نبض الناس وهمس الشارع في توجهاته الوطنية الأصيلة، مستنكراً الذهاب بالخيانة إلى مواضعها النتنة، وحذّر من تلوّن الوجوه الموغلة في خيانة الوطن وفق تكيفات المرحلة ونوازع الذوات الشريرة التي أجهزت على المواطن وخانت الوطن، مؤكداً أن نقصان الوفاء للأرض، للثروة، للمصير، للأماني، للأحلام، من هذه الوجوه، يخرجها من نسيجها الإنساني، فما بالنا وقد فقدت الوفاء كل الوفاء، فالشاعر الكبير المحضار لم يقف عند تخوم القضية المؤرقة للوطن منذ بدايات الاستقلال الوطني، فوضع قواعد الانتماء وأسس الصدق مع الأوطان، كيف؟!:

وبالمعروف عاملته وساعه بالزيانه
حسبنا العيف بالمعروف يتزيّن
وتما العيف حيته عيف واقف في مكانه
وكل ماله نزل في الغوط وتمكّن
وحل في الغش واستوطن
ومول الغش حاشا يقبلوه الناس في الأوطان
إذا قل الوفاء ويش عاد بايبقى مع الإنسان


إن شاعرنا الكبير وهو يهمس بنبض الناس وأنين الوطن، ويجوس بشريعته في ساحة الزيف الأبدي لكل دعي متطاول على الوطن متحذلقاً بالوطنية، كاشفاً حقيقة الزيف وعورة التبدلات التي سقط فيها دهاقنة السياسة ورموز المجتمع بمحض إرادتهم واختياراتهم المرحلية: وكل ماله نزل في الغوط وتمكّن .. وحل في الغش واستوطن، فيرصد:

كلام الناس ماله في القلب خانه
ولا نهتم بالدخان لا دخّن
ولكن من يغطي الشمس ويبيع الديانه
ومن ينكر أذان الفجر لا أذن؟
ومن حط في المسامع صن
من الحق ما بظني عزته وكرامته تنصان
إذا قل الوفاء ويش عاد بايبقى مع الإنسان


ومحضار حضرموت وهو يعرّي نزق السياسيين وأصحاب اللوثات الوطنية وفقاً ومصالحهم النفعية ومنطقهم التبريري الذي يرى في الخيانة وجهة نظر، يختم محذراً:

على الإنسان يأخذ ألف عبره من زمانه
يشوف الشِّعب كيف أخضر وكيف أزمن؟
ولي ما يتعظ يا قطب قهره يا هوانه
وبعض الناس عاده لا عزم هوّن
ولا تذكّر زمانه ون
زمن ما كان يشبه فيه كسرى صاحب الإيوان
إذا قل الوفاء ويش عاد بايبقى مع الإنسان


هذه الخاتمة النصيحة الغالية التي سكبها المحضار برؤيته العميقة المستشرفة لقادم الأيام وتقلّبات السنين، هي حكاية السقوط الوطني الذي تردّت إليه الكثير من الواجهات السياسية والرموز المجتمعية مهما كان الرداء الذي اتشحت به بالأمس وخلعته اليوم لترتدي غيره وفق قانون الخيانة وجهة نظر.
فشكراً محضارنا الدائم على صرختك المحذرة لبائعي الأوطان، ونردد معك وقد رحلت: إلا الخيانة، وكفى!.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس