عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2012, 01:12 AM   #13
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مرة أخرى.. لماذا تعادون قضية شعب الجنوب ؟

7/8/2012 المكلا اليوم /كتب : عمر حمدون

الأستهانة بالزمن وتأثيراته وتجاربه :

لقد كتبت في نهاية مقالي السابق " ان الأستهانة بحركة الزمن ومجرياته وتأثيراته في مسيرة وتجربة الأنسان – أي انسان – هو في الحقيقة استهانة بالوعي والأدراك الأنساني " وفي حضرموت والجنوب بشر من العيب ان تتم الأستهانة والأستخفاف بمداركهم ووعيهم ، بحيث تتم مخاطبة هؤلاء البشر اليوم وكأنهم لايزالون يعيشون مرحلة تاريخية مضت في حياتهم بسيئاتها وحسناتها – ان كانت لها حسنات - ، بل قل وكأنهم كأهل الكهف خرجوا لتوهم من كهفهم لايدركون مدى مااحدثه الزمن فيهم وفيما حولهم من تغيرات وتحولات ، او لايعون مااكتسبوه من تجارب في مسيرة حياتهم ، هكذا يخاطب بعض بني طينتنا الحضرمية اهلهم في حضرموت ،وكأن هؤلاء البشر لايزالون يعيشون مرحلة مابعد 67واطوار العنف والصراع الذي دار في كيان الدولة الجنوبية ، لابأس في ان تتم عملية التذكير بمآسي وفواجع الماضي لأخذ العبر والدروس ،

ولكن الوقوف عند تلك الفواجع وتناسي مآسي الحاضر ، بل قل تماهي خطاب اخوتنا هؤلاء اليوم مع اطروحات وفتاوي من يريد الشر والموت لناس حضرموت والجنوب عموما لهو قمة الأستخفاف والأستهانة بمدارك اهلنا في حضرموت ، كزعم اخينا ابو عمر –مثلا - حين يقول " لقد استيقظت القضية الجنوبية بذات خطاياها ومنكراتها بل والحادها وكفرها ..." فأين الكفر والألحاد في القضية الجنوبية يااخي ؟ وماذا ابقيت اذن من مسوغات لمن يريد تشريع القتل لأهلنا في الجنوب بمافيه حضرموت بفتاوي التكفير والألحاد .؟

اوان يتم تصوير شباب حضرموت المنخرطين في طريق النضال السلمي بأنهم مجموعة من " السفهاء"و "الغوغاء " و"الأتباع "...الخ وان رموز الحراك والقادة الميدانيين هم مجموعة تسعى للأرتزاق والتعيش " بالنضال الجنوبي " ...الخ ، بهكذا لغة وتخاطب استعلائى يتجاوز حقائق الواقع في حضرموت ويتجاوز حقائق القضية الجنوبية ، لايمكن ان يتحقق هدف من يسعى الى كسب تأييد الحضارمة او تعاطفهم مع مايتم طرحه من افكاروقضايا ورؤى بقدر ماتؤدي حالة الأستهتار والتعالي والأستخفاف والبعد عن الواقع الى ردود فعل عكسية اقلها ان يحجم الناس عن التعاطي الأيجابي مع مايتم طرحه من قبل اخوتنا المروجين للقضية الحضرمية ، وهذا مايلاحظ على ارض الواقع الحضرمي في الداخل اليوم ،

ففي الوقت الذي تتكالب فيه جهود ومؤامرات اعداء قضية شعب الجنوب وحراكها السلمي لأنهاء هذه القضية او لفرملة تناميها واتساعها جماهيريا وبشتى الطرق الوحشية العسكرية منها والأمنية والأعلامية ...الخ اقول في ذات الوقت يزداد التفاف الجماهير الحضرمية والجنوبية حول القضية الوطنية الجنوبية وحراكها السلمي في حضرموت وغيرها من بقاع الجنوب ، وينضم الى درب النضال السلمي الجنوبي فئات وشرائح اجتماعية وحزبية جديدة ، كعلماء وشيوخ الدين وشخصيات اجتماعية وحزبية ذات ثقل في واقعها الأجتماعي / الحزبي ، هذا التنامي والألتفاف الحضرمي حول القضية الجنوبية وحاملها الرئيسي – الحراك السلمي – لايعني - بكل تأكيد - اسقاط الحضارمة لخصوصيتهم الحضرمية او تماهيهم مع مسعى وخيار – ان وجد –

من يريد اعادة الزمن بحضرموت والجنوب عموما الى الوراء بقدر مايعني – الألتفاف – تأكيد هؤلاء الحضارمة لرؤيتهم الصحيحة من ان " قضيتهم الحضرمية " لايمكن عزلها او فصلها عن قضية جنوبية عامة برزت في الواقع الجنوبي منذ البدايات الأولى لنشوء الدولة في الجنوب عام 67م وماتبع ذلك التأسيس بعد ذلك من اجراءات واساليب وامور اخرى كثيرة هي غاية في مأساويتها وكارثيتها شملت كل بقاع الجنوب – الدولة – بما فيها حضرموت التي كانت جزاء من هذا الكيان الجنوبي الذي دخل في " وحدة اندماجية " فاشلة وقاتلة مع كيان دولة اخرى ، والنتائج المترتبة على هذا الفشل " الوحدوي " القاتل طالت نيرانها كل ارض الجنوب بما فيها حضرموت ارضا وانسانا ، وهي نتائج كارثية لاتمثل – في رأيي المتواضع -

بدايات نشوء القضية الجنوبية بقدر ماتأتي كاضافات مأساوية اخرى في ملف هذه القضية تضاف الى المبررات والمسوغات السابقة التي انتجتها ، وهي اضافات كارثية جديدة في مسار القضية الجنوبية تمثل بخطورتها اقسي وأمروابشع النتائج التي يمكن ان يتعرض لها شعب من الشعوب ، هكذا هي حضرموت وقضيتها ، جزء اساسي ومكون اصيل من مكونات قضية جنوبية عامة اردنا ذلك او لم نرد ، هكذا يقول الواقع واحداث التاريخ القريب والمعاصر ، ومحاولة البعض ايجاد حلول او مخارج لقضية حضرموت من خارج سياقها التاريخي الجنوبي او ان يتم طرح القضية بمعزل عن كينونتها الجنوبية التي وجدت بداخلها هومحاولة للقفز على حقائق ووقائع التاريخ ، لاأقول بوجهة النظر هذه اليوم بقدر ماأنني قد طرحت هذا الرأي في مقال سابق بعنوان ( قضية حضرموت بين حقيقة التوصيف وسوء التوظيف ) ، من هذا الفهم للقضية الحضرمية ادرك انه ليس من مصلحة هذه القضية - بكل المقاييس -

استعداء بقية اخواننا في الجنوب الذين شاركونا بالأمس مآسي الماضي ويشاركوننا اليوم كوارث الحاضر ،وليس من مصلحة حضرموت وشعبها تعدد جبهات المواجهة ، والكرة – كما يقال – هي في ملعب الحضارمة اليوم ان ارادوا خيرا اوشرا لحضرموت ، اقول بوجهة النظر هذه وتبقى مجرد رأي قابل للأخذ والرد ويحتمل التوافق او التعارض لا الخصومة والعداوة وخصوصا مع من لانريد ولانحبذ مخاصمتهم وهم " منا وفينا " ، المهم في الأمر ان هذا الرأي ليس نابعا من فراغ او من هوى في النفس او من وهم بقدر مايستند على معايشة مباشرة لواقع حضرمي / جنوبي ، وقراءة للأحداث الماضية والجارية ، واذا كان البعض من اخوتنا يرى فيما اطرحه من رأي ووجهة نظر يمثل دفاعا عن قضية جنوبية فهو في الأساس وفي ذات الوقت دفاعا عن قضية حضرمية تأخر كثيرا اهلها في اثارتها سياسيا واعلاميا وثقافيا والتأصيل لها منذ ان اصبحت مكونا من مكونات قضية جنوبية عامة ، مما جعلها – للأسف –

تظهر كقضية " مناسباتية " تبرز في وقت "الأزمات " التي تعصف " باليمن " لافي كل الأوقات والأحوال ومختلف الظروف ، فيتم استغلالها - للأسف مرة اخرى - بحسن او بسوء نية من قبل هذا الطرف اوذاك ، طبعا اقول بهذا على افتراض حسن النوايا في طرح اخوتنا وبني طينتنا الحضرمية اليوم للقضية الحضرمية اما ان كانت النوايا غير ذلك فهذا امر وشأن آخر لايفيد معه الحوار والنقاش بالتي هي احسن اوحتى بالتي هي اسوأ .

- نقد الذات امر مطلوب :-

تظل المقولة القائلة " الأنسان عدوماجهل " لها من الصدق والحقيقة بقدر انطباقها مع الوقائع والأحداث . ولأن بعض من اخوتنا الذين يقفون موقف المعادي والمخاصم لقضية شعب الجنوب المستخف برموزها وبتضحيات جماهيرها المؤمنة بها والمناضلة في الميادين من اجلها في حضرموت وغيرها ، هم بعيدون عن مجريات الأحداث في الداخل الحضرمي / الجنوبي ، بعيدون عن معرفة ظروف وافكار رموز وقادة ومناضلي وشباب الحراك السلمي الجنوبي ، ومايواجهونه من مخاطر جسيمة في سبيل هذه القضية المؤمنين بعدالتها ومشروعيتها ، فمن باب احترام الذات ان يتواضعوا في اندفاعهم المتسرع لأصدار الأحكام وتكوين الرؤى والأفكار المجانبة للحقيقة والمعادية تجاه من يجهلون معرفته او حقيقته .

كان بأمكان الأستاذ الفاضل عبدالله بن آل عبد الله ان يظل يحمل في وعيه وفكره الكثير من الأحكام الخاطئة تجاه الأخ فادي باعوم وغيره من الشباب الجنوبي الحامل لهمّ القضية الجنوبية لولا ان الأقدار ساقته – أي الأستاذ عبدالله – لمقابلة الأخ فادي والتعرف عليه عن قرب ، هنا يقر الأستاذ عبدالله بمدى ماكان يحمله من احكام خاطئة تجاه الأخ فادي ..يقول :" ...واخص بالذكر الأخ فادي باعوم هذا الشاب الذي قابلته مرة اخرى وتعرفت عليه عن قرب وأخطأت بالحكم عليه فهو شاب نشط دؤوب الحركة ، يقبل النقد يعترف باخطائه لايمانع من التصحيح والتجديد والأستماع والتعلم ، نختلف في وجهات النظر المرحلية ونتفق على الجوهرية منها ....".

موقف اخلاقي عظيم يحسب للأستاذ عبدالله ، ليس لأنه اشاد بما يتحلى به الأخ فادي من مزايا ، ففادي هو في النهاية انسان يصيب ويخطيء طالما هو يناضل ويعمل ، ولكن لأنه موقف كشف عن خصلة حميدة كم نحن – واقصد المشتغلين او المنشغلين بقضايا الفكر والثقافة ذات الأرتباط بالقضايا العامة للناس – بحاجة ماسة جدا ان نتحلى بها ...اقول كشف عن ميزة اخلاقية حميدة وهي ميزة توجيه النقد الذاتي للذات وخلق الأعتراف بالخطأ – بغض النظر عن طبيعة او كينونة هذا الخطأ من حيت صحته او بطلانه - ، وبقدر ماانه موقف كشف عن تلك الميزة الأخلاقية الحميدة بقدر ماانه يدفع ايضا للتساؤل عن مدى او كمية الأحكام الخاطئة والتصورات والرؤى الباطلة حول القضية الجنوبية ومشروعها الأستقلالي التحرري الجنوبي ، والتي يحملها اليوم اخواننا اؤلئك المعادون لهذه القضية !!

- رسالتان :-

- لم يكن متوقعا ان يكون الدكتور الفاضل عبدالله باحاج بتلك الحالة من العصبية التي لم يعهدها عنه محبوه وعارفوه وقراؤه ، وهو يوصّف القضية الجنوبية بقوله بأنها " قضية مفتعلة " بما يحمله هذا التوصيف من معاني الأستخفاف بأرواح بريئة زهقت في سبيلها وجرحى ومعاقين، وعدم التقدير والأعتبار لكل التضحيات التي بذلها ويبذلها اهلنا في حضرموت وغيرها ، هذه القضية التي اعترف الدكتور الفاضل بمشروعيتها وعدالتها في بيان اشهار" جبهة انقاذ حضرموت " كيف له اليوم يوصّفها بانها " مفتعلة " ؟ مايؤلم حقا ليس استخدام الفاظ قاسية ، فقد قيلت الفاظ وتوصيفات غاية في القبح والبشاعة ضد هذه القضية ، ورؤى وافكار غاية في السخف والأستهتار ، مايؤلم حقا ان تصدر عن شخصية اكاديمية حضرمية مثقفة ومدركة لحقائق الأشياء والمفتعل والمزيف منها ، شخصية خلوقة وهادئة الطباع ، طيبة المعشر ، ومتواضعة التعامل كشخصية د. عبدالله . وكما يقال لكل جواد كبوة !!

- من الواجب تقديم كل الشكر والتقدير لكافة الأخوة القراء والمعقبين على مااطرحه من آراء ، فقط اتمنى ان تعكس كافة التعقيبات المؤيد منها والمعارض قدرا من أدب الأختلاف مع الآخر ، وماأجمل قول امامنا الشافعي – رضي الله عنه – في هذا الجانب :

"رأئي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب " والله المستعان .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس