الموضوع: أطفـالنــا
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2008, 07:47 PM   #24
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس :
عقدة الشعور بالنقص

وقعت عيني على مقال جيد من جزأين في إحدى الواقع ، لم أحظ بقراءة الجزء الأول ، للأستـاذ كريم المحروس ، فنقلت إليكم بتصرف: الجزء الثاني الخاص بالحقد والحسد.
الأستاذ كريم المحروس
الحقد والحسد

قد يصل أحدهم إلى مكانة اجتماعية أو منصب رفيع في إحدى المؤسسات الرسمية أو الأهلية نتيجة تفانيه وإخلاصه في عمله ، إلا أن ذلك قد لا يروق لأحدهم فتراه يسعى لإسقاط قدره أمام الآخرين فيتهمه بتهم واهية ويكن له الحقد لأنه خسر مكانة ومنصبا كان يطمح إليه بدون أن يقدم من نفسه شيئا .
روي أن فقيرا مر على قصر المأمون العباسي ، وحينما أخذته روعة القصر وجماله ونعيمه انشد شعرا:
( يا قصر جمع فيك اللؤم والشؤم = متى تعربد في أجوائك البوم ).

فسمع المأمون بيته فأمر بإحضاره . وسأله عن سبب هذه الأبيات . فأجاب الفقير بأن سبب ذلك هو فقره المدقع الذي يعيش والذي يقابله نعيم وترف في القصر . فحقد هذا الفقير على القصر عبر عنه بأمنية تمنى فيها أن يتحول القصر إلى خربة تعشعش فيها البوم ، ولأن في هذا التحول فرصة ليتمكن من خلالها الفقير من دخول القصر كي يجد فيه مستراحا أو كسرة خبز تخفف ألم جوعته .
فالحقد ومهمات الإسقاط حالات تعويض تعبر عن نقص في الشخصية لا يجرؤا على أثرها صاحبها مواجهة الحقيقة بل يلجأ إلى وسيلة العاجزين . (وقد وقعت حادثة في سنة 1929م خلفت حساسية وطنية داخل الدوائر التعليمية . تدفق المثقفون من جميع أنحاء أمريكا إلى شيكاغو للاطلاع على المشكلة .

فمنذ سنوات قليلة قدم شاب اسمه (روبرت هاتشينز) إلى (بيل) ، حيث عمل نادلا وحطابا ومدرسا وبائع ملبوسات .والآن وبعد مضي ثماني سنوات ، انتخب رئيسا لإحدى اكبر الجامعات الأربع في أمريكا ، جامعة شيكاغو . وكم يبلغ من العمر ؟ ثلاثون سنة ! ، أمر لا يصدق ! حرك المثقفون رؤوسهم دهشة ، وجاء الانتقاد مزمجرا حول الفتى المدهش ، (انه كذا وكذا) – (صغيرا جدا تعوزه الخبرة)- (أفكاره العلمية ضئيلة) . حتى أن الصحف شاركت في التهجم عليه .

وفي يوم انتخابه ، قال صديق لوالد (روبرت هاتشينز) : فوجئت هذا الصباح عندما قرأت في الصحف مقالات تهاجم ابنك !. أجاب (هتشينز) الأب: نعم ، كان كلام الصحف قاسيا ، لكن تذكر أن لا أحد يرفس كلبا ميتا ، أي كلما كان الكلب مهما ، كلما ازدادت قناعة الناس في المضي في رفسه ) .
التوقيع :