عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2013, 03:21 PM   #27
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة الثالثة عشرة:ابن زريق البغدادي: المتوقي سنة 420 هـ / 1029 م) هو أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي شاعر عباسي. ارتحل ابن زريق البغدادي عن موطنه الأصلي في بغداد قاصداً بلاد الأندلس، عله يجد فيها من لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره، ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص، من أجلها يهاجر ويسافر ويغترب وفي الأندلس - كما تقول لنا الروايات والأخبار المتناثرة - يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم، لكن التوفيق لا يصاحبه إذ يظلمه رب العمل،ولم يدفع له أجره بل ماطله وضاق به الحال وقرر السف, وفي الطريق يمرض ويشتد به المرض وتكون نهايته في الغربة ؛ ويضيف الرواة بعداً جديداً للمأساة، فيقولون أن القصيدة التي لا يعرف له شعرٌ سواها وجدت معه عند وفاته سنة أربعمائة وعشرين من الهجرة.
اخترت لك من قصيدته وهو يخاطب ابن زريق زوجته الأبيات التالية:

لا تعذليه فان العذل يولعــــــــــــــــه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعـــــــــه

جاوزت في نصحه حدا اضر بـــــــه
من حيث قدرت ان النصح ينفعـــــه

فاستعملي الرفق في تانيبه بــــــدلا
من عنفه فهو مضنى القلب موجعه

يكفيه من لوعة التشتيت ان لــــــه
من النوى كل يوم ما يروعــــــــــه

ماآب من سفر الا وازعجــــــــــــه
عزم الى سفر بالرغم يزمعـــــــــه

كأنما هو في حل ومرتحــــــــــــــل
موكل بفضاء الله يذرعــــــــــــــــه

استودع الله في بغداد لي قمـــــــرا
بالكرخ من فلك الازرار مطلعــــه

ودعته وبودي لو يودعنـــــــــــــي
صفو الحياة واني لا اودعــــــــــه

وكم تشبثت بي يوم الرحيل ضحى
وادمعي مستهلات وادمعـــــــــــه

ما كنت احسب ان الدهر يفجعني
به ولا ان بي الايام تفجعــــــــــه

حتى جرى الدهر فيما بيننا بيــد
عسراء تمنعني حقي وتمنعــــه

وان تغل احدا منا منيتــــــــــــه
لا بد في غده الثاني سيتبعــــــه

وان يدم ابدا هذا الفراق لــــنا
فما الذي بقضاء الله نصنعــــه
  رد مع اقتباس