عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2015, 02:39 PM   #171
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

الجمعة 12 يونيو 2015 07:17 مساءً
عدن تئن من أمراء الحروب

احمد ناصر حميدان
صفحة الكاتب
عدن .. سمموها بدائهم فحاصروها
أتركوا ..عدن أيقونة المدنية
ما إن تمروا من أرضا ..إلا وأحرقتموها
قوى العنف ..كارثة وطنية بكل المقاييس
يجتاحون عدن كمنبع .. الحركة العمالية والوطنية
-----------------------------------------------

كنت في جولة مع صديقي الفنان والمخرج المتألق قاسم عمر لتفقد منزله تحركنا من المنصورة صوب المعلى والقلوعة مرورا بخور مكسر وكريتر عبر خط جولة العلم ذهابا إياب صدمنا مما شاهدناه من مناظر مؤلمه في بدايتها شباب من المقاومة الشعبية في الخطوط الأمامية مشبعين بالعزيمة والإصرار على النصر والاستبسال عن الدفاع على الأرض والعرض في مدينة زج بها في حرب عبثية ومأساوية غير مشروعة لاستخدامها كوسيلة ضغط على الخصوم عدن هي تلك المدينة المظلومة دائما في صراعاتهم العبثية المدمرة يصبون غضبهم فيها لحقدهم الدفين على سلميتها ومدنيتها ورقيها وثقافتها وفكر أبنائها المميز والمتألق وفي الطرف الأخر يتمترس مقاتلي الحوثي والمخلوع معظمهم من الأطفال في حالتهم المزرية التي أثرت في نفسي ولم أتوقف عن التفكير في وضعهم الغير أنساني متسألاً هل المبرر الذي يضعونه يستحق كل هذه التضحيات والزج بهولا الأطفال في المحارق كقرابين لأجندات في عقول ونفوس سيدهم وزعيمهم العجوز هل تستحق عدن منهم هذا التوحش والزج بأبنائهم في محاربة او قتل أبناء جلدتهم من المسالمين والمدنيين في مشروع غير وطني ولا شرعية له وما شاهدناه على طول الطريق بين الطرفين آليات ومعدات حربية ومدنية مدمرة ومحروقة بعضها لنقل البضائع والخضار والدجاج وحافلات البشر دلائل على معارك طاحنة استهدفت عدن وحصارها ومنع تزويدها بالغذاء والدواء والاحتياجات اليومية .


دخلنا خورمكسر فصدمت لهول الكارثة و في كريتر قهرت وتحسرت على تاريخ ومعالم لها في حياتي ذكريات وعبر ومعاني وأصالة مدينة تجارية سكنها التنوع البشري من يهود وهندوس وبينيان و اكشوش و واصلت مشواري للمعلى موطني ومسقط راسي فيها حكاياتي في الطفولة والشباب لم أتحمل دمارها فأدمعت عيني وتمزق كبدي ألما أنها المعلى مدينة الميناء ونادي الجزيرة وشارع مدرم والكبسة فيها لي في كل زقاق (زغطوط )وحارة حكاية وكل مدرسة طلاب وزملاء لم أجد فيها غير بعض النفر مقهورين ومتألمين لمدينتهم المحطمة التي تحولت الى خراب ودمار ومساكن خالية تذكرت أمي وأبي رحمهم الله وشارع الصومال والعلاقات الإنسانية بين الناس وقوارير اللبن التي اجلبها لامي من بعض الصومال الساكنين في سفوح جبل شمسان الأبي الشامخ الذي لم يتأثر من توحشهم وطغيانهم صامدا وشامخ معبرا عن قوة وباس الإنسان العدني وهكذا بالنسبة للقلوعة مدينة العمال والمهنيين والفنيين لم تسلم من عبثهم وبطشهم وتدميرهم والتواهي ودار سعد ماسي تبكي تقهر وتؤلم لكن عدن لم تنكسر صحيح أنها مجروحة متأثرة مصابة لكنها صامدة وشامخة وستستعيد روحها بعد ان يحل عنها الطغاة والغزاة هي قابعة في حضن البحر وستبقى كذلك عدن المعروفة بأصالتها وشموخها ومعالمها التي حاولوا مرارا سلبها وتشويه جمالها ورونقها الأخاذ وقابلت الكثير من المتألمين والمقهورين لكنهم لم ينكسروا وصامدون ويقولون ستعود عدن مدينة الحب والسلام .

كثيرا هي الأسالة التي تحير ماذا يريدون من عدن لم تكن يوما مصدر إزعاج لأحد قبلت واحتضنت الجميع دون استثناء ومصدر تنوير علمي وفكري وثقافي ونضالي للكل فيها اجتمع المناضلين والمفكرين والكتاب والشعراء والفن والفنانين ومنها انطلقوا الى رحاب اليمن والمنطقة والجزيرة ارتبطت تاريخا بالجميع كإرث ومنها انتقل اليمنيون الى أصقاع المعمورة و العالم ونقلوا تجاربهم منها واليها عدن كان الحاضنة لكل خيراتهم الرافضة لكل شرورهم فهل هذا جزائها او حقدا من الأشرار على مواقفها الوطنية والإنسانية .

أتسال كأحد أبناء هذه المدينة الفاضلة متى تحيد عدن وتجنبونها أضرار صراعاتكم ومهازلكم وطيشكم وتهوركم على الوطن والإنسان لتبقى ومنطقة أمنه تذوب و تتلاشى فيها خلافاتكم لنستطيع نعيش ونتعايش بحب وسلام و وئام لتكن مدينة لكل مدني ومواطن يقدس الحياة ويكره القتل والصراع والتأمر والدس والدسائس مدينة المواطنة والعدل والمساواة مدينة تجارية وحرة مصدر خير للجميع فيها القانون متسيد والنظام سلطان والحكم للشعب نواة للدولة المدنية لينعم الوطن بالخير والأمن والأمان عدن الشقيقة الكبرى لمواني العالم بعد نيويورك قبل هونج كونج ودبي ولازالت قابلة للتنافس لكنها مكبلة بتخلفكم وبطشكم وجشعكم اذا تحررت من كل هذا فستنطلق للامام متجاوزه كل المعوقات وبها من الرجال والكوادر والكفاءات القادرة على رفعها لدرجة متقدم بين مواني العالم هل يمكن ان يتحقق ذلك ام نحن بحاجة لثورة خاصة لعدن لتنعم بخيراتها وأمنها واستقرارها ومدنيتها وتبا لكم ولعبثكم وجشعكم وعنجهيتكم اذا ما فيكم خير لهذا الوطن المعطاة و ستعيش عدن بكم او بدونكم .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس