مشائخ يدفعون باتجاه «وساطة سعودية» لإنهـاء الحرب فـــي صعدة

[حد من الوادي]

مشائخ يدفعون باتجاه «وساطة سعودية» لإنهـاء الحرب فـــي صعدة


* صنعاء- صعدة: “الشارع”

* بني حشيش: مانع المطري

سلسلة اجتماعات عقدها مشائخ صعدة، خلال الأسبوع، انتهت إلى طريق مسدود بالمعنى المجازي والحرفي أيضا.

فمشاورات المشائخ التي أجروها في ما بينهم عقب عودتهم إلى صعدة بعد لقائهم بالرئيس في صنعاء، الأسبوع قبل الماضي، لم تفلح في الوصول إلى تصور موحد بشأن الخيارات المناسبة للعمل على إيقاف الحرب، وهو التصور الذي وعدوا الرئيس بإنجازه، كما أن عودتهم إلى العاصمة للقاء جديد مع الرئيس، حدد خلال اللقاء الماضي، تعذرت أيضا بسبب توقف الحركة في مطار صعدة، الذي تدور معارك قريبا منه، وانقطاع الطريق البرية إلى صنعاء.

وطبقا لمصدر قبلي، فإن آخر اجتماع عقده هؤلاء المشائخ كان مساء أمس الأول، الخميس، واستضافه الشيخ فيصل مناع في منزله بصعدة، ولم يخرج الاجتماع بجديد، إذ حافظ مشائخ القبائل على الانقسام في وجهات النظر الذي سيطر على كل لقاءاتهم السابقة، ويتمثل الانقسام في 3 خيارات تحاول كل مجموعة منهم الدفع لتبني واحد منها: هناك مشائخ يرون أن لا إمكانية لإيقاف الحرب إلا بتدخل من المملكة العربية السعودية كوسيط لإبرام اتفاق جديد بين الحوثيين والحكومة، ويقف على رأس المشائخ المتبنين لهذا الرأي الشيخ فيصل مناع، فيما الاتجاه الثاني يدفع نحو خيار “الحل الداخلي” عبر وساطة وطنية، وبين المتحمسين لهذا الخيار الشيخ فارس مناع، بينما الفريق الثالث هو الفريق الذي يتبنى العودة إلى الوساطة القطرية، ومن هذا الفريق عضوا مجلس النواب الشيخ عثمان مجلي والشيخ عبد السلام هشول. وأشار المصدر إلى أن الأخيرين تتراجع حظوظ تبني خيارهم باطراد بعد أن كان اتفاق الدوحة محل إجماع قبل اللقاء الأخير مع الرئيس.

وتدفع أطراف باتجاه الاستعانة بوساطة سعودية، وطرح بعض المشائخ أثناء لقاءاتهم أن من غير الممكن أن يتحقق إيقاف نهائي للحرب ما لم يكن الطرف الوسيط دولة إقليمية لديها قدرات مالية كافية للإسهام في إعادة إعمار ما دمرته الحرب على النحو الذي كانت قطر التزمت به خلال قيامها بجهود الوساطة الأخيرة.

ويتوقع مراقبون أن ما قد يجمع عليه مشائخ صعدة قد يتبناه رئيس الجمهورية، خصوصا مع تفاقم مشكلة الجيش وازدياد الضغوط المحلية والدولية، وهو الواقع الذي بدأ معه خطاب الإعلام الرسمي يتحدث عن “اقتراب الحسم” في مناطق القتال، وهو الحديث الذي يشير إلى نوايا حكومية بإيقاف الحرب.

على صعيد متصل قالت مصادر قبلية في مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء إن ضغوطاً كبيرة تمارسها قيادات عليا في الدولة على عدد من مشائخ ووجهاء المديرية لإقناعهم بضرورة القتال إلى جانب القوات الحكومية.

وعقدت عدة لقاءات، خلال الأسبوع الماضي، فردية وجماعية، بين مسؤولين كبار وعدد من المشائخ، لبحث هذه القضية، قدمت خلالها السلطة عروضا مغرية للقبائل.

وفيما أكدت المصادر استجابة قبيلتي آل الحنمي وآل مساعد لمساندة القوات الحكومية, أشارت إلى رفض قرى وقبائل أخرى تلبية الطلب، فيما آخرون طلبوا منحهم مهلة لأخذ رأي أبناء قبائلهم.

يأتي هذا الضغط على قبائل بني حشيش بفعل عدم قدرة قوات الجيش على تحقيق تقدم ميداني نحو المعاقل الرئيسية للحوثيين، وعدم تمكنها من استخدام القصف الصاروخي والجوي الذي يسبب قلقاً كبيراً داخل العاصمة على المستويين المحلي والدولي.

وتواصلت المواجهات بين قوات الجيش وأنصار الحوثي في مناطق متعددة بالمديرية، حيث نفذ الحوثيون, ليل الثلثاء الماضي, عدة هجمات سريعة على المواقع التي يتمركز فيها الجيش في محيط قرى الشرية وقاع غضران استخدمت فيها مدافع الهاون وقذائف الـ آر بي جي، فيما ردت قوات الجيش بقصف مدفعي مكثف على مناطق تمركز الحوثيين في الشرية وغضران ودكم حنظل.

وفي وادي رجام, المعقل الرئيس للحوثيين, أكدت معلومات “الشارع” حدوث معارك عنيفة استمرت حتى مساء الأربعاء, بعد أن حاولت القوات الحكومية تحقيق تقدم في الوادي بمساعدة مجاميع قبلية من بيت الحنمي.

على ذات الصعيد استمرت المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والحوثيين, مساء الأربعاء والخميس, في قرى شوكان والحيوف وبريان التي تتبع إدارياً مديرية الطيال – خولان.

وقالت مصادر محلية إن استمرار الحصار المفروض على المديرية ومنع دخول المواد الغذائية والمحروقات دفع عدداً من الأهالي في المنطقة إلى رفع السلاح في وجه القوات الحكومية، خصوصاً بعد أن قامت قبائل موالية للدولة في منطقة بني سحام –خولان الطيال- بقطع الطريق الوحيد الذي لجأ إليه أبناء مديرية بني حشيش لإدخال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى مناطقهم.

إلى ذلك، قال شهود عيان لـ”الشارع” إنهم شاهدوا مجاميع مسلحة من أنصار الحوثي, الثلاثاء الماضي, يجوبون شوارع مركز مديرية بني حشيش “بيت السيد” في خطوة استعراضية لسيطرتهم على الوضع وتمكنهم من التحرك بحرية في المديرية. ولفت نظر شهود العيان مغادرة أنصار الحوثي السوق دون أن يتزودوا بأية مواد أو احتياجات، في إشارة

إلى عدم تأثرهم بالحصار وامتلاكهم احتياطياً كبيراً من المواد والاحتياجات.

من جهة أخرى أفاد “الشارع” أحد المعتقلين، أفرج عنه قبل أيام من سجن المنطقة الأمنية بالحتارش, أن عدد المعتقلين على ذمة الأحداث التي شهدتها مديرية بني حشيش في سجن الحتارش يتجاوز 150 معتقلاً, بينهم 5 من أبناء مديرية نهم و3 من أبناء محافظة ريمة.

وأوضح أن المعتقلين تكتظ بهم غرف صغيرة مظلمة وسط إجراءات مشددة، ويخضع معظمهم لتحقيقات مكثفة. وأكد أنه تم ترحيل عدد منهم إلى سجون العاصمة, لافتاً إلى أن بعض المعتقلين اقتيدوا إلى السجن بسبب عدم حملهم بطائق شخصية.