المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي



شعوذه بريئه

الســقيفه العـامه


 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-06-2009, 11:04 AM   #1
ضوء من بين العكر
حال جديد
 
الصورة الرمزية ضوء من بين العكر

افتراضي شعوذه بريئه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة اعجبتني حبيت انكم تشاركوني اياها وان شاء الله ماحد يطلع ويحذفها

عبدالاه السيّد رجل سبعيني كان يقطن في تلك الحارة يمتلك دكانًا صغير ومسجد كان قد بناه من حُرّ ماله , وكان هذاالسيد
معروف في الحارة بشعوذته والشعوذة كانت سابقًا من العلوم الحسنة التي يظن بها الناس حُسنًا .. فيلجأون للسيد عند أية مشكلة

وللأمانة فقد كان السيد لا يستخدم شعوذته في الإضرار بالناس وبما يملكون ؛ كما كنت قد ذكرت سابقًا عن مشعوذ خلوق
وهو بن عاطف من قبيلة صُبح السالمية الحربية .. فهذا السيد مثل بن عاطف بل وقد كان يستخدم شعوذته في مساعدة الناس

فالجهل والنية الحسنة كانا يحتلان من عقول الناس نسبة متكافئة - سابقًا -؟

أما عائلة السيد فهي تسكن في منتصف الحارة القديمة وهي عائلة كبيرة جدًا .. و عبدالاه هذا .. كان زعيمها وكبيرها
وكان من كبار الحارة بحكم أنه رجل كبيروخبير وله علاقات قوية ومميزة مع أهل الحارة والحواري الأخرى أيضًا

يقال أن رجلا ً جاء إلى عبدالاه السيد وفي يده طفل صغير لا يريد الذهاب إلى المدرسة .. فدخل إلى دكانه ودار هذا الحوار :

الرجل : السلام عليكم
السيد : يا هلا يابو فلان وعليكم السلام ( قبلة على جبين الطفل )
الرجل : يا عبدالاه شوف ذا الوليد له اسبوع مسجل بالمدرسة ولا طبّها
السيد : ههههههه .. فيه إستاد يهاوشك هناك ؟
الطفل : لا ( بخوف ) .؟
السيد : ايييييييه ( بنظرة بعيدة )

ثم قام السيد من مكانه وذهب لزير قريب في دكانه .. و أخذ الطاسة وملأها من الزير ماءً طبيعيًا - مو مدنبش- .؟
ثم تمتم في الطاسة بعبارات غريبة و " تف تف تف " ثم اعطاها للطفل وقال : اشرب .. فبدأ الطفل بالشرب من الطاسة

فوجّه له السيد صفعة قوية سريعة حينها صرخ الطفل وبكى .فابتسم السيد لوالد الطفل وقال : بكرة أول يوم دراسي له
كان الناس على يقين أن هذا السيد يمتلك من العلم ما يجعل من الحارة فرعًا آخرًا لمدينة أفلاطون الفاضلة

وكان يأخذ من الناس كل التقدير والإحترام على ما يبذل .. غير أن عطاؤه لم يكن إلا بطلب مباشر من الناس
فهو شخص هادئ لا يضر إلا من أراد به ِ ضررًا , ويقال أن أحد الصبية يدعى ابراهيم - وهو من الأشقياء -

كان يدربي على السيد من أعلى الحارة عجلات السيارات المتآكلة .. والسيد رجل كبير يحاول أن يتفادى
هذه العجلات بصعوبة .. وسط ضحكات صارخة من بقية الصبية , حتى ضربت ساعة الصفر وصفّرت

فصرخ السيد : والله يا برهوم إن كان ما تروّق لا تشوف شيء عمرك ما شفته , غير أن الطفل لم يلق ِ بالًا لتهديداته
وعاد لمنزله بعد أن قضى يومًا مناسبًا مع السيد إلا أن يومه مع السيد لم ينته ِ في الحقيقة .. ففي منتصف تلك الليلة الهادئة

استيقظت والدة برهوم على صراخ برهومة

الوالدة : وش فيك يا وليدي ( بهلع وخوف ودمعة حائرة )
برهومة : يمه الداب يمه
الوالدة : أي داب .؟
برهومة : يمه لا ياكلك تراه على طرف ثوبك
الوالدة : يا ولدي هذه ملعقة
ابراهيم : يمه والله داب والله داب
الوالدة : آذيت السيّد يالملعون .؟
برهومة : إهئ إهئ إهئ
الوالدة : الصباح رباح

ومن بكرة الصبح وقبل أن يفتح السيّد دكانه وجد برهومة ووالدته ينتظرونه .. فضحك ضحكة المنتصر
وقال : يا أم ابراهيم ترى ولدك قلنا له اعقل مرة وثنتين وما سمع الكلام أم ابراهيم : خله يستاهل ما جاه

لكن العذر من الله ثم منك يالسيّد .. هذاني جايبته لك يعتذر .. حينها ركض ابراهيم نحو السيد باكيًا يقبّل يديه
ينهره السيد عن ذلك : خلاص خلاص بس لا تعوّدها .. شفت ان كان جاني أحد يشتكي منك يا ويلك يا إبراهيم

والله خلاص يا جد .. والله خلاص ياجد .. والله ايييييييي .. إهئ إهئ إهئ .. تفتح أم ابراهيم عباءتها وتدخل إبنها بداخلها
. وتكمل مسيرتها نحو أم جميل , وهي مطمئنة أن ولدها لن يرى الملعقة إلا على هيئتها الحقيقية بعد أن نال رضى السيد

بالرغم أن السيد كان يتجنب هذه المشاكل قدر المستطاع .. إلا أن البعض كان يبحث عن المشاكل مع السيّد
كنوع من التميّز .. فأنا الوحيد الذي لا يخاف من السيد .. مع أنه رجل طيب , فكان هناك ظهور لمشعوذ آخر

وهو مشعوذ مضروب .. بلغة سعيد صالح مشعوذ ( فشينك , , تحصيل حاصل يعني أي كلام ) كان هذا المشعوذ الفشينك
يدعى " قاضي " وهو على عكس السيد ويشابهه في نفس الوقت .. فهو أيضًا يمتلك دكانًا في أول الحارة وقاطّ في مسجد

يجلس قاضي خارج دكانه على كرسي حديدي .. يتفحّص كُل الأوجه المارّة - باستثناء النساء - تفحّص غريب مثير للإشمئزاز
وفجأة .! تهجم البلدية على دكان قاضي هجوم مؤدب يتقدّمه شابّ ثلاثيني من لجنة الكشف على المواد الغذائية ومعه مرافقين

يدخل الشاب للدكان بعد أن حيّا العم قاضي تحية الصباح " صبّحك الله بالخير يا عم " هاااه .! هلا هلا حياك
جهّز الشاب ورقة صغيرة وقلم .. ليبدأ بالتنويه على المواد التي شارفت على إنتهاء صلاحيتها المقررة في المعلبات

أناناس معلب : تاريخ الإنتهاء 1385
سمن أبو شوكة وملعقة : تاريخ الإنتهاء 1384
تونة : 1386
عصير مانجو معلّب : 1386
بسكوت شاي : 1387

الله الله الله الله .. عم قاضي .؟ يا عم قاضي ؟ الله يهديك بس يا عم ترى ثلاث أرباع بضاعتك منتهية من 4 سنوات
يرد العم قاضي بيأس : يا وْلِدِي أنا منتهية صلاحيتي من 4 سنوات .. ينفجر الموظف ضحكًا من هذا الرد السريع

ويردف : يا عم حنا ذحين بعام 1389 و أجدّ بضاعة لك منتهية من حولين .. تراني ماني مقيّد عليك مخالفة
بس يا عم تكفى طالبك .. غيّرها ترى ربعك وعيالك و أهل حارتك بيمرضون من بلاويها .. هَيْ فمان الله

وحدث أن مات السيد وحزنت الحارة لموته .. واشتد ضيق الناس وتعطّلت أمورهم خصوصًا ما يخص الرقية وشأنها
فانتهز هذه الفرصة منافسه التقليدي عم قاضي و أمسك بالحارة بين قبضته وكأنه كبيرها كما يتراءى له في مرآته


وانكبّ الناس عليه طلبًا في رقية أو تفلة أو أي فِعل يطرد الشر و يجلب الخير ؛ غير أن الناس فطنت لأمر شعوذته الفشينك
وبدأوا بمحاولة تقبل الحارة بدون السيد أو غيره من المشعوذين حتى أغلق قاضي دكانه لأن " ما حد .. كما حد "


وتوتة توتة خلصت الحدوتة.

التعديل الأخير تم بواسطة ضوء من بين العكر ; 05-06-2009 الساعة 11:57 AM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas