(( الوحدة : عاهرة الأشقياء ))

[شعاع الجنوب]

سُحقاً لكِ ياوحدة العُهرِ والفحش
و بُعداً لكِ يافاتنة البغاء
قُبحاً لمن إرتضاكِ سفاحاً
قبحاً لكِ وتعساً لأولئك الأبناء
بعلكِ الديوث متفاخراً بين الرعاع بحسنكِ
أشيمط يرتدي عمامة الأتقياء
ينادي في عيد ميلادك المشؤم
أن عاشت عاهرة الأشقياء
ذاك حجّاج عصرنا
خاطباً فوق المنابر بأكاذيبه السوداء
ضارباً دفوف حربه
ومن حوله فسق الرعية يرقصون غدراً
حين غاب بدر المساء
وساسة القوم ينعقون على أجداث الكرام
خلف تباريك ذوي اللحى الحمراء
وحدة لم يباركها الإله
ولم تكن في يومٍ من شرعةِ الأنبياء
وحدة الغدر والظلم والذل
وحدة الكبت والقهر والقتل
وحدة طعنت خاصرة الشرفاء
كانت أيادٍ مددناها
وأفئدة وهبناها
وسقنا لأجل وحدة
أرضنا والسماء
ومن أضغاث أحلامنا
نسجنا خميلة المحبة
وفرشنا الأرض وروداً
عبقاً من وحدة الإخاء
حتى عدا الذئب علينا
وبات الذئب من الأبرياء
عشرون عاماً والليالي كئيبة
عشرون عاماً ..!
ووضح النهار خافت الأضواء
سنواتٍ عجاف
أدمت الآمال فينا
وأيبست بواسقها الخضراء
وسنابل الخير المؤمّلة
قد أجهضتها ديمومة الإنحناء
فاليوم لا وكلا لن نعود لوحدة
هي ثورة حتى الجلاء
يابنو الأكارم هبّوا
فلنا اليوم ثأراً نسترده
بدماء الأزكياء
لن يسكتوا صوت الحق فينا
فعهداً عهداً للشهداء
وسُحقاً لكِ ياوحدة العُهرِ والفحش
و بُعداً لكِ يافاتنة البغاء
سنسقط يوماً راياتك الحُمر على أرض الإباء