ما الذي يحتاجه الجنوب ليحصد ثمرة الحراك ؟ وهوالاستقلال

[حد من الوادي]

الكاتب : شبكة الطيف || بتاريخ : الإثنين 14-09-2009

عنوان النص : ما الذي يحتاجه الجنوب ليحصد ثمرة الحراك ؟
:
الطيف - بقلم - حسام الســلاّمي


بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
اختلط الحابل بالنابل، وهاجت الحناجر وصُفّدت العقول، وثورة، ثورة حتى.... الثورة !!!! وإما معنا أو أنت ضدنا، وإما أبيض أو أسود .........
هذا هو حال أبناء الجنوب !! حال مؤسف يدعو البكم للصراخ، ما هكذا تورد الإبل يا جنوبيون، فأنتم أصحاب حق، ولنيل الحقوق طرق ومسالك ودروب متنوعة، منها الملتوي ومنها المستقيم، منها الظاهر ومنها الباطن، منها المعلن ومنها المستور....


لقد تساءل الكثير من الكتاب العرب مراراً حول سبب عصبية إعلاميو الحراك الجنوبي في اليمن؟؟ وكان رصدهم حقيقي ومحايد وبعيد عن أي مصلحة أو منفعة .. فهذه العصبية والانفعالات الغير محسوبة إذا ما استمرت قد تهدم ما تم بناءه في صرح الحراك الجنوبي السلمي ، وتهدر الفرصة الثمينة التي اقترب أبناء الجنوب من حصدها أكثر من أي وقت مضى ، وتنسف كل ما تم عمله بشأن التسامح والتصالح الجنوبي .. فأي تسامح وتصالح وسط مثل ما نقرأه من اتهامات بالتخوين لعدد من القيادات التاريخية للجنوب !!! كيف يمكن لأي جنوبي أو حتى شمالي أو حتى مراقب محايد من خارج الوطن أن يثق بقدرة الجنوبيين على التسامح والتصالح ونسيان الصفحات السود في تاريخ الصراعات الجنوبية - الجنوبية ، وأن الجنوبيون قد صارت يدهم واحدة ، وروحهم واحدة ، وقلوبهم على قلب رجل واحد ، وكل يوم نقرأ ما يبعدنا عن الهدف المنشود ، ويعيدنا للوراء أميال بعد تقدمنا خطوات مليئة بالتضحيات ، والشهداء ، والجرحى ...



هل هناك خط أحمر في السياسة ؟

لقد قرأنا كتابات أعدها نسخة طبق الأصل لما صدح به النظام كل يوم في وسائل الإعلام المختلفة ، وهو ذلك الخط الأحمر الذي أصبح رديفاً للدماء الحمراء النقية التي تسيل في جنوبنا الحبيب ، فبهذا الخط الأحمر سمح النظام لنفسه استباحة الحرمات، وإزهاق الأرواح التي حرم الله ، وقلب الباطل حقاً .... ولكن تلك الكتابات الجنوبية انجرت خلف ذلك الخط الأحمر ورسمت واحداً لها لتحصر وتضيق على نفسها بدل الاتجاه نحو السعة، وتصلبت آراءها بدلاً من المرونة، ونتج عن ذلك آراءً متشنجة، متسرعة، تبعّد أكثر ما تقرّب، بل تهدم أكثر ما تبني .. فليس هناك قول أو رأي أو فكر لا يقبل الأخذ والرد، والنقاش والتمحيص، إلا أوامر الله ونواهيه، حتى كلام الله ، سمح رب الكون لأهل العلم بالاجتهاد فيه واستنباط الأحكام منه !!! فالسياسة لغوياً مشتقة من سَاسَ ويَسُوس، أي الانصراف إلى معالجة الأمور، وبالتالي فإن أي أمر لا يمكن معالجته بأسلوب واحد، ولا يمكن أن يتم حل مشكلته بوضع خطوط حمر، بل من خلال الانفتاح على كل الآراء ، وطرق كل الأبواب ، واستعراض الحلول المتاحة ، وسلك السبل الممكنة، أما غير ذلك فهو رعونة، وجمود وتحجر .....



النصح والنقد مقبول .. والاتهام والتخوين مذموم ...

بالعودة للمقالات والكتابات التي تتهم وتخوّن قيادات جنوبية تاريخية بارزة ، فإننا لا نجد بداً من التذكير لعل الذكرى تنفع الجنوبيين ، فإن من طالتهم تلك الكتابات بدءً بالرئيس / علي سالم البيض، وأخيراً الرئيس / علي ناصر محمد ودولة رئيس الوزراء / حيدر أبوبكر العطاس ، وربما تضاف أسماء أخرى مستقبلاً !!! جميعهم عمل ويعمل بلا كلل من أجل الجنوب وقضيته العادلة ، ويعتبرون رموزاً للجنوب من الواجب احترامهم وتقديرهم حتى لو اختلف أحد معهم ، فلكلٍ منهم له أسلوب وطريقة يراها هو مناسبة طالما في النهاية تهدف للوصول لرغبات وأمنيات أبناء الجنوب في حلٍ عادل لقضيتهم العادلة ، فنقد آراءهم ومناقشتهم ومحاورتهم ونصحهم مقبول بل نؤيده، ولكننا في نفس الوقت نذم أي اتهامات قد توجه لهم من أي نوع، فالمدخل لكسر شوكة الجنوبيين، وتفريق وحدتهم، وتشتيت شملهم هو زرع الشقاق بينهم، وتخوين واتهام قياداتهم ورموزهم التاريخية بالتواطؤ مع نظام صنعاء، والالتفاف على آمال ورغبات أهلهم في الجنوب .



آن الأوان ..

آن الأوان لأمور كثيرة تأخرت ولكنها مازالت مهمة وممكنة التحقيق ، آن الأوان لتجميع وتوحد جهود العمل السياسي في الداخل والخارج ، آن الأوان للتواصل المكثف والمستمر بين الداخل والخارج، بين القيادات التاريخية والقيادات الشابة، وبين من هم في الميدان ومن هم في تخوم المنظمات الدولية والمجتمع الدولي في الخارج، آن الأوان لجمع القيادات الجنوبية التاريخية ورموز الجنوب مع قيادات التنظيمات السياسية الجنوبية في الخارج في مؤتمر وطني، للإعلان عن تشكيل جبهة وطنية موحدة في الخارج ، والتي ستشكل ثقلاً سياسياً كبيراً نحن في أمس الحاجة له في الوقت الراهن، والذي سيجبر دول العالم والمنظمات الدولية على التعاطي مع القضية الجنوبية بشكل أكثر أهمية ، بعد أن تمكن النظام في صنعاء من تحويل الأنظار – ولو بشكل وقتي – عن الجنوب باتجاه صعده ، والتهويل من شأن الحوثيين وخطورتهم على المنطقة الذي نتج عنه تشكيل تحالف يدعم النظام في صنعاء خوفاً من ( الفزاعة ) إيران، آن الأوان لوقف كل الكتابات التي تتهم أو تخوّن أي قيادي جنوبي أكان في الداخل أو الخارج، وأخص بالذكر القيادات التاريخية، والتوجه للتواصل معهم ومد جسور الحوار والتعاون لتقوية عود الحراك الجنوبي بدلاً من تكسيرة .....


والســــــــــــــــلام

حسام الســلاّمي
باحث وناشط سياسي يمني .
[email protected]