تقابلني رسومُكِ بالعتاب ِ = و ينطق دمعُ عينيَ بالجوابِ

[باجرش]

السلام عليكم ورحمة الله

وبعد قضاء تلك الإجازة الممتعة والمتميزة في ربوع الوطن وبين الأهل والأصحاب وقد كانت بالنسبة لي ذات طابع خاص إذ أن القاء كان بعد حنين وغربة قرابة العشرين ونيف من السنين لم تتهيأ لي الظروف فيها بالزيارة وكالعادة لم استطع أن اكتم تلك المواجيد فسجلت بعضها في هذه القصيدة أرجو أن تنال استحسانكم واسمحو لي ان طفت بكم في العربية الفصحى فلم تعدُ
الا الهواية المفضلة لي في هذا الزمان.....

تقابلني رسومُكِ بالعتاب ِ = و ينطق دمعُ عينيَ بالجوابِ
وتشرق فرحةُ الأرواح فينا = بوصلٍ من ربوعك واقترابِ
أليفٌ مَنْ بلهف الشوق يأتي = إليك مذعنُ القلب وصابي
كسيرٌ من بحبك قد تمنى = وأمضى العمرَ يشقى في إغترابِ
رحيلي عنك أفنى ماتبقى = من الجَلَد المبطّن باضطراب ِ
فإن أسلُ فما أسلو بليلى = ولا أنسى بعفرا أو ربابِ
فتلك ربوعُ ما أهوى أحنُّ = لها من فرْط شوقي والمصابِ
وأسلو حين خالجني هواها = وعانقني من الذكرى شبابي
حياتي لهفةٌ كالطير تغدو = لوادي الحب فيها والهضابِ
وتشدو نغمةَََ َََََ العشاق فيها = عصافيرٌ تغرّد بالرحابِ
نسيمٌ من شذى الذكرى وماضٍ = لآباءٍ وأجـــــــــــداد ٍ نجابِ
أخذنا عنهم الآداب حتى = غدت تجري بأوردة الرقاب
شواهدهم تُكَّلمُ عن خصالٍ = وأفعالٍ تُســـــطّر بالكتابِ
فقد صنعوا لنا عزاً وذكراً = وبنياناً يحلَّق بالســـــحابِ
ونورهمُ بوادي النور يغشى = منازلَهمْ وهم تحت الترابِ
فسِرْ ياحادي الذكرى بوادٍ = حوى فيه من المجدِ المهابِ
وباسقُ نخلِهِ بندى صباحٍ = ينمُّ بعشق ليلِهِ و التراب
وتحضنه الشعابُ بكل دفئٍ = كدرعٍ يرتديه من الحرابِ
فمنكِ حضرموتَ المجدُ يبدا = ويزهو غرسه دون إرتيابِ
ومنك الطهرُ بالوجدان ينمو = وفيك الزهد ينفذ بالحجابِ
ومحرابٌ يصلي النسرُ فيه = الى جنب الحمائم والغرابِ
وشعبٌ طاب حتى ظن أن = وما في الناس مثله من مُعابِ
فزاد من تواضعِهِ شموخاً = وأعطى الناس درساً في الحساب

ولعل القريحة تجود باكثرونجد الوقت فنتمها .......
ودمتم أحبه أعزاء