![]() |
#1 |
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
يبدأ من المنزل ولاينتهي في برامج التلفزيون
من دون أن ندري.. نحن نمارس الإرهاب فيما بيننا. هذا يبدو واضحاً، إذا أمعنا النظر في علاقات المحبين فيما بينهم، وعلاقة الأزواج، والعلاقات في محيط العمل، وفي علاقة الآباء مع أبنائهم، وحتّى في علاقات الدول، ثمة (إرهاب) شفوي يمارس في الحوارات واللغة التي تستخدم، وهي التي تحوّل طرفي الحوار إلى غالب ومغلوب، وإلى سيد ومسود. إنها عدائية لفظية أشبه ما تكون بالإرهاب الفكري الذي لا يقل خطورة وعنفاً عن أنواع الإرهاب الأخرى. إن التقارب بين البشر هو هدف سامٍ ونبيل، ولذلك فإن تحقيقه عبر (استراتيجيات مرسومة) يستحق العناء. يصف طبيب النفس الفرنسي جان كونو الحوار القائم اليوم بين البشر بأنه (تراشق عبر الأبراج العالية، حيث يحرص كل إنسان- من خلال ما يسمى تجاوزاً بالحوار- على إثبات ذاته، وفرض رأيه بلغة خاصة به. وفي هذه المباراة الخطابية لابدّ أن يفوز كل من يستطيع تحقيق الرقم الأعلى في الصراخ، ودائماً على حساب ذوي الصوت الأضعف). ويعطي الطبيب مثالاً على هذا (الإرهاب) اللفظي بقوله: قد تبادر امرأة إلى استقبال زوجها بعد تأخره دقائق أو ساعات عن موعد عودته إلى المنزل مساءً بقولها: (هل لاحظت الساعة التي عدت فيها)؟! أو (أين كنت ومع من)؟ لتضيف حكمها القاطع: (في الحقيقة لا يمكنني الثقة بك)!. لعل هذا الإرهاب اللفظي هو القاسم المشترك لعلاقات كثيرة: علاقة الزوجين، وعلاقة الآباء بأبنائهم، والعكس بالعكس، وعلاقة الأصدقاء... كما نشاهده في الشارع وأماكن العمل وفي وسائل الإعلام وعلى ألسنة السياسيين أيضاً... ويقول كونو في هذا الصدد: (الكلمات هي وسيلة يعتمدها البشر للسيطرة على الآخرين ويمنحونها قدرة عجيبة على إخضاع الغير لآرائهم)، وهذا ليس اكتشافاً لم يسبقه إليه أحد، فلطالما كانت اللغة تحمل في طياتها ظل علاقة (السيد والمسود)، ولطالما عبرت عن عدائية طرف من الأطراف يمارسها بستعلاء على طرف آخر بعد أن (يقيد) حريته و(يعتقل) قدرته على الرد بندية. ويستنتج كونو من هذا الواقع (المرضي) أنه: (إذا لم يكن في مقدورنا الخروج من دائرة العلاقات المبنية في معظمها على تأثيم الآخر وتذنيبه وقمعه... فمستشفيات الأمراض العقلية والمصحات النفسية قد تضيق في السنوات المقبلة عن استيعاب عدد المرضى. وإذا لم يكن في وسعنا اختيار الكلمات يكن في وسعنا اختيار الكلمات المنصفة فإنّها (ويقصد الكلمات) تتحول إلى لكمات نوجهها إلى الآخر). - الخروج من الحلقة المفرغة: ويقترح طبيب نفسي آخر (توماس غوردون) اعتماد مجموعة من التقنيات كانت محصلة أبحاث ودراسات قام بها أخصائيون في العلاقات الإنسانية، وأقيمت لها معاهد خاصة في أمريكا وفرنسا وذلك إذا أردنا الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي تفرضها (اللغة الحوارية الإرهابية). وإذا كان مستحيلاً في هذه العجالة استعراض كل التقنيات المقترحة لإقامة حوار متوازن، فإن إحدى المدارس توصي بالآتي: يجب، (مع التحفظ التام على عبارة (يجب) بما توحي به من تناقض مع مبدأ عدم فرض الرأي) تجاوز العقبات الاثنتي عشرة التي تحد من التواصل، والتي تتمثّل في هذه المواقف: إعطاء الأوامر، التهديد، التأنيب أو التبكيت، فرض الحلول، التحليل الذاتي، الانتقاد، الإهانة، التأويل، التأكيد، الممالأة، فرض السؤال، الإهمال، التملص...) باختصار كل المواقف التي من شأنها التعاطي مع الآخر باستعلاء أو تكبّر أو (أستذة) أو تحقير. صيغة المتكلم لا المخاطب ولكن قد يبدو من الصعب جداً وفق هذه التوصيات التعبير عما يريد أحدنا إيصاله للآخر، ومع ذلك فالأساليب الناجحة كثيرة. وعلى سبيل المثال، من الأفضل حين نرغب من الشخص الآخر أن يقدم لنا خدمة أو يحقق لنا طلباً معيناً، اعتماد صيغة المتكلم بدل المخاطب، كأن تقول الأم لإبنها مثلاً: (لست مسرورة بنتائجك المدرسية وأود منك أن تبذل جهداً). بدل أن تقوم له: (عليك أن تتم واجباتك الآن، ستنجزها أم لا)؟. وفي موقع آخر لا يمكن لموظف أن يقنع رئيسه في العمل بعد تكرار تأخره بأعذار واهية، بل إن جرأته في طرح السؤال عما يزعج رئيسه من تأخره قد تكون أكثر جدوى، لأن الحوار هنا يتخذ منحى هادفاً نحو المسؤولية، ما يبعد عن الحوار صيغة إطلاق الأوامر والتبكيت من جهة، وتلقي الأوامر والملاحظات المهنية من جهة أخرى، ودائماً باعتماد صيغة المتكلّم لا المخاطب، وبهذه الطريقة تتاح للطرف المحاوُر الفرصة كي يعدل تصرفه بطيب خاطر، من دون أن يشعر بالستفزاز والنفور. - تغييرات في التكتيك: أمّا إذا ظل الآخر- على رغم ما تقدم- مصّراً على موقفه، فقد يكون من المفيد تغيير الاستراتيجية وانتقال المحاور إلى موقع المصغي وترك الفرصة للآخر أن يعبر عن رأيه، ثم التقاط عناصر كلامه الرئيسة بطريقة لبقة تؤكّد له أن الحوار يتم على الموجة ذاتها، واستدراجه- بالمنطق- إلى اعتماد الرأي الموحد. ولعل هذه الاستراتيجية هي التي يعتمدها المحاورون في المفاوضات السياسية، التي تهدف إلى وضع حلول يقبل بها الطرفان المتحاوران، وفق تدرج يتم على النحو الآتي: 1- التعبير الحر عن وجهات النظر. 2- البحث عن الحلول الممكنة وتقويمها. 3- اختيار الحل. 4- طرق التنفيذ. 5- تقدير النتائج المحتملة. هذه الخطوات تبدو مجهدة، لكنها تحقق المعجزات أحياناً- يقول د. كونو- لأنّها تتيح تصفية مشكلات وصراعات متعددة المنشأ والأسباب، فهي تعتمد على نظرية في الطب النفسي تتمحور حول قواعد العلاقات بين البشر، ربما تكون شبيهة بما ينصح به المسنون المجربون أبنائهم في علاقاتهم مع أبنائهم الصغار أو المراهقين، يدعو أب عجوز فمثلاً إبنه الذي يصطدم أحياناً بعراقيل في إقامة حوار مع ابنه الرافض لقناعاته وتوجيهاته. - نحن اثنان وثلاثة لا فرد واحد: ويضيف كونو: في (اعتماد صيغة المتكلّم يمكن للمحاور تأكيد حقه في إقامة الحوار (الأنا)، وإتاحة الفرصة للمحاور (أنت) أن يعترف بوجود الشخص الآخر، كما أن المشاركة في الحوار تعني فيما تعنيه وجود طرفين وبالتالي اعترافاً ضمنياً بحق كل منهما في إبداء وجهة نظره وموقفه. فالرسالة التي يود المتكلّم تبليغها تفترض شخصاً آخر يتلقاها، وإلا تحولت إلى (مونولوج) منفرد. وهذا ما يعطي الحوار صفة الحرارة ويمنحه قوة تجعله موصلاً جيداً للأفكار). ومن الانتقادات التي قوبلت بها أفكار كونو أنه لا يتطرق إلى ردات الأفعال العفوية والكلام الذي يرتجله بعضهم أحياناً، تعبيراً عن مشاعر معينة تولدّت في مواقف معينة. على هذه الانتقادات يرد كونو بالسؤال: (ومَن قال إنّ العواطف والمواقف والكلام الارتجالي هي التي تحدد العلاقات بين البشر)؟. ثم يتابع مجيباً منتقديه: (إن ما يجعل العلاقات مستقرة ومتينة بين الناس، هو من دون شك الأساس الذي يبنون عليه هذه العلاقات، وأعني التفاهم والتواصل الذهني والعقلي قبل التواصل الذهني والعقلي قبل التواصل العاطفي. لن أدعي بأن الاستراتيجية التي أقترحها بسيطة وسهلة الاعتماد، بل إنها تحتاج إلى جهد عقلي وعاطفي كبير، ولا أظن أن هذا الجهد كثير على هدف سامٍ ونبيل، وهو تحقيق التقارب بين البشر، وجعلهم يتفاهمون على موجة واحدة). أخواني أخواتي إداره وأعضاء تحيه أين نحنا من «الإرهاب اللفظي» في حوارتنامع أولادنا زوجاتنا زملاءنا في العمل ! بمعنى أوسع في تعاملنا العام هل نحنا نمارس الإرهاب اللفظي وهل بشعور أو بدون شعور بإدراك أو بدون إدراك توج الموضوع .... بوجهة نظرك |
![]() |
![]() |
#2 |
غير مسجل
|
![]()
يعطيك العافية يابن فهيد على الموضوع الراائع
مررت مرور سريع الا اني حملته الاعجاب بما طرحت فدم بالف خير وودي |
![]() |
![]() |
#3 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
السامل بن فهيد
كوننا يمنيين نعم ..الأرهاب اللفظي صفة ملازمه في سلوكنا وطريقة عشينا اردنا هذا او ابينا هي قاعده ولكل قاعده سلوك ..وسلوكنا الأرهاب اللفظي حتى مع من نحب ...الأرهاب من صفات اليمني رغم نكرانه له .....هل أنا محق ؟ طبتم ؛؛؛؛؛ |
![]() |
![]() |
#4 | ||
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
أشكر إطرائك الطيب وبورك فيك ونحن مسلمين نتسآآآآآآآئل هل طبقنا شريعتنا في التعامل الانتذكر قوله تعالى لرسوله (لو كنت فض غليظ القلب لأنفظوا من حولك ) |
||
![]() |
![]() |
#5 | ||
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
نحن مسلمون ياخليفي الانتذكر قوله تعالى لرسوله (لو كنت فض غليظ القلب لأنفظوا من حولك ) وكذلك رسولنا حين قال صلوات الله وسلامه عليه (ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شاااااانه ) نحن مسلمين فقط ينقصنا من الإيمان الكثير لنصبح أعلى درجات الاسلام وهو الايمان كيف نكبح السنتنا وتصرفاتنا الا عندما نتذكر أن كل شيء محسوب علينا (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) لتمعن في كتابنا في تهذيب أنفسنا ونستوفي نقصاننا بما تممه لنا صاحب الاخلاق حين قال (إنما بعثت لأتمم لكم مكارم الاخلاق) نقصنا واضح وديننا كامل ونحن مقصرين مسوفين |
||
![]() |
![]() |
#6 |
مشرفة القسم العام
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
(الكلمات) تتحول إلى لكمات نوجهها إلى الآخر
فعلا تجدالبعض يمارس الارهاب اللفظي كثيرا في تعاملاته ، وقد يكون ذلك دون قصد منه إلا انه اعتاد سماعه دوما ... فاعتاد قوله دوما . يعطيك العافية على الانتقاء الموفق للموضوع |
![]() |
![]() |
#7 |
حال قيادي
![]() ![]()
|
![]()
مجتمعاتنا مليئه بالالفاض الارهابيه او الفرضيه ومتعوده على ذالك في زمن الحريات المطلقه لدى الاخرين
هذا ما جعل الكاتب ان يسميه ارهاب لفضي وهو فعلا ارهاب بكل المقا ييس تساعد في عدم تطور المجتع ويغلب عليه طابع التبعيه المطلقه لكل شي يقال له يصبح ليس له راي مهمش في كل الامور حتى في اموره الشخصيه ليس له راي وليس له اسلوب حوار متاقلم مع الزمن والضروف التي حوله السامل بن فهيد ماقلته واقعي تقبل مروري |
![]() |
![]() |
#8 | ||
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
شكرا على المرور الجميل يفرض نفسه اما بخصوص الرقى إلى مستوا أفضل فإتركيز على هذه النقطة على هذه الانتقادات يرد كونو بالسؤال: (ومَن قال إنّ العواطف والمواقف والكلام الارتجالي هي التي تحدد العلاقات بين البشر)؟. ثم يتابع مجيباً منتقديه: (إن ما يجعل العلاقات مستقرة ومتينة بين الناس، هو من دون شك الأساس الذي يبنون عليه هذه العلاقات، وأعني التفاهم والتواصل الذهني والعقلي قبل التواصل الذهني والعقلي قبل التواصل العاطفي. لن أدعي بأن الاستراتيجية التي أقترحها بسيطة وسهلة الاعتماد، بل إنها تحتاج إلى جهد عقلي وعاطفي كبير، ولا أظن أن هذا الجهد كثير على هدف سامٍ ونبيل، وهو تحقيق التقارب بين البشر، وجعلهم يتفاهمون على موجة واحدة). |
||
![]() |
![]() |
#9 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
النقاش جميل والموضوع رائع .....يثبت الموضوع
شكرأ للجميع وللأخ السامل بن فهيد . طبتم ؛؛؛؛؛ |
![]() |
![]() |
#10 | ||
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
اخي الفاضل ما في مجتمعنا ومجتمعكم في اخلاقيات اسلامية هذه هي أخلاقيـات إسـلامـيـه الأخلاق سلوك وسجايا وطبائع وهيئات تتعلق بالإنسان إذا حسنت واستقامت وصلحت في كل ما يصدر عن صاحبها من أقوال وأفعال كانت دليلا واضحا وبرهانا ساطعا على قوة الإيمان، وعلى سلامة الوجدان، وعلى صدق التقيد بما يرضي الخالق عز وجل، بل إن بعض السلف الصالح كان يعتبر الدين هو الأخلاق الكريمة، ويعتبر الأخلاق الكريمة هي الدين. فقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” أنك على دين قويم عظيم.. وقال الإمام ابن القيم الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين حسن الخلق وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه وقال: يا رسول الله ما الدين؟ فقال له: حسن الخلق، فأتاه الرجل من جهة يمينه وقال له: يا رسول الله، ما الدين؟ فقال له حسن الخلق، ثم أتاه الرجل من جهة شماله وسأله يا رسول الله، ما الدين؟ فقال له للمرة الثالثة: حسن الخلق، ثم جاءه الرجل من ورائه وسأله يا رسول الله ما الدين؟ فالتفت إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: “أما تفقه؟ هو ألا تغضب”. يقول المفكر والفقيه الدكتور يوسف القرضاوي: الإسلام في جوهره رسالة أخلاقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق وشمول، ولا غرو أن تكون “الأخلاقية” خصيصة من خصائصه العامة.. وليس ذلك لمجرد أن الإسلام حث بقوة على الفضائل وحذر بقوة من الرذائل، ووصل في هذا وذاك إلى أعلى درجات الإلزام ورتب على ذلك اعظم مراتب الجزاء، ثوابا وعقابا في الدنيا والآخرة وليس ذلك أيضا لمجرد أن الإسلام عني بالأخلاق عناية بالغة حتى إن القرآن حين أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجد أبلغ ولا أرفع من قوله “وإنك لعلى خلق عظيم” وحتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليلخص الهدف من رسالته فيقول في إيجاز بليغ: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” على من يريد مكارم الاخلاق يتبع بشير ونذير هذه الامة رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم __________________ |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|