01-10-2002, 11:41 PM | #1 | |||||
حال قيادي
|
(2)اليمن في عيون سائحة - اليوم الاول من صنعاء الى عدن
ثم تسرد الكاتبة رحلتها مقسمة اياها الى ايام من الاول حتى اليوم الرابع عشر وكل يوم في صفحة منفصلة كالتالي :
اليوم الاول : من صنعاء –الى عدن كان يومنا الاول في اليمن ملئ بالمغامرات , حيث تلفعت انا وعايدة بلباس النساء المحلي واسدلنا على رؤوسنا الحجاب والاوشحة السوداء ثم ركبنا التاكسي وكانت السيارة مزهلقة تفنن صاحبها في كسوة المقاعد بقطيفة حمراء وعلق بها اشكال مختلفة من الزينة ، ثم فتح المسجلة باعلى صوت لاغنية محلية سببت لي الصداع !وكان الركاب من الرجال يمضغون القات لساعات طويلة – نبات مخدر يمني يملأون به اشداقهم ولايضيفون له شيئا حلوا – ويمضغونه فقط ولايبدو انهم يبلعونه . واتخذنا اماكننا في التاكسي فكان السائق الى جواره فتى وعسكري يحمل كلاشينكوفا وفي المقعد خلف السائق جلست مع عايدة وبجوارنا قبع طفل هادئ جدا ملتصقا بابيه وثلاثة رجال في المقعد الخلفي لم ار هيئتهم لكني اسمع ثرثرتهم واشم رائحتهم! بينما يخنقني الوشاح الذي لم أعتاده . وخلال الطريق الأخضر كانت الامطار تهطل دون توقف .. وعندما بدات السيارة تسلك الطرق الجبلية المتعرجة المليئة بالمدرجات الخضراء اخذني الفضول لكنني في تجاهلت فضولي حتى تبدو تصرفاتي كاي امراة يمنية صامتة هادئة لا تنظر الى أي شخص . ساعات الوصول الاولى : من المطار توجهنا مباشرة الى الفندق بصنعاء القديمة ، وهو منزل قديم تم تحويله الى فندق . وكان المنظر رائعا من المقيل (ويقع بالطابق الاعلى من كل منزل نموذجي يمني ، والنوافذ مزينة بزجاج معشق ملون ، وهو مجلس الرجال اثناء تجمعهم لمضغ القات ). ومن السطح التقطنا صور المدينة واشعة الشمس تسقط على جدران البيوت المتقاربة ، ثم احتسينا الشاي الحلو اللذيذ المحوج بالهيل والقرنفل والقرفة! جعلتني اهتم باكتشاف نوعية تلك التوابل حتى استخدمها في اعداد الشاي بمنزلي للزائرين . قررنا التحرك الى عدن حتى نبلغ حضرموت باسرع وقت ممكن ، ولا ندري ماهي المسافة ولا متى سنصل . ومن موقف السيارات ركبنا التاكسي مع بعض الرجال الودودين !. واحدهم كان متوجها الى شبام وبكل مودة كان يشرح لنا اماكن الاتوبيسات التى يمكن ركوبها لكي نصل وجهتنا ولم يكن من سكان المنطقة المستقرين بها بل هو مهاجر منذ سبع سنوات ، وهو في اجازة قصيرة ، ورحلتنا تستغرق ثلاثة ايام وكنا نتودد اليه حتى يبقى معنا ويرشدنا حتى بلغنا طريقا جعلت السائق يختار دربا التفافيا اطول لاننا سائحتين اجنبيتين ( يخشون علينا من الاختطاف الذي كثر بالمنطقة مؤخرا) وكل السيارات التى رأيناها هناك مليئة بالسياح . وبعض البدو ينتظرون من يقلهم . والسائق استغل الوقت وقادنا كل الطريق دون توقف .. ولم يتضايق احد من الركاب من اختيار طريق طويلة في التفافات تبلغ 100 كم . قررنا الحيطة باستخراج تصريح تنقل للسائحين . وتعبنا بحثا عن الادارة المخولة بذلك ( نخطئ في الطريق ، وفي الادارات، لا مش هذي الوزارة المختصة بل تلك ..الخ ) . فاخبرناهم اننا لانحتاج (تصريحا) لاننا عرب ! وتحدثنا بلغة عربية فقط فاقنعناهم ! ولم نحمل معنا جوازاتنا الامريكية والكندية . لذا تمسكنا بهذا الادعاء ، لانه لايوجد مايعيقنا عن السفر الى أي مكان نريد . ناطحات سحاب مصغرة متلاصقة في صنعاءالقديمة اشترينا الثياب السوداء وارتدينا الحجاب وادعينا اننا فلسطينيات ( اباؤنا فلسطينيون وقد عشنا في الشرق الاوسط مذ كنا اطفالا . بدون جوازات .. ليس لدينا جوازات !) . وعدنا الى موقف السيارات وركبنا التاكسي بعد اقناع السائق اننا لسنا المرأتين اللتين جاءتاه باكرا ! وقد تخفينا بالحجاب تماما . اشترط علينا السائق ان حدث واوقفتنا اية نقطة تفتيش فانه سيتركنا بها وياخذ نصف الاجرة !والاحداث تتسارع من حولنا ، ولا اعتقد ان احدا سيلاحظ اننا قد جئنا وذهبنا ! . لكن ماذا لو حدث وبلغ احدهم عنا ، وكان السائق متوترا ( مثلنا) . لذا جلست انا وعايدة في مقاعدنا ولم نتحرك قط وقد غطينا وجوهنا ولم ننطق ببنت شفة ! . في كل نقطة نقف عندها . وكان احد الركاب معه صناديق لمبات ، وكان الجنود ينشغلون بفحصها عن الالتفات لنا . والجميع كانوا يمضغون القات . الجو بارد ممطر خلال اغلب الطريق بين صنعاء وعدن . وأتعجب من نقل رفيقنا للمبات في هذا الجو .. الصناديق تبللت وتداعت . واخيرا وصلنا عدن ( وقد تضعضع جسمي من الجلوس في التاكسي 6 ساعات متواصلة) . احد الركاب اخذنا في جولة في شوارع عدن .. وخلعنا ثيابنا الاسلامية! في فندق دخلناه في نهاية المطاف وطلبنا عنده العشاء .وكان من المفروض ان نذهب للبحث عن الاتوبيس الذي سيتحرك الى المكلا في الخامسة مساء ( مدة الرحلة12 ساعة!). تمشينا في السوق بسرعة واشترينا بعض القات لنجربه .. ليس لذيذا وانحشاره في شدقي لم يرحني .. وليس له أي تاثير حتى الآن سوى احساسي بالتعب .. فانا لم انم نوما كافيا منذ تركي أمستردام … لا ادري كيف اصف انطباعي عن اليمن حتى اللحظة الامور مألوفة . على غير توقعي ، والناس طيبون وكرماء . وانا مسرورة من تمكني من التحدث بالعربية ، ولا اجد أي عائق في تفاهمي معهم ماعدا اختلاف اللهجة عما تعودته لكنني افهم في الاخير اغلب مايقال . السوق ملئ بالاصناف المعروضة للبيع ..وكنت اركز اهتمامي عن كل مايجري حولي ، الشوارع خالية من النساء تقريبا ..وكثير من الاطفال يلعبون والشباب يتسكعون بلا غاية ، واطفال اخرون يعرضون عقود الفل للبيع على ركاب السيارات ..وعبقت السيارة برائحة الزهور فجأة بعدما كانت تفوح منها رائحة العرق ، رائحة تشبه رائحة زهر البرتقال تذكرني بايام طفولتي الخالية !رغم انها ايام طفولة بائسة في لبنان لا اتذكر بها مايسر طفلا على وجه الخصوص .. لقد تعبت من الاستمرار في الكتابة … |
|||||
01-14-2002, 01:53 AM | #2 | ||||||
المشرف العام
|
وصف جميل كتبته تلك السائحه عن رحلتها حتى انها لم تغفل رائحة السياره وميزت تلك الرائحه بين صنعاء وعدن
|
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الجنوب العربي" جذور القضية الجنوبية وآفاق المستقبل | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 11-22-2011 01:25 AM |
الجنوب العربي" حرب الطليان وصعاليك الأزمات في عدن | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 06-23-2011 02:22 AM |
صنعاء محللون : صالح يحاول الهروب الى الامام عبر حربه مع آل الأحمر | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 05-26-2011 01:21 AM |
صنعاء بعد المجزرة" الى زملائي الدبلوماسيين اليمنيين .. | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 03-21-2011 12:33 AM |
صنعاء : الامن اليمني يعتقل سبعة طلاب في مظاهرة اليوم ( صــــــور ) | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 02-14-2011 06:01 PM |
|