سمهرم ميناء حضرموت الشرقي على بحر العرب لتصدير اللبان

[أبو صلاح]

📚🌴✍🏻 منشورات وأبحاث في تاريخ وجغرافية حضرموت
*#الباحث_أبوصلاح_بن_عيسى*
🛥️🛶" *سمهرم "ميناء حضرموت الشرقي على بحر العرب لتصدير اللبان*
https://chat.whatsapp.com/G6qZrlYwIjlBAvnbxLFItZ
كانت لمملكة حضرموت القديمة عدة موانيء تطل على بحر العرب عرف منها قنا (بيرعلي )حالياُ جنوب غرب وادي حضرموت ،و(سمهرم ) جنوب شرق وادي حضرموت على بحر العرب أيضاً في منطقة ظفار وقد ذكر الدكتور جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٣/ ١٦٥ أنه يذكر عند بعض الباحثين والمؤرخين أن من أسسه هم( الحضارم ). كما نقله عن (The American Foundation foe the Study of Man) حيث قال :
(بعد ميناء "سمهرم" المعروف بـ "خور روري"، وهو في "ظفار" عمان من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأول للميلاد، ويرى بعض الباحثين أن مؤسسيه هم من الحضارمة، ولذلك كان من موانئ مملكة حضرموت، وقد عثرت البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان ، على بقايا خزف، تبين لها من فحصه أنه مستورد من موانئ البحر المتوسط في القرن الأول للميلاد، ووجوده في هذا المكان يشير بالطبع إلى الاتصال التجاري الذي كان بين العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد).
وسمهرم أسم قبيلة حضرمية من نسل ملوك مملكة حضرموت التي تعرضت للغزو السبئي لآراضيها والتدخل في شؤنها الداخلية لأطماعهم في السيطرة على آراضي مملكة حضرموت ، وتحكي النقوش والكتابات التي عثر عليها مزيداً من الحروب والخلافات التي كان للسبئيين دوراً كبيراً في التدخل ومساعدة طرف ضد طرف آخر كسياسة اتبعتها الدول اليمنية المعاصرة في تلك الفترة ،تمكنت من تمزيق وحدة آراضي المملكة الحضرمية الكبيرة والإستعانة باعوان حضارم من داخل المملكة ...
وقد مرت هذه العلاقات بحالات من عدم الإستقرار تعقبه توقيع اتفاقيات صلح وهدنه ماتلبث أن تعود للحرب بينهما حتى تغلبوا على القضاء على أكبر دولة في جنوب الجزيرة العربية عن طريق ،تفكيك المملكة الكبيرة المترامية الأطراف من ظفار شرقاً وحتى القرب من مدينة عدن غرباً .

وتعد سمهرم كما تعرف اليوم منطقة خور روري / سمهرم / من المناطق المهمّة للاستيطان البشري في محافظة ظفار في فترة ما قبل التاريخ ومن أشهر موانئ مملكة حضرموت
وتقع مدينة سمهرم بمينائها التاريخي على بُعد ٤ كيلومترات بالشرق من مدينة طاقة، وقد أدّت المدينة دورًا في تجارة اللبان مع موانئ البليد ومرباط وحاسك وهو ما أدّى إلى ازدهار تجارة مملكة حضرموت القديمة عبر طريق القوافل من ظفار إلى العاصمة شبوة ومن ثم إلى مأرب والبتراء في الشام وصولا إلى بلاد الرافدين ومصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبية وشرقا إلى الصين.
ويعود اسم المدينة سمهرم إلى اكتشاف نقوش على بوابتها ترجع إلى الألف الأول قبل الميلاد من قِبل البعثة الأمريكية عام١٩٥٢م، إلا أن اكتشافات أخرى حديثة أكّدت أنّ المدينة تأسست في الألف الثالث قبل الميلاد.
ويُعتقد أنّ الاسم كان لأحد الملوك الحضارمة الذين حكموا في مملكة حضرموت في الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث من المرجّح أنه تولى زمام السلطة خلال القرن الثالث قبل الميلاد، هذا ما دلّت عليه العديد من القطع النقدية التي تحمل اسمه والتي وُجِدت تحت ركام المدينة أثناء حفريات البعثة الإيطالية خلال المُدة من ١٩٩٦ إلى ٢٠١٩م.
وسمهرم عبارة عن ميناء بحري تاريخي ارتبط اسمه بأماكن بعيدة وعديدة حول العالم مثل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج وشمال عُمان والهند.
كما ساعدت الميزات الطبيعية والجغرافية للميناء والمدينة على الازدهار من خلال تجارة اللبان والذي يُستخرج من شجرة اللبان المنتشرة في منطقة النجد الممتدة خلف الجبال والمطلة على سواحل بحر العرب والمحيط الهندي.
وامتد تاريخ الاستيطان في مدينة سمهرم إلى فترات التاريخ الإسلامي، حيث كانت المنطقة المحيطة بها مأهولة بالسكان حتى اليوم .

الباحث أبو صلاح بن عيسى
الأستاذ / حسين صالح بن عيسى بن عمر بن سلمان
https://chat.whatsapp.com/G6qZrlYwIjlBAvnbxLFItZ