![]() |
#1 |
حال جديد
|
![]() على السلم المتحرك
الشهر جمادى الأولى ... اليوم الجمعة ... التاريخ 14/5/1427هـ الساعة السابعة بعد الزوال ... المكان مركز تجاري ضخم في شمال الرياض ... لمحته من بعيد وسط الزحام أتراه هو أم غيره ! بل هو .... لما لاأقترب أكثر لأتأكد ... نعم هو ... هو ... هو... لكن من هؤلاء الذين معه بالتأكيد زوجته وأبناؤه ... كل هذه السنوات كافيه ليبني بيتاً ويكون له زوجه وأبناء ... لكن ابنه الكبير كما يبدو لي ليس بصغير من المؤكد أنه تزوج بعد أن انفصلنا ... لم يستطع أن ينتظر ! ألم يكن عليه أن ينتظر قليلاً ... لكنه ............ ! ماالذي يفيد كل هذا الآن ! كل شئ انتهى ... نعم انتهى بكل هدوء ... كان حباً أشبه بعاصفة من المشاعر الفياضة ... كان شلالاً متدفقاً لم نكن نستطيع مقاومته ... لكن كل شئ انتهى ... نعم انتهى ... لم يبقى إلا الذكرى ... لقد كان من الممكن أن يكون هؤلاء الأولاد أولادنا أنا وهو ! ولكن ... أتراه سيعرفني إن رآني ... لقد تغيرت ملامحه كثيراً ... لقد غابت فتوته ووسامته وجسمه الرياضي وسط هذه الهموم التي تظهر على محياه ... ويلي ماالذي أراه ؟ آه ... من المؤكد أن هذا هو سبب همه ... أرى طفلاً جميلاً لكن تبدو عليه إعاقة في مشيته وضحكته و ......... الحمد لله على كل شئ ... والحمد لله أنني لم أتزوجه ! ويلي ... ماهذه الحماقات التي أتفوه بها ؟ أمن الممكن أنه قد نساني ونسي أيامنا الحلوة ... حسناً ... شعرت برغبة أن أوقف الزمن لثواني وأعيد بذاكرتي للخلف ... وأقف قليلاً على الأطلال ... أنه من المؤلم على الإنسان أن يتصفح ماضي الصفحات خاصة إذا كان فيه حب من ذلك النوع الذي عشته معه .. كان لقاءنا الأول في إحدى غرف الدردشة ! دخلت من باب التسليه والترفيه ... كنت انتهيت لتوي من إمتحانات الثانوية العامة وأريد نسيان هم نتائج الإمتحان والمعدل ..... الخ وقتها سميت نفسي أمل حياتي ... وإذ بي أرى إسماً يسطع وسط زحام الأسماء العجيبة والمزعجة أحياناً والمضحكة أكثر ... عصي الدمع ... نعم هذا كان النيك نيم الخاص به ... لم نأخذ الكثير من الوقت فالإعجاب حدث منذ أن شاهدنا اسمينا يأخذ مكانه في الغرفه ... حاول الكثير أن يفرقنا ... لكن أبداً كان اسماً أقوى من ريح عاتية وحبه كان حباً جرف كسيل متدفق لانهاية له ... آآآآآآآآآآآه ... يالا ألم الذكرى ... كنا أنا وهو نجتمع في أمور كثيرة ... شغفنا بالرائعة أم كلثوم كان إحداها ... كان يكتب البيت الأول وأكمل أنا بدوري الثاني ... حتى إذا مااختلفنا كان يصالحني ببيت من أغانيها الرائعة ... كنا متشوقين أن نعيش تلك الأغاني التي نسمعها لكن ! ... نشأ حبنا وترعرع حتى أصبح كقصيدة إنت عمري ... أذكر وقتها تعاهدنا على أمور كثيرة ... كنا نعيش ألوان الحب ونتذوق أصنافه وأشكاله وحالاته ... وكان حديثنا حديث الروح للروح ! لم نكن نخطط ما الذي سنفعله بالغد ... كان الحب هو من يخطط لنا ونحن نمشي بأمره فهو سيدنا وأستاذنا ونحن تلاميذه ... وكانت ليالينا من ألف ليلة وليلة ... كنا في كل مرة نلتقي فيها نشعر وكأنه اللقاء الأول ... كنت أخبئ له قصص وأخبار لحين رؤيتنا لبعضنا ... لكن كانت تسبقني عيناي قبل لساني فيبدأ هو بالكلام عوضاً عنه ... وكنت في لحظة الوداع أسأله ... أغداً ألقاك ؟ كان يقول اتركي الغد لخالقه يفعل به ما يشاء ... لم أنسى تلك الليلة المثيرة التي سرق فيها قبلة مني استغرقت حدود عشرثواني ! كان ذلك تحت ضوء القمر ... أحمد ربي أن قطة بيتنا مرت من بيننا ما جعلني أصده عني ! قال لي : أتخبئين داخل هذا الثغر شهداً ؟ ولم أنسى تلك الصفعة التي كانت جوابي على سؤاله ! ساد الصمت فجأة ... احمر وجهه ثم قال : أسف أنتظر الرد مني لكني لم أجبه عندها رفع رأسه ليرى ردة فعلي نظرت إليه ثم أحسست أنني أريد أن أضحك فضحك هو وضحكت ! من وقتها لم أذق قبلة مثل قبلته ! وبما أن لكل بداية نهاية ... كان لابد أن يعلم من يعلم لوضع النقاط على الحروف ... وعندما وصل مصير حبنا لغيرنا وبعد محاولات من جانبه وجانبي ... اخترنا الفراق ! نعم كان لابد من الفراق بعدما وجدنا أنه لا مجال للقاء ... لقد كان صرحاً من خيال فهوى ! وقتها تعاهدنا أن لا نذرف الدموع ولا نتأسى ولا نحزن ولما الدموع فهذا حال كل المحبين ! ومنذ ذلك الوقت لم أحاول أبداً السؤال عنه ... آه ... يالا لهيب الذكريات ! موجعه ! مؤلمة ! مضت الليالي باردة ...باهته ... مملة ... وقسوة التنهيد ... والوحدة والتسهيد ... وآهات الحرمان ومرارة الفراق ... هي عناوين الأيام التي عشتها بعيدة عنه ... كيف لا وقد عشت معه ليالي رائعات ... كان يُسمعني ألحان تخرج من قلبه يصوغها بكلمات راقصات ! وكنت أغني له وكان يُطرب لصوتي مع أنه لم يكن جميلاً ! لكن بعد أن ذهبت فلمن يا فتنة الروح أغني ؟ لكن شاءت الأقدار أن ألتقي به ... لكنه تغير كثيراً هذا الكرش المزعج الذي يبدو كأنه إمرأة في الشهر السابع من حملها ! وربما أنا أيضاً تغيرت ربما !... وربما عندما يراني سيضحك علي وعلى أنني مازلت أذكره ... لكنني أشعر برغبة قوية في أن أصافحه ولو بعيني مثلما كنا نفعل هذا سابقاً ... حسناً سأخفف من غطاء وجهي وسأقترب منه سأحاول لكن دون أن تشعر زوجته أو أحد أبناؤه فأنا لاأريد أن أدمر حياته فقط أريد أن أعرف إن كنت مازلت في ذاكرته ... ثم لماذا قلبي وحده الذي يدمي ! هاهو يستعد للصعود إلى المصعد المتحرك ... جعل زوجته وأبناؤه في المقدمة وهو في الخلف ... عندها ركضت سريعاً وأصبحت أسبق السلالم حتى أصبحت شبه ملتصقة بظهره ! عندها مسكت هاتفي المحمول وكأنني أهاتف أحداً ثم قلت : أمازلت عصي الدمع ؟ التفت إلى الخلف وعلامات التعجب والفرحة في وقت واحد بادية على محياه ... التفت سريعاً إلى الأمام وكأنه يترقب نظرات زوجته ثم ... ثم أمسك بهاتفه المحمول وكأنه يهاتف أحدهم قال: لطالما كنتٍ أمل حياتي ؟ وصلنا إلى نهاية السلم التفت إلي ليشاهدني أكثر والفضول تبدو على نظراته ... ليشاهدني أحمل إبنتي وخلفي زوجي ! عندها ابتسم بإنكسار ثم أومأ برأسه للأسفل ... ومضى كل إلىغايته لاتقل شئنا فإن الحق شاء ... وللمرة الثانية نقرر الفراق بكل هدوء فلا حزن ولادموع ... ولكن فجاءة انهمرت الدموع من عيني بغزارة تعجبت كثيراً لماذا ؟ ثم تذكرت أنها هي الدموع التي حبستها لسنوات طويلة ! |
![]() |
![]() |
#2 |
شاعر السقيفه
![]()
|
![]()
الكاتبه
بنت الشاطي جميل منك الخاطره والاجمل صدق الكاتبه والاجمل من ذالك انتحار الحب على السلم المتحرك ويطوى الى الابد الحب الذي كان عبر الاثير هي الحياة دروس وعبر تحياتي وتقديري اخيك سعيدباوزير |
![]() |
![]() |
#3 | |||||||
مشرف سقيفة التراث
![]() ![]()
![]() |
![]()
بنت الشاطي
قصة مؤثرة .. تنم عن موهبة لديها الكثير لتقوله وتقصه تحياتي لك |
|||||||
![]() |
![]() |
#4 |
شاعرة السقيفه
![]() ![]() ![]() |
![]()
يقول محضارنا رحمه الله
محيتك من سطور مذكرة قلبي محيتك من رسوماتي الجميله ولا ادري وين عاد الحب لك مخفي مكاني اذكرك في كل ليله ....الخ الم يوجد وجه شبه بين تصوير المحضار وبين ماسلف اعلاه ؟ عموما سرد جميل اوقفني اكثر من مره ...وليس اكثر من مره عاتبتك وديت لك وقت تفكر !!!! تسلم ويعطيك العافيه |
![]() |
![]() |
#5 |
شاعر السقيفه
![]()
|
![]()
صعب مسح الذكريات = فانها لاتنسى وان تناسيناها
فلا نندم على مافات = فنصبر على الآ لام لي جنيناها |
![]() |
![]() |
#6 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
إستمرّي يا بنت الشاطىء ، إنه أسلوب من الدّرجة الأولى فاستمري.....
تكامل وتناغم . الخلاصة: قصّة مؤثرة كما أشار أخونا أبو محمد الشحري . شكرا على هذا الإبداع . قرأتها بتأنّي مرتين ، ويمكن أن اعود ثالثة . |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تدخل امريكي يمنع "عبدربه" من مغادرة صنعاء بعد فشله في التوصل لحل للازمة | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 2 | 10-05-2011 01:55 AM |
الشاعر خميس سالم الكندي المرحلة الأولى ( الغرفة ) ...!! | أبوعوض الشبامي | تاريخ وتراث | 37 | 05-31-2011 04:18 PM |
الشاعر خميس سالم الكندي المرحلة الأولى ( الغرفة ) ...!! | أبوعوض الشبامي | سقيفـــــــــة التمـــــيّز | 34 | 04-20-2011 12:26 AM |
الشلل الدماغى.....والاعاقه الحركيه | ابو سراج الهاشمي | عيادة السقيفه | 2 | 12-22-2010 12:14 PM |
السلم الاجتماعي والاستقرار في اليمن مهددان بسياسات السلطة الخاطئة وفسادها المتزايد | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 10-30-2010 08:04 PM |
|