ضريبة الفساد

[الدكتور أحمد باذيب]

ضريبة الفساد - عبدالملك الشيباني
12/10/2006 الصحوة نت - خاص:





عندما تنطفئ الكهرباء التي بدأت في الانطفاء إثر إعلان نتيجة فوز التزوير في الانتخابات مباشرة, وكانت البداية تنظفئ لمدة ساعتين يومياً ثم أخذت بالتزايد، حتى وصلت إلى ثلاث ساعات يومياً، ثم صارت تنطفئ في الليلة الواحدة مرتين, وبدري علينا فالخير لقدام كما يقول (غوار) ونحن لم نر من الحمار إلا إذنه كما يقول المثل.

أقول عندما تنطفئ الكهرباء على ذلك النحو أجدني أصرخ: أين هم الذين كانوا يهتفون: مالها إلا علي؟!

وعندما ترتفع قيمة اسطوانة البوتجاز إلى أضعاف قيمتها الحقيقية في أزمة مفتعلة بعد إعلان نتيجة نجاح التزوير في الانتخابات مباشرة أجدني أصرخ أين القائلون: المؤتمر خيارنا؟!

وعندما تنزل الجرعة مستترة مضمرة فنقوم بإعرابها فنجدها تكون هكذا: جرعة مضمرة أنزلت بليل تقديرها هو الفساد الحاكم صاحب فعلتها، وقد حلت الجرعة المستترة محل ضمائرهم الغائبة.

وحينذاك أقول بعفوية:

(يمن جديد مستقبل أفضل) فأين هم أصحاب هذا الشعار؟! أو عندما أرى جموع الجائعين تبحث عن بقايا طعام في القمامات في المدن الرئيسية أجدني أهتف:

(من ربط رجله لقي من يجره).

وعندما أرى مجنوناً جديداً يضاف إلى قائمة المجانين القدامى وهو ما يحدث بصفة مستمرة أجدني أقول:

هذه إحدى أهم مخرجات ومنجزات الفساد الحاكم.

وعندما أرى طفح المجاري يملأ ما كان يسمى (شوارع) وأشم روائحها النتنة أجدني أقول: من ينكر مشاريع ومنجزات الفساد الحاكم وهو يشاهدها يومياً متجسدة شاخصة للعيان؟

وعندما أرى المطبات والحفر غطت الجزء المتبقي مما كنا نسميه (شوارع) وحلت محل الطرق الرئيسية في المدن, وعندما نرى المياه المقطوعة في بلدة أصلها (بلدة طيبة) وعندما أرى وأرى وأرى.. إلخ.

في مسار طويل في نفق مظلم لا تكاد تلمح فيها بارقة, وفي ظلمات بعضها فوق بعض يفقد الإنسان فيها حياته دون ثمن فإن لم يفقدها عاش في طياتها على هامش الأحياء.

وما ذلك إلا جانب من اللوحة القائمة للفساد الحاكم الذي لا يستطيع إلا أن يظهر حقيقته بها مهما حاول إخفاءها والتستر عليها فمن شب على شيء شاب عليه.

ولكل امرئ من دهره ما تعود.