![]() |
#1 |
حال جديد
|
![]() [ الخريبة ]
![]() تقع الخريبة على خط طول : (18 – 20 – 48 ) ، وخط عرض : ( 30 – 6 – 15 ) ، وتاريخها قديم ، وكانت من البلدان التي سارع أهلها في الدخول إلى الإسلام ، وأقامت بها طائفة الإباضية مدة من الزمان على يد عبدالله بن يحيى الكندي . وهي من كبريات بلاد دوعن وقدماه وموضع سوقه ومثابة القوافل الواردة إليه وهي بالجانب الغربي ، والخريبة بضم ففتح فسكون تصغير خربة . وقد ظن بعض السياح الافرنج أنها سميت بذلك لأنها كاننت عاصمة للخوارج ، فلما اخربت سميت بالخريبة وهذا ظن لا مستند له صريح . قال السيد عبدالرحمن السقاف على اسم مكان بالبصرة كانت عنده واقعة الجمل ؛ وسمي المكان الذي بالبصر بالخريبة ؛ لأن المرزبان كان قد ابتنى به قصرا وخرب بعده ، ولهذا قال بعضهم : إني أدين بما دان الوصي به * * * يوم الخريبة من قتل المحلينا ) ومازالت خريبة دوعن محط رحال العلم من قديم الزمان ، وكان بها ناس من آل باحويرث الذين يجتمعون في النسب مع آل باحويرث في سيئون المشهورين بالعبادة وحب الصلاة ، ومنهم عالم الخريبة وقاضيها في القرن الحادي عشر ، وهو : الشيخ سليمان باحويرث ، له ولولده العلامة محمد بن سليمان ذكر كثير في " مجموع الجدين " طه بن عمر وعلي بن عمر ؛ فعن العلامة الجليل أحمد مؤذن باجمال قال : ( أخبرني السيد العارف ، بقية المحققين ، الورعين المتضلعين ، أبوبكر بن محمد بافقيه علوي بقيدون قال : إن الفقيه سليمان باحويرث زوج امرأة – وهو نائب الخريبة – وليها غائب برجل ظنه كفؤ ، فلما قدم وليها .. رفع الأمر إلى قاضي الشحر عبدالله باعمر ، وظهر عدم الكفاءة ، ولاكن قاضي الشحر قرر النكاح عملا بالمرجوح . قال السيد : وحيث وقع عقد قال به إمام – وله مرجوحا – فلا نقص في حق العوام ، وإنما محل المنع قبل العقد ) هذا ما ذكره احمد مؤذن . وزاد : ( إن مذهب مالك : عدم اعتبا الكفاءة إلا بالدين ، وقد عمل به بعض مشايخنا لمصلحة اقتضت ذلك ) . وهي مسألة نفسية مبنية على أن ( العامي لا مذهب له ) ، وهما قولان قريبان في التكافؤ . والعقد صحيح على كل تقدير ، إلا أنا للشيخ أحمد مؤذن كلاما آخر في " مجموع الجدين " وحاصله : ( أنه وقع العقد في قيدون بغير كفؤ ، مع غيبة الولي ، وفرق بينهم نائب الهجرين ، وسأل أحمد مؤذن ، فأجابه بصواب ما فعل ) . وقاضي الخريبة سنة 1366 هـ هو الشيخ عمر بن أبي بكر ، من آل باحويرث المذكورين ، من مواليد الخريبة ، وأخواله آل باجنيد ، طلب العلم بمكة ، ولازم الشيخ عمر بن أبي بكر باجنيد ، ولم يغادر مكه إلى بعد وفاته سنة 1354 هـ ، وكان مقرئا عنده في درسه ، وأخذ عن غيره من علماء مكه ودوعن ومن أخص تلامذه : الشيخ عمر بن علي جويهر ، المتوفى بالخريبة سنة 1421 هـ وكان بقية من يزار بها من الصالحين . ومن علماء الخريبة : الشيخ الجليل المقدار ، علي بن عبدالله باراس الكندي ، المتوفى سنة 1094 هـ وأولاده : أحمد ، ومحمد ، وعبدالرحمن . وهؤلاء الثلاثة كلهم من مشايخ السيد الشهير علي بن حسن بن حسين العطاس ، ولهم ذكر كثير في مؤلفاته وديوانه ، ومن أولاده أيضا عبدالله بن علي . وكان الشيخ علي باراس ورد حريضة على الحبيب عمر بن عبدالرحمن العطاس ، وهو أجلف ما يكون من أزياء البادية وهيئتهم ، فتأدب بالحبيب عمر ، وحصل له الفتوح في اسرع وقت ، مع أنه كما قال العلامة أحمد بن حسن العطاس : ( لم يقرأ عليه إلا بعض خطبة " بداية الهداية: للغزالي فقط ) ثم استأذنه للحج .. فلم يأذن له ، ثم استأذنه أخرى .. فأذن له . ولما كان بمكة .. ذهب إلى السوق لحاجة ، فألفاها مع امرأة مصرية ، فأعجبته ، فأخذ يتأمل في محاسنها ، فلم يشعر إلا بضربة عصا في جنبه فعرف أن هذا تنبيه من الله ، فثت على طريق الحق . ذكرها غير واحد ؛ منهم : الحبيب عمر بن حسن الحداد في " مجموع كلامه " . ![]() ومن علماء الخريبة : الشيخ العظيم المقدار ، عبدالله بن أحمد باسودان ، وهو الشيخ الثامن عشر من مشايخ سيدي عيدروس بن عمر – حسبما ترجمه في " عقده " – وقد توفي بها سنة 1266 هـ ، وكان من العلم بالمكانة العالية : تنمية أعراق صدق حين تنسبه * * * ذي نجدة وعن المكروب فراج ساجي النواظر من قوم لهم كرم * * * تضيء سنته في الحالك الداجي ولقد قال السيد عمر بن حسن الحداد : ( كنت أقرأ على السيد محمد بن حسين الحبشي أيام كان يتعلم بتاربه تحت إشارة سيدنا عبدالله بن حسين طاهر ، فلم يكن من الحبيب عبدالله إلا أنا قال لعمي محمد بن حسين ذات يوم : نحب أن يقرأ عمر بن حسن على الشيخ عبدالله باسودان ؛ لأنه أوسع علما منك فانقبض عمي محمد من قوله هذا محمد بن عبدالله باسودان لزيارة تريم ، فسرت معه إلى دوعن ، وقرأت على الشيخ عبدالله ، وعلى ولده الشيخ محمد ، وعلى الشيخ سعيد باعشن ، وعلى الشيخ أحمد بن سعيد باحنشل وهو في سن الشيخ عبدالله وقد كف بصره ، وكان قرأ في زبيد على سليما الأهدل وولده عبدالرحمن بن سليمان ، وادرك الشيخ الكردي ، وله حافظة قوية ) كلام الحداد . وقال الشيخ محمد بن سالم باسودان أن بعض العلويين وردوا على الشيخ عبدالله وسألوه عن ابنه محمد .. فقال لهم : لا بأس ، فاستثقلها ونذر الاعتكاف سبع سنين لدرس العلم في جامع الخريبة ، ووفى بذلك ، فبحث يجيء فيه ماقاله الشريف الرضي في تسمته لأبيه : جرى ما جرى قبلي مها أنا خلفه * * * أغذ لإدراك المعالي وأوجف ولولا مراعاة الأبوة .. جزته * * * ولكن لغير العجز ما أتوقف ولكن هذا لم يتوقف عنه بل جازه ، ولم يبق له من علم إلا حازه ، وتوفي بالخريبة سنة 1281 هـ وبيتهم بيت علم وشرف ، وقد وزر الشيخ بوبكر بن عبدالله باسودان ، وأخوه الشيخ سالم بن عبدالله للسلطان عوض بن عمر القعيطي . ومن آل باسودان : الفاضل الشيخ عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن العلامة الجليل عبدالله بن أحمد باسودان ، يسكن في الحديدة ، وهو من أعيانها ومن المعتبرين فيها . ومنهم : الشيخ محمد سالم بن بوبكر بن عبدالله باسودان ، خطيب جامع الخريبة . ![]() وبالخريبة جماعة من آل باعبيد ، ومنهم الشيخان : أحمد بن عبدالله باعبيد ، وأخوه سعيد بن عبدالله باعبيد ، كانوا أهل علم وصلاح وتجارة ، توفي الأول بالمكلا حوال سنة 1317 هـ ، والثاني بالمدينة في حدحود سنة 1323 هـ . وفي المكان المسمى : ذي يجور في شمال الخريبة منازل آل بصعر ، وهم : عمر وأبوبكر وسعيد ومحمد – وهو أكبرهم – أبناء عبدالله بن سعيد بن علي بصعر ، كانت لهم تجارة واسعة بحضرموت والشحر وظفار والحديدة وغيرها ، وكانت لهم مراكب شراعية تضرب بها الأمثال بين العامة ، تمخر البحار ، وقد تفرقوا وتلاشت ثروتهم الهائلة ، ولم يبق لهم إلا بعض أرض بوادي سهام وأعمال المراوعة ؛ فإنها لاتزال تدر عليهم . ومن احفادهم ناس بالحديدة ، ومنهم الشيخ عبدالقادر بن سالم بن علي بن سعيد بصعر ، رجل صالح بالمكلا ، وقد ذرف على المئة . يتبع .. |
![]() |
![]() |
#2 |
حال جديد
|
![]() ![]() ومن علماء الخريبة :العلامة الجليل الشيخ القاضي عمر بن أبي بكر باجنيد ، الغني باسمه عن كل تعريف وهو أحد أكابر علماء مكه المشرفة ، بل إليه انتهت رئاسة الشافعية بها بعد شيخه العلامة الشيخ محمد سعيد بابصيل ، وتوفي الشيخ عمر بمكة المكرمة سنة 1354 هـ . يخبر السيد عبدالهادي بن محمد بن عمر الجيلاني ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ( أرسلني الحبيب أحمد بن محمد المحضار بنسخة خطية من " التحفة " إلى عند قاضي الخريبة الشيخ عمر بن أبي بكر باجنيد ، مشفوعة بقصيدة ، منها : إن العمارة بالعشية والبكر * * * بالعلم والطاعات والفعل الأغر أمسى بها متحققا متخلقا * * * قاضي الأنام قيدوم الزمر إلى أن قال الجيلاني : ( فسرت بـ" التحفة " والقصيدة .. فتقبلها الشيخ بأحسن القبول ، ثم أرجعني بـ" التحفة " وقال : هو أحرى بها . وأعطاني له مئة ريال ، ولما دفعتها إليه .. أعطاني منها عشرين ريالا .. فاستكثرتها ، وامتنعت عن قبولها .. حتى عزم علي بأخذها ، فأخذتها ) . وهذا عطاء غاب عنه الحبيب حامد بن أحمد المحضار ، ولو شهده .. لم يكن بهذا المبلغ ، بل لقد عاتب أباه بعدما أعلمه . ويخبر عبدالهادي أيضا : أن أهل الرباط ترافعوا إلى الشيخ عمر باجنيد هذا في قضية ، ولما صدر الحكم .. امتنع المحكوم عليهم من الامتثال ، فأصيبوا بالعاهات ، فأقبلوا لترضية الشيخ في جملة من جيرانهم ، فلاقاهم الإمام المحضار وقال : يا بخت من عز الشريعة واستمع * * * قول الشريعة لي بها زان الوجود قاضيكم المشهور ما بين العرب * * * من حجر بن دغار لما قبر هود فارتجزوا به بين دوي البنادق ورجعها الذي يهز الجبال ، ولما قاربوا دار القاضي .. خرج للقائهم ، فقال الإمام المحضار بالنيابة عنه : حيابكم ياللي وصلتوا كلكم * * * باسندوه والباعشن زين الجدود يا باجنيد ابشر فسعدك قد بدر * * * يا بومحمد فالكم فال السعود خلفه على القضاء ولده الشيخ محمد بن عمر بن أبوبكر الفقيه باجنيد . ولقد روي عن الحبيب حامد بن أحمد المحضار أنه قال : دخلت الخريبة .. فإذا عالمها : باجنيد ، وقاضيها : باجنيد ، وتاجرها : باجنيد ، ودلالها : باجنيد ، وقصابها : باجنيد ، ونجارها : باجنيد ، وسائر أعمالها بأيدي المشايخ آل باجنيد . ومنهم الشاب الغيور عبدالله بن سعيد بوبكر بن عبدالباسط باجنيد ، له دين متين ، واهتمام بأمر المسلمين ، وأخوه المكرم محمد ، وابن عمهم الشيخ عبدالقادر باجنيد ، والشيخ جنيد بن محمد باجنيد ، وكلهم طيبون مشكورون . ومنهم أيضا الفقيه علي بن عبدالمجيد بن عمر بن علي بن عبدالله باجنيد الحضرمي الكندي المتوفي بالخريبة 17 محرم سنة 904 هـ ، كان عالما صالحا ، قرأ بوادي عمد على الفقيه محمد بن أحمد بازغيفان وأخذ عنه الففه ، وقرأ أيضا على الفقيه الإمام سعيد بن محمد باعبيد ، وعلى الفقيه محمد بن علي باعمار . وقد روي عن غير واحد أن المشايخ آل باجنيد يتحملون ثلث نفقة عمارة ساقية الخريبة ، وهو آية كثرة أموالهم بها . ![]() وممن توفي بالخريبة من العلويين : السيد الشريف الصوفي علي بن محمد بن عبدالله المكي بن عقيل باهارون جمل الليل ، توفي قبل سنة 1132 هـ . له مسجد بالخريبة معمور إلى اليوم ، يعرف بمسجد الحبيب علي ، والسيد عبدالله بن محمد بن علي بن أحمد بن عبدالله مولى عيديد . ومنهم السيد علي بن محمد بن علي ، ومن ذريته آل بافقيه . وفي الخريبة ناس من ذرية الحبيب عبدالله بن علوي بن أحمد بن محمد الكاف . المتوفي بها سنة 1074 هـ . وناس من ذرية الحبيب عبدالرحمن بن علوي الخواص الجفري التريسي : منهم السيد دائم الذكر ، الكثير الصمت ، عمر بن أبي بكر بن محمد الجفري ، وكان موجودا بها في سنة 1320 هـ . وفيها من آل الجفري : آل باصادق ، منهم :عبدالله وعبدالرحمن ابنا حسن بن طالب بم محسن بن محمد بن صادق بن حسن بن صادق ، نجعا إلى مكة وجدة ، ولهم تجارة واسعة ، وثروة لم ينسوا حق الله فيها . ومنهم بها : السادة آل باعلوي البار : محمد وعبدالله وحامد . ولهم ذرية منتشرة في الخريبة وعدن والحبشة وغيرها . والخريبة أكثر بلاد دوعن عمارة ورفاهة ، حتى جاء في " مجموع كلام السيد عمر بن حسن الحداد " المتوفي في سنة 1308 هـ وكان أقام بها كثيرا أنه : يذبح في سوقها في كل ليلة عشرون رأسا من الغنم ، مع أنه لايذبح لذلك العهد في سئون وتريم أكثر من رأسين في كل ليلة ، فانظر إلى هذا التفاوت العظيم . ![]() يقول الطيب بامخرمة : ( والخريبة مدينة بوادي دوعان الأيمن ، ولما استولى الفقيه صالح ، الورع الزاهد ، العالم العامل ، عفيف الدين عبدالله بن محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان العمودي النوحي على وادي دوعان .. سكن رأس الخريبة ، وأقام لهم الشريعة ، وأحيا السنة ، وأطفأ البدعة ، لكن لم يوافق هواهم .. فحاربوه وأخرجوه ، فانتقل إلى ذمار ، وتوفي بها سنة 840 هـ كذا وجد بخط بعض الفضلاء ) هذا آخر كلامه . ![]() يسكن في الخريبة حوالي 3800 نسمه تقريبا .. فمن السادات الأشراف : آل البار ، وآل العطاس ، وآل الجفري ، وآل باهارون جمل الليل، وآل العيدروس ، وآل الجيلاني ، آل محسن ، آل حمزة . وفيها من المشايخ : آل باجنيد ، وآل باسودان ، وآل باراس. ومن السكان : آل باقادر ، آل باديك ، آل باصمد ، آل باخيضر ، آل باعبيد ، آل بابقي ، آل بادويلان ، آل باسالم ، آل بامسعود ، آل باعيسى ، آل بدعج ، آل باحويرث ، آل بحول ، الباخريبة ، الباعظيم . هذا والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد .. تحاياي [email protected]ِِأبوأحمد باجنيد |
التعديل الأخير تم بواسطة باجنيد ; 03-25-2008 الساعة 07:27 PM |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الوحدة اليمنية عقيدة بشربها الماركسي عبدالفتاح إسماعيل الذي يعدونه نبي ومسيح يماني | ابوحضرموت الكثيري | سقيفة الحوار السياسي | 52 | 11-26-2010 09:20 PM |
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 | نجد الحسيني | سقيفة الحوار السياسي | 41 | 02-22-2010 10:22 PM |
طابور المستوطنين الحجرية اليمنا .. ويمننة حضرموت بلاد الجنوب العربي | ابوحضرموت الكثيري | سقيفة الحوار السياسي | 27 | 12-19-2009 09:25 PM |
في مستشفى دوعن "طاقم الأطباء الاستشاريين السعوديين من مستشفى الملك فيصل التخصصي، | حد من الوادي | سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع | 1 | 10-04-2009 10:49 PM |
الحلم العربي الجميل الذي غدا كابوساً عبوس على حضرموت بلاد الجنوب العربي | ابوحضرموت الكثيري | سقيفة الحوار السياسي | 0 | 09-05-2009 03:03 PM |
|