(((((((((((( حضرموت ووهم التغيير )))))))))))))

[حد من الوادي]

حضرموت ووهم التغيير

المكلا اليوم / كتب : صالح حسين الفردي
2008/12/5
منذ أكثر من عقد من الزمن فقدت حضرموت ما لم تفقده في الأزمنة السالفة الصعبة التي مرّت بها ، وحاولت كثيراً ، هذه الأزمنة ، إعادة تشكيلها وفق أيديولوجيتها الخاصة لتدفع بها إلى التخلي عن كثير من ما عرفت به تاريخياً

من حيث الاعتدال والسماحة والأمانة ونقاء السريرة والصدق مع الذات والاندماج مع المحيط وتفهّم الآخر ومجادلته بالتي هي أحسن في كل أصقاع المعمورة ، محاولات باءت كلها بالفشل والتلاشي من حياة الحضارمة
الذين تشبثوا بقواعد أخلاقية ومهنية وسلوكية يصعب التطاول عليها أو التطفل والإتيان بغيرها من صغار بنيها ، إن كانوا كذلك ، الذين نُفِخ فيهم مع سبق الإصرار والتعمّد ليغدوا في لحظة اتسمت بعدم التوازن في المجتمع الحضرمي عنوانها الأوحد ، لحظة اتصفت باستعفاف الروّاد عن تقلد مواقع القرار في مؤسسات الدولة يوم أن وجدوا الأمور ذاهبة إلى إهالة التراب على ذلك الإرث الحضاري والتاريخي لمنظومة العمل الإداري والمهني وبدأت اتجاهات الريح تلوِّح باجتثاث السمو الأخلاقي الذي عرفته الشخصية الحضرمية النازعة إلى الرضى بما كتبه الله من رزق حلالٍ طيبٍ

فكان لابد أن تغادر الطيور الحضرمية أعشاش المسؤولية لتركن إلى المتاح صوناً من نوائب الدهر الذي وجدت نفسها تواجهه وهي خالية من أساليبه وأدواته التي أتقنها بعض من مدَّعي الحضرمية وهم منها براء ، لنجدهم يصرّون على كونهم صورة حضرموت في تجليها الأمثل وتاريخها الأنصع وقد نجحوا في ذلك لبعض الوقت ، ولكن هذه التوليفة التي رأت في ذواتها مقياساً للوطنية والنزاهة والإمكانيات الخلاقة لتوجيه دفة حضرموت الآن والغد غفلت عن إدراك أن الزمن كفيلٌ بكشف القناع عن زيفها الذي ادعته وحاولت ترويجه وبيعه في فضاء الوطن ليصبح بضاعة كاسدة لم تعد نافعة
إذ اكتشفت رموزها عبئها الذي تنوخ به اليوم وتبحث عن خلاص من ثقله القاصم ، ولكنها ما فتئت توهم القائمين على الأمر والراغبين في إصلاح الحال الذي يتراجع باطراد في كثير من مؤسساتنا الوطنية إنها لم تكن سبباً في تفشيه وجعله قاعدة لكل أفاق منافق خالٍ من أدوات المعرفة وفن الإدارة ليرتقي سلم الوظيفة العامة بتربيطات تزكم روائحها الأنوف

الأمر الذي سبب خللاً غائراً في جسد العمل المؤسسي الإداري والمهني والفني في هذه المحافظة الرابضة على كنز الثروة البشرية والمادية وبات من الصعوبة بمكان تصحيحه أو حتى إيقاف التدهور فيه ، حتى وإن جاءت بعض التغييرات صائبة فإنها لا تخرج إلا بعد صراعات خفية شديدة بين تيارين يرى أحدهما ضرورة ضمان الولاء الحزبي الضيق على حساب الوطني العام ، وآخر يبحث عن وجوه تصلح ما أفسدته المراحل السابقة شعوراً بخطورة الاستمرار في الغي الحزبي

في حين لا يتعارك هذان التياران إذا كان البديل من العجينة نفسها، ليستمر مأزق التغيير في حضرموت وهماً ، ذلك أن من يدّعِي الإصلاح يتغاضى عن أس المشكلة التي تتحدد في ضياع المعايير والأسس والضوابط السليمة في الاختيار بعيداً عن الحزبية والانتقائية والشللية والمصالح التي سقطت فيها الواجهة الحضرمية – المدّعية - في المتن والهامش الرسمي فلم تستطع البقاء ، ولن تستطيع ، إلا وفق قانونها التضليلي الخاص والعام

التعليقات على الخبر

1 - ابن حضرموت
نشكر الاستاذ صالح الفردي على هاذا الطرح الهام لان الصفات الحضرميه الاصيله يورثهاء الاب لابنه وهي الصدق والامانه والسماحه وان شاالله هي باقيه لانها راس مالناء الذي نعتز فيه وعرفنا عند شرق اسيا وسواحل افريقيا ودول الخليج بل واشتهرناء بها

2 - المتفائل
أخي الكاتب .ال\ين سرقوا حضرموت زمنيا سيستردها أهلها فهم أهل نخوة وصبر.ولا ننكر ان نفرا من اهلها قد جرفهم تيار الطمع والانانية فجرفهم التيار أو انصاعوا اما بالعصى أو بالجزرة ولدينا دخلاءوبيننا حصان طرواده (الجامعة مثلا)ومتمديرين مصدرين ليكونوا مصادر فساد وافساد لتكتمل اجندة التخريب.ولاتستغرب ان يتم قريبا تحركات مشبوهة ان يؤتى _ مثلا_ برئيس جامعة كفؤ ويؤخذ قبله عميد متمكن مثل د.بابعير لتلغى كلية البنات وهكذا خبط عشواء لتظ المحافظة في دوامة وتدور في الدوامة ويأكل (حمران العيون) خيرها.الاتعرف ماحدث للشهيد القاضي الشعيب هو من صنف ه\ا السلوك ان يجعلوا الناس في دوامة المشاكل ليرتزقوا منها .نادرا ماتحسم القضايا فالتسويف والجرجرة سمتهم وعلى ابناء حضرموت اتقاء المحاكم وايجاد الصلح بين المتشاكلين والا بايضيع وقتهم واموالهم وربما دماؤهم وارواحهم هدرا .أنني ارى الامور _رغم قتامتها الآن-ستنفرج وان الغمة ستنجلي واذا كانوا يراهنون بأموالهم التي سرقوها لاخضاع الناس وشراء الذمم فانها قد ضاعت مع الازمة المالية وباينشغلون بالتجميع من جديد .انهم في ورطة وتفاءلوا ياحضارم ووحدوا الصفوف واخلصوا النوايا وحاربوا شجرة الشيطان القات اللعينة وانقذوا مايمكن انقاذه احرصوا على اولادكم واموالكم واوقاتكم وتخلصوا من القات ستجدون الحل ميسورا وبين ايديكم والله مع الصادقين والمخلصين وحضرموت مليئة بهم

3 - مفسر
اعتقد ان الفردي يقصد وهم التغير في اذاعة المكلا ... صح

4 - بوحضرم
أنا من المتابعين باعجاب لكتابات الأخوة صالح الفردي ومحمد بلفخر ووليد التميمي ومقالات الاستاذين سعيد الجريري وعبدالله الجعيدي المقلين ففيهم تكمن حضرموت في وجهها المشرق وعليهم يقع عبء كشف المخبى والمستور ومثل هذا المقال يفضح أهل الزيف والنفاق فحضرموت لا تتشرف بمثل الاقلام التي تسبح بحمد الباطل وتمجد الفساد والمفسدين نشد على ايدي كتبابنا النبلاء وليتهم يكثرون من وضع النقط على الحروف وشكرا لك اخينا الفردي.

5 - محمد الكلدي - طالب ماليزيا
نشكر الأخ كاتب المقال الفردي ونؤيده في ما وصفه فنحن طلاب نعاني المرين من قيادات هشة في جامعة حضرموت وللاسف حتى قدرتهم على التخاطب معدومة باختصار هم طبول فاضية ولكن في موقع المسؤولية فمن جاء بهم؟