صنعاء تستعرض جيوشها؟ لمن للجنوب ام للدول المجاورة ام لصعدة

[حد من الوادي]

هل من مشروع حضاري لليمن ؟؟؟؟

حضرموت اليوم / المكلا / أحمد عمر مدي
24/05/2009
قرأتُ عن احد المخترعين اليابانيين عندما أصيب بمرض في القلب ، أقعده الفراش .لم يوفق في الحصول على ممرضة تلبي حاجاته أثناء مرضه ، فتلك تعمل لساعات معينة وأخرى مرضت أثناء خدمتها والثالثة لا تؤذي واجباتها بأمانة ... وبعد إحساسه بالمعاناة المرّة خلال فترة مرضه .وبعد شفائه. أبدع في اختراع ( الممرضة الالكترونية ) فقد عمل على اختراع آله الكترونية تقوم بكل الخدمة المنزلية من تنظيف وطباخة واستخدام الكاوية والثلاجة الخ ...

إضافة إلى أعمال التمريض واتقانها التكلم وترجمة سبع لغات ... أين نحن ؟؟؟ وأين حكومتنا الالكترونية ؟؟؟ بعد معاناة شعبنا عشرون عاماً في وعود كاذبة

احتفل الشعب اليمني بالأمس بالذكرى التاسعة عشر للوحدة اليمنية وتنوعت مظاهر الاحتفال ، بالعروض العسكرية، واستعراض الأسلحة الثقيلة والخفيفة.. وكرنفالات الرقص والغناء .. والمسيرات الاحتجاجية السلمية في عدن وأبين ولحج والضالع .

الاستعراض العسكري الذي يٌعرض الأول من نوعه بنظام 40 × 20 على الطريقة الصينية والأسلحة والمعدات التي تعرض لأول مرة في عمر اليمن. طبعاً نجح لأنه يُرعى بحماية السلطة والنظام .. من ناحية أخرى يحمل رسالة لأبناء الجنوب هذا هو ردنا على نضالكم السلمي بمجرد تفكيركم في الحصول على مطالبكم الحقوقية والسياسية فان لدينا هذا المخزون الكبير من الأسلحة ... انتبهوا يا أبناء الجنوب إن السلطة قد أغلقت صحف المعارضة وكمّمت الأفواه واحجبت المواقع الالكترونية واستعرضت أسلحتها الفتاكة فما عليكم إلا أن تصبروا على التسلط والحكم الفاسد أو مصيركم الصوملة والعرقنة والافغنة .

أما النوع الآخر من الاحتفالات وهو الغناء والرقص والذي شهدته ساحة 22مايو بعاصمة محافظة حضرموت ... لا ندري كيف استقبله المواطنون ؟ كيف يحتفل أبناء حضرموت وأبناءهم في السجون ؟ كيف يحتفلوا وهناك مئات الأسر مشّرده لم تجد مأوى بعد كارثة الأمطار والسيول ؟ كيف يحتفلوا وآلاف من أبناءهم عاطلين عن العمل ؟ كيف يحتفلوا وآلاف الأسر لا تجد علاج مرضاها ؟كيف يحتفلوا ويرقصوا في ظل الفساد والإفساد والرشوة والمحسوبية والجهل والتخلف ونهب الأراضي والمال العام ؟

أما الاحتفال الاحتجاجي الذي أقيم في عدن ولحج والضالع وأبين فقد قُمع بقوات الحاكم العسكرية وكان ضحيتهُ مجموعة من الشهداء وعشرات الجرحى. هذا هو منوال السلطة في محاصرة الحراك السلمي الديمقراطي واستخدام القوة والعنف ضد أبناء الجنوب في محاولة يائسة لإخماد نضال الشعب الجنوبي عبر إطلاق الرصاص الحي على الفعاليات الاحتجاجية والسلمية وفتح السجون واعتقال ومطاردة دعاة النضال السلمي والنشطاء السياسيين وأصحاب الرأي .

وما دامت هذه العقلية أو هذه الصور من الاستبداد السياسي هي التي تحكم الحياة فان ذلك سوف ينتهي كما هو الحال الى تكريس وتنمية التخلف والتراجع الحضاري 00وخلف عملية التنمية واستقصائها وتزداد الخطورة أكثر فأكثر كما هو الحال في كثير من بلاد المسلمين عندما يوجد الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي بحيث تغادر الأمة قيمها ومعاييرها وأفكارها وتجربتها التاريخية الحضارية لتصبح وقفا على الأشخاص الذين يشكلون آلهه العصر فيحرّم الديكتاتور والمستبد السياسي كل صاحب رأي وعقل غير رأيه وعقله .

الاحتفال بالوحدة ليس بالمظاهر واستعراض الأسلحة والدبابات والجيش ولكن باستعراض انجازات تنموية وشعب يعيش في رخاء وامن واستقرار ... لا يجوز أن نحتفل والعاصمة صنعاء تعيش ساعات في ظلام دامس بكهرباء طفّي لصّي . وشعبنا وُعد بكهرباء نووية ورياحية وغازية وشمسية.. لايجوز أن نحتفل وشركاء الوحدة في السجون ومطاردين في الخارج .. لايجوز أن نحتفل والجنوب محتقن سياسيا وأبناءه مهمّشين أقصوا عن وظائفهم ونهبت ثرواته وأراضيه من قبل مجموعة من المتسلطين المتنفذين الذي يحميهم النظام .

الشعب اليمني لايريد الوحدة بهذه الصورة فهو يرفض وحدة التسلط والفساد والنهب.. وحدة التخلف والجهل والقبلية. والحكم الفردي.. وحدة الغش وتزوير الانتخابات ... ويرفض مشاريع الانفصال وتجزئة اليمن إلى دويلات .. ولكن هل من مشروع حضاري جديد لليمن ؟ يخرج البلاد من هذه الأزمة السياسية والاقتصادية إلى يمن الحضارة يمن التاريخ يمن الإيمان والحكمة.. ومن يحمل هذا المشروع ؟ فاعتقد انه لن يتأتى ذلك إلا إذا رحل عنا الفاسدون والمتسلطون ولابد من التغيير .

لقد جاءت نبوءة المصطفى ( ص ) ورسالته الإنسانية نقطة تحول وتغيير نوعي في التاريخ الإنساني العام ومثالا يحتدى به في كيفية التعامل مع السنن الجارية في الحياة والأحياء ومنعطف في تغيير حال وواقع العرب الذي مثلوا القاعدة البشرية الأولى من الشرك إلى التوحيد بمفهومة الشامل الذي يعني الانعتاق من الظلم والتسلط وتوفير الحرية والمساواة. ومن الجهل والخرافة إلى العلم والمعرفة الحقيقة. حيث سنّته ( ص ) في بناء التحول. وسيرته في التغيير والنهوض كانت ومازالت مصدر عطاء خالد ، ومنجما إنسانيا لا ينظب ،وتجربة حضارية لم ينطفىء توهجها على الرغم من كل التجارب والمحاولات البشرية التي تقترب أو تبتعد عنها .

وهذه سنة الله وقدرة وإرادته فهو الذي أراد للأمة أن تنشد التغيير، أن تريد وتعمل على تحقيق إرادتها بكل شرائحها ومن كل مواقعها وليس المكوث في غرفة الانتظار ليظهر الإمام ، أو ينزل الفارس من كوكب آخر ، أو يخلق الزعيم ، أو يأتي المهدي المنتظر ليملا الأرض عدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا

فيا دعاة الخير والحرية والتغيير يجب أن تقفوا صفا واحد في نضال سلمي ضد الظالمين المتسلطين حتى تنالوا استقلالكم وحريتكم وحقوقكم كاملة غير منقوصة ولن تخيفكم دباباتهم وصواريخهم وأسلحتهم.. وان أفراد القوات المسلحة والأمن هم دعاة خير وحرية وتطلع إلى حياة حرة سعيدة كريمة لأنهم يتجرعوا ما يتجرعه كل أبناء الشعب اليمني من فقر ومرض وتخلف .



* عضو المجلس المحلي بمحافظة حضرموت