الجنوب شعبة صفاواحدا" واليمن شعبة صفاواحدا"فليذهب كلاالى بلادة

[حد من الوادي]

المشترك والموقف من حراك الجنوب ( بقلم : فيصل الصفواني )

التاريخ: الأحد 09 أغسطس 2009
الموضوع: كتابات حرة


عدن – لندن " عدن برس " خاص : 10 – 8 – 2009

مع بداية مارس 2006 بدا الحراك السكاني في الجنوب يعلن عن نفسه ويشكل أطره وقواعده معبرا عن مطالبه السكانية والحقوقية بطرق سلمية جدا تدل على مدى وعي أبناء الجنوب وإصرارهم على التمدن في مواجهة دولة ريفية المنشئ عشائرية الطابع ، لا تؤمن الا بالقوة ولا تحاور الا حملة السلاح .

وبالمقابل تعاملت المعارضة مع الحراك على انه مكسب سياسي سيمكن احتوائه يوما ما دون ان تتفهم بموضوعية قضايا الناس ومطالبهم السياسية والمدنية ودون ان تتبنى هذه المطالب في حقيقة أمرها ،ولذلك ظهر الخلاف واضحا بين موقف المعارضة وموقف السكان في الجنوب ، الأمر الذي أدى إلى خروج الحراك الجنوبي بأهدافه ومطالبه وقيادته من سيطرة السياسي المعارض ووصايته .

لقد اصطدمت قيادة المشترك بجدية المطالب السياسية لأبناء الجنوب والمتمثلة في الشراكة الحقيقية في الحكم والتقاسم الفعلي في الثروة كون المطالب الجدية لم تكن ضمن أجندة المعارضة التي تبحث عن أوراق سياسية في أوساط الجماهير تستخدمها للمساومة مع السلطة الحاكمة فحسب ، لهذا لم يعول أبناء الجنوب على دور المعارضة في مناصرتهم ،لكننا ونحن نستعرض موقف المشترك من حراك الجنوب لابد ان نشير هنا ومن باب الإنصاف الى دور السلطة الذي لعبته بكل غباء سياسي في سبيل عزل المعارضة عن الجماهير في الشمال والجنوب وقد تحقق للحاكم ماراد

،لكن هذا الوضع تحول في نهاية المطاف الى عامل أضعاف للنظام الحاكم نفسه اذ تطورت المطالب الحقوقية عند ابناء الجنوب الى مطالب سياسية انتهت بطلب الانفصال وهذا هوالاخر مطلب سياسي له مايبرره ،اذنجد النظام الحاكم في صنعاء انشغل بمرضاة حملة السلاح في صعدة واستهجن الحراك السياسي السلمي في الجنوب الى حد ان الحاكم انكر رسميا وفي اكثر من مرة وجود قضية في الجنوب وانكر كافة حقوق ابناء الجنوب وايزاء الموقف الرسمي لم تتخذ المعارضة موقفا صريحا وواضحا يؤيد مطالب ابناء الجنوب اذكان الاحرى بالمعارضة ان تقف حينها الى صف السكان في الجنوب وتدفع بكل امكاناتها في سبيل الانتصار الحقيقي لمطالبهم انتصارا للمطالب السكانية وحتى لا يضطر ابناء الجنوب الى الخروج عن سقف الوحدة ،

فاذا سلمنا ان السلطة الحاكمة أسهمت في التفريط بالوحدة اليمنية فكان من باب أولى ان يتخذ المشترك موقفا دفاعيا عن الوحدة من خلال الاصطفاف الصادق والحاسم مع الشارع الجنوبي ، لكن المعارضة للاسف الشديد ضلت حبيسة مواقف المساومة والاستهتار وبالمقابل لم تتمكن احزاب المعارضة من تحريك الشارع في الشمال ليتبنى نفس المطالب على اعتبار ان مايشكو منه ابناء الجنوب يعاني منه ابناء الشمال لكن المعارضة لم تلعب دورها الايجابي في هذا المجال لاسباب عديدة لامتسع لنا هنا لشرحها .

المهم في الامر ان ابناء الجنوب شعرو بالغبن السياسي والضيم الاجتماعي اذ لم يجدوا لهم نصيرا من ابناء الشمال بما في ذلك القوى السياسية المعارضة ،وهذا مادفع ابناء الجنوب للعودة الى هويتهم السياسية والجغرافية والتي من شانها ان تكسبهم التعاطف الإقليمي والدولي تعويضا عن خذلان الأشقاء في الشمال وصار الانفصال او فك الارتباط هو المشروع السياسي لحراك ابناء الجنوب في الداخل والخارج ،وفي هذه الاثناء وجد المشترك نفسه خارج اللعبة عنصر غير مجدي للسكان في الجنوب وغير مهم بالنسبة لسلطة صنعاء،

الامر الذي دفع المشترك للتكالب الشطري مع النظام الحاكم ضد ابناء الجنوب باسم الدفاع عن الوحدة وتجريم الانفصال وفي هذه الحالة صارت الوحدة بالنسبة لأحزاب المشترك عبارة عن قيمة أيدلوجية معزولة عن مصالح الناس وحقوقهم الأساسية فالاشتراكيون يجدون في الوحدة منجزهم التاريخي الذي صنعوه في 22مايو ولاضير من ان تنتهك حقوق ابناء الجنوب في سبيل استمرارية الوحدة ، ويجد فيها القوميون القدامى بارقة امل للوحدة العربية (الوهم والحلم)المفقود ويجد الإصلاح في وحدة الضم والإلحاق الذي كان من ابرز منجزيها في 94م فريضة دينية مع انه لا يوجد في الكتاب ولا السنة ما يدعو اليمنيين للتوحد في الشمال والجنوب ناهيك عن ان الدين يحرص على حقوق المسلمين أكثر من الحرص على وحدتهم والغريب في الامر ان التجمع اليمني للاصلاح يدعم ويساند بقوة تشطير الشعب الفلسطيني ويدافع عن الوحدة اليمنية مع ان وحدة الشعب الفلسطيني اهم واولى .

وبشكل عام لم يقدم اللقاء المشترك مشروعا سياسيا واضحا يبين فيه مدى الضرر الذي سيجلبه التشطير على مصالح الإنسان اليمني في الشمال والجنوب ولم يبين موقفه من حقوق الجنوبيين ومصالحهم اذا استمرت الوحدة وما هي مطالب الجنوب بالتحديد ؟وكيف يمكن حلها ؟ومن الذي يعيق الحلول السلمية ويدفع باتجاه التداعيات والتصعيد ؟ وهل من العدل ان يتخلى ابناء الجنوب عن كافة حقوقهم المدنية والسياسية لكي تستمر الوحدة؟

في كل الأحوال لقد أدرك اليمنيون في الشمال والجنوب بمعزل عن المشترك ان مشكلتهم الحقيقية تتمثل في غياب الدولة المدنية الحديثة التي تكفل للمجتمع اليمني حق التطور والنماء واللحاق بركاب الحياة الإنسانية المعاصرة وهذا ما يرفضه ابناء الجنوب ويسكت عنه ابناء الشمال ،ومن يدري ربما يفكر ابناء الجنوب حاليا في الشروع في تأسيس الدولة المنشودة بشكل شطري لكننا حتى الآن لا ندري عن حقيقة نواياهم وما تخبئه الأيام من مفاجئات .

نعود مرة أخرى ونسال قيادة المشترك ما موقفها من مشروع الدولة اليمنية الحديثة ؟ولماذا لا تطرح هذا المشروع بشكل علني يلتف حوله كل أبناء الشعب اليمني ؟ لماذا لا يطرح المشترك مطلب التغير الشامل ويقنع به الجماهير ويتحرك بهم ومن خلالهم على هذا الأساس ؟

لقد تعلمنا من أبجدية العلوم السياسية ان اي حركة سياسية انما تقوم من اجل التغير فان رفضت مبدءا التغير تكون قد حكمت على نفسها بالإعدام سياسيا وصار وجودها عبئا اخر يرهق كاهل المجتمع وهذا مايقع فيه اللقاء المشترك.

لقد أصبنا بخيبة امل عندما بدا البث التجريبي لقناة سهيل الفضائية وبدأنا نسأل بحذر وخوف شديد .. ماذا سيحدث لو ان اللقاء المشترك وصل الى سدة الحكم ؟ ساعتها سيحظى الإصلاح بنصيب الأسد فماذا سيفعل الإصلاح يومها ؟ هل سيدير الدولة بخطباء الجمعة ؟ وهل سيكافح الفساد برجال الوعظ والإرشاد ؟ وهل سيسند مهمة الإدارة والتخطيط الاقتصادي لرجال الرقية الشرعية والمعالجين بالقران الكريم ؟

نحن هنا لا نعيب على الإصلاح الممارسات الدينية ولكن للسياسة والإدارة رجالها وليس ثمة تناقض بين ان يحافظ الإصلاح على هويته الدينية ويتحول الى حزب سياسي يرتقي إلى مستوى حزب العدالة والتنمية في تركيا ويكون عند مستوى آمال وطموحات اليمنيين في مختلف أرجاء الساحة اليمنية .



[email protected]

[حد من الوادي]

اعتقال د. حمزة وآخرين في أمن عدن لمنعهم من المشاركة بتشييع شهداء الجنوب غدا

التاريخ: الأحد 09 أغسطس 2009
الموضوع: أخبار

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 9 – 8 – 2009

أبلغت مصادر خاصة في عدن " عدن برس " بأن أسرة الدكتور فاروق حمزة ، رئيس منظمة (نجاح) بعدن ، أفادت فيه ، بأن إدارة أمن عدن ، تقوم باحتجاز ، كلا من د. فاروق ، ونجله الأكبر (عمرو) ، في زنزانة انفرادية ، في إدارة أمن عدن، وذلك بعد أن جرى إيقاف سيارة حمزة ، في نقطة العلم ، الفاصلة بين محافظتي عدن وأبين ، حتى لا تواصل سيرها ، إلى أبين ، بمعية ثلاثة آخرين ، للمشاركة ، في تأبين شهداء (زنجبار) الذي تقرر ان تستضيفه عاصمة أبين غدا الاثنين .

الجدير بالإشارة ، ان دكتور فاروق حمزة ، يعاني من مرض السكر الذي يستحيل معه ، ان يمضي ليلة واحدة ، دون ان يتناوله كما جرت العادة ، وهو ما قد يفاقم من وضعه عموما ، ويزيد من تدهور حالته الصحية ، في ظل ظروف الاعتقال القسرية.

ولهذا تطالب وبشدة، أسرة حمزة ، سلطات أمن عدن ، بالسماح لها ، بإحضار مادة الأنسولين الذي اعتاد على تناولها فاروق حمزة عبر العضل بصفة يومية ، ما لم فهي تحمل هذه السلطات ، تبعات أي مضاعفات صحية لولي أمرها القابع حاليا رهن الاحتجاز في زنازين أمن عدن .

[حد من الوادي]

الآلاف بزنجبار يشيعون شهداء مجزرة 23 يوليو ومحمد علي يعاهدوهم على تحرير الجنوب

التاريخ: الأثنين 10 أغسطس 2009
الموضوع: أخبار

زنجبار –لندن "عدن برس" خاص :10-08-2009

شيع الآلاف من أبناء الجنوب الذي توافدوا من جميع محافظات الجنوب صباح اليوم جثامين عدد ممن سقطوا برصاص قوات الاحتلال في أل 23 يوليو المنصرم وذلك إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء التي تبرع بها الشيخ طارق الفضلي قبل أيام .

وشارك في التشييع عدد من قيادات الحراك الجنوبي وناشطين سياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني في محافظات الجنوب واستهل التشييع بأداء الصلاة على أرواح الشهداء وذلك بنفس المكان الذي سقطوا فيه في ساحة المهرجان الذي أقيم ذات اليوم الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال جريمتها ألاثمة .

وانطلق الموكب بعدها صوب المقبرة المخصصة للشهداء حيث حملت نعوش تحوي على جثامين عدد من الشهداء فيما حملت نعوش رمزية أخرى لمن تم دفنهم في أوقات سابقة الشهر الفائت .
وهتف المشيعون بهتافات " لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله "ثورة ثورة ياجنوب" فيما كانت اعلام الجنوب ترفرف على سواري الأعلام في المدينة وتتقدم مسيرة التشييع .

وكان مجلس قيادة الثورة قد نضم انطلاق موكب التشييع مهرجان جماهيري ألقيت فيه عدد من الكلمات التي أكدت في مجملها على معاهدة الشهداء على المضي قدما حتى تحرير الجنوب مؤكدة أن دماء كل شهداء الجنوب لن تذهب هدرا وانه لابد من قصاص لكل قطرة دم جنوبية سفكت على ارض الجنوب .

وكان موكب تتشيع قد قدم من العاصمة عدن والتحم بموكب كان في انتظاره في مدينة زنجبار
سلطات الاحتل كعادتها كانت قد استبقت التشييع بفرض حصار امني على جميع مداخل مدينة زنجبار ومنعت الدخول إليها منذ مساء أمس ووصل بها الأمر إلى الامتناع عن تسليم عدد من جثامين الشهداء التي ترقد بثلاجة مستشفى الجمهورية بعدن .
كما قامت ومنذ فجر اليوم بقطع خدمة الهاتف الجوال عن مدينة زنجبار وضواحيها محاولة بذلك التشويش على تواصل الحاضرين في مراسيم التشييع .


وكان الأخ محمد علي احمد قد هنأ الشيخ طارق بن ناصر الفضلي نائب رئيس مجلس قيادة الثورة الجنوبية باسمه ونيابة عن إخوانه في الشتات بنجاح فعالية تشييع شهداء الثورة السلمية في الجنوب ، وقال بن علي في تهنئته ان مهرجان تشييع الشهداء يعبر عن الوفاء لشهدائنا الأبطال الذين سقطوا يوم 23 يوليو الماضي ، وفي الوقت نفسه نقدم تعازينا لأسر وأمهات وزوجات وأولاد شهداء الجنوب ومسيرة تحريره من قوات الاحتلال الهمجي ، وقال محمد علي احمد مخاطبا رئيس نظام الاحتلال ان الجنوب ليس كما تتوهمون بل هو قلعة الصمود والتحدي.

كما أجرى الأخ محمد علي احمد اتصالا هاتفيا بالمشاركين في خيمة شهداء زنجبار وهنأهم فيه بتضامنهم وتوحدهم خلف راية الجنوب وشهداءه الأبرار ، وأكد لهم أن ان الجميع يسير على طريق استعادة الجنوب من هذا الاحتلال الغاشم .. وقد تعالت صيحات التكبير من المشاركين في الخيمة الذين رددوا شعارات تجدد الولاء والوفاء للقيادات الجنوبية في الخارج ، وشعارات الإصرار على عودة الجنوب واستقلاله .

[رمل رمل رمل]

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير انا من السعوديه وصلاتنا اخبر ان الريس مريض صدق اوكذب

[حد من الوادي]

القصة الكاملة :

الخميس , 13 أغسطس 2009

رحلة ابن عبدات في البحث عن طفله المغيب في زنزانة " الانفصال "... حسبي الله ونعم الوكيل فيكم

دمون نت / نيوز يمن / حسام عاشور :

نهار الخميس 9 يوليو ذهب عبدالله عمر بن عبدات، 15 سنة، إلى عمله في فندق ريبون بسيئون، كما يفعل يومياً، ليقوم بعملية التنظيف، وهي وظيفته التي يساعد من خلالها أباه في تغطية مصاريف الأسرة والبيت. عند تمام الخامسة عصراً اقتحم الفندق أفراد من أمن مديرية سيئون واقتادوه معهم إلى الحبس. أبلغ موظف الاستقبال في الفندق والد عبدالله بالنبأ: " يا عمر بن عبدات لحق أبنك، شفهم أخذوه أصحاب الأمن ولم يخبرونا لماذا".

خرج الوالد من بيته مهرولاً إلى أمن مديرية سيئون عقب تلقيه الخبر المشؤوم ليستفسر عن أسباب الاعتقال غير أن الجنود لم يسمحوا له بالدخول ورفضوا الحديث معه عن أية تفاصيل توضح مبررات الاعتقال.
يعيش عبدالله عمر عبد بن عبدات مع والده في ساحة عنبر بحي الحوطة، مدينة سيئون، وترتيبه السادس بين أخوته الثمانية. لم يكن المعتقل الوحيد فهناك ستة أطفال اعتقلوا أيضاً لأسباب لم تعلمها أسرهم.

وهنا يروى عمر بن عبدات لـ" نيوز يمن والنداء" تفاصيل اعتقال ابنه:لما رحت الأمن بغيت بشوف ابني، وجدت ياسر العامري رئيس البحث الجنائي بالمديرية وأحمد الصميدي، سألتهم فين أبني وما هي التهمة الموجهة له؟ قالوا لي : ابنك في الحفظ والصون ولكن ممنوع تشوفه أو تكلمه الآن. سألتهم: ليش؟ قالوا: بعدين بتعرف. قلت لهم بحضر عملية التحقيق مع أبني لأنه قاصر. ولكنهم أصروا على منعي من زيارته وحضور التحقيق معه. حاولت أكثر من مرة وكل محاولاتي فشلت. بعد صلاة المغرب ذهبت إلى رئيس نيابة الاستئناف وشرحت له الموضوع وطلبت منه أن يعرف بطريقته الخاصة ما هي تهمة ابني ولكنه لم يفدني بأي شيء .. لجأت إلى أعضاء المجلس المحلي بمديرية سيئون: أحمد معشوق وعلي باطاهر ومبارك القحقوح، ودخلوا إلى عند ياسرالعامري رئيس البحث بالمديرية ولكنهم فشلوا أيضاً.

يقول الأب والعبرات تتخطفه: عدت إلى البيت بعد منتصف الليل منهاراً بعد أن فشلت في إطلاق سراح ابني ومعرفة أسباب اعتقاله ولكنني لم أيئس ففي صباح (اليوم التالي) الجمعة خرجت من البيت ومعي الفطور لأزور ابني. استلمه مني الجندي المناوب، وقال: السجان نائم ولا أحد يقدر يصحيه الآن. استغربت من كلامه وقلت: حسبي الله ونعم الوكيل فيكم. وذهبت إلى البيت وهناك تلقفتني زوجتى التي كانت منتظرة عودتي على أحر من الجمر (لأنها) بغت بتعرف شي أخبار عن ابنها، فقلت لها ما شفته ولا حاد قال لي شي. رجعت مرة أخرى قبل صلاة الجمعة ومعي الغذاء لإبني فقال لي الحارس الموجود إيش هذا معك، الغداء؟، قلت أيوه. قال عاد الفطور مطروح ما سُلّم للمسجونين، وكيف أنته تجيب الغداء؟ قلت له: حسبي الله ونعم الوكيل فيكم، ربي بيحاسبكم على لي تلقونه في الأطفال المساكين جيعانين من البارحة. ثم سألت عسكرياً أخر عن أبني وقال لي إنه موجود في زنزانة انفرادية ومنعوا عليه الزيارة من أي شخص كان, وبقية الأولاد الستة معتقلين مع بعض.

يواصل الأب سرد تفاصيل الرحلة الكابوسية:

بعدين علمت أن ابني عبدالله مصاب بحمى شديدة في زنزانة مظلمة، لا فيها سراج يضيء بالليل ولا توجد بداخلها تهوية، وهي مبنية بناء أسمنتي مسلح تزداد فيه درجة الحرارة بحكم ارتفاع الحرارة في الوادي. حاولنا معهم يخرجونه في الهواء أو يحولونه إلى زنزانة أخرى مع بقية الأطفال، وبغينا بنروح به المستشفى، الجماعة رافضين.

عملت رسالة في نفس الليلة شكيتهم فيها للنائب العام، أوضحت له فيها أن ابني القاصر محتجز ولم نعرف ما هي تهمته وهو موجود في زنزانة انفرادية ودرجة حرارتها عالية وهو مريض وممنوعين من زيارته وعلاجه وناشدته التحقيق في الموضوع.
صباح السبت، ذهبت إلى وكيل النيابة أحمد السقاف، وسلمته صورة من المذكرة التي رفعتها إلى النائب العام، فقال: يا بن عبدات هذه المذكرة با تهز رئيس نيابة الاستئناف، وأرجوك لا ترسلها وموضوع الأولاد بايتعالج. وذهبت، أنا وهو, الساعة 12ظهراً إلى عند رئيس النيابة ومعنا أولياء أمور بقية الأطفال الستة، وعندما دخلنا عنده قال: أنته الذي اشتكيت بي إلى النائب العام؟

قلت له نعم لأنك ما عملت شي ولا حتى اتصلت وعرفت ما هي التهمة الموجهة لأبني. رد علي: ابنك متهم وضروري يبقى في الحجز. حاولت مع رئيس النيابة ووكيل النيابة الابتدائية زيارة الأطفال رفضوا، وقالوا لما يُرفع الملف إلى النيابة، وراح علينا اليوم وما أنجزنا شيء. رجعت إلى البيت ولقيت أم الطفل في قلق وتبكي وحالتها حالة، مشقوقة على والدها وتحملت وارتفع عندها الضغط وإخوانه قلقين وخائفين والبيت كله في حاله لا يعلم بها إلا الله.

صباح الأحد 12 يوليو، ذهبت إلى وكيل النيابة الابتدائية، وقال: الآن ملف الأولاد با يطلع من البحث. جلسنا منتظرين الملف إلى الساعة 12 ظهراً، وطلع الملف بعد ما طلعت أرواحنا واستلمه وكيل النيابة، وقال: الآن الوقت متأخر وأنا بدرس الملف في البيت وبكره الأثنين بطلق سراحهم. خرجت من عند وكيل النيابة ورحت إلى وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء أنا وصديقي صالح بن سويد، وسلمته نسخة من الرسالة الموجهة للنائب العام التي وجهها لمدير الأمن بالوادي والصحراء للإفادة.

وفعلاً ذهبت أنا وعضو المجلس المحلي مبارك قحقوح إلى مدير الأمن المركزي الذي كان يقوم بأعمال مدير الأمن واستلم مننا توجيه الوكيل واستمع لنا، ثم أتصل برئيس البحث ياسر العامري، وقال له : من الذي أعطاك أمر بمنع الزيارة عن الأطفال؟ ثم قال لنا : اذهبوا زوروا أولادكم وأحضروا لهم أكل وجلسوا معهم وأي واحد يمنعكم اتصلوا بي. وأعطانا رقم جواله، كل هذا حدث ونحن لا زلنا نجهل ما هي التهم الموجهة إلى الأطفال.

في الساعة التاسعة مساء، ذهبنا مع عضو المجلس المحلي القحقوح إلى ياسر العامري، وقلنا له: نحن الآن جينا من عند مدير الأمن المركزي وقال لنا روحوا زوروا أولادكم وأي شخص يمنعكم اتصلوا بي. فقال العامري لنا: أنا ما حد اتصل بي لكن زوروا أولادكم وأعطوهم الأكل. وعندما ذهبنا إلى السجن خرج أبني من الزنزانة وهو يصيح، صياح غير عادي، وأنا محتضنه وأحاول تهدئته وهو يشعر بحمى ويشكو من الحرارة والاختناق. شعرت حينها أن الولد غير طبيعي ويرتعش وأخبرني وهو يتحدث بصعوبة ويتقطع في الكلام أنه في غرفة مظلمة لا توجد بها إضاءة ولا تهوية ويشعر بآلام شديدة في جسمه. فوجئت أنه لم يأكل، وانصدمت من حالة أبني ووضعه السيئ، وكانت الصدمة الكبرى عندما سألته عن التحقيق فقد قال لي: أنهم يحققون معه عن الحراك وعلاقته به وأنه من ضمن الداعين للحراك وماذا يعرف عن فعاليات 7 / 7.

حاولت تهدئته وذهبت إلى رئيس البحث بالمديرية وحاولت أقنعه بضرورة علاجه بالمستشفى لكن دون جدوى. رجعت إلى ابني اشجعه واطمئنه. وبعد ربع ساعة جاء الجندي هاني الحنمي وقال ممنوع الزيارة وخاصة على هذا الولد بالذات، وقام بطردنا من الحوش، أنا وصالح بن سويد، وقام بإدخال الولد الزنزانة. تأثرت كثيراً لحالة أبني النفسية السيئة بسبب ما تعرض له من معامله وحشيه وأرتفع عندي الضغط، وتم إسعافي إلى المستشفى.

صباح يوم الأثنين 13 يوليو، لم أتمكن من الذهاب إلى النيابة الابتدائية لأن الضغط مرتفع عندي وممنوع عليّ الانفعال. ذهب، نيابة عني، ابني الكبير محمد ومعه صديقي صالح بن سويد، وأخبرهم وكيل النيابة الابتدائية بإعادة الملف مرة أخرى إلى البحث لأن فيه متهم يدعى عبدالهادي اعترف باعترافات جديدة وبيطلع الملف يوم الثلاثاء. ثم ذهبوا إلى أمن المديرية للاطمئنان على صحة الولد عبدالله ومحاولة إقناع رئيس البحث بالمديرية بضرورة عرضه على الدكتور، وتم عرضه على الدكتور في مستشفى سيئون العام الذي قام بمعاجلته وأمر بترقيده لساعتين وأنه بحاجة إلى تهوية جيدة. وبعد انتهاء الترقيد حوالي الساعة الثالثة عصراً أبقى الحارس الموجود الولد خارج الزنزانة حسب تعليمات الدكتور. فجأة جاء الجندي هاني الحنمي وأمر بإعادة إدخاله إلى زنزانته فرد عليه السجان (موضحاً) أن الطفل مريض ويجب أن يبقى في الخارج حسب تعليمات الدكتور. فقال هاني الحنمي بكل عنجهية: "طرحه داخل السجن حتى يموت". إلا أن السجان جزاه الله خيراً لم يستجب له وأبقاه بالخارج.

يوم الثلاثاء 14 يوليو، ذهب ابني محمد مع آباء الأولاد الستة إلى وكيل نيابة سيئون الابتدائية فضيلة القاضي أحمد السقاف. وبعد أن استجوبهم أمر كل أب بتوقيع التزام عن ابنه وإحضار شهادات الميلاد وضامن واحد لجميع الأولاد. ثم أخبرهم بعدم وجود قضية، وأمر بإطلاق سراحهم لعدم ثبوت التهم. إلا أن قرار الإفراج زاد من غضب ياسر العامري (رئيس البحث) الذي لم يحضر إلى النيابة وأعاد أبني مرة أخرى إلى زنزانته الانفرادية وبقية الأطفال إلى زنزانتهم، ولم يطلق سراحهم إلا بعد منتصف الليل. عندها فوجئنا بعدم قدرة عبدالله على المشي وهو يسير بطريقة غير طبيعية، وبدت حالة النفسية والعصبية سيئة جداً جداً لدرجة أنه عندما وصل إلى البيت لم يتعرف على اخوانه، وكان خائف من الجميع وهو يرتعش، ولم يتمكن من النوم نهائياً (إذْ) كان يصرخ من لحظة إلى أخرى، مما أصابنا بالقلق جميعاً، ولم يستطع أحد في البيت النوم في تلك الليلة التي كانت كابوس رعب لنا.

صباح الأربعاء 15 يوليو، قمت بعرضه على دكتور مخ وأعصاب. كتب له علاج وأخبرني أن ابني يعاني من إضطرابات في الذاكرة وعدم القدرة على التخاطب مع الآخرين واختلال في المشي نتيجة عدم النوم، وهو بحاجة ماسة إلى عرضه على دكتور نفسي. وفعلاً عرضته على الدكتور عبدالله الكثيري فصرف له علاج وأكد أنه يعاني من اضطرابات في الذاكرة وعدم القدرة على الاستقرار في النوم نتيجة لما تعرض له طوال فترة سجنه.

من يوم خرج من السجن وهو خائف مرعوب من الناس ويتوقع بأن أحداً سيأتي ويسجنه، ولا يستطيع الحديث بطلاقة، حتى طريقة مشيه غير طبيعية، وكل ليلة يعيش كوابيس، أشكال وألوان، ولا يستطيع النوم أبداً، وعندما يدخل الليل يبدأ الرعب والخوف عنده. لم نكن نتوقع أن تكون حالته سيئة لهذه الدرجة.

حسبي الله ونعم الوكيل، يرددها بن عبدات والدموع تتقاطر من عينيه قبل أن يلخص حصاد رحلته الكابوسية قائلاً: أخذوه مني سليماً ومعافى وجابوه لي محبط ومحطم نفسياً وعصبياً مما تعرض له في السجن.

ثم تابع الرحلة: طبعاً انا ما سكت ولن أسكت عن حق أبني أبداً، وقمت برفع شكوى في 22 يوليو إلى وكيل نيابة الأموال العامة بسيئون ضد أمن مديرية سيئون الذي احالها إلى رئيس نيابة استئناف سيئون لاتخاذ الإجراءات، إلا أن نيابة الاستئناف لم تحرك ساكناً. وبعدها قمت بتقديم شكوى أخرى للنائب العام في 27 يوليو ضد كل من: ياسر العامري رئيس البحث الجنائي بمديرية سيئون، وأحمد الصميدي -جندي في الأرشيف، وهاني الحنمي- جندي، فهم المتسببين الرئيسيين عن تدهور حالة ابني النفسية والعصبية من خلال منعه من النوم ووضعه في حبس انفرادي في غرفة درجة حرارتها 45 درجة، وتهديده بعد إطلاق سراحه بالموت. ناشدت النائب العام بإنصافي وإحقاق الحق والعدل بقبول الشكوى والتحقيق مع المتسببين وإحالتهم للعدالة، ونسختها إلى وزير الداخلية، ووزيرة حقوق الإنسان، ومحافظ حضرموت، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي، وعضو مجلس النواب، ومدير عام الأمن العام بالوادي. وأرسلت رسالة للمرصد اليمني لحقوق الإنسان بصنعاء ومنظمة سياج لحماية الطفولة، ناشدتهم فيها الوقوف إلى جانبي ومناصرتي في قضيتي للاقتصاص من الجناة الذين ذبحوا طفولة أبني وحطموه نفسياً.


أقوال الفتى عبدالله بن عبدات!

عندما أتصلت بوالد عبدالله أخبره أنني أريد أن أسمع التفاصيل من عبدالله شخصياً، وافق على طلبي لكنه أخبرني أن ابنه بطيء في الحديث ولا يستطيع التذكر بسهولة.

اتفقنا على أن نلتقي خارج البيت، في المجمع الحكومي، من أجل عرضه على عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، لطرح قضيته وضرورة التفاعل معها وسرعة معالجته في العاصمة.

جاء عمر بن عبدات وابنه عبدالله، وكنت في أنتظارهما في المجمع رفقة الأستاذ حسين حسن السقاف. بدا لنا واضحاً التشجنات التي ظهرت على عبدالله عندما رأى حراسة بوابة المجمع، وهو رفض الدخول، مردداً لوالده: " بيأخذونا بيحبسونا".
للمرة الأولى تشعر بأن طفولة عبدالله انتهكت: طريقة مشيه غير طبيعية ، شارد الذهن، خائف ومرعوب، لا يتذكر الكثير من ماضيه، فقد الثقة في كل من حوله.

* بعد أن هدأ سألته: عبدالله كيف حالك ؟ أجابني: أه أنا؟ أنا الحمد لله بخير. سألته: عبدالله متى حبسوك أصحاب الأمن؟ كان يحاول أن يلملم الكلمات وهو يحرك رأسه حركات لا إرادية، يحاول إخراج الكلمات أو لعله يريد أن يتذكر: والله مانا داري في أي يوم. سألته: انته تذكر أصحاب الأمن لما حبسوك من فين أخذوك؟ أجاب: شلونا من الفندق، قالوا بغيناك، وشلونا وحجزونا في غرفة لوحدي.

وبعدين؟، سألته.
* وبعدين الساعة وحدة بعد منتصف الليل حققوا.
* من هم لي حققوا معك؟
- ياسر العامري والصميدي.
* ايش قالوا لك؟
- يقولون لي انته تحرض على الانفصال وإقامة مظاهرات يوم 7 / 7، وأنت تسير في السوق عند الدكاكين وتقول 7 /7، وقمت برمي قارورة فيها بترول لحرق المحلات التجارية.
* أنته ايش قلت لهم؟
- قلت اننا ما تكلمت على الأنفصال وسبعة سبعة.
* وبعدين؟
- قالوا لي من لي يدعمكم، قلت لهم ما حد يدعمنا ولا سوينا شي.
بدأت تظهر على وجهه علامات الغضب والانفعال فغيرت الموضوع. وعندما هدأ سألته: عبدالله، طيب الأطفال الستة فين حبسوهم؟
- حبسوهم بجنبي في السجن الثاني وأنا لوحدي.
* السجن لي أنته فيه شي كهرباء مروحة وسراج ولا مكيف؟
- لا ما فيه شي، فيه مروحه بس تجيب هوا حار، ولا شي سراج فيه ولا حاجة. يخلونا في الغدرى لوحدي.
* يعطونك شي أكل في السجن؟
- لا ما يعطونا شي إلا إذا جابوه أهلي، حتى الماء، ما يعطونا ماء بارد إلا إذا جابوه أهلي، والأكل أنا ما أكله لأننا ضمان بغيت إلا ماء بس. ويوم الجمعة خلونا في السجن بدون ماء لما العصر، من الصبح ما شربت.
* هل ضربوك وانته في السجن؟
- لا، بس يجيبون الكهرباء عندي يخلونها تقبس قدامي، وياسر العامري يقول لي أنته ما بتخرج أبداً من السجن وبتبقى في الحبس وإلا أحسن لك تعترف، ويومه أبوك عمر عبد ما بينفعك أبداً ...
* وأيش قال لك عاده؟
- من هو ياسر؟
* نعم ياسر عاده قال شي ثاني؟
- قال أنا شفتك في السوق بعيني وانته تعمل مظاهرة وتقول سبعة سبعة (ثم شرد قليلاً ثم تمتم: آه) والصميدي قال اعترف ولا بنطرحك في زنزانة، ألعن زنزانة، عندنا.
* متى هم يحققون معك؟
- يجي هاني الحنمي كل ليلة نص الليل ويشلنا ويحققون معي، وهو هاني يقول اعترف ولا بضربك بكف، ويقولون لي أن بغيت بتخرج من السجن قل الكلام لي نقوله نحنا لك واعترف انك قلته.
* وهل سمعت كلامهم أنته وقلت الكلام؟
- لا ما قلت شيء.

انتهت أقوال عبدالله وهي إفادة وافية ليست في حاجة إلى تفصيل أو تنميق.

"المصدر : موقع نيوز يمن الاخباري "

موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت

[حد من الوادي]

رئيس حزب التجمع الوحدوي بحضرموت يدخل في غيبوبة
بعد ضرب المعتقلين في سجن البحث الجنائي بالمكلا مساء أمس الخميس 13/8

المكلا/خاص التاريخ: السبت 15 أغسطس 2009 - 1:50 صباحاًً

أقدمت قوة أمنية مساء أمس الخميس 13/8/2009م على ضرب المعتقلين السياسيين بسجن البحث الجنائي بالمكلا م/حضرموت مستخدمة الهراوات الكهربائية والعصي وأعقاب البنادق , عقابا على احتجاج المعتقلين السياسيين بالبحث الجنائي على الأوضاع السيئة داخل السجن ومنع الزيارة عنهم .

وأفادت مصادر موثوقة أن المعتقلين يعانون حالة صحية سيئة وإصابات خطيرة جراء الضرب الذي تعرضوا له, كما أفادت نفس المصادر بان المعتقل الناشط السياسي ناصر محفوظ باقزقوز رئيس حزب التجمع الوحدوي بمحافظة حضرموت دخل في حالة غيبوبة وفقدان للوعي ولم ينقل إلي المستشفى ولازال في السجن مما يحتمل مفارقته للحياة .
كما عبر أهالي وذوي المعتقلين عن قلقهم خصوصا عقب منع الزيارة عنهم حتى الآن كما حملوا السلطات الأمنية والسلطة المحلية المسئولية الكاملة عن حياة أبنائهم