![]() |
#1 |
حال قيادي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بعد معارك ليلية وإنزال مظلي
مقتل وإصابة 8 جنود سعوديين واستمرار إجلاء السكان واحراز مكامن اسلحة السبت 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 الساعة 04 صباحاً / مأرب برس-خاص بدأت القوات السعودية عمليات إخلاء سكان قرى الراحة والقوامة وأم الدرق وسلقة والقصيبات وأم القبور، وكشف عن مقتل 3 من القوات السعودية احدهم برتبة رائد مظلي وإصابة 5 آخرين فجر الجمعة بعد اشتباكات مع متسللين بجبل دخان. فيما خفت حدة القصف المدفعي على المواقع المحتملة للمتسللين أمس، فيما استمرت الطلعات الجوية على معدلها الطبيعي على الشريط الحدودي. وقالت مصادر سعودية أن قواتها ضبطت أثناء (تمشيط) منطقة العمليات على كمية مـن أجــهزة الحاسب الآلي وأسلحة وذخيرة وخرائط، إضافة إلى بعض الأوراق تم التحفظ عليها. وأضافت مصادر أخرى، أن قصفا بالمدفعية والأسلحة الرشاشة استهدف مواقع متقدمة للمتسللين منتصف ليل الخميس وحتى فجر أمس، وأكدت المصادر أن إنزالا مظليا للكومندوز السعودي انطلق فجر أمس لتطهير مواقع متقدمة في قرى السبخاية التي يتحصن فيها المتسللين، وألقيت القنابل المضيئة، بغطاء جوي ورصد حراري عبر الأقمار الاصطناعية للمواقع بنظام الإحداثيات GPS . فيما تعرض مستشفى القوات المسلحة الميداني في منطقة الخوبة،لإطلاق نار من قبل عناصر ألقت الشرطة العسكرية القبض عليهم بعد معركة المطاردة-حسب المصادر السعودية، وأوضح المصدر ذاته أن الشرطة العسكرية وضعت حراسات مشددة لحماية المنشآت التي استحدثت لخدمة القوات المسلحة على الحدود،مشيرا إلى أن هذه الحالة تعد الثالثة التي تستهدف المستشفى الميداني من العناصر المتسللة إلى أودية منطقة الخوبة. ونقلت "الحياة" أن القوات السعودية رصدت مواقع أرضية على عمق أمتار تحت الأرض كان يعدها المسلحون كمائن لاستهداف رجال القوات السعودية أثناء مرورهم لتمشيط المنطقة. في الوقت الذي واصلت القوات السعودية أمس تفتيش المخابئ الجبلية في أسفل الجبال، حيث يعتقد بان هناك أجهزة مراقبة أرضية تعطي المعلومات لمن هم في أعلى الجبال بقصد تحذيرهم وإعطاء الإشارات، ولم تجد القوات السعودية في داخل هذه المخابئ على طرف جبل الدخان أي شخص، مشيرة إلى أن عناصر الجماعات المسلحة تراجعوا إلى داخل الحدود اليمنية. مضيفة أن المتسللين استخدموا حيوانات مفخخة وأطلقوها في اتجاه المراكز العسكرية السعودية. فيما قتل مسلح وقبض على 12 آخرين أثناء محاولة العبور إلى الأراضي السعودية عن طريق قرية المحلة في المنطقة الجبلية، وعثر على أسلحة بعد مواجهة معهم. من جهته، قال مصدر في القوات البحرية السعودية أن القوات البحرية تمركزت في مياه البحر الأحمر بقصد (التمشيط) والتأكد من عدم مرور زوارق تمد المتسللين بالأسلحة والذخائر. من جانبه قال المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي أن عشرات الصواريخ السعودية استهدفت القرى في (مديريتي الملاحيظ وشدا ومنطقة الحصامة والقرى المجاورة للشريط الحدودي حتى مديرية رازح) التي تبعد عن المنطقة عشرات الكيلومترات-حد بيان تلقاه"مأرب برس" مضيفا أنهم صدوا هجومين للجيش اليمني على (جبهة المنزالة – مديرية الملاحيظ)،وعلى (جبهة آل عقاب محيط مدينة صعدة من الجهة الجنوبية). |
![]() |
![]() |
#2 |
حال قيادي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بعثة جريدة المدينة السعودية تصل الخط الأول من جبهة القتال وترصد مسرح العمليات لم يكن القرار سهلا ونحن نتأهب لأخطر مغامرة صحفية حركتنا إليها مشاعر الحب للوطن الغالى والرغبة المتوقدة لرصد مسرح العمليات عن قرب ورؤية الجنود الأبطال على الخط الأول من جبهة القتال وعلى الرغم من الخطر الذى كان يحدق بنا ونحن نرسم تفاصيل الرحلة “ الجريئة “ إلا ان رداء جند عبدالله بن عبدالعزيز أكسبنا قوة وكسانا شرفا ومنحنا “ جرأة “ لخوض غمار الصعب .. مناطق خضراء تمازجت فيها رائحة الورد والبارود وشريط حدودي امتدت على طوله الآليات لتغلق كافة المنافذ أمام المتسللين . وأبطال وقفوا كالنسور ليردوا كل من تسول له نفسه عبور حدود الوطن. بداية الرحلة اخذ أعضاء فريق المدينة على انفسهم بلوغ اقصى نقطة ممكنه واستطاعت الوصول الى احد الجبال المطلة على قرى المجدعة والعرة والروقي والبتول والقرقاعي والرباحة وغيرها من القرى التي تتداخل مع قرى أخرى يمنية وقد بسط ابطال القوات المسلحة من صاعقة ومشاة بحرية ومشاة برية سيطرتهم على القرى السعودية ومراقبتها ومنع المتسللين من الوصول اليها. أعلى الجبال المشهد الذي وصل اليه فريق المدينة من أعلى جبل مدبع المطل على الحدود كان رائعا حيث يشق القرى واد تجري به مياه جراء تساقط الامطار اول امس كما افاد الجنود هناك، وقد ازدادت جمالا مع حقول الذرة الخضراء التي تركها اصحابها ونزحوا الى المخيم الذي اقيم في احد المسارحة بعيدا عن مسرح العمليات حفاظا على حياة المواطنين. ويعطي الجبل الذي تمركزت عليه وحدات القوات المسلحة من مختلف قطاعاتها صورة واضحة عن المنطقة فيما تمركزت وحدات من القوات المسلحة في المزارع لمراقبة ورصد وصد أي تسلل من قبل عصابات التسلل. الروح المعنوية جنود عبدالله بن عبدالعزيز الذين التقتهم "المدينة" كانوا يتمتعون بروح معنوية عالية في الصفوف الامامية وبين الفة ومحبة وهم يراقبون الحدود، ومن على قمة الجبل يمكن رؤية القرى اليمنية ومنازلهم اضافة الى مراقبة الطرق المؤدية بين القرى واكد الجنود المرابطون هناك ان الوضع تحت سيطرة القوات السعودية والوضع هادئ في النهار لكن في الليل هناك بعض المناوشات مع المتسللين. مفرزة قوات الطوارئ بدات رحلة «المدينة» بخروج الفريق من مدينة جازان باتجاه الشريط الحدودي صباح امس الجمعة عبر الخوبة مرورا بقرية المضايا والتي تبعد عن جازان بحوالى 15 كم ثم الى احد المسارحة والتي تبعد 55كم من جازان وانطلقت البعثة الى مثلث حاكمة الدغارير والتي ترتبط مع الخوبة بطريق مسفلت بطول اكثر من ثلاثين كم. كانت الامور قد هدأت بعد اشتباكات يوم امس الاول والتي منع فيها المواطنون من الدخول الى الخوبة لخطورة الوضع، وصلت البعثة الى نقطة مثلث محافظة الخوبة وتحديدا لدى مفرزة قوات الطوارئ الخاصة التي تتمركز في قلب مدينة الخوبة التي أجلي جميع سكانها، بدت الخوبة خالية من سكانها بشكل كامل ولا توجد حياة في المدينة سوى تحركات رجال القوات المسلحة المرابطين هناك لمراقبة الوضع والذين يمرون منها الى الخطوط الامامية، ما جعلنا نتوق الى ان نشاهد المشهد الحقيقي في مسرح العمليات بالخطوط الامامية وهنا تبادرت الى ذهن كل واحد منا فكرة في كيفية الوصول الى الخطوط الامامية. جبل مدبع وبعد ان جمعنا كل الافكار اتجهنا بمساعدة افراد من القوات المسلحة الى أعلى قمة جبل "مدبع" جنوب مدينة الخوبه والتي تطل على مسرح العمليات على الشريط الحدودي ومن ثم اطلقنا لرؤيتنا البصرية العنان الى تلك المزارع التي افترشتها اليات القوات المسلحة وامتزجت فيها رائحة الورد بالبارود فاخذتنا الرغبة الى الوصول اليهم وكان لنا ذلك رغم التحذيرات الوقائية التي تلقيناها من اكثر من جهة. صورة عن قرب ومن أعلى قمة جبل مدبع رصدت عدسة المدينة تمركز القوات السعودية على الشريط الحدودي لرصد وصد أي متسلل الى المملكة ، حيث انكشفت لنا الجبهة الامامية بكل تفاصيلها الجغرافية، وخاصة بين جبلي الدود والدخان واللذين يشكلان مسرح العمليات العسكرية الميدانية الحقيقية، فقد اتضح لنا صعوبة التضاريس وتنوعها بين جبل وحواف صخرية ومنحدرات حادة وشعاب تجعل من السيطرة عليها غاية في الصعوبة ، بيد ان ابطال القوات المسلحة ازالوا كل تلك المصاعب واغلقوا كل المنافذ الجبلية امام المتسللين وكانت الصورة امام اعيننا في ابهى حلتها ونحن نرى ابطالنا يتبادلون الحكايات والنكات وهم في عمق الخطر وهذا ما جعلنا نستعيد ما كان عليه الابطال الصناديد التي لم تغب عن حاضرنا. كما تسنى للبعثة الوصول بمحاذاة السياج الحدودي ومشاهدة الخط الحدودى الواقع فى قرية “الروقى “ حيث لوحظ ان قوات حرس الحدود تسيطر على كامل الوادى والقرى. الجنود البواسل وعن وضع الجنود في الصفوف الاولية قال النقيب نزار البراق ضابط الارتباط الذي التقته "المدينة" هناك ان الروح المعنوية للجنود البواسل عالية جدا والحمد لله، واضاف نحن في خدمة الوطن ونحن جنوده نفديه بأرواحنا ولذلك تجد الجميع هنا سعداء في الدفاع عن الوطن، وبين البراق ان القيادة الرشيدة لم تألُ جهدا في توفير كل ما من شأنه توفير سبل الراحه لجنودها البواسل فهناك عربات مؤن توزع الوجبات على الجنود في الصفوف الامامية اضافة الى امدادهم بالذخيرة اذا ما نقصت كما ان هناك اهتماما بنفسيات الجنود ومتابعة حالاتهم حتى يكونوا في روح عالية. جولة واعتزاز اختتمنا الجولة ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز بما انجزه رجال القوات المسلحة والامن البواسل الذين طهروا الحدود ولا يزالون يواصلون رحلة البحث والرصد من أجل ردع كل من تسول له نفسه النيل من حدود البلاد. |
![]() |
![]() |
#3 |
حال قيادي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() وضوح كعين الشمس !!
الجمعة, 13-نوفمبر-2009 بقلم / فيصل جلول - بدا المشهد اليمني هذا الاسبوع مثيراً لفضول المراقب الخارجي في حجم ونوع تناقضاته ففي اقصى شمال اليمن اجتاز حريق التمرد الحدود اليمنية السعودية ليضع نشاط الحركة المتمردة على صدارة المسرح الاقليمي وليؤكد الشكوك حول طبيعتها من انها ليست حركة مطلبية وانما حركة مذهبية ذات اهداف تتعدى اليمن ولم يتأخر الموقف الايراني مما جرى عن تأكيد الطبيعة الاقليمية للتمرد. وصار واضحا الآن ان شعار "الموت لامريكا والموت لاسرائيل" يمر اولا بالموت في محيط الحركة المتمردة ولا ندري بعد هذا كيف سيصل الى "أمريكا واسرائيل" وهو على الارجح لن يصل ابداً عن طريق هذه الفئة وعبر وسائلها فقد بينت التجارب السابقة والمماثلة في العالم العربي ان كل الذين ارادوا الموت لاسرائيل وامريكا عبر الموت لمحيطهم سقطوا في المحيط وتسببوا بالضرر لاهلهم وابناء وطنهم ولم يصلوا إلى حيث يزعمون الوصول، وان هؤلاء تسببوا من حيث يدرون او لايدرون بزيادة قوة الاعداء عبر اضعاف البيئة المناهضة لهم وشدها نحو الاسفل لتنشغل برأب الصدع ومعالجة آثار الفتن والحروب الأهلية. لقد سقطت الصيغة الاولى للمقاومة اللبنانية جراء انخراط ابرز مكوناتها في الحرب الأهلية الطائفية، ولم تنجح الصيغة الثانية للمقاومة الا عندما صممت على حصر عملها في التصدي للمحتل وحده وقد تعرض افرادها في بعض المناسبات للقتل الجماعي العمد لكنها لم ترد حرصا على عدم الانخراط في الفتنة المنصوبة لها وللجميع. وفي العراق سقط المذهبيون من كل الفئات عندما انخرطوا في الحرب المذهبية، فيما الاحتلال من حولهم ومن فوقهم ومن تحتهم. وسقطت حركة الانشقاق الفلسطيني الاولى في فتح بعد ان انشغلت باغتيال القيادات الفلسطينية بزعم القتال ضد الصهاينة فوقع الاذى على الفلسطينيين دون عدوهم، هذا في حين كان الشيخ احمد ياسين مؤسس "حركة حماس" يقول مراراً وتكراراً لن نطلق الرصاص على الرئيس ياسر عرفات حتى لو قتلنا جميعا لاننا نعتبر ان القتال ضد اسرائيل هو أولوية الاولويات. وسقطت كل الحركات التي كانت تدعي ان الانتصار على الاعداء يبدأ بالانتصار على الاهل ولن يكون مصير المتمردين في صعدة أفضل من مصير هؤلاء جميعا. وفي صنعاء بدا المشهد اليمني مثيرا للحيرة فالمعارضة المدنية مازالت تصر على التعاطي مع احداث اقصى الشمال بوصفها من "اختراع الدولة" وتدبيرها رغم حجم الضرر الوطني الكبير الذي ينجم عن التمرد والذي اخذ يطرق ابواب الحدود التي استمرت معلقة خلال اكثر من سبعين عاما وحرمت اليمن من فرص النهوض الاقتصادي في كافة العهود ولعل المعارضة المدنية لا تحسب الوقت كما ينبغي ان يحتسب فهو ثمين لها مثلما هو ثمين لغيرها وان الانتظار يحرمها من هامش المبادرة الضروري في مثل هذه الحالات للاستمرار في اللعبة السياسية. ومن المفترض انه صار معلوما للمعارضة المدنية ان التمرد ينطوي على نقل الصراع الى الحيز الاقليمي ويخرجه بوضوح من الاطار الداخلي وبالتالي يطيح بالحسابات المبنية على القول بان ما يجري هو قضية داخلية بين السلطة والمعارضة. ربما يجدر بالمعارضة المدنية ان تستفيد من الوقت القليل المتبقي وبالتالي ان تعيد النظر في رهانها على التطورات اليمنية بوصفها حمالة لانقلاب في المعطيات الداخلية فعندما تصبح القضية اقليمية فانها تفرض بالضرورة اصطفافا بين الداخل والخارج اي بين ما هو يمني وما هو غير يمني وفي هذه الحالة سيكون اصطفاف المعارضة المدنية اصطفاف الضرورة وسيكون محدود الاثر ومتواضع النتائج وفي محافظتي مارب وشبوة بدا المشهد اليمني مختلفا تماما هذه المرة مع تصدير الغاز الى الخارج وسط احتفال رسمي كان الشك يحوم حول انعقاده فاذا التصدير يترافق مع مهرجان خطابي ووعد بزيادة المداخيل اليمنية وفرص العمل والاستثمار وهو ينطوي على رسالة واضحة بان الدولة مهيأة لكل الاحتمالات وبالتالي قادرة على العمل في مختلف الجبهات وهذا يقطع مع المشهد الاعلامي الخارجي الذي تبدو فيه شؤون اليمن وكأنها ستنقلب رأساً على عقب خلال ايام معدودة. رفاعة الطهطاوي عدت مؤخرا لكتاب " تخليص الابريز في تلخيص باريز " لرفاعة الطهطاوي حتى ارى كيف نظر شيخ عربي مصري ازهري الى العاصمة الفرنسية خلال اقامته فيها لمدة تقل عن خمس سنوات وكيف يمكن ان يراها مقيم عربي لبناني منذ اكثر من عقدين ولعل حصيلة المقارنة تدير الرأس. يلخص الطهطاوي باريس فعلا اذ يقف على كافة وجوهها بعين نقدية مقارنة فهو يرى تعدد معارف الفرنسيين الذين " لم يقف تمدنهم على حالة واحدة مثل اهل الهند والصين " و ينبهر بالعمران لكنه يلاحظ" نقص حجر الرخام" في العمائر وكان سائدا في الابنية الفخمة في الشرق. ويمتدح تحصيل الضرائب لانها" تؤخذ بكيفية لا تضر المعطي " ويؤكد على عادة القراءة عندهم فهي " انس الفرنسوية وسائر العامة يقرأون ويكتبون وكل انسان عنده خزنة كتب" في منزله. وباريس التي زارها " خالية من الحشرات فلا يسمع ان انسانا فيها لدغته عقرب" اماعقاراتها فهي " غالية الثمن والكراء"... وما زالت حتى اليوم. وينتقد الطهطاوي الرجال الفرنسيين بوصفهم" عبيد النساء سواء اكنَّ جميلات ام لا " ويعظ شعراً بقوله: "لا يكن ظنك الا سيئا بالنساء وان كنت من اهل الفطن > ما رمى الانسان في مهلكة قط الا ظنه الظن الحسن " ويرى أنهم " اقرب الى البخل من الكرم والحقيقة ان الكرم في العرب" على حد تعبيره لكنه يمتدح عند الفرنسيين" وفاء الوعد وعدم الغدر وقلة الخيانة " ويشخص وعيهم بدقة مذهلة " .. عقولهم رومانية وطباعهم يونانية " وينتقد عنصريتهم الممتدة حتى يومنا هذا " .. وعندهم السود عارون عن النظافة " ولو قدر له أن يسمع ما قاله الرئيس الفرنسي السابق «جاك شيراك» عن حي يقطنه السود وروائح طعامهم الصادمة لجيرانهم الفرنسيين لربما استنتج بأن قرنا واكثر من ثلاثة ارباع القرن لم تؤثر جوهريا في نظرتهم الى السود وربما الاجانب اجمالا.ويفتخر الطهطاوي بلغتنا العربية مقارنة بالفرنسية اذ يرى ان" لسان العرب هو اعظم اللغات وابهج " ويردد كعادته في التفضيل ابياتاً شعرية لتأكيد ما يقول " يليق الخطاب اليعربي بأهله ... فبهدى للنقص والحسن للقبح ... ومن شرف الاعراب ان محمداً ... اتى عربي الاصل من عرب فصح.. وان المثاني انزلت بلسانه... بما خصصته في الخطاب من المدح".ويقارن بين مفاهيم الفرنسيين ومفاهيم العرب" .. وما يسمونه الحرية ويرغبون فيه هو عين ما يطلق عندنا بالعدل والانصاف، فهذه البلاد حرية بقول الشاعر: وقد ملأ العدل اقطارها وفيها توالى الصفا والوفا" وكان الطهطاوي قد ارسل خادمه ذات يوم الى مذبح لشراء اللحم وعاد متهولا من طريقة الذبح عبر ضرب الثيران على رؤوسها بمطرقة حديدية ليعلق على لسان خادمه بانه" .. يحمد الله على انه ليس بقرة يذبحها الفرنسيون " ولا يخلو وصف باريس عنده من روح الدعابة فهو يروي انه كان يسير يوما في الشارع المحاذي لاقامته عندما سمع سكيرا يخاطبه " يا توركو يا توركو " نظراً لملابسه التي توحي بانه تركي وليس عربيا، ويقول انه اصطحب السكير الى دكان قريب وقال لصاحب الدكان ممازحا كم من المواد تعطيني مقابل هذا الرجل فيرد صاحب الدكان" هذا يحصل في بلادكم وليس عندنا حيث الناس لايباعون ولا يشرون " لايكف الطهطاوي عن المقارنة بين حال الفرنسيين واحوال العرب فيستحسن بعض ما عندهم، ويمتدح بعض ما عند العرب ويتمنى الاخذ بالافضل منهم ومنحهم الافضل مما عندنا منطلقا من تفكير ندي ووعي للذات مواز لوعي الفرنسيين، وليس ادنى بل احيانا أعلى كما لاحظنا في المقارنة بين اللغتين الفرنسية والعربية. يزعم بعض الحداثيين عندنا انهم أتوا في مجال الحداثة باعظم مما اتاه القدماء من مثقفينا، وهو زعم لا ينطبق باية حال على شيخنا المصري ذلك ان ما لخصه الطهطاوي خلال اقامته الباريسية القصيرة عن احوال التمدن والعمران في عاصمة الفرنسيين بمنهجه المقارن وبسلم الافضليات الذي اعتمده مازال صحيحا حتى يومنا هذا رغم اقتراب موعد المئوية الثانية على رحلته الباريسية. ويختلف الطهطاوي في تلخيصه الباريسي عن مثقفين مصريين كثرا، استقروا زمنا اطول في العاصمة الفرنسية ونظروا الى يسمى ب "النور الفرنسي" من موقع المغلوب واخذوا مناهج الفرنسيين وطرق تفكيرهم بوصفها منقذاً من "الضلال العربي" ولم يصيبوا في الحالتين. خلاصة القول ان احدا منا لايستطيع اليوم الافتخار بما عندنا مقابل ما عند الفرنسيين بعد ان صرنا في موقع المغلوب الذي يسير على خطى الغالب في القسم الاكبر من شؤونه ولعل هذا يعكس جوهر تخلفنا الجاثم والثابت ان لا تقدم يرتجى في احوالنا ما لم نغادر هذا الموقع انه ام المشاكل عندنا ومنه بطونها المتعددة .. شكراً رفاعة بيك رافع الطهطاوي ففي تلخيصك لباريز "قول ضباط" في عالم عربي معاصر يضج اليوم باقوال الجنود. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مواجهات بين جماعة جهادية وقوى الأمن العام بمحافظة أبين أدت إلى مقتل وإصابة ثلاثة جنود | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 1 | 11-01-2009 12:03 AM |
العميد مقبل"يتهم السلطة بإيجاد صراع مناطقي بين الشمال والجنوب ويؤكد استمرار النضال ال | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 1 | 10-05-2009 01:55 AM |
|