![]() |
#1 |
حال نشيط
![]()
|
![]() تأملات في آيات الكتاب
ذبابة على قرن ثور ... بقلم يوسف أحمد العليقي لا تغرب عن وجهي.... اقتربْ من جحيمي وجنوني أيها الأبله المغرور. دع شمسَك الحمقاءَ معلقةً هنا تصب الحميم فوق رأسي، فسوف أجرها من قرنيها، وألقي بها وراء الأفق الغربي مضرجة بالدماء . ستمزق الكلابُ لحمكَ أيها الطاووس الأحمق، ويشرب الترابُ وترتوي أحقادي من دمك، فأنا لا أطيقُ مهرجانَ الريش والألوان، وأنت عندي أخف من قشة، وأقل شأناً من غراب، ولستَ إلاّ ذبابة حطت على قرن ثور، ولن يتأخر القوم عن أداء الثمن مقابل جيفتك ، وتلك شياهنا تلد في العام مرتين فمن يبالى ؟ قبيل مغيب الشمس دعاه إبليسُ إلى مخدعه، فشد على يده، وضمه إليه، ونفث اللهيبَ في صدره، وزين له سماءَ يومه الأسود، ثم قاده إلى حافة الهاوية، وتركه هناك وخنسَ غير بعيد ينتظر لحظة السقوط .... لم تكن تفصله عن قاع الجحيم غيرُ خطوة واحدة . ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مّتَعَمّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) النساء – 93 حروف النور تلك لا تعنى له شيئاً، وكلُ الحروف والأرقام والأصوات والألوان، و بهجة الشروق لا تعني له شيئاً، وحكمة الغروب، والسحاب المسخر بين السماء والأرض، وقوس قزح ، وثغاء الأغنام، وعطر الزعتر والشيح... أشجار التين والزيتون لا تعني له شيئا والقمر الفضي، وقرى الإغريق والجبل الأشم، والبحر الموغل في الحُسن لا يعنى له شيئاً، فهو يبدو كأطلال بناء خرب مهجور خاو ٍ على عروشه. لا يقرأ، ولا يرى، ولا يسمع، ولا يشم، ولا يذوق، ولا يذكر الله أبدا،ً وقد كلفه ذلك ثمناً غالياً. قال له أخوه : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ28 إِنّيَ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ الظّالِمِينَ 29 المائدة لكن وهج الحمى كان قد أصاب رأسَه، وعلت أنفاسُه، وتراقصت في ظلام القلب عفاريت اللهب، واتقدت نيران الغضب فضاق صدرُه، وتصاعد مع الدخان عقله، وغطى اللونُ الأحمرُ كلَ شيء لديه، وصار مثل ثور أهوج أعماه الجنون... ( فَطَوّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) المائدة – 30 أوغلت لحظة السقوط في هاوية الزمن... .انزلقت من بين يديه، و تردّت أمام ناظريه، وضاعت إلى الأبد . غاب الضياءُ فأبتلع الدجى كل شيء، وتخلت عنه أوهامه وخرافاته، وهوت به الريحُ في مكان سحيق، فظل وحيداً بائساً تؤرقه الهموم، وحاق به ليل العذاب الطويل يقلبه على جمر من الأسى و اليأس، وضربت عليه الذلة والمسكنة، وباء بغضب من الله فبات من النادمين . (وَقَالَ الشّيْطَانُ لَمّا قُضِيَ الأمْرُ إِنّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقّ وَوَعَدتّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إِلاّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوَاْ أَنفُسَكُمْ مّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيّ إِنّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) إبراهيم - 22 بتصرف |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذبابة الفاكهه | ابن سيؤن | الســقيفه العـامه | 5 | 06-17-2009 01:24 AM |
ذبابة العقرب | ابن سيؤن | الســقيفه العـامه | 4 | 06-17-2009 01:24 AM |
|