مع نهاية العام الهجري 1430 بدأت تنهال علينا الكثير من الرسائل سواء على هواتفنا النقاله او على البريد الإلكتروني تتراوح بين معز لإنقضاء عام وبين مهنئ بقدوم عام جديد واخرى اهداءات لنا لنبقى على اتصال في عامنا المقبل ربما تكون انت مرسلا لبعض هذه الرسائل ألم تفكر أن تهدي نفسك بعد هذا العام ؟وتجعلها تحتفل بقدوم عام جديد ؟!
أظن ان الجواب (لا) وربما يقول قائل ماذا اهدي نفسي وقبل ذلك لماذا اهدي نفسي؟
نفسك هي الشيء الوحيد الذي سيبقى يحتويك طيلة عمرك القادم وهي من كانت في طوعك أحيانا لتبلغ مرادك نفسك شيء عظيم لا يستهان بها فهي منذ اللحظة الاولى لولادتها وهي محاطة بالإهتمام ومشرع لها حقوق سماوية تحافظ عليها وتساهم في جعلها تعيش بسمو , نفسك هي ليست كأي نفس على هذه الأرض فنفسك مسلمة عابدة لربها هذه النفس اهداها دينك قبل ان تهديدها انت وبين لك ان نفسك هذه غالية
(ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا) فأي كرامة لنفسك ؟ وأي نفس تحمل انت ؟
إنها نفس بشرية ميزتها أنها تشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبدالله ورسوله وهذا سبب ارتقائها وبعد كل هذا أليست تستحق الهدية والتحفيز؟
(تهادوا تحابوا) و ما رأيك الأن أن تحب نفسك حبا يجعلك لا تشغلها الا بالطاعه حبا وإهداء لها يتخلله عقد تفرضه عليها أنك في هذا العام ستكون مختلفا عن أعوامك الماضية ستجاهدها الجهاد المشروع لتحافظ عليها فهو دورك الان بعد أن اكرمها الإسلام ..
اختلي بنفسك في مكان تحبه أنت واحتفل مع نفسك بشكل اخر اجعل المكان هادئا وكن انت صافي الذهن لتقرر مايجب أن تفعله في هذا العام كهدية لك انت أولا ولنفسك ثانيا
احضر ورقة وقلما وابدأ في الكتابة: أقر أنا فلان بن فلان انني في هذا اليوم وبتاريخ كذا اجتمعت مع نفسي التي سيسألني الرب عنها وستكون شاهدا علي ان لم احسن قيادتها انني في هذا العام سأنجز كذا وكذا وحدد لك اهدافا مع ربك واهدافا اخرى في كل جزء من حياتك وقع ادنى الورقة و اعد قرائتها مرارا وبصوت مسموع كي تسمعك نفسك بوضوح وتقرر هل هذا ما تستطيع فعله فقط في عام ام ان أنك تمتلك بجعبتك الكثير ؟ او ان تكون هذه الأهداف خيالية نوعا ما ولكن احذر ان يدخل الشيطان بينكما فيجعل اهدافك لا تليق بما تحمل من نفس فتنشغل في امر اخر وتحدث لك خللا في قيادتها ..
بعد كتابة العقد واخراجه بشكل نهائي قم بعمل نسخ منه وعلقه بقربك واجعل منه نسخة في هاتفك المحمول تقرأها كل صباح كي تلتزم بهذا العقد لاطول فترة ممكنة
ولا تنسى أن تجعل أهدافا ترويحية لها فمبدأ الترويح عن النفس امر تراه في سيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (بينما هو عائد صلى الله عليه وسلم من إحدى غزواته ومعه عائشة رضي الله عنها فيروح عنها فيسابقها فتسبقه، فلما أثقلت عائشة اللحم سابقها فسبقها فقال لها هذه بتلك يا عائشة) .
والآن هل ستهدي نفسك عقدا مع بداية هذا العام يجعلها تعيش في سمو روحاني وسعادة ذاتية وطمأنينه تتغلغل في الأعماق وأكثر من كل ذلك ويكفيها أنك تهديها هذا العقد لتحافظ عليها وتريد حمايتها من نار تلظى وتذكر دائما (ولنفسك عليك حق).