تحديد جنس المواليد .. بين الدكتور البار والقرضاوي و إبن بيّه !!

[جمال العطاس]

تحديد جنس المواليد .. بين الدكتور البار والقرضاوي وإبن بيّه !!

* أثار إعلان أطباء بريطانيين القدرة على تحديد جنس الجنين . حالة من الإستفهامات بين الأوساط الشعبية وجدلا فقهياً لازال قائماً في المجامع الفقهية الإسلامية !!
هذه الحالة العلمية الدينية أعادت إلى الأذهان من جديد إطلاقية العلم وتجاوزه الحدود الحمراء أحيانا لاسيما في قضية إستنساخ الأجنّة البشرية . التي كانت حديث العالم قبل فترة من الزمن .
لكن هذا الإكتشاف الجديد أحيا لدى الكثير من الأسر أملاً جديداً في أن ترزق بمولود من جنس معين سوا كان ذكرا أو أنثى !!
لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تناقش التحكم في تحديد جنس الجنين وموقف الإسلام منها . وينتظر أن تصدر اللجنة بياناً رسميا من الأزهر يوضح الرؤية الشرعية في ذلك . وإذا كان لمراكز الأبحاث افسلامية رؤية في هذه المسألة فقد كان للرأي الطبي حضورا في هذه المسألة وإيضاحها . حيث قال الدكتور محمد علي البار المستشار في مجمع الفقه الإسلامي ان عملية تحديد جنس الجنين تتم عبر ثلاث طرق هي :

* الأولى : تمت في الصين والهند عن طريق الموجات فوق الصوتية بمعرفة الحيوانات المنوية الذكورية والأنثوية . فيقومون بقتل ( الأنوثة ) إذا أرادوا طفلاً ذكرا والعكس . وهذه الطريقة مرفوضة لايقبلها شرع ولاعلم لأنها قتل مع سبق الإصرار والترصد مع ان الملايين يقتلون في البلدين بهذه الطريقة .

* الطريقة الثانية : بدأت منذ عشر سنوات تقريبا وهي : عندما يقذف الرجل فإن 400 مليون حيوان منوي نصفها يحمل حيوانات الذكورة والنصف الآخر الأنوثة . ويتم في المختبرات الفصل بين الأثنين لزيادة نسبة الذكورة إذا أريد طفلا ذكرا إلى 85% بعد ان كانت 50% لكن الطريقة غير مضمونة وقد لايلد المولود ذكرا حسب الطلب !!

* الطريقة الثالثة : أطفال الأنابيب بحيث يتم أخذ الحيوانات المنوية من الزوج والبويضات من الزوجة . ويتم التلقيح في المختبرات حتى يتم النمو بحيث تكون 8 خلايا تسمّى ( التوتة ) فيؤخذ منها مالايزيد عن خليتين _ حسب الإتفاق الدولي لأن الزيادة تضر الزوجة _ وهذه العملية تصل نسبة نجاحها إلى 99% لكن نسبة نجاح الولادة بطفل ( حي ) لاتتجاوز 15% في أفضل المراكز العالمية واوضح الدكتور البار ان بعض الأطباء يقومون بعمليات غير أخلاقية من خلال الغش والخداع والدعاية الكاذبة للزوجين فيبلغونهم بأن نسبة نجاح طفل الأنابيب تصل إلى مايقارب 100% . وهذا غش وخداع . وإخلال بالأمانة الشرعية والعلمية والمهنية . وحتى إستهانة بحقوق المرأة والإنسان إجمالاً !!

فضيلة الأستاذ الدكتور محمد علي البار

وقال الدكتور البار بأن بعض اصحاب الفضيلة العلماء يقومون بالفتوى في هذه الأمور ولاينتبهوا إلى ان هناك غشا وخداعا . إلا ان لمقرر لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد رأفت عثمان رأيا في الموضوع ( قبل أن تصدر اللجنة قرارا جماعياً ) حيث أوضح بأن تحديد جنس المولود للمرأة التي ترغب بالحمل به . لايخالف الشرع والقانون . وان ذلك جائز شرعا لأنه يدخل من باب المباحات . ولايوجد دليل من القرآن والسنة يحرمه . موضحا بأن ( الأصل في الأشياء النافعة الإباحة ) مالم يرد تحريم واضح من الشرع . ويتجه الدكتور عثمان إلى منحى آخر وهو : طالما يجوز الدعاء به فإنه جاز أن يفعله الإنسان _ أي يجوز للإنسان أن يدعي ربه أن يرزقه مولودا ذكرا أو أنثى _ لأن ( كل مالايجوز فعله لايجوز الدعاء به ) وهذه قاعدة فقهية معروفة .

فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي

وقد أفتى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في وقت سابق حول ماطرحه الدكتور البار . بجواز إختيار جنس الجنين بواسطة الطبيب في مرحلة ماقبل الإخصاب في عمليات أطفال الأنابيب . إذا كان ذلك ملبيا لحاجة معتبرة عند الزوجين .
فمثلا إذا كانت الزوجة معرضة لغضب الزوج لأنها لاتلد سوى الإناث فإنه يجوز لها الذهاب إلى الطبيب لتحديد جنس المولود القادم . لكن الدكتور القرضاوي شدد على ألا يكون الإختيار قائم على اساس كراهية الإناث . لأن ذلك من تفكير أهل الجاهلية .

فضيلة العلاّمة الدكتور عبدالله بن بيّه

إلا ان الدكتور إبن بيّه كان له راياً يؤيد ماقال الدكتور البار فقال : إذا كانت نسبة نجاح ولادة طفل حي لاتتجاوز 15% في افضل المراكز العالمية .فإن هذا الأمر لم يصبح أمرا محققا . وبخاصة إذا كان يمر عبر الأنابيب لأن بها مرحلة من الشك والغموض . وتحفظ الدكتور إبن بيّه وهو عضو مجمع الفقه الإسلامي على قرار المجمع في إجازته لأطفال الأنابيب . خاصة مع بعض التلاعبات عند بعض الأطباء .واوضح الدكتور إبن بيّه . ان المبدأ الشرعي الذي يمكن أن يستقرأ من النصوص الشرعية هو أن التدخل في سنن الفطرة أمر غير مقبول شرعا واضاف بأن هناك سنن لاينبغي التدخل فيها مثل التدخل في كيفية خلق الإنسان فمن باب أولى أن يكون ذلك غير جائز !!

* مقتبس وبتصرّف من :
عكاظ : العدد 14109 الأربعاء 4 ربيع الأول 1426هجرية !!

[الشبامي]

شكرا اخي جمال وهذه هي صفحة دين ودنيا من جريدة عكاظ لنفس اليوم ولكن العدد الألكتروني

[web]http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/4/13/Art_208414.XML[/web]