اليمن" تعليم خربان يعني مستقبلا خربانا .... عبدالله ناجي علي

[حد من الوادي]

تعليم خربان يعني مستقبلا خربانا .... عبدالله ناجي علي

السبت , 30 أكتوبر 2010 م

الحديث عن إصلاح التعليم في بلادنا أصبح ضرورة حتمية لا مفر منها ..وهذا ما يوجب من القائمين على قطاع التعليم أن ينظروا إلى التعليم باعتباره أهم استثمار اقتصادي يساهم مساهمة كبيرة وفعالة في صناعة المستقبل الجيد لشعبنا ,فتجارب الأنظمة السياسية التي سلكت هذا الطريق ومنحت قطاع التعليم الأولوية في اهتماماتها , نجدها اليوم قد قفزت بشعوبها إلى مصاف البلدان المتطورة, وصارت تحتل موقعاً متقدماً في الخارطة الاقتصادية لدول العالم المتطور , بينما نجد الأنظمة التي أهملت التعليم واهتمت بكراسي الحكم وما حولها من عسكر...نجدها اليوم تقع في ذيل قائمة البلدان المتخلفة .. وللأسف الشديد فبلادنا واحدة منها, فنسبة الأمية الأبجدية للسكان تصل إلى 68% فما بالنا بالأمية الفكرية التي ينتجها تعليمنا العقيم !!

وللتذكير فقط , فنقطة الانطلاق للطفرة التنموية التي حققتها ( ماليزيا ) بدأت بإصلاح التعليم , والاهتمام بالمناهج التي تواكب روح العصر وتلبي احتياجات التنمية .. فواقعنا التعليمي وما يعيشه من تردً مخيف يستحيل أن يصنع لنا مستقبلاً أفضل .. فالتعليم الذي اخرج لنا أميين فكرياً , وإنصاف متعلمين لاشك انه سيؤثر على مستقبلنا التنموي , بل وجميع مناشط الحياة ..لذا يتطلب من ولاة أمرنا, خاصة منهم القائمين على التعليم , أن يبادروا في تصحيح هذا الخلل وبأسرع وقت ممكن , بعيداً عن التسويف والمماطلة .

وبما أن الخلل الموجود في قطاع التعليم ما هو إلا جزء من منظومة اختلالات يعيشها واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي ... الخ, وهذا ما يضع ولاة أمرنا أيضا أمام مسؤولية وطنية كبرى في الاستجابة لدعاة الإصلاح والتحديث والتطوير , التي تطالب بها كل قوى التحديث المتواجدة في الساحة السياسية , والمطلوب فقط وضع مشروع للإصلاحات الشاملة يشارك فيها الجميع – سلطة ومعارضة وشخصيات مستقلة – بعيداً عن المكابرة واستمرار العيش في أوهام الانجازات الشعاراتية .

ولاشك في أن إصلاح التعليم يحتاج إلى موارد مالية كبيرة , أو لنقل استثمارات كبيرة توجه للإنفاق على إعادة هيكلة التعليم , لكي يتحول إلى تعليم عصري يواكب روح العصر واحتياجات التنمية .. وهنا قد يقول قائل أن بلادنا فقيرة في المال,ولا تستطيع إصلاح التعليم طالما وهو بحاجة إلى استثمارات كبيرة . ونجيب بان هذا القول فيه نوع من التضليل والمغالطات ,ونقولها بصراحة أن شماعات نقص المال أنكشف أمرها , وأصبحت لعبة مفضوحة يعلق عليها غالبية ولاة أمرنا عجزهم عن تحسين أوضاعنا نحو الأفضل .. وإلا كيف نفهم ونستوعب التهام المؤسسة العسكرية والأمنية نصيب الأسد من الإنفاق في ميزانية الدولة ؟

بينما ما تزال هناك مناطق في الجمهورية بحاجة إلى صف دراسي أو وحدة صحية .. إضافة إلى أن شماعة نقص المال تصطدم مع الفساد الذي يلتهم هو أيضا مئات المليارات من المال العام , وما التهرب الضريبي والتسرب الضريبي الذي يقدر سنوياً بــ تريليون ريال إلا مثالا فقط . فإصلاح التعليم لابد ان يركز بدرجة أساسية على إعادة تأهيل المعلم , وتحديث الإدارة التربوية , وتصميم مناهج علمية تنمي الإبداع والتفكير لدى الطلاب , يلي ذلك وضع خطط وبرامج توجه اكبر عدد من التلاميذ إلى التعليم الفني والتقني ..طبعاً كل هذه الخطوات الإصلاحية للتعليم يجب أن تكون متزامنة مع إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية توفر لنا في نهاية الأمر مناخاً محفزاً للتنمية الشاملة ..وهنا فقط نكون قد وضعنا أيدينا على الأوجاع التي يعاني منها قطاع التعليم, الذي يفرز لنا اليوم طلاباُ يحملون شهادات كرتونية لرؤؤس أيضا كرتونية, فارغة من المخزون المعرفي !!

[email protected]