![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() سيناريوهات للوضع الراهن في اليمن بقلم: أحمد علي عاطف * الخميس , 3 فبراير 2011 م عرف اليمنيون بأنهم شعب مسالم ، طيب وبسيط ، ولكن الويل والثبور لمن يعاديهم أو يحاول أن يضحك على ذقونهم. هذه صفة لا أعتقد أن أي يمني يخالفني الرأي فيها لأنها حقيقة واقعه. هولاء اليمنيون أصحاب الافئدة الرقيقه يريدون تغيير واقعهم المعاش الذي أصبح لا يحتمل ولهم الحق كل الحق في أن ينشدوا مستقبلا أفضل لهم ولأولادهم من بعدهم ، كما أن لهم الحق كل الحق في المطالبة بحقوقهم المشروعه التي منحهم اياها الدين الأسلامي الحنيف وكل شرائع السماء والأرض. فالأنسان يولد حرا ولا يجب أن يموت الا حرا وسيدا لنفسه. الحقيقة التي يصعب الأختلاف حولها هي أن أحوال البلاد قد بلغت من السؤء حدا لا يمكن تجاهله ، فالظلم والفساد والأستبداد والتمييز بين ابناء الوطن الواحد وسياسية القبضة الحديدية- المتمثله في استمرار التضييق على الحريات المدنية ومواصله قصف مناطق جنوب الوطن ( ردفان والحبيلين وشبوه وأبين وغيرها) ومناطق الحوثيين في الشمال - حبلها قصير ونفسها أقصر ولا يمكن أن تحمي السلطه من السقوط الحتمي سواء كان ذلك السقوط اليوم أو غدا أو بعد غد. كما لا يمكن ايضا القبول بحال التفرقة والتشرذم والفرقه بين قوى المجتمع الحية المناصرة للحرية والديمقراطية والحداثة سواء كانت هذه القوى تعمل ضمن أطار أحزاب "اللقاء المشترك" أو الحراك الجنوبي أو العناصر والشخصيات الوطنية داخل السلطة والحزب الحاكم أو خارجها أو القوى الوطنية المعارضه الأخرى داخل الوطن وخارجه. أن الحاجه الى التنسيق والتقارب والتلاحم بين كل هذه القوى الوطنية في كل اليمن أصبح مطلوبا اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالجماهير بحاجه الى قيادة موحده ومخلصة نابعه من بين صفوفها يكون هدفها المباشر تغيير النظام ليحل محله نظام ديمقراطي تنتفي فيه سلطة الفرد أو العائله أو القبيله. أن اليمن بحاجة اليوم الى كل أبنائها ليعيدوا لها التوازن ويمنعهونها من السقوط في الهاوية. لا يوجد يمني شمالي أو جنوبي شرقي أو غربي يريد لليمن التمزق أوالأحتراب أوالصومله، ولكن من المحزن أن يجد المواطن اليمني نفسه يعيش في دوله متجهه بخطى حثيثه نحو الأفلاس والفشل. أن فشل اليمن كدوله هو هاجس مخيف . هذه حقيقة يجمع عليها الأقتصاديون والساسة أكانوا يمنيين أم أجانب ، وكم أطلقت الصحف وتقارير الأخبار وصف الدوله الفاشلة على سلطة الرئيس علي عبدالله صالح ومازالت ، فبحسب كلمات الأستاذ محمد علي الوافي في تقرير منتدى التنمية السياسية ( اليمن 2020 سناريوهات المستقبل) فأن " احتياطات الحكومة من النقد الأجنبي قد لا تكفي لتغطية الواردات الغذائية سوى لفترة ستة أشهر فقط، وبحلول عام 2012 قد لا تكفي لتغطية قيمة الواردات من ال سلع المختلفة لفترة شهرين، مع مراعاة أن اليمن سوف تصبح مستوردا صافيا للنفط في عام 2015 على ابعد تقدير، وهكذا فإنه في ظل التوقعات الحالية فإن اليمن في عام 2015 ، وربما قبل ذلك، سوف تكون دولة مفلسة". كما أن البلاد تعيش في حالة " حرب استنزاف " مستمره في ظل الجرائم بحق الأنسانية التي يرتكبها الجيش وقوات الأمن في مدن الجنوب بدعوى " منع الأنفصال". أنني أضع يدي على قلبي وأنا أرى ضحايا أبناء شعبي يسقطون برصاص العسكر في ردفان والحبيلين وصعده والمكلا ولودر ويافع وأبين وشبوة وعدن وغيرها من مدن ومناطق اليمن لا لذنب سوى تمسكهم بحق التظاهر والحلم بمستقبل حر وسعيد. وكما قال ألأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس رابطة ابناء اليمن فأن " الوحدة ليست صنما يعبد" وهي لا تتحقق بالحديد والنار ، لأن الحكم هو عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم يقوم على أساس الرضى والقبول وليس الأكراه ، أما اذا كان الامر بالصميل – والقول للأستاذ حميد الأحمر – فكل واحد با يخرج صميله. نعم هناك تحديات خطيرة تواجه شعبنا أبرزعناوينها الفقر والبطالة وشحة المياه وتدهور الأمن. أن صورة بلادي اليوم هي من البشاعة بحيث تستدعي التحرك المباشر منا جميعا كل بحسب طاقته ومن خلال موقعه لأنقاذها. تعالوا نستمع الى الأرقام المخيفة: ولنبدأ بالفقر وسؤء التغذية حيث تشير الأحصائات الى أن حوالي 75% من المواطنين يعيشون في مستوى الفقر أو تحته وأكثر من 50% يعانون من سؤء تغذية مزمنه ، أما البطالة فحدث ولاحرج حيث تشيرالأحصائيات الرسمية الى أنها بلغت 18% بينما تشير احصائيات أخرى الى ضعف هذا الرقم ، وهي في ازدياد. كما يستمر العجز في توفير المياه الصالحة للشرب بمقدار 800 مليون متر مكعب سنوياً بسبب استمرار نضوب المصادر الجوفية (المصدر: اليمن 2020 سيناريوهات المستقبل) ، أما الأسلحة فهناك أكثر من 60 مليون قطعة سلاح ، كما أن أعداد كبيره من المواطنين تعاني من أدمان القات وغيرها من المخدرات ، وبأختصار فأن التشاؤم يسود جميع التقارير الأحصائية الرسمية وغير الرسمية بما فيها تلك الصادرة عن منظمات دوليه مثل البنك الدولي أو منظمات دولية وأقليمية أخرى لا يتسع المجال لأيرادها هنا. أن ما يجري في بلادنا اليوم هو ارهاص لعصر جديد عنوانه التغيير الشامل، وياريت أن يتم هذا التغيير سلميا وبأقل الخسائر ، فالسباحة ضد التيار هي غباء وجهل بتاريخ نضالات الشعوب المضطهدة ناهيك عن الشواهد الحية التي نراها اليوم بأم أعيننا في عواصم ومدن عديدة من حولنا. هذا هو زمن الحكمه اليمانيه فأما أن نكون حكماء وصادقين مع أنفسنا ورسل سلام وبناء، والا سنصبح قرده ندمر بعضنا بعضا بدون أدنى احساس بالمسئولية أو الأنسانية . أنني أتمنى من كل قلبي أن تسود الحكمه ولكن قد يسأل سائل ماهي الخيارات المتاحه وماذا يمكن للحاكم وللشعب أن يقوموا به . هناك ستة خيارات أوسيناريوهات لما يمكن أن تؤؤل اليه الأوضاع في بلادنا فتعالوا نستعرضها بايجاز: أولا: سيناريو النعامة: وهو سيناريو عدم اكتراث الحاكم بما يعانيه الشعب واستمرار شلة الحكم في التمتع بما نهبته وتنهبه من أموال الشعب دون أن تحرك ساكن وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد ، وكأن لسان حالها يقول " طز فيهم ( أي الشعب ) فهم لا يسوون شىء". ثانيا: سيناريو الرتوش: وعنوانه الأعلان عن تغييرات تجميلية شكلية في صورة النظام بهدف امتصاص النقمه وكسب الوقت والأنحناء للعاصفه حتى تزول لا أكثر ولا أقل وبعده تعود " الأمور الى مجراها". ثالثا: سيناريو التكشير عن الأنياب: وهو السيناريو الباهض وهو ما أتفق عليه الخبراء بأن أخر العلاج هو الكي . هذا هو سيناريو القمع الذي لا يرحم الذي دأبت عليه الديكتاتوريات العسكرية المتعاقبه على شعوب الكرة الأرضية من هولاكو الى هتلر. أنه سيناريو الطغاة الذين يعيثون في الأرض فسادا والذين تمتلىء صفحات التأريخ بقصصهم المروعه ونهاياتهم المأساوية غير المأسوف عليها. رايعا: سيناريو الموت البطيء : أما سيناريو الموت البطيء فهو الأندحار التدريجي من خلال الدفع ببديل الى الواجهة في الوقت الذي يقوم فيه الحاكم وزبانيته بكسب الوقت لترتيب اوضاعهم والخروج من المأزق كما ينسل الخيط من خرم الأبره. خامسا: سيناريو الأنفجار: لهذا السيناريو اسماء متعدده أشهرها "الصومله" و" والقتال من نافذه الى نافذه ومن باب الى باب". أنه سيناريو الدمار وللأسف ففي اليمن الكثير من الوقود لهذا السيناريو اذا حدث لا سمح الله : فالسلاح متوفر في كل مكان ، والجهل ضارب أطنابه بين البشر، وفتاوى التكفير قد أطلقت ولم يعد الأمر بحاجه سوى الى التذكير بها ، والتمييز الطائفي والقبلي قائم على أفضع ما يكون والله يستر. سادسا: سيناريو التكريم هذا هو السيناريو الذي أتمناه ويتمناه كل مواطن يحب الخير لبلاده . أن سيناريو التكريم يعني أن يستشعر الحاكم بمسئولية حكمه أمام الله وأمام رعيته فيكون من الذكاء والحصافه والمسئولية ما يجعله أن يتقدم الى الشعب باستقالته وأقالة جميع ابنائه وأبناء أخوته والمقربين منه من كل المناصب العسكرية والأمنية والمدنية التي تم تعيينهم فيها دون وجه حق وبدون أي مؤهلات سوى قربهم من الرئيس. وبهذا يعيشون بيننا لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كغيرهم من المواطنين. ، كما أنهم سيكونون وفقا لهذا السيناريو بمنأى عن ملاحقات الأنتربول والقضاء فيما بعد. وفي اعتقادي أن هذا السيناريو سيمكن الرئيس علي عبدالله صالح من الأستمرار بدوره الوطني في الظل لأنه أتاح لقوى التغيير الأيجابي في المجتمع بأن تقوم بدورها بدون أعاقه خلافا لما يقوم به اليوم الرئيس حسني مبارك وزبانية حكمه في مصر. ومن ضمن هذا السيناريو المؤمل أن يقوم علي عبدالله صالح بأتاحة الفرصة امام قوى التقدم والديمقراطية ببناء اليمن الموحد على أسس المساواة والحداثة ، فيقوم بتعيين نائبه اللواء عبدربه منصور رئيسا انتقاليا للبلاد وتشكيل حكومة انقاذ وطني بتوافق مع أحزاب المعارضه والشخصيات الوطنية في الداخل والخارج لتسيير الأمور خلال الفتره الأنتقاليه التي يجب أن لا تتجاوز 6 أشهر تقوم خلالها لجنة الحوار الوطني بمناقشة شكل النظام السياسي الجديد الذي يناسب بلد كبيره ومتنوعه مثل اليمن على أن تطرح للمناقشه والأستفتاء الشعبي كل القضايا المثارة حاليا كالحاجة الى دستور جديد تتعزز فيه سلطة الشعب واقامة النظام الفيدرالي وموضوع المطالبه بأستقلال الجنوب أو ما أصطلح على تسميته بـ " فك الأرتباط" وغيرها من القضايا الهامه المثاره على الساحة . بهذا السيناريو - اذا قيض له أن يتحقق - ستتجلى الحكمة اليمانية في أبهى صورها والله المستعان. بقي القول أن اليمن وشعبها وقياداتها داخل السلطه وخارجها محظوظة لسببين: أولهما وجود تجارب حيه مازالت تتفاعل أمامها اليوم في مصر وتونس تمكنها من الأستفادة وتجنب المزالق ، وثانيهما وجود منظومة أصدقاء اليمن المتمثله في الأجماع الأقليمي والدولي لدعم اليمن وأنقاذها من المخاطر التي تهدد كيانها كدولة. ويبقي الخيار الأخير لليمنيين وبأيديهم فقط سيتحدد المصير. · دبلوماسي سابق ومنسق مجموعة " أصدقاء اليمن" غير الحكومية بواشنطن Friends of Yemen Email: [email protected] |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|