حضرموت العربية ليست جنوبية ولايمنية" حضرموت بين الشمال والجنوب

[حد من الوادي]

حضرموت بين الشمال والجنوب

بقلم / انس علي باحنان
الثلاثاء , 17 مايو 2011 م

بين لنا الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز انه لا يستحي من الحق , و إن الحق أحق إن يتبع وقال : ماذا بعد الحق إلا الضلال , هذه أسس ومنطلقات إيمانية نؤمن بها إيمانا قاطعا ولذا أوردنها هنا كمنطلقات لحديثنا هذا الذي سوف نحاول إنشاء الله وبقدر المستطاع أن نتكلم فيه بكل شفافية ووضوح , فنقول : إن من في حضرموت يتساءلون اليوم أين تقف حضرموت مما يدور من حولها ؟

وما هو مصيرها في ظل تزاحم الأفكار وتقديم المبادرات تلو المبادرات لحل ما يسمى بمشاكل اليمن واستشرافا للمستقبل وتفاءلا، صحيح إننا نقول : إنشاء الله خير , ولكن ما هو متداول اليوم من المصطلحات كمصطلح الشمال والجنوب حيث يتم تداولها ككيانات لها من يعبر ويدافع عنها ويتبنى رؤاها ويستميت عليها وربما من هم من بني جلدتنا وفي المقابل حضرموت كدولة و ككيان مستقل ربما لا يعبر عنه إلا القلة القليلة من مثقفيها وهم الشمعة المضيئة في الظلام الحالك نكن لهم كل التقدير والاحترام على ما يقومون به من نصرة لامتهم ووطنهم الحضرمي , و سيسجل لهم التاريخ مواقفهم البطولية هذه , أما البقية الباقية للأسف فإما صامتة متفرجه لا تحرك ساكنا أو تبع منقادين كالإنعام والبهائم بل هم أضل لا يهمهم إلا مصلحتهم وحظوظ أنفسهم الفاسدة , وللأمانة لقد أثلج صدورنا أولئك النفر من الحضارم المخلصين حينما رفعوها وجهروا بها قائلين لمن لا يسمع أو لمن لا يريد أن يسمع :

إننا هنا في بلد اسمه حضرموت ، حضرموت الدولة والحضارة اسأل التاريخ عنه إن كنت لا تعرفه , لم يقولوها تعاليا ولا تكبرا على الآخرين هكذا نظنهم وإنما قالوها إحقاقا للحق وإزهاقا للبطل , ففي مثل هذه الظروف القاهرة والتي لن تثنينا انشاء الله ولن تزيدنا الا اصرارا وعوده إلى السؤال الذي كنا قد طرحناه أين تقف حضرموت اليوم وهي بين مصطلحين أو كيانين شمالي وجنوبي ؟ , أما الشمالي فاقصد به الكيان السياسي والثقافي والاجتماعي والعسكري والمدني ..

الخ حضرموت خضعت وأديرت بالقوة من قبل هذا الكيان وهي لا تزال حتى هذه اللحظة , ولكن للتجربة المريرة التي عانتها حضرموت و قاست ويلاتها فإنها ترفض رفضا تاما البقاء تحت هذه الهيمنة ولو لحظة من الزمن , ليس هيمنة ما يسمى بالنظام اليمني المتهالك الذي يحتضر الآن فحسب بل وتحت أي كيان ومسمى شمالي آخر يمني نفسه بالسيطرة على حضرموت وحكمها بنفس العقلية السابقة التي حكم بها النظام البائد , يكفي ما مضى نقولها من حضرموت ونعلنها مدوية :

لا كنفدرالية ولا فدرالية لا مع الشمال ولا مع الجنوب فمطلب حضرموت واضح وهو الاستقلال الكامل والتحرر من كل أشكال التبعية وهذا حق كفلته الشرائع والقوانين إلا من يريد أن يتلاعب بنصوص الشريعة الغراء كما قال لي احدهم محتجا بقول الحق عز وجل " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " قال أليس هذه دعوة وأمر صريح من الحق بالوحدة والاتحاد ؟ فقلت له : هذا كلام ربي نضعه على الرؤوس و يخضع له عنقي وعنقك ولكن على مراد الله ورسوله لا على مراد أصحابك الذين ظلوا يرددون هذه الآية لا إيمان بها وحبا في الوحدة والاعتصام ولكن جعلوها وسيلة للهيمنة والاستبداد والاستعباد واكل أموال الناس بالباطل والتسيد عليهم هكذا هم يتلاعبون بكتاب الله نعوذ بالله من ذلك , إذا فالموقف من الشمال واضح ومحسوم كما رأيت .

وكيف يكون الحال مع ما يسمى بالجنوب ودعاة الجنوب ؟ نقولها صراحة و من الآن وكما يقول المثل الحضرمي " من استحى من بنت عمه ما حبلت له " أنا كحضرمي واعبر عن نفسي لا اعترف بالعلم أبو النجمة الحمراء ولا اعترف بما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وادبياتها وكل ما يمت لها من صلة فهي دولة كانت وانتهت بخيرها وشرها , حضرموت ليس جزء من الجنوب كما يقولون بل ما يسمى بالجنوب ممكن أن يكون جزء من حضرموت فحضرموت هي الأصل والجنوب هو المستحدث فإذا سلمنا بهذا الحقيقة فأهلا وسهلا فاسم الدولة المرتقبه هي دولة حضرموت وعاصمتها هي المكلا لا عدن ،عدن عاصمة اقتصادية هكذا وجدت لتكون , فإذ سلمنا واقتنعنا بهذا أي أن اسم الدولة هي دولة حضرموت و العاصمة السياسية هي المكلا وان الراية والفكر والمنطلقات هي منطلقات حضرمية حضارية مدنية معاصرة تستوعب الكل فنكررها أهلا وسهلا وإذا كان لنا رأي آخر مغاير غير ذلك فان مشاوراتكم ولقاءاتكم ومؤتمراتكم من قبيل ما عقد في القاهرة مؤخرا فانه لا يعنينا نحن في حضرموت ولا يعبر عنا لا من قريب ولا من بعيد وان حضر مثل هذه المؤتمرات من هو محسوب انه من أبناء حضرموت فمثل هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم وللأسف هم الذين باعوا حضرموت مرتين المرة الأولى في 67 والثانية في 90 ولن يبلغهم الله المراد ليكرروا هذه المرة ما فعلوه سابقا لان الله لا يجمع على مسلم عسرين بل إن مع العسر يسرى .
لم الله شمل الجميع على ما يحب ربنا ويرضى .