![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الحوار السياسي
![]() ![]()
|
![]() أنيس قاسم ألمفلحي حتى لا أطيل الحديث في مقدمة المقالة لكي يتسنى لنا ألدخول في صلب الموضع,جميعنا في مشارق ومغارب الأرض متأثر بالوضع المزري في الوطن العربي ولا يحتاج منا مزيد من الإثبات في صدق ما نقوله , كما لا يجب علينا الرهان على عصى موسى لخلق المعجزات في تغير ملامح التاريخ ,لكن بكل تأكيد الشعوب من تصنع تلك المعجزات والتي تدأب في شرايينها الحياة الحرة الكريمة ,ولعل نتائج تلك المعجزات تكللت برزمه من الانتصارات الباهرة التي حققتها الأمة العربية في حاضرنا العصيب والأكثر تعقيداً , انتصارات أرهبت وأحرجت الغرب كثيراً , فعملية إسقاط وتأديب الطغاة في العالم العربي كلفتها من التضحيات عاليه وجسمية أيضاً , ومن محاسن الثورات العربية إنها كشفت المستور و عرت عورات الأنظمة المركبة تركيبة جوفاء وهشة,فالعجيب ما كان مستحيل وحلم في الماضي بالإضافة إلى الهزيمة النفسية التي كانت تعانيها شعوبنا العربية النائمة تجاوزتها بنجاح فائق من خلال ملاحم بطولية شبابية صلبة مدركة وواعية للواقع بكل جوانبه , التي غيرت تبعية الخارطة السياسية للوطن العربي فأبهرت العالم اجمع والفضل يعود إلى استعادة امتنا ثقتها بنفسها وجددت الأمل المفقود بل رسمت أفق المستقبل المشرق جلياً . ودون أدنى شك لم تكن ثورة شباب التغير في صنعاء اقل شائنا وتأثيراً من ثورة الشباب في تونس المنقوصة كما هو الحال لثورة الشباب في مصر ارض الكنانة التي إطاحة بأعتا أصنام الأنظمة العربية على مر التاريخ العربي الحديث , واليوم امتدت لهيب ثورات حرية الشعوب العربية لتتعدى الحدود المجاورة فجعلت من حُكامها تتمرد على شعوبها لتصل المآسي والمعاناة الرهيبة والمروعة التي تواجه الشعبان العربي الليبي والسوري الثائران , ظروف اشد خطورة وضراوة ودمار وحالات مفرطة من القمع والبطش والاعتقالات والقتل بالجملة , والتي لا تميز بندقية تلك الأنظمة العفنة بين شاب أو طفل أو أمراه أو كاهل طاعن , بالفعل وضع يمر فيه الشعبان في ليبيا وسوريا من سيئ إلى اسواء ونسأل الله عز وجل ان يعجل لهم مسلك في نجاح ثورتيهما السلمية لأدراك الهدف في اجتثاث النظامين المحنطين . على أي حال نعود إلى ما أسلفناه في مقدمة المقالة فيما إذا أردنا استعراض وتقيم سريع لبعض الإخفاقات والمشكلات التي واجهت ثورة شباب التغير في اليمن وبين الثورات المنتصرة في تونس ومصر التي حققت الانتصارات وفق فترة زمنية قصيرة بأستثناء ما يدور في ليبيا وسوريا بسبب حماقة طغاتها الذين أعلنوا الحرب المفتوحة سحقوا شعوبهم فأحرقوا الأخضر واليابس ولنا في ذلك حديثاً . وفي الحقيقة واجهت ثورة الشباب في صنعاء معضلات وتحديات رئيسية أبرزها ( العامل الزمني ) بامتداد حدود السقف الزمني الذي عادتاً ما يصعب فيه حسم ملموس للمعركة السلمية لتحقيق أفضل النتائج في أهداف الثورة بل شوهت وهدرت وشلت قدرات وطاقات تصعيد صمود الشباب في ميادين وساحات التغير التي أعاقت الزحف , فكان لها بالفعل الأثر السلبي والخطير للغاية , إما المحور الأخر يكمن في تدبير وحياكة المؤامرات والدسائس واستخدام الطرق الملتوية لإضعاف والإطاحة بثورة التغير عبر الدور الذي لعبُه سيئ الصيت حزب الإصلاح السياسي اليمني الذي يمارس الترهيب والوعيد والتبريرات العقائدية والشرعية للاستبداد والسيطرة على البلاد والعباد , وكما يبدو حزب الإصلاح يمهد للطامة الكبرى إلى تحويل اليمن إلى دولة جهل و تخلف أكثر مما هو مخيم عليها ألان بل تحضر قوى الجهل من الإصلاحيين المتطرفين جعل اليمن لتكون أفغانستان ثانية , وأكثر ما يقلق في الأمر عدم إدراك الشباب خطورة مجريات الإحداث في تغلغل و انخراط العناصر الإصلاحية المتطرفة للسيطرة على المظاهرات والاعتصامات وإخراجها عن أهدافها ومطالبها الحقيقية بمعنى تكييف الوضع وحلبة صراع الشباب الثائر في صنعاء لاجتثاث النظام الفاسد إلى شكل من إشكال الصراع التقليدي بين الأحزاب السياسية التقليدية وبين الحزب الحاكم ,وهذا نوع من أنواع التحُايل والقرصنة السياسية على الثورة , بالمقابل يبقى دور قوى الجهل والتطرف الإصلاحيين في الجنوب هو توزيع السلاح لخلق حالة من الإرباك وتكريس الفوضى والانفلات الأمني , ويأتي ذلك في صياغ تمرير مخططات وإستراتيجية قديمه يكنها المتطرفين منذُ الحرب الأهلية في عام 86م في الجنوب للسيطرة علية , كما ان مجريات الإحداث في الآونة الأخيرة في بعض المحافظات الجنوبية من زيادة في حدة وشراسة الصراع والاقتتال بين المسلحين الإصلاحيين وقوات الأمن لها دلالات واضحة على تمرير المخطط لضرب وواد القضية الجنوبية , بالإضافة إلى رغبت حزب الإصلاح رسم صورة مغلوطة للعالم المتخوف من القاعدة والترويج عن حالة انعدام الاستقرار في الجنوب , بمعنى تقويض قضية شعبنا الجنوبي المشروعة والعادلة التي دفع ويدفع الجنوبيين لأجلها المئات من الشهداء وهذه عملية تصب لإعادة ضم وإلحاق الجنوب للجمهورية العربية اليمنية أي إعادة سيناريو حرب الاحتلال في صيف 94م . إما المعضلة السياسية الأخرى التي أربكت حسابات الثوار الشباب يّعد في الدور السلبي لدول مجلس التعاون الخليجي في مبادرتهم الخليجية لحل الأزمة في اليمن التي تجاوزت الخطوط الحمراء لأهداف الثورة فلم يكون مضمونها وجوهرها إلا فخاً وتعجيزاً ينصب كعائق إمام مسيرة ومطالب ثورة الشباب التي لم تنضج بعد وفي بداية مراحلها التكوينية , فالمبادرة الخليجية كانت كمدخل وفرصة ذهبية منحت نظام الأحمق المطاع الديكتاتور علي صالح الفرصة تلو الأخرى التي مزقت وشتت صفوف الثوار , فقد استطاع صالح بمكره وكذبة ومناوراته السياسية التملص في توقيع المبادرة الخليجية بعد تعديلها لست مرات حتى أصبح الشارع اليمني يطلق عليها مبادرة صالح الخليجية , بالفعل كانت مؤامرة ومطاطة لتدبير صالح الحلول القمعية ولبطش المتظاهرين و لإخماد عنفوان ثورة الحرية والكرامة المسلوبة من الغالبية العظمى من أهل السُّنة من أبناء الشعب اليمني في الشمال منذُ تولي الأحمق صالح السلطة في العام 78م للجمهورية العربية اليمنية . في الحلقة الثانية من المقالة التي سننشرها لاحقاً نستكمل شرح عن دور اليد الطولى للمملكة العربية السعودية في كثير من القضايا السياسية في اليمن , أيضاً سنتطرق في تحليل قريب للواقع لسيناريو تفجير مسجد النهدين ,بالإضافة إلى مخاطر تأمر الإصلاح مع القبيلة على القضية الجنوبية العادلة . منقول عن شبكة صدى عدن الاخبارية |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|