حضرموت" حتى لا تكون بقرة حلوب بقلم / مصبح عبد الله الغرابي

[حد من الوادي]

حتى لا تكون بقرة حلوب

6/25/2011 مصبح عبد الله الغرابي

محافظة حضرموت من كبرى محافظات الجمهورية اليمنية مساحة ، ومن أغناها ثروةَ وموارد طبيعية ، وتمتلك أرثاً حضاريا زاخراً ، يتصف ناسها وسكانها بالهدؤ والسكينة ، وينشد شبابها ورجالها للأمن والأمان ، منطلقين في كل ذلك من عقيدةٍ إسلاميةٍ راسخة ٍ. استشعر أبناؤها أخيراً الهم ، والواقع الأليم الذي تعيشه محافظتهم ، والغير متناسب مع الثقل التي تمثله والعمق الحضاري التي تمتلكه ، فعقدوا اللقاءات وسمعوا المشوُرات


وقُدمت لذلك المداخلات ، ودارت الندوات حول واقع حضرموت عبر التاريخ السياسي المعاصر رافضين ما كان في السابق وما حصل من غبن وتغييب في الماضي القريب لدور حضرموت في صناعة المشهد السياسي والثقافي ، وكيف عانت من الإهمال والتهميش ، فنظر أبناؤها للمستقبل بعين الحاضر،هذا لعمري هو عين الصواب ،وان جاء متأخراً المهم أنه جاء ووجد من يحمل هذا الهم من أبنائها ، وتلك الرؤى لمستقبل أفضل لحضرموت فنعم لهذه الوقفة الجادة والموقف الناصع ، لمن أعُطوا طيلة عقود وسنوات طويلة ولم يأخذوا،

آن الأوان أن يقولوا للجميع نحن موجودين وعلى الأرض واقفين ، ولابد من سماع صوتنا واستيعاب أطروحاتنا ، يجب أن يكون لحضرموت دور فعال في المرحلة القادمة ، وأن لا تكون تكملة عدد،ويجب أن تكون رقماً صعباً في أي معادلة سياسية قادمة وتتبوء مكاناً بارزاً في أي خارطة ترسم لليمن الجديد ، فحضرموت التي نريد يجب أن لا تكون بقرةً حلوب، ولا مصدر للثروات ليستقوى بها الطغاة ، ولا ساحة من ساحات الحروب و الصراعات ، ولا على أرضها يكون تصفية الحسابات ، ولا تكون محلاً للتعويضات وإصلاح الغلطات ، وأن يكون قادتها من أبنائها ،

وأن يكون لها نصيباً وافراً من ثروتها وخيراتها ، ويجب أن يرد ويستعاد دورها كمصدر إشعاع فكري وحضاري يليق بمكانتها التاريخية و الثقافية والعلمية ، فهذا الهم يجب أن يكون هم الجميع من النخب الفكرية والاتجاهات المعرفية والأحزاب السياسية، يجب أن تكون حضرموت حزب الجميع ،وانتماء فوق كل الانتماءات الحزبية الضيقة ولتحقيق هذا الأمل المنشود على أرض الواقع ، يجب أن تتكاتف الجهود ، وتتصافح الأيدي و القلوب ، وتتشابك السواعد والزنود .كل ذلك من أجل بناء مستقبل أفضل لحضرموت في ظل أي كيان أو أي واقع أو سيناريو مرتقب أو خارطة ترسم لتظهر للوجود .