اليمن" صنعاء الحصبة...!

[حد من الوادي]

الحصبة...!

2011/12/29 الساعة 17:14:06

عرفات مدابش

ربما الكثير من الناس يسمعون باسم منطقة الحصبة في صنعاء لكنهم لا يعرفون هذه المنطقة التي نعرفها نحن من يرتادها يومياً للتسوق , قبل الأحداث طبعاً .. وهناك من يعرف هذه المنطقة ويرتبط بها أكثر مني وأمثالي وهم سكانها الذين اضطروا , تحت أزيز الرصاص ودوي المدافع إلى مغادرة منازلهم , وأصبحوا في عشية وضحاها مشردين داخل وطنهم !

من ينظر – في الوقت الراهن – إلى الدمار الهائل الذي حل بالمنطقة ومنازل السكان والمؤسسات الحكومية , يشعر بحسرة حقيقية , خاصة إن كان يعرف المكان بتفاصيله منذ سنوات طويلة .

الدمار الذي لحق بتلك المنطقة والأضرار البشرية والمادية التي مني بها المواطنون , أمر محزن للغاية , لكن أكثر ما يحز في النفس هو الدمار الكامل الذي لحق بمبنى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) الذي دٌُمر ونهبت كافة محتوياته من تجهيزات مكتبية وإدارية وحاسوبية , كل ما نهب يمكن تعويضه , لكن ما لا يمكن تعويضه هو ذاكرة اليمن الرسمية التي كانت مخزنة داخل أرشيف وحواسيب الوكالة ! .

أمر مؤسف أن تحدثني إحدى الزميلات أن أثاث الوكالة بيع في “ أسواق الحراج “ , لكن الأكثر أسفاً وغبناً أننا لا ندري أين ذهب أرشيف حقبة الوكالة من العمل الإعلامي .

إننا بحاجة ماسة إلى الحفاظ على التهدئة وتهدئة النفوس قبل كل شيء , فهي المدخل الحقيقي للتهدئة على أرض الواقع فاليمن أهم وأبقى .

لقد أتت المواجهات في الحصبة على شريحة واسعة من أصحاب المحال التجارية والباعة الجائلين وأصحاب القات وغيرهم الذين يعدون بالآلاف ، بمعنى أن آلاف الأسر تضررت بما تعرض له سوق الحصبة من دمار ، والآن ينبغي أن تعود الأمور إلى نصابها وأن يعود الناس إلى محلاتهم وتستأنف الحياة بشكل طبيعي .

أتمنى من كل قلبي أن يسارع كل من لديه بعض ما نهب من أرشيف الوكالة أو غيرها من المؤسسات الحكومية أو الخاصة في الحصبة وغيرها إلى تسليمها إلى لجنة حكومية خاصة ندعو إلى تشكيلها في أسرع وقت ، فما أخذ ليس ملكاً شخصياً ، بل هو ملك لكل اليمنيين.

وبالرغم من إننا لا نرغب في الصراعات العسكرية لحل الأزمات في بلادنا ولا نتمناها ، إلا أنه ومع ذلك يجب تفعيل الجانب الأخلاقي لدى الأطراف المتصارعة بأن تحيد المدارس والمؤسسات الحكومية والمتاحف وغيرها بأن لا يتم الزج بها في الصراعات والمواجهات عبر التمترس بداخلها واستهدافها بما يجعلها متاحة لكل النهابة والمتفيدين!

خاتمة:

سلام خاص إلى تعز ..

المصدر : صحيفة الجمهورية