![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() و آسفاه بين أوساطنا من لم يستوعب الدرس بعد بقلم / حسن سالمين عميران الاحد 2013-10-20 13:16:34 ربما نلتمس العذر لأولئك النفر من الجنوبيين الّذين انصاعوا لنبض الشارع العربي وهو يهيج بالمد القومي في ستينيات القرن الماضي وجرّوا البلاد إلى اليمننة دون العودة إلى الشعب عقب الاستقلال الأول في العام 1967م ولم يمعنوا في قراءةٍ فاحصة لواقع وتاريخ الجنوب حيث التقى الحماس الثوري لبعض النخب السياسية آنذاك مع النوايا المبيتة لمبدأ مفهوم الفرع والأصل المتأصل في عقلية ووجدان من انخرط حينها من الأخوة اليمنيين في إطار الجبهتين القومية والتحرير وغيرهم من اليمنيين على مدى المراحل السياسية التي مر بها الجنوب والحقيقة أننا لسنا بصدد الحديث عن ذلك ولم نسع للمعاتبة أو اجترار الماضي فتصالح وتسامح شعب الجنوب جب ما قبله من أحداث ولكننا نستلهم العبر والدروس من الماضي ونتعلم منها ، والفطن من يجيد قراءة ماضيه ويسخره لصالح حاضره ومستقبله في وقتٍ تكالبت فيه قوى الشر وأظهرت عدوانها على الجنوب وشعبه وأرادت إذلاله وإخضاعه ووأد ثورته وطمس قضيته العادلة و ما يدار خلف الكواليس ويعتمل في الدهاليز المظلمة من مشاريع تفوح منها رائحة نتنة تدلل على خبث النوايا وتبيح بمكنون السرائر وتدحض كل الإدعاءات التي من شأنها ذهب أولئك المتحاورون الجنوبيون إلى ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني اليمني وإن أعلنوا تمثيلهم الشخصي إلاّ إن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر أستغل ذلك التمثيل ودوّن في تقريره حضور الجنوبيين في ذلك المؤتمر ورددت من خلفه وسائل الإعلام اليمني المختلفة وجود الجنوبيين ممثلين عن الحراك الشئ الذي يبرهن على التحدي الصارخ لإرادة شعب الجنوب لأولئك النفر من المتحاورين الجنوبيين وقلة حيلتهم ويثبت إنهم من متهجيي السياسة ولا سبيل لهم أن يرتقوا بقدراتهم إلى مستوى يلبي طموحات شعب الجنوب ويقدّر تضحياته من أجل الاستقلال والتحرير واستعادة الدولة والسيادة والهوية ولا سبيل لشعب الجنوب دون ذلك ، ولا أظن شعب الجنوب يجد أو يلتمس لكل من خرج عن الاصطفاف الوطني وثبّط من عزيمته وخالف الإرادة الشعبية الجنوبية وسار خلف الأوهام والسراب اليمني ولم يتعظ من الماضي لا أظنه أن يلتمس لهم الأعذار والمبررات وكفانا سذاجة ، فواقع الحال في العربية اليمنية لا يسمح البتة بقيام أي نوع من أنواع الدولة المدنية الحديثة ، والخلطة السياسية المتحكمة في البلاد والتي بيدها تسيير دفة شئونها لا تقبل العيش إلاّ مع نفسها وحاشيتها المطيعة والمسبحة بحمدها ، كما أن ما يسمى بالنخب السياسية بعيدة كل البعد عن الصدق والإخلاص ولم تزل عقلية شخصياتها صورة طبق الأصل من شخصيات ستينيات القرن الماضي في مفهومها ونظرتها لقضية شعب الجنوب ، والجنوب بشكلٍ عام بدليل حرصها المبالغ فيه على الوضع المأساوي القائم بين البلدين وإصرارهم على تسميته وحدة واختزال الكوارث التي حصلت في الجنوب وإلقاء مسئوليتها على ما يسمونه بالنظام السابق ، ثم إن معظم لقاءات وأحاديث تلك الشخصيات يشوبها الكذب والتزوير وتشويه حقيقة قضية شعب الجنوب ونقلها للرأي العام الإقليمي والدولي وتوضيب سائر أنشطة الثورة الجنوبية السلمية بصورة مغايرة ومجافية لحقيقة واقع الحال المعاش في الجنوب إلى جانب تزوير حقيقة تمثيل الجنوب في الحوار على اعتبار أن أولئك المشاركين هم من يشكلون الثقل الشعبي في الجنوب ويدركون المصلحة الوطنية بينما القلة القليلة تيار البيض المسلح والمتشدد على حد زعمهم ، نعم تيار البيض أو بالأحرى قوى الثورة الجنوبية السلمية قوى التحرير والاستقلال والذين ضجت بهم ساحات العاصمة عدن في أم المليونيات مليونية التحرير والاستقلال والتي سبقتها ثمان مليونيات في دلالة واضحة على سيطرة قوى التحرير واستقلال على الشارع الجنوبي والتي دائماً ما يصفونها بالقلة القليلة التي لا يريدون الحوار، هذا القول فيه تعسف فظ لحقيقة الأمر و مغالطة أرادوا بها درء الرماد في العيون وترويض دول الإقليم والعالم ، والحقيقة إن قوى الثورة الجنوبية السلمية الحية والفاعلة في الميدان قوى التحرير والاستقلال ومن خلفها منظمات المجتمع المدني التي تضم مختلف ألوان الطيف الجنوبي وتمثل السواد الأعظم من شعب الجنوب لا ترفض الحوار من حيث المبدأ أو بمعنى أدق التفاوض ولكنها بالفعل ترفض ذلك الهرج والمرج والفخ المنصوب لشعب الجنوب وثورته والمسمى بالحوار الوطني(والكلمة بحد ذاتها مخرجات لمن أراد القراءة ) وبالتأكيد ترفض مخرجاته لأنها لا تلبي طموحات شعب الجنوب وتأتي تحت سقف المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، المبادرة التي حددت سقف ذلك الحوار الذي أنجرّ إليه البعض من أخواننا الجنوبيين ووقعوا مرة أخرى في الفخ اليمني و لم يستوعبوا الدرس بعد وصدّقوا مصفوفة الأقاويل والخطب الرنانة التي يتناوب عليها باعة الكلام المعسول الذي أنخدع به الرعيل الأول ولم تشفع لهم النوايا الحسنة ولا المبادئ والأفكار التي تسلل عبرها المتسللون وطعنوهم من الخلف . إن من المفارقات الغريبة أن يدعونا إلى حوارهم الوطني المفصّل ويتحدثوا من أن طاولة نقاشه قابلة وتستوعب كل القضايا والمشكلات وبكل شفافية وعلى النقيض من هذا الطرح يستبيحون أرضنا ويعبثون بثرواتنا ويسفكون دمائنا ويزهقون أروجنا ويصل بهم الصلف وتبلغ بهم الحماقة مبلغ الجاهلية الأولى ويصل القتل إلى داخل البيوت وعتبات المساجد وعلى قارعة الطريق وفي نقاط الموت العسكرية ، ويتحدثون الكذب عن قضيتنا من كل وسائل الإعلام ، حتى تصفية الحسابات فيما بينهم ضحاياها من الجنوبيين ويريدوننا أن نصدّقهم ونحن نعيش المآسي على أرضنا ونكابد الأهوال ، هذان نقيضان لا يستقيمان وضدان لا يلتقيان ، ولكم أيها الإخوة الجنوبيون المتحاورون كل الحق العودة إلى قراءة متأنية لواقع الحال على الساحتين الجنوبية واليمنية علّكم بذلك تستعيدون الذاكرة وتجترّون الماضي القريب وتفقهون الحاضر وتسألون بعد أنفسكم هل ما يجري على أرض الجنوب وما تفعله تلك القوى التي تتحاورون معها هل بالفعل يتناسب مع مبدأ ومفهوم الحوار ؟ ! هذه أمثلة بسيطة يمكن من خلالها استنتاج الخلاصة وقاعدة الدرس دون عناء ، أم لم يزل الدرس بحاجة إلى إعادة ؟؟؟ |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|