قصيدة لأمير الشعراء --- أحمد شوقي --- في مدح الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وع

[ميراد باسودان]

قصيدة لأمير الشعراء --- أحمد شوقي --- في مدح الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم

كيف ترقـى رقيـك الأنبيـاء=ياسماء ماطاولتهـا سمـاء

لم يساووك في عـلاك وقـد=حال منك سنأ دونهم وسنـاء

إنما مثلوا صفاتـك للنـاس=كمـا مثـل النجـوم المـاء

أنت مصباح كل فضـل فمـا=تصدر ألا عن ضوئك الأضواء

لك ذات العلوم مـن الغيـب=ومنـهـا لآدم الأسـمــاء

لم تزل في ضمائـر الكـون=تختار لك الأمهـات والأبـاء

تتباهى بك العصور وتسمـو=بـك عليـاء بعدهـا عليـاء

ويدا للوجـود منـك كريـم=مـن كريـم أبـاؤه كرمـاء

نسب تحسـب العـلا بحـلاه=قلدتهـا نجومهـا الجـوزاء

حبذا عقـد سـؤدد وفخـار=أنت فيه اليتيمـة العصمـاء

ومحيا كاالشمس منك مضيئ=أسفرت عنـه ليلـة غـراء

ليلة المولد الذي كان للديـن=سـرور بيومـه وأزدهــاء

وتوالت بشرى الهواتـف أن=قد ولد المصطفى وحق الهناء

وتداعـى أيـوان كـسـرى=ولولاآية منك ماتداعى البناء

وغدى كل بيـت نـار وفيـه=كان لنيرانهم بهـا إنطفـاء

مولد كان منـه فـي طالـع=الكفـر وبـال عليهـم وواء

فهنيئا بـه لآمنـة الفضـل=الـذي بـه شرفـت حـواء

مـن لحـواء أنهـا حملـت=أحمد أو أنهـا بـه نفسـاء

يوم نالت بوضعه إبنة وهـب=من فخار مالم تنلـه النسـاء

رافعا راسه وفي ذلك الرفـع=إلـى كـل سـؤدد إيـمـاء

رامقا طرفه السماء ومرمـى=عين من شانه العلو العـلاء

وتدلت زهـر النجـوم إليـه=فأضاءت بضوئهـا الأرجـاء

وتـرآت قصـور بـالـروم=يراهـا مـن داره البطحـاء