02-05-2011, 01:13 AM | #1 | |||||||
حال نشيط
|
أديب عبدالرحمن بن محمد باهارون المحضار حديث الذكريات
تسلل ما اكتبه خارج مجموعتي الصغيرة وإذا بجمهوري الصغير يأخذ في الإتساع ، وإذا بالمربي الكبير السيد الأديب الأستاذ عبدالله بن علي .. مدير مدرسة الجالية العربية بأديس أبابا ( عام 1958م ) على رأس من يقرأ شعري وقد منحني الكثير من وقته وارشاداته ولا أزال أحتفظ برسائله وملاحظاته على شعري وتوجيهاته بين أوراقي وأنني لفخور بها على بعد السنين وتقادم العهد
وهكذا قدر لي أن ألتحق بأبي إلى اثيوبيا للعمل هناك وأنا في العقد الثاني من عمري . وكانت أيامي بأديس أبابا العمل نهاراً . وقراءة ومطالعة ليلاً . وفي أيام العطل الأسبوعية وكانت أياماً جميلة وسعيدة ومثمرة وكانت أول محاولاتي الشعرية بالحبشة مغترباً بعيداً عن الأهل والوطن ، إنها معاناة لا يعرفها إلا من عاناها وعاشها واكتوى بلوعتها ومن أولى قصائدي هناك قصيدة لها منزلة في نفسي ( رسالة إلى أمي ) وقد لاقت استحساناً كبيراً من مجموعتي الصغيرة وكتبها بعضهم بقلمه واحتفظ بها وقال : إنها تعبر عن مشاعره إلى أمه البعيدة .. وأخذ ما اكتبه ينتشر في أوساط الحضرميين هناك . وكان السيد الأديب ( عبدالرحمن بن محمد باهارون المحضار ) من مثقفي العرب بأديس أبابا يتابع شعري .. فأهداني أعداداً قديمة معه من مجلات عربية كانت تصدر وتوقفت عن الصدور منها ( مجلة الكتاب ) رئيس تحريرها ( عادل الغضبان ) وهو الذي كتب مقدمة ديوان الأخطل الصغير أبو عبدالله بشارة الخوري ( الهوى والشباب ) في طبعته الأولى . وقد أفادتني أعداد مجلة ( الكتاب ) كثيراً ومن خلالها تعرفت على أكثر شعراء العربية المعاصرين وكتابها . كما أهداني أيضاً أعداداً من مجلة ( الرسالة ) لأحمد حسن زيات وقد أفدت من مجلة الرسالة كثيراً وممن تعرفت عليهم في الرسالة الشاعر العراقي المتميز ( عبدالقادر رشيد الناصري ) في رائعته ( كفارة الدموع ) ( زينب ) ياتسبيحة الطيوب ياهمسة الحبيب للحبيب هواك لي كفارة الذنوب عطري أوتاري وندي كوبي وأعداداً من مجلة ( الأزهار ) رئيس تحريرها الأستاذ الكبير ( حب الدين الخطيب ) ويشارك في التحرير الأستاذ ( عباس محمود العقاد ) وكانت أعداداً قيمة أفادتني كثيراً وتأثرت بكاتبها الكبار . كما أهداني أعداداً من مجلة ( المقتطف ) رئيس تحريرها الأستاذ ( اسماعيل مظهر ) وكان ملحق الجزء الرابع من المجلد الثاني عشر بعد المائة من كتاب ( مصطفى عبداللطيف السحرتي / الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث ) عرفت منه كثيراُ من شعراء الأقطار العربية المعاصرين واسماء دواوينهم وأشعار كل منهم على ضوء النقد الحديث . وعن الموسيقى الشعرية وعن الشعر الرمزي ونماذجه والسريانية الشعرية ونماذج شعرية في أسلوب ممتع وشيق ( المقتطف الجزء الرابع من المجلة الثانية عشر بعد المائة أول أبريل 1948م جمادى الأول 1367هـ ) وبين أعداد الأستاذ عبدالرحمن باهارون وجدت عداداً من جريدة ( النصر اليمنية العدد 136 ربيع الأول 1376هـ ) فيه قصيدة بعنوان ( تحية المولد النبوي للشاعر الأديب عبدالله البردوني ) ومن اعجابي بالقصيدة كتبتها في دفتري ولا أزال محتفظاً بها . وقد تأثرت بها كثيراً وشدتني إلى هذا الشاعر لأول مرة ـ والذي عرفته في مابعد وسأكتب عن صلتي بالبردوني العظيم ـ لقد كان لهذا الوسط الذي عشت فيه بأديس أبابا ، ومكتبة بن سلم ، والجالية اليمنية شمالاً وجنوباً الأثر الكبير في توسيع مداركي وإبراز الشعور بوحدة اليمن في الشمال والجنوب ليس في الخيال والآمال وإنما في الواقع المعاش الذي نحياه بأديس أبابا في محبة ووحدة ووآم بشعور يمني واحد واحساسات وامنيات وآمال واحدة عمقت بداخلي الإحساس باليمن الواحد . و كان في أديس أبابا مجموعة من الإخوان من مدينة سيئون أقضي بعض الوقت معهم و منهم أتعرف على أخبار سيئون ، منهم الأخ محمد عبد الله جواس ( العاقل ) و عبد الله بن حسن جواس ، و عبد القادر محمد بافضل ( بو حامد ) و عبد القادر باكثير أمد الله في عمره و هو موجود الآن بسيئون . و بها عدد من أهالي مدينة شبام منهم الأخوان أبوبكر الجرو و فيصل باعباد و الشيخ سالم حميد ، ربطتني بهم صداقة و زمالة طيلة مقامي بأديس أبابا . في أديس أبابا كنت ذات يوم في مكتبة بن سلم أبحث في كتب قديمة بها عن أي كتاب للقراءة فيه وكان ذلك في أواخر عام 1956م إذا بي أعثر على كتابين صغيرين في إخراج وطباعة مميزة لفتا نظري وبمجرد تصفحهما جذباني إليهما جذبا عنيفا وأحسست وكأن هذا ما كنت أبحث عنه بظهر الغيب . إن شعورا غامرا فاجأني لم أعرف او أدرك كنهه إلا فيما بعد !! كان الكتابان هما ديوان الشاعر السوري نزار قباني ( إنت لي ) في طبعته الأولى عام 1950م مطابع دار المفيد دمشق . والثاني قصيدة نزار قباني المطولة ( سانبا ) الطبعة الأولى 1949م دار العلم للملايين بيروت فقفزت الى ذهني قصيدته القديمة ( دمشق أيا مأوى العبيد ).. وخرجت من المكتبة مباشرة وعدت أدراجي الى البيت في سرور وغبطة .. ولم أنم تلك الليلة حتى أتيت على الديوان والقصيدة بل كدت أحفظهما وكان ما صدر للشاعر مكتوبا بظاهر الكتاب وهي دواوينه : قالت لي السمراء مجموعة شعرية طفولة نهد مجموعة شعرية وفي صباح اليوم الثاني ذهبت مبكرا الى مكتبة بن سلم وأعطيته إسم ديواني نزار قباني وطلبت منه أن يطلبهما لي من بيروت وأي دواوين شعر أو إصدار لهذا الشاعر ـ وكان إتصالات بن سلم بدور النشر والتوزيع ببيروت والقاهرة قوية ومباشرة ـ ولم يمض إلا أقل من شهر حتى وصلت من بيروت مجموعة من الكتب الجديدة ومنها ديوان نزار قباني الجديد ( قصائد من نزار قباني ) الطبعة الأولى والثانية 1956/ 1957 والديوانين ( قالت لي السمراء ـ طفولة نهد ) في طبعة جديدة إضافة الى قصيدته ( سانبا ) في طبعة جديدة ، وكأن طلب بن سلم لديواني نزار قباني لفتا نظر الموزع ببيروت ( المكتب التجاري منير بعلبكي ) الى هذا البلد الافريقي فإذا به يرسل نسخا محدودة من دواوين جديدة صادرة في نفس الفترة منها ديوان الشاعرة العراقية نازك الملائكة الجديد ( قرارة الموجة ) الطبعة الأولى إبريل 1957 وديوان الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان الجديد ( وجدتها ) الطبعة الأولى يوليو 1957 وديوان الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي الجديد ( أشعار في المنفى ) الطبعة الأولى 1957 وكانت مفاجأة سارة لي أن أجد دفعة واحدة هذه الدواوين الجديدة وأخذتها في لهفة وفرحة غامرة .. وأنقطعت أياما لقراءتها وإعادة قراءاتها .. وفتحت هذه الدواوين الباب لي الى الشعر الحديث وعشقته وأخذت في متابعته وأخذني هذا الشعر الى المجلة الفكرية ( الأداب ) البيروتية لصاحبها الدكتور سهيل إدريس الذي أسعدني اللقاء به على هامش مهرجان المربد التاسع في بغداد عام 1988 بمعية زوجته ( عائدة خزرجي ) وكان لقاء ممتعا ذكر لي فيه إشتراكه في مجلة الأداب وإرسالها الى مدودة ( سأعود الى مهرجان المربد في حديث الذكريات في حلقات قادمة إنشاء الله ) وعن نزار قباني قال عملاق الأدب العربي ( عباس محمود العقاد ت / 1964 ) : من الشعراء الجدد أقرأ لنزار قباني ويعجبني شعره كثيرا .. وقال عنه شيخ النقاد العرب ( مارون عبود ت / 1962 ) : نزار قباني إنه الشاعر الإنسان وأشعر معاصرينا من شعراء . ظللت أتابع ما يكتب نزار قباني ، وعندما استمعت الى مطولته الشهيرة ( إفادة في محكمة الشعر ) عام 1969م وصوته يجلجل بها في قاعة الخلد ببغداد في 24 أبريل 1969م وجدت نفسي مدفوعا الى كتابة بحث بعنوان ( إعادة قراءة شعر نزار قباني على ضوء مطولته إفادة في محكمة الشعر ) وأرسلته بالبريد الى بيروت بتاريخ 6 يونيو 1969م وفي تلك الفترة صدر له كتاب ( يوميات إمرأة لا مبالية ) ولم يكن موجود بالمكتبات عندنا يومها . وذكرت له في الرسالة أن كتابه الأخير هذا لم يكن موجود لدي ولذا لم ترد الإشارة اليه في البحث ، فلم أدر بعد مضي بعض الوقت إلا والشاعر نزار قباني يبعث إلي نسخة من كتابه ( يوميات إمرأة لا مبالية ) بالبريد وتسلمتها بالبريد المسجل سيئون بتاريخ 7 نوفمبر 1969م . تنزيل المقال الكامل قــوائـم ســـريعــة |
|||||||
02-05-2011, 12:46 PM | #2 |
غير مسجل
|
اهلا بك ابا سلم العقيلي القرشي
مررت بعجل في دوحة الذكريات الغناء لك التحية والود |
05-06-2017, 09:40 PM | #3 | |||||||
حال نشيط
|
من المهاجرين الحضارم المؤسسين في طبع الكتب الاسلاميه قديما
مكتبة الشيخ محمد احمد ابن سلم
الشيخ محمد من التجار الحضارم المهاجرين من بلدة دوعن وهو مغترب قديم في أديس ابابا ولديه مكتبه عربيه عامره با امهات الكتب الاسلاميه لبيع الكتب وتوزيع الصحف والمجلات وله اتصالات قويه بدورالنشر والتوزيع ببيروت والقاهره وكان لهذه المكتبه دور كبير في العلم والمعرفة امتدت خدمتها الى ايام الشيوعيه التي حرمت إدخال الكتب الاسلاميه ومازال الشيخ ابن سلم يطبع الكتب الاسلاميه سرا مخاطرا بنفسه رغم كل التهديدات من قبل رجال الحكومه وعلى كل حال فهذه المكتبه كانت مصدرا الكتب الدينيه في عموم اثيوبيا لنصف قرن من الزمن |
|||||||
التعديل الأخير تم بواسطة فهمي احمد بن سلم ; 05-07-2017 الساعة 01:09 AM |
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|