الجمهورية العربية اليمنية" هيكلة الجيش بين الفرقة والحرس وماأدراك ما الهيكلة ؟

[حد من الوادي]

هيكلة الجيش بين الفرقة والحرس وماأدراك ما الهيكلة ؟

- بقلم : د.عبدالله الشعيبي

الجمعة, 04 أيار/مايو 2012 21:30

شفيلد – لندن " عدن برس " -

الفرقة أولى مدرع وهي الأولى والأخيرة وما أدراك ما الفرقة وما الهيكلة ...

الحرس الجمهوري وهو نصف الجيش وما أدراك ما ألحرس الجمهوري وما الهيكلة ...

فرقة أولى وأخيرة تشكل نصف الجيش ولاندري ماهي الحكمة من وجودها لوحدها ولماذا لاتشكل فرق أخرى وتمتعها بأمتيازات سلطوية لاتملكها أي فرقة في جيوش العالم الأخرى وأقصد بالسلطة حينما وربما لازال كان قائدها مشاركاً رئيسياً في الحكم .



الفرقة العسكرية الأولى مدرع في اليمن وهل هناك فرق أخرى أم هي فقط الأولى والأخيرة وفي الحقيقة لاتوجد في اليمن غير فرقة واحدة وأسمها ( الفرقة الأولى مدرع ويقودها ضابط برتبة لواء ) والفرقة تعني : هو وحدة عسكرية كبيرة يتراوح عدد أفرادها من 10,000 إلى 30,000 فرد وتضم الفرقة الواحدة عدة ألوية ويقود الفرفة عادة ضابط برتبة عميد.

الفرقة اليمنية الأولى هي الأولى والأخيرة وهي بحد ذاتها تشكل نصف الجيش اليمني وتضم أكثر من خمسة وعشرين لواء ، وأما الحرس الجمهوري يشكل النصف الثاني من تشكيلة الجيش اليمني ويتكون من أكثر من ثلاثين لواء تشكل كل أنواع الأسلحة وتمتلك أحدث الأسلحة والعتاد والتدريب ويتشابه الحرس الجمهوري اليمني بنفس الطريقة العراقية السابقة ( عهد صدام حسين ) وهو مخالف لمفهوم الفرقة العلمي ولو بحثنا عن تعريف الحرس الجمهوري المتعارف عليه فهو :

هو عبارة عن كتيبة من كتائب الجيش يتم انتقاء أفراده من النخبة من جميع الأسلحة المختلفة مثل صاعقة الحرس الجمهورى وقوات جوية ومدرعات ومركبات ومن اللازم أن تكون قوة الحرس الجمهوري تساوي قوة الجيش العام من حيث القوة القتالية حيث أنه يمثل الدرع للنظام الحاكم ضد الجيش في حال الانقلاب عليه ويكون تابع لرئيس الجمهورية مباشرة عن طريق قائد الحرس الجمهوري.

أن ظروف تأسيس الفرقة الأولى والحرس الجمهوري اليمني تختلف عن طبيعة ومفهوم الفرقة والحرس الجمهوري المتعارف عليه علمياً وعالمياً وقد كان علي عبدالله صالح صادقاً مع نفسه ومع الأخرين عندما سألوه ذات يوم عن سبب تضخيم هذه المؤسستين وقيادتها من قبل أقرباءه فرد قائلاً : أنا رئيس ومن واجبي حماية النظام ولا أثق إلا بأقاربي.

اليوم وعندما تغيرت الوجوه وطبيعة العملية السياسية اليمنية منذُ قيام الثورة الشبابية في فبراير 2011م ورفعت شعار : الشعب يريد أسقاط النظام وماحدث لها من تأمر والتفاف وتحايل قادت فقط الى تغيير الرئيس وأستبدالة بنائب الرئيس الذي أصبح رئيساً لليمن منذُ 21 فبراير 2012م ولفترة انتقالية مدتها عامين وفقاً للمبادرة الخليجية أو السعودية وبتوافق دولي واسع ظلت هيكلة الجيش اليمني هي نقطة التركيز الأساسية بعد تغيير الرئيس أي أن هيكلة الجيش ضرورية وأساسية ، نحن نفهم أن الهيكلة تعني إعادة بناء الجيش على اسس علمية وواقعية وإعادة الأعتبار لمؤسسة الجيش والشعب والوطن بحيث تكون نتائج الهيكلة هي تصبح الفرقة الأولى مدرع خاضعة لوزير الدفاع ورئيس الجمهورية وتكون هناك فرق أخرى وتكوينها يتم بشكل طبيعي ولايحق لها أو لغيرها تكوين ألوية بما يخالف مفاهيم ومضامين مكونات مؤسسة الجيش ، كما نفهم الهيكلة إنها إعادة النظر في مؤسسة الحرس الجمهوري وجعلها كتيبة متخصصة بحراسة الرئيس وقصور الرئاسة فقط كما يتم فصل القوات الخاصة وحصرها في لواء مستقل يخصص لمكافحة الارهاب لا أن تكون جامعة لعدد من الألوية كما هو الحال الان ...

فلا يعقل أن تكون الهيكلة مختصرة على تغيير القيادات فقط لان هذا يعني لاتغيير ولا هيكلة بل هي على طريقة المثل الشعبي : ديمة وقلبنا بابها ... نريد من مؤسستي الجيش والأمن تكون من ضمن مؤسسات المجتمع وحامية للشعب والوطن .

ثم وهوالأهم والمهم أن تتم الهيكلة متزامنة مع هيكلة المؤسسة الادارية والمالية وكذلك القضائية كي يكون الأنتقال الى الحوار الوطني بشكل سلس وصحي ومن غير منغصات ، ومن يعتقد أن ذلك يحتاج الى وقت طويل فأنما هو أعتقاد ناجم عن اليأس والقنوط وعدم الأدراك بحقيقة المتغيرات العلمية والعالمية ، فاي تغييرات تحتاج الى ارادة حقيقية وعقول منفتحة ووعي صادق بحقيقة الوضع المعاش وطبيعة التطلعات للشعب وليس للزمن دخل في عملية تحقيقها بل بطبيعة الارادة السياسية والشعبية ، ومن يفكر بالتغيير المجتزء والقفز على الواقع فعليه أن يدرك مسبقاً أن العملية لن تنجح وأن نجحت فنجاحاتها مؤقتة وتأثيرها كبير على المجتمع والوطن ، والوضع الحالي للأسف هو نتاج للمرحلة السابقة التي أتسمت سياستها بالشمولية الفردية والعائلية والحزبية فأذا أرادت اليمن التغيير الحقيقي فعلى كل اليمنيين أن يستوعبوا معاني ومفردات التغيير الحقيقي ولصالح من بحيث تصبح التغييرات قابلة للتغيير السلس وغير المكلف في الأزمان القادمة وللأجيال القادمة أيضاً .

المرحلة الحالية وماتكتنفها من منغصات ومشاكل يستحيل القضاء عليها من دون ارادة سياسية وشعبية كي يتمكن اليمن من إعادة بناء نفسه بناء طبيعي وتحقيق تنمية متوازنة يستفيد منها كل مواطني اليمن ... إذاً الهيكلة ينبغي أن تكون شاملة كل مؤسسات المجتمع والتأسيس لبناء دولة النظام والقانون وغير ذلك فعلينا أن ننسى طموحات الشعب في التغيير والنماء .

كاتب وباحث يمني –بريطانيا