رسالة صوتية للرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري تبثها قناة الجزيرة القطرية
[font=Times New Roman]بثت قناة الجزيرة القطرية خطاباً والمنسوب الى ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن.. فقد دعا في هذا الخطاب الشباب المسلم الى مواصلة المقاومة ضد الصليبية في فلسطين والعراق وافغانستان وقال ان الدفاع عن فلسطين ليس حماساً وطنياً بل انه قضية شرعية قبل كل شيء ودعاهم اي الشباب ايضاً اي اخذ العبرة من العراق وافغانستان والشيشان في اشارة الى ان عدم المقاومة يشجع العدو الى احتلال بلدان اخرى.
لقد اعتاد زعماء القاعدة الثلاثة بن لادن والظواهري وابو غيث على اصدار بيانات مسجلة باصواتهم تبثها قناة الجزيرة او قناة العربية بين الحين والاخر يدعون فيها الى مواجهة الاميركان، ويرى المحللون في اصدار مثل هذه البيانات محاولة من هؤلاء الزعماء لاثبات الوجود، فهم يريدون القول للاخرين انهم لا يزالون على قيد الحياة ولا يزالون يؤثرون في مجريات الامور سيما قيادة الصراع مع الولايات المتحدة كما يزعمون، لكن في حقيقة الامر ان هؤلاء الزعماء بات تأثيرهم على اتباعهم محدوداً جداً بسبب الحصار الذي فرضته عليهم القوات الامريكية والقوات الباكستانية في المناطق الافغانية والباكستانية المحاذية لافغانستان والتي تظن الحكومة الباكستانية انهم يتواجدون فيها، فاكثر النشاطات التي تقوم بها جماعات القاعدة تقودها قيادات محلية او ميدانية قد لا تكون مرتبطة ببن لادن او الظواهري والى ذلك يرى المحللون والمراقبون ان خطابات زعماء القاعدة تخدم الولايات المتحدة الامريكية اكثر مما تخدم المسلمين واسلامهم للاسباب التالية:
اولاً: ان جماعات القاعدة لم يذهبوا الى فلسطين ولم يطلقوا ولا طلقة واحدة ولم يفجروا ولاسيارة واحدة ضد الكيان الصهيوني بينما هم بامكانهم النفوذ الى الاراضي المحتلة ومنازلة الصهاينة، ما يعني التغني باسم فلسطين مجرد شعار فارغ الهدف منه خداع الامة الاسلامية باطروحات القاعدة ودعاواها الى ما تسميه المقاومة ضد الاميركان والصهاينة.
وثانياً: ان هذه البيانات تطل علينا كل ما وقع بوش في مأزق، فدائماً تسجيلات اصوات هؤلاء الناس تتزامن مع مواقف حرجة يقع فيها بوش، والجديد في هذه المواقف هو المناظرة التي حصلت بين الرئيس وبين منافسه المترشح الديمقراطي للرئاسة جون كيري، وهي مناظرة اجمعت فيها الاوساط الامريكية الصحفية والسياسية، ومعهد غالوب للاحصاء ان كيري هو المنتصر فيها، والاكثر اقناعاً للرأي العام الامريكي فيما يخص النقاط التي طرحها.. فهل جاء خطاب الظواهري لانقاذ بوش ولترجيح كفته على منافسه الذي غلبه في المناظرة المذكورة؟ لعل الجواب عند المستمع الكريم او عند الظواهري نفسه.
وثالثاً: ان خطاب الظواهري جاء ليعزز السياسة الامريكية القائمة على مواجهة العرب والمسلمين ودك اسلامهم، وهي سياسة لقيت معارضة من الاوروبيين فقبل يومين دعا وزير الخارجية الاسباني ميخيل انغيل موراتينوس الى اقامة حوار الحضارات بين الاوروبيين وبين العرب والمسلمين لتجاوز التداعيات والترسبات التي خلفتها احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001م وما تبعها من هجمة ظالمة على الاسلام والمسلمين، وكأن موراتينوس يرد على المنطق والسياسة الامريكية الصهيونية العدائية والاستفزازية للمسلمين واسلامهم، وجاء خطاب الظواهري الذي دعا الى مواجهة ما اسماه الحملة الصليبية وهو مصطلح يضم الدول الاوروبية ايضاً، ليضعف من دعوة الوزير الاسباني ويقوي مبررات السياسة الامريكية ضد العرب والمسلمين.
ورابعاً: ان المقاومة التي يتغنى بها الظواهري في العراق لا تمت بنظر العراقيين الى اية مقاومة، لانها تستهدف الابرياء من العراقيين دون ان تستهدف الاميركان ولانها تخدم الامريكان قبل غيرهم، دون ان تخدم الشعب العراقي الجريح، يضاف الى ذلك ان القاعدة جعلت وهذا مؤسف جداً مقاتلة الطائفة الشيعية اولوية لها قبل مقاتلة الاميركان من منطلق حقد طائفي، وهذا ايضاً يخدم الاميركان، والصهاينة حقاً لان اضعاف المسلمين يصب في هدفهم الاستراتيجي الخاص بالعراق والمنطقة. [/font]