![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() |
|
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !! |
![]() |
![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الدكتور سعيد عـبدالخير النوبان يكتب في ذكرى ميلاد الشهيد عـبدالباري قـاســم (7 نوفمبر) وموقفه الوطني الذي أفقده كرسي وزارة التربية والتعليم 1969م عــدن المنارة/كـتب:الدكتور/سعيد عبدالخير النوبان: الشهيد عبدالباري قاسم - ولد بحافة حسين بكريتر عدن في 7 نوفمبر 1926م ليست لي سابق معرفة بالشهيد عبدالباري قاسم، لكن جمعنا العمل في وزارة التربية والتعليم (بعد الخطوة التصحيحية - 1969)، إذ عُينت وكيلاً للوزارة، قبيل تشكيل الوزارة بشهر واحد، ثم ظهر إسمه ضمن التشكيل لحقيبة التربية. دخلت مكتبه مع بعض زملاء العمل للتهنئة كما هو المعتاد، فقابلنا جميعاً بابتسامته التي تعودنا عليها، وبشاشة لم نعتدها ممن سبقوه. بعد كلمات المجاملة في مثل هذه المناسبات، شكرنا جميعاً وطلب من الجميع التعاون لإنجاز مهام المرحلة التي عُرَفت بها بعدئذ فترة ما بعد الخطوة مباشرة، إنفض الجمع وطلب مني الشهيد البقاء معه. بدأنا نتناقش حول مستقبل التربية، والتعرف على بعض الأفكار التي تدور في خلده من فهمه برنامج الجبهة القومية، وفلسفة التربية إن كانت قد تبلورت في دورات اللجنة التنفيذية والقيادة العامة. ثم عرجنا على بعض المسائل الآنية المعقدة التي كانت تتراقص في أذهان الكثير من القياديين ومضيهم في تنفيذها في الريف دون مراعاة للإمكانات البشرية أو المادية في تلك الفترة. ومن خلال النقاش أتضح اتفاقنا على وضع برنامج لمشاريع تربوية تضمن تلبية بعض الطموحات ولا تغالي كثيراً حتى تصل الخطوط العامة للسياسة التي ستقرها اللجنة التنفيذية والقيادة العامة في المجال التربوي. لكن حدث مالم يكن في الحسبان من جانبي على الأقل، فذات يوم وبينما كنا نناقش تفاصيل الهيكل العام للوزارة، ومقترحاً آخر بإدارات التربية في المحافظات، إذا بجرس التلفون يرن. بدأ المتحدث من الجانب الآخر، وظل الشهيد يستمع فقط إما لأنه لا يريدني أن أسمع وأعرف موضوع المكالمة، وإما أنه لا يريد التسرع بإعطاء موافقته. وأعتقد أن الاحتمال الأخير هو الصحيح. فبعد أن أنتهت المكالمة قال لي: أن الرفاق طلبوا مني تسريح بعض القيادات التي عملت مع السلطات الإستعمارية، وطلب رأيي! لم يكن أمامي إلا أن أرد دون خوف: إن كنت مع مقترح التسريح فأرجو أن تضع إسمي على رأس القائمة، أو أن تعيدني إلى عملي بإدارة التربية بالمكلا. استغرب هذا الرد السريع وطلب مني تفسيراً موضوعياً لرفضي المقترح. قلت له إنني لا أعرف الكثير من هذه القيادات لكنني أعترف بقدراتهم وكفاءاتهم، وأنهم الأجدر بتحمل مسؤولية أي تطوير تؤمل الجبهة القومية تنفيذه، كما أن بعض هؤلاء أساتذة لي في كلية عدن أو زملاء دراسة ولا غبار على كفاءتهم، وأني أقترح أن يُعطوا الفرصة للإسهام في البناء، ويُعفى من يود ذلك طواعية. صمت الشهيد وقال: إعطني الفرصة أفكر في الأمر وأتدبره. وكان له ذلك. بعد أيام كنت معه في المكتب دون رغبة في عمل أي شيء فإذا بجرس التلفون يرن من جديد وإذا بالشهيد يرد بصوت ثابت قوي: إن من تريدون تسريحهم كفاءات تحتاج إليهم الجبهة القومية لأي نهضة تربوية، ويحتاجهم الوطن. فلست مع المقترح بالتسريح ولتعط الفرصة للجميع أن يسهموا معنا في مهامنا المستقبلية الكبيرة. ولست مع الرأي القائل بتحميل بعض أعضاء الجبهة صغار السن، قليلي الخبرة مثل هذه الواجبات. أدهشني ما سمعت، لكنه أراح الضمير، وأقتنعت بصدق الشهيد وإخلاصه للثورة، وحبه لوطنه وأبناء وطنه. وأذكر أنني شددت على يده مصافحاً، وابتسامته لا تفارق شفتيه وقلت له: أنا معك، وكل العاملين في التربية معك إن شاء الله. لكن هذا القرار الشجاع والوطني لم يرق للقيادة، فلم تمض فترة طويلة حتى صدر قرار بحكومة جديدة لم يحمل شهيدنا فيها حقيبة التربية. فأنجلت الأمور وخرج الشهيد منتصراً لمبدأه كما كان إستشهاده وزملائه. رحم الله الشهيد! وليذكر من هو حي من التربويين أن بقاءه في العمل التربوي حينها كان لهذا الموقف الشجاع لعبدالباري قاسم. *****نبذة عن حياة الشهيد عبدالباري قاسم الســروري: ولد في حافة حسين بكريتر، بمدينة عدن في 7 نوفمبر 1926. اكمل تعليمه الأساسي في مدارس مدينة عدن. عمل مدرساً في مدرسة النهضة بالشيخ عثمان في أواخر الاربعينيات ومطلع خمسينات القرن الماضي، ثم هاجر إلى المملكة العربية السعودية. شارك في فرق المتطوعين للدفاع عن فلسطين (1948) وللدفاع عن مصر من العدوان الثلاثي (1956). أحد مؤسسي حركة القوميين العرب والجبهة القومية لاحقا لتحرير الجنوب المحتل. المسئول التنظيمي للجبهة القومية في المناطق الوسطى لودر - العواذل (1967) ثم في حضرموت (1969). مؤسس وأول رئيس مجلس إدارة وتحرير لصحيفة 14اكتوبر اليومية الصادرة بعدن. وزيراً للثقافة والإرشاد ووزيراً للتربية والتعليم بالوكالة (1969). سفيراً مفوضاً فوق العادة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الصومال، وسفيراً غير مقيم في كينيا وتنزانيا (1970 - 1973).استشهد في حادثة تفجير طائرة الدبلوماسيين في 30 أبريل 1973. أب لسبعة أبناء (5 ذكور وبنتين). *********(كاتب الموضوع هو الفقيد الدكتور سعيد عبدالخير النوبان، الذي تولى مناصب مهمة في المجال الأكاديمي والتربوي، منها وزيراً للتربية والتعليم بدولة الجنوب، ورئيسا لجامعة عدن)*********** |
التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 11-09-2013 الساعة 12:38 AM |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|