جميعنا أمام الإختبار الصّعب

[سالم علي الجرو]

الجميع عباد الله إلا من ظلم نفسه باتخاذه معبودا غير فاطر السماوات والأرض.
من بعيد نتابع الحوارات في هذه السقيفة ، وخلال فترة ليست قصيرة ، إتّضح أننا نظهر بمظهر الإصلاح ونحن نخرب ذواتنا من الداخل ، ونظهر بمظهر الدّعاة ولسنا مؤهلين ـ ويا للأسف ـ لمهمّة الأنبياء والمرسلين ، بدليل أن تاريخ الرسالات السماوية لم يسجل لنبي كلمة جارحة أو موقف غضب نتج عنه فعل عنه فعل غاضب ، في حين أن صفحاتنا مليئة بالكلمات البذيئة التي لا تمتّ بصلة لا إلى مصلح ولا إلى داعية ، وإنما هي أقرب إلى حوار شارعي وإن اتسعت رقعته ففي سوق لا يميّز بين الغث والسّمين فمن نحن يا سادة يا كرام؟.
في الإطار الديني يكفينا ما بنا من تمزّق ، وكلّ كلمة إضافية ، بذيئة تزيد من التفرقة هي جريمة يقترفها الآدمي.
في الإطار السياسي يكفينا من تشرذم ، وكلّ كلمة لا تساعد على التآخي هي عمل من أعمال الشيطان.
عن نفسي أقول: اللهم أنّي بريء من أيّ قول بذيء يصدر في هذا المكان. اللهمّ وأنّك القائل: ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، أهدي من ضلّ سبل الرّشاد ، وارحمه يا رحمن يا رحيم ، وإن هو تمادى في شتم عبادك الذين تعلم عن سرهم ونجواهم ، فعجّل ، اللهم بعقوبتك وأرنا عجائب قدرتك فيمن ينحرنا من داخلنا.
اللهمّ آمين.

[( masterkey )]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو

اللهم بعقوبتك وأرنا عجائب قدرتك فيمن ينحرنا من داخلنا. اللهمّ آمين.

غلاة المتصوفة يبثون الخرافات ويساهمون في نشرها بدعوى أنهم يحثّون المسلم على الترقّي في مراتب الإحسان .. وغلاة المتمسلفة يبدّعون المسلم ويرمونه بالشرك بدعوى أنهم يدعون إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله الواحد القهار .. وغلاة الشيعة يضللون من ترك منهج أئمة أهل البيت سلام الله عليهم بدعوى أنه لادين لمسلم إلا بإتّباع منهج أهل البيت ( وفق مفاهيم الشيعة ) .. وكل الغلاة ياسيدي لايعترفون بأنهم ينحرون الاسلام والمسلمين من الداخل .. بل يزعمون بأنهم حماة الدين وأهل الدفاع عن السنّة المطهّرة ..

إذا لم يتم فتح ابواب الحوار المنهجي القائم على أسس الحوار الصحيحة .. ستظل المسائل معلّقة ومعوّمة تعويما مقصودا .. وهذا التعويم المقصود يستغلّه الكثير من الغلاة بكافة أطيافهم لخلق ( الفوضى غير الخلاّقة ) في مجتمعات المسلمين .. نحن بحاجة لتحرير الخلاف أولا حول مسائل شتّى .. مالم ستظل المرحلة ( الغثائية ) تتمدد وتتسع حتى ياذن الله أو يأتي بأمرٍ من عنده !!!!!!

سلام

[سالم علي الجرو]

خلصت إلى لبّ الموضوع:

غلاة المتصوفة
غلاة المتمسلفة
غلاة الشيعة

الوصف الآخر ، أنّهم متطرّفون.

إذن على الأمّة الوسط أن لا يلتفتوا لا إلى قول هذا ولا إلى قول ذاك لأنّهم يعوّمون ، وهذا التعويم يؤدّي إلى ( الفوضى الخلاقة ، حسب المصطلح المرسوم ) .

هم في التحليل النهائي يقفون في خندق الضّد ، وبهذا نحسبهم من الأعداء شاءوا أم أبوا ، علموا أو لم يعلموا بأنهم أعداء.
وعليه فإن المنهج الذي يجب أن يتبعه الوسط هو كشف المخاطر القادمة على الأمّة وفضح المخططات ، وعندها سنقف على وسائل المنفذين للمخطط الفوضى الخلاقة وسنجد من وسائلهم استغلال نهج ما سمّيتهم بالغلاة ، وبهذا يكونون في النتيجة وبالحتمية عناصر معادية ، وإليك المثال:
لو خدعنا أنت وأنا خلف شجرة لنتقي سيف سفاح ، وكنا سننجو لولا أنني كبّرت بدافع العناد والتطرف والتهور بصوت عال أثناء مرور السفّاح فاكتشفنا وقطّعنا إربا إربا ، فما الصفة التي أستحقها أنا؟.
عدوّ لنفسي ولأمّتي.

وأبتدي قولي:

في هذا الظّرف بالذّات:
إن من يسفّه الصّوفي عدوّ لنا ، ومن يسفّه السلفي عدوّ لنا ، ومن يسفّه السّنّي عدوّ لنا ، ومن يسفّه الشّيعي عدوّ لنا.
فلنحذف موضوع كلّ عدوّ لنا.
شكرا يا أخي يا مستر كي.

[سالم علي الجرو]

الزمن: ، فبراير عام: 1982م

مجلة [ اتجاهات ] ، تصدرها المنظّمة الدولية العالمية في القدس.
دراسة للكاتب الصهيوني: أوديد بينون (مدير معهد الدراسات الاستراتيجية) ، بعنوان: (استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات )

( إنّ العالم العربي ليس إلا قصراً من الأوراق بنته القوي الخارجية في العشرينيات، فهذه المنطقة قُسّمت عشوائياً إلي 19 دولة تتكوّن كلّها من مجموعاتٍ عرقية مختلفة ومن أقلّياتٍ يسودها العداء لبعضها (...) وإنّ هذا هو الوقت المناسب لدولة إسرائيل لتستفيد من الضعف والتمزق العربيين لتحقيق أهدافها باحتلال أجزاء واسعة من الأراضي المجاورة لها وتقسيم الباقي إلي دويلات علي أساس عرقي وطائفي ) .

كيف يمكن تجنّب الوقوع في شباك الفخ الإسرائيلي المرسوم للمنطقة العربية؟

كلّ فرد مسلم عليه بأن يعيَ ما يخطط لمستقبله وضدّه، وهي مسؤولية كلّ عائلة في أن تفرِّق خلال تربية أولادها بين الإيمان الديني وبين التعصّب الطائفي والمذهبي الذي يرفضه الدين نفسه.
وعلي الجميع أيضاً، تقع مسؤولية فهم ما يحصل بأسبابه وأبعاده السياسية، وليس عن طريق المعالجة الطائفية والمذهبية لتفسير كل حدثٍ أو قضية أو صراع...
وليكن المعيار دائماً في كلِّ كلمةٍ أو عمل أو حركة أو صراع، السؤال التالي:
ماذا يخدم ما نقوله أو ما نفعله وإلي أين يمكن أن نصل؟
أي هل يخدم وحدة الشعب والوطن ويقف عند حدود عدم المس بهما. أم أنّه سيصل بحكم الفعل وردّة الفعل ونظرية التداعي في الانقسام، إلي المساهمة في تنفيذ المشاريع الإسرائيلية، ولو عن غير قصد؟! مع العلم أنّه في المعارك والصراعات تكون الأعمال بالنتائج وليس بالنيّات!!