الزكري: الانتخاب بالطريقة التي تمت تؤكد منهجية سيطرة القبيلة على الدولة

[حد من الوادي]

مفارقات في انتخاب هيئة مجلس النواب

التاريخ: الأربعاء 13 فبراير 2008


الزكري: الانتخاب بالطريقة التي تمت تؤكد منهجية سيطرة القبيلة على الدولة


طلب يحيى الراعي رئيس مجلس النواب في أولى جلساته العملية أمس بعقد جلسة اليوم الأربعاء بعيدا عن وسائل الأعلام لتخصيصها لما أسماها المكاشفة ووضع خطة عمل المجلس خلال فترة جلساته المتبقية. وكانت عملية فرض الراعي رئيسا للمجلس من قبل الرئيس قد أثارت لغطا كبيراً ورفضا من قبل نواب في كتلة المؤتمر وهو ما جعل أمينه ا لعام يقر ترشيحه في اجتماع انتخابات الكتلة التي عقدت الخميس الماضي بالتزكية على عكس بقية أعضاء الهيئة التي تمت بالتنافس رغم ترشيح باجمال لكل من سلطان البركاني الذي أنسحب لصالح أكرم عطية وعدنان الجفري الذي كان مقرا أثناء اجتماع الرئيس مع



مستشاريه وعوض السوقطري إلا أن عددا من النواب قدموا أنفسهم كمرشحين وهم فتحي توفيق وحصل على 52 صوتا و ياسر العواضي على 35 صوتا ومحمد الخادم الوجيه 35 صوتا وعدنان الجفري 15 صوتا فقط بينما حصل حسين الأحمر112 صوتا والشدادي على 118 صوتا فيما حصل عطية على 80 صوتا.

إلى ذلك شهدت الانتخابات داخل المجلس مفارقات تحمل دلالات الواقع الاجتماعي التي لم تتكرس فيه بعد احترام المعايير والقدرات فقد اختار المشترك النائب علي عشال منافسا للراعي الذي حصل على 186 صوتا ليحصد الثاني 69 صوتا ما يقارب ال32 من المؤتمر وأكثر إذا ما صح أن عشرة من كتلة الإصلاح لم ترشحه وكان حميد الأحمر أبرز المشتغلين لحمير الذي انتخب بالإضافة إليه أكرم عطية وعرض عليه بطاقة الاقتراع حتى يكسب كتلة الحديدة وكان واضحا أن الإصلاح دخل بمقايضات مع هذه ا لكتلة لصالح حمير المؤتمري وليس للإصلاحي الشامي الذي لم يحصل سوى على 86 بحيث تبادلوا مع عطية التصويت ليحصل على 185 بينما حصل حمير 220 صوتا أكثر من رئيس المجلس.

وفي أول تعليق على انتخابات المجلس أعتبر نائب رئيس اللجنة المالية بمجلس النواب زكريا الزكري انتخاب هيئة المجلس بالتركيبة التي تمت بانه تأكيد على التوجه الممنهج لسيطرة القبيلة على الدولة من خلال تثبيت حصة القبيلة على حساب دولة المؤسسات بعيدا عن أي معايير وطنية وتأكيدا على عدم تنبه الحزب الحاكم للاحتياجات الوطنية الملحة في هذه المرحلة بالذات



وقال في تصريح لـ"الوسط" عقب انتخاب يحيى الراعي رئيسا وحمير الأحمر نائبا له إن استخدام ديمقراطية الأغلبية ماهو الا تأكيد واضح وجلي وصريحا على ان النظام السياسي والحزب الحاكم لم يستوعبا كل مايدور في الساحة من حراك وطني وسياسي والذي جاء كنتيجة طبيعية لتراكم من الممارسات السلبية التي حدثت منذ مابعد 94 وهو مايؤكد أن القيادات والنافذين الذين كانوا سببا لكل هذه الاختلالات القائمة على جميع الأصعدة لم يدركوا بعد الأثمان الباهضة التي دفعها الوطن وأبناؤه وما زال يدفعها بسبب المزاج الذي أنتج مثل هذه القيادات وأضاف النائب المؤتمري:

"وما الاستقالة التي قدمها د عبد الوهاب محمود وجعفر باصالح من عضوية هيئة الرئاسة والبرلمان الا دليل قاطع على أنهما قد وصلا الى قناعة مطلقة على أن ما يدور اليوم هو خارج عن إطار الوضع الطبيعي الذي يمكن التعايش معه وإن ماقاما به يعد رسالة واضحة الدلالة على أنه لم يعد يوجد في هذا البلد من يمكن أن يتحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية ولذا نأيا بنفسيهما عن أن يتحملا أخلاقيا فداحة المشاركة وإن بشكلها الصوري في صياغة تأريخ لا يمكن ان يضيف اليهما بقدر ما سيخجلان منه مستقبلا"

وأكد الزكري أن ما يحتاج إليه الوطن اليوم هو الاستيعاب والإدراك الحقيقي من قبل القيادة السياسية والحزب الحاكم وجميع قيادات الأحزاب الأخرى وخاصة في اللقاء المشترك لاحتياجات الوطن والمواطن المتمثلة بفرض وترسيخ مؤسسات الدولة وبما يعكس ويؤمن المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات من المهرة وحتى صعدة ويرسخ مداميك العمل الديمقراطي الجاد والناضج بما ينعكس لمصلحة المواطن الذي

تكاد تنحصر في مواطنة متساوية ولقمة عيش متوفرة ومساحة من الحرية التي يعبر بها المواطن عن قضاياه .


أتى هذا المقال من صحيفة الوسط اليمنية