![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() بدء المواســـم الزراعــية الخارجية في وادي حضرموت بدخول نجم البلدة 15يوليو كتب الاستاذ / محمد يسلم بشير 15/07/2008 مع بداية نجم البلدة 15يوليو من كل عام تبدأ المواسم الزراعية بوادي حضرموت وذلك بزراعة الذرة قال الفلكي الشبامي : شتاك بلدة وبرك الحوت إلى تبا القوت يا بايعشوت وحول أثر الانحباس الحراري على الزراعة والمناخ في الوادي والأمن الغذائي اليمني بشكل عام ، هل يســــتطيع اليمن تأمين غذائه في المنظور من الأعوام القادمة ... الانحــــباس الحـــــراري في اليــــمن و وادي حضرموت: الانحباس الحراري ناتج عن النشاطات البشرية ، البشرية تجهد اليوم لتخفيض انبعاث الكربون بنسبة 50% بحلول العام 2100م حتى يعود التوازن إلى المناخ الكوني . وفي أوائل عام 2006م أجرى الرئيس الأمريكي بوش اتصالا هاتفيا بالرئيس علي عبد الله صالح يبشره أن الخبراء الأمريكان توصلوا إلى قناعة بأن اليمن تقع ضمن منخفض جوي بالقرن الأفريقي وجنوب الجزيرة العربية قدروا له أن يستمر أربع أو خمس سنوات قادمة ! سببه الانحباس الحراري الذي يشهده المحيط الهندي وبحر العرب . والمتأمل في واقع الأمر يجد أن من أبرز نتائج ذلك التوقع حتى الآن إلى إعصار تسونامي الذي ضرب جزر جنوب شرق آسيا وبلغت آثاره سواحل البحر العربي : في العام 2006م كما تذكر المصادر الزراعية في إدارة الإرشاد الزراعي انتشرت آفة خنفساء البرسيم الحمراء في عموم مديريات الوادي . وبينما كانت الإصابة بآفة حشرة دبوباس النخيل الذي ظهر ابتداء من عام ديسمبر 2003م في مديريات حوره ووادي العين إلى عام 2005م ، لكن الإصابة توسعت إلى عموم المديريات بعد ذلك . إن درجة البرودة في الوادي يحس الناس بلذعتها عندما ينخفض الفرق بين الدرجة الصغرى والكبرى عن 10درجات ، وتضطرب أحوالهم الصحية بشكل واضح عندما يكون الفارق بين الدرجة الصغرى والكبرى قد ارتفع عن 15درجة . ويودي الجو البارد إلى حريق الأجساد وأوراق الأشجار إذا انخفضت الرطوبة في الجو عن 7% مع انخفاض درجة حرارة الجو عن أربع درجات . ضربة البرد الشديد (الصقيع) : حيث بلغت درجة الحرارة ,5 تحت الصفر وهي أقل درجة حرارة تم رصدها والجفاف هبط حيث بلغت نسبة الرطوبة ما بين 40-5% فقط الذي شهده الوادي ابتداء من 6 يناير 2007م والتي دمرت البساط الأخضر عن بكرة أبيه حتى أشجار السيسبان الصحراوية تضررت من تلك الضربة وهو ما يعرف عند الفلكي الشبامي بالحريق فترى أوراق الأشجار فعلا في الأيام التالية وكأن أحدا قد أشعل فيها النيران فسبحان الواحد الديان ؟! وذلك في مديريات : سيئون وتريم وساه . ظهرت في (نوفمبر وديسمبر )عام 2007م وبشدة آفة حشرة المن في القمح والبرسيم ، وأثرت حشرة التربس على البصل والثوم حتى أن إنتاج الثوم كان متواضعا هذا العام . وفي أغسطس انتشر الجراد الصحراوي في عموم مديريات الوادي وخاصة سيئون وتريم والقطن وحوره والسوم والعبر وثمود ورماه فقضى على بعض المحاصيل الزراعية . هطول أمطار غزيرة على محافظة حضرموت خلال : 20-23مارس و 25-31 مايو و23-24يونيو عام 2007م وعلى غير العادة فموسم الأمطار عندنا بالتوقيت الشبامي نجمي العوة (2-14إبريل) والسماك (15-28إبريل) جاءت الأمطار بفضل الله ومنه وكرمه متأخرة هذه المرة في نجم الغفر إعصار (غونو) الذي ضرب السواحل العمانية خلال 4يونيو عام 2007م وما تبعه من فيضانات . اختفت الإصابة بحشرة دوباس النخيل من مديريات سبق أن اشتدت بها مثل حوره والسوم وساه والقطن ودوعن في الجيل الخريفي (أكتوبرـ ديسمبر )فيما عادت الإصابة في مديريات سيئون وتريم في الجيل الربيعي (إبريل) وكان ظهورها متأخر في المديريتين . ذكر خبراء الأرصاد في الأمم المتحدة أن : درجة الأرض ستكون منخفضة خلال العام 2008م عما كانت عليه ، وارجعوا السبب إلى الظاهرة الجوية المعروفة باسم (لانينا) في المحيط الهادي ، علما بأن : (النينو /لا نينا) ظاهرتان طبيعيتان عبارة عن تيارات بحرية ضخمة في المحيط الهادي يمتد تأثيرها الضخم إلى كل مناطق العالم . ضربة البرد 18يناير 2008م على مناطق الوادي واحتجاب الشمس بالسحب لعدة أيام إثر هطول أمطار غزيرة على دول الخليج العربي فبلغت درجة الحرارة 6فوق الصفر ، غمرت سيولها شوارع المدن وعجزت حتى مراصد دبي بما أوتيت من إمكانيات إدارية كبيرة عن التنبؤ بكياتها ، وامتداد المنخفض الجوي من الرياض بالسعودية منذ 11/1/2008م وانخفاض درجة الحرارة حتى بلغت أربع درجات تحت الصفر (برد قارس ) أدى إلى موت تلميذتين وثلاثة مقيمين كما أشيع يومها مما أدى إلى إلغاء الطابور الصباحي بالمدارس السعودية في الرياض ، وبلوغ ظل المطر إلى مديرية ثمود والمديريات الساحلية من المحافظة . انخفاض درجة الحرارة مطلع شهر فبراير الحالي 2008م وبشكل غير متوقع فبعد أن وجد الناس لذعة الحر وبدأ البعض يستخدم المراوح لتلطيف الجو ، بل بعد ليله ساخنة شعر الجميع فيها بالحر فأقلهم من فتح النوافذ ، جاءت نوبة البرد نتيجة هطول أمطار ثلجية في بلاد الشام وفي الإمارات من دول الخليج فانخفضت الحرارة الصغرى إلى ست درجات والعظمى إلى 21درجة وعلى غير العادة إذ الأصل أن يبدأ تقلب الجو بعد منتصف الليل فإذا بالانقلاب الحراري يبدأ بعد طلوع الشمس إثر هبوب تيار رياح شمالي بارد ، وأدى انخفاض درجة الحرارة في الفترة من 6-8فبراير عام 2008م إلى 2فوق الصفر ، وانخفاض نسبة الرطوبة في الجو من 40-5% إلى حدوث حريق في المزارعات . واستمر البرد فترة طويلة من يناير إلى مارس ، وعام كهذا يُعرف عند المزارعين بأنه عام زراعي ، وفعلا اختفت الإصابات التي عرفها القمح والثوم والبصل في العام السابق ، فكانت الإنتاجية كبيرة . وعند الفلكي الشبامي فإن من علامات العام الزراعي : إذا كثر (الدوم) أو النبق ثمرة شجرة السد يقل التمر في النخيل والعكس . ومن أبرز مظاهر هذا العام (2008م) كما يذكر الفلكيون أنه تضمن ثلاث سنوات هجرية في سنة ميلادية واحدة . فالعام 1428هـ انتهى بتاريخ الأربعاء 9يناير 2008م ودخل العام 1429هـ الخميس 10يناير 2008م وينتهي العام 1429هـ الأحد 1ديسمبر 2008م ويدخل العام الجديد 1430هـ الاثنين 2ديسمبر 2008م ثلاث سنوات هجرية في سنة ميلادية وهي حالة نادرة تحدث . وذكر محللون اقتصاديون أن الأسواق العالمية شهدت موسما وفيرا 2008م بعد عام قليل الإنتاج بسبب عوامل القحط المترتبة على عوامل بيئة صرفة وهو ما شكل حافزا للمزارعين في العالم ليزرعوا المزيد من الأراضي. ففي أول مايو 2008م انخفاض أسعار القمح انخفاضا حادا بلغ 40% مع توقع المجلس الدولي للحبوب بموسم حصاد وفير هذا العام (645مليون طن) وأن أسعار القمح ستنخفض إلى النصف خلال الموسم القادم 2008م/2009م ، إذ يتوقع خبراء أمريكان أن يرتفع إنتاج القمح 10% ـ 15% بحيث يصل الإنتاج إلى نحو 2,3 مليار بوشل مقارنة بالعم 2007م 2,067 مليار [انظر صحيفة الصحوة العدد : 1124/ص ص:1 ، 19] وبرزت ظاهرة فلكية صبيحة الثلاثاء 16ربيع آخر 1429هـ الموافق 22/4/2008م (المعروفة بهالة رانبو) وكانت أوضح ما يكون الساعة الحادية عشر قبيل الظهر واستمرا عدة ساعات ، بدت الشمس خلالها على سواحل البحر العربي (عدن) قريبة من الأرض بسبب امتزاج الطيف بالغبار المتعلق بالجو حيث انساح غبارٌ منبعث من نهر الفرات بالعراق منذ ثلاث أيام واتجه جنوبا ووصل صحراء الربع الخالي صباح ذلك اليوم الثلاثاء وفعلا كان الجو جميلا بالوادي والشمس لم تظهر قوية كعادتها هذه الأيام بل غطى الغبار الخفيف منخلها . وتنتشر الأمراض ملازمة للبرد حتى قيل أن : البرد نكاش والسبب والله أعلم انخفاض نسبة الماء في الجسم الذي يؤدي وظيفة حفظ التوازن والتحكم بمستوى التركيز للمعادن والأملاح وغيرها من العناصر الغذائية الحيوية ومعاضدة دور الدم في حمل الزوائد والفضلات والسموم والتخلص منها والسيطرة على الكثير من الوظائف الحيوية وضمان استمرارية الأداء الطبيعي لها . فهل يستطيع المزارع أن يحمي مزروعاته من الحريق بسبب الصقيع ؟ في المحافظات الشمالية رأيت البعض يغطي الأشجار وقت البرد ليلا فقلت هل يستطيع مزارعونا فعل مثل ذلك ؟؟ ولكن الناظر إلى المساحات المزروعة بالقمح والتي تحتاج إلى الجو البارد ولكن مع تفتح الزهور فقط يجد أن تغطيتها مما يتعذر لكبر المساحة من جهة ومن جهة أخرى لأن البرد يأتي فجأة ومن جهة ثالثة فقد كان المركز الوطني قبل الحريق الأخير في 8فبراير 2008م كان يطمأن المزارعين أنه خلال الأربعة والعشرين ساعة القادمة سوف نشهد تحسن في الأحوال الجوية وما حدث كان العكس ؟! هطلت أمطار غزيرة على وادي دوعن مساء الخميس 25ربيع الآخر 1429هـ الموافق 1مايو 2008م لم تسجلها المراصد الفلكية في بلادنا ولم تذعها نشرات الأخبار بناء على ذلك ، لكن الخبر تناقله الناس وتحدث به الركبان ! كما هطلت أمطار متوسطة سالت على إثرها بعض وديان وادي حضرموت خاصة وادع عدم وسقت الأمطار الصحاري خاصة في العبر ما بين 25مايو إلى 2يونيو 2008م . لكن حدث صباح السبت 6يونيو 2008م انقلاب مفاجئ في الجو فبعد أيام من لطيف الجو إذ هبت كتلة ساخنة محملة بالأتربة مع جفاف حجبت الرؤية على الوادي وحسب مصدر في الإرصاد الجوي أن هذه الكتلة الساخنة تغطي محافظات صعده والجوف ومأرب وشبوة والأجزاء الشمالية من محافظة حضرموت ، ثم امتدت بعد ذلك إلى محافظات أخرى كصنعاء والحديدة وحجة ظلت الإرصاد الجوي تحذر السائقين من انخفاض مستوى الرؤية في الخطوط السريعة . بعد أزمة ارتفاع الأسعار التي تصاعدت في اليمن منذ الانتخابات الرئاسية سبتمبر 2006م فكرت الحكومة في وسيلة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الحبوب وبدأت فعلا بمحاولة توفير 30% من حاجة البلاد من القمح للموسم 2007-2008م وهي خطوة إيجابية ، ولكنها إعلامية أكثر منها واقعية وذلك : أن اليمن حاليا : 1) لا تنتج كما يذكر الخبراء سوى أقل من 5% مما يستهلكه سنويا ويستورد 95% من حاجيتها . فحاجتنا إلى 3,5مليون طن متري بينما إنتاجنا لا يزيد عن 116ألف طن متري سنويا . 2) والهكتار الواحد عندنا لا ينتج أكثر من 1,2طن فقط بينما في أمريكا ينتج الهكتار 2و5 ـ 3 طن ، والمساحة المزروعة عندنا لا تزيد عن 88هكتار . ثم إن أكثر من 84% من المساحة الكلية للجمهورية غير قابلة للاستخدام الزراعي و3%فقط منها على الأكثر أراضي مستقرة ، بينما 11% من الأرضي متدهورة بفعل الانجرافات المائية . وتتصف الحيازات الزراعية في اليمن بالتقزم والتفتت ، فبلغ عدد الحائزين على أقل من هكتار واحد فقط ، وموزع أيضا على أكثر من خمس قطع ، بعضها جبلية وسهول ووديان وقيعان أكثر من 68% من إجمالي الحيازات الزراعية 3) ومما يؤكد أن الخطوة إعلامية هو الإعلان عن توزيع البذور المحسنة أو ما أسموه الحزم التكنولوجية التي ستباع بسعر خاص للمزارعين المتجاوبين معها بسعر 3آلاف ريال ثم ارتفعت ثم استجلبت بذور من ذمار (سبأ) ليست ضمن الحزمة وغير مجربة وذات صفات رديئة لتلبية مصابة بمرض التفحم وبالفعل برزت الظاهرة عند بعض المزارعين في الوادي لأول مرة الإقبال المتزايد من قبل المزارعين . وفي ظل كل ذلك يتوقع أن ترتفع إنتاجية القمح إلى 171ألف طن فقط 4) كي نحقق سقفا واقعيا لتوفير حاجتنا الغذائية فإن الاهتمام لا ينبغي أن يكون مقتصرا على القمح وحده بل هناك الذرة والشعير والبقوليات ، ولا ينبغي أن نكتفي بالاهتمام بالبذور المحسنة فحسب بل وتوفير الأسمدة ومخصبات النمو والاهتمام بتوفير المياه عن طريق إدخال التقنية الحديثة لاستخدام التقطير والرش ، وبعد كل ذلك يتوقع الخبراء أن لا يزيد على أن نوفر 20%فقط مما نستورد ، ثم والحال هذه لا يتوقعوا أن تستقر أسواق الغذاء وذلك لأن : ـ خمسة تجار فقط هم المتخصصون في احتكار تجارة الحبوب ومتفقون على التسعير ، بالإضافة إلى المؤسسة الاقتصادية وهي لا تمتلك إمكانيات استيراد كميات كبيرة . ـ وتبقى عملية التوزيع وهي الأهم مشكلة تؤرق القائمين على السياسة الغذائية والاستقرار الغذائي في البلد . ـ وليس لدينا مخزون غذائي استراتيجي حتى الآن . ـ وتجارنا يعرفون قاعدة البيع بسعر التكلفة الاستبدالية ولكن عند ارتفاع الأسعار ، أما عند الرخاء والانخفاض فلا تطبق هذه القاعدة . ـ وهناك التجار السياسيين الذين خلطوا العمل السياسي بالعمل التجاري فأضروا بالمصالح الوطنية . وسألت بعض مهندسي الزراعة كم خطتكم الإنتاجية في وادي حضرموت فكانت الإجابة : ليس لنا خطة ، وما تسمعه قعقعة إعلامية لا غير ، قلت : عيب فإذا كان الواقع على مستوى المحافظات الشمالية فوضى لا ينبغي أن نكون نحن كذلك في حضرموت ، خاصة وأننا كنا إلى ما قبل الوحدة نخطط للإنتاج الزراعي وننجز خطتنا دائما للأسف بنسبة 120% قالوا هذا الحاصل !؟ فقلت : هل نرجع نحن إلى مستوى التخلف حتى نُنهض اليمن جميعا !؟ على كل حال فما يحدث على أرض الواقع يبدد كل الادعاءات بإصابة اليمن بالجفاف ، وتأكيد على أن اليمن سيعود سعيدا أخضرا ؟! ولكن متى ما كانت لنا نوايا طيبة وإيمان صادق كشعب بشكل عام فلنبشر بخير وبركة فالغيث كما يكون مغيثا مرئيا مريعا ، والأمطار كما تكون رحمة ورخاء نافعة غير ضارة تكون عذابا للمجرمين المغفلين وتمحيص لإيمان الصادقين وتذكرة للمتذكرين المعتبرين :}وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{[لأعراف:96] هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى متى ما كانت لنا حكومة تستوعب هذه البشارة بالخير والبركة فتهيئ البنية التحتية للمجاري ، وعلى قدم وساق تزيل العوائق ومخلفات البناء والأشجار من مجاري السيول فتسهل انسياب المياه ، وتقيم السدود ، وتبني الكرفان ، وتدرس منسوب مياه السيول وتطلع مهندسي البناء أو تشركهم في العملية ليستفيدوا عند تجديد فتحات ومنافذ تصريف مياه الأمطار القائمة في بعض مجاريه عند بعض الجسور تحسبا لما قد يطرأ من مستجدات ، فلا زلت أذكر ويذكر معي سكان الخون بمديرية السوم محافظة حضرموت الذين طالبوا من مهندس جسر الخون أن يكبّر فتحات الجسر لأن المجرى تحته يقوم على تجمع عدة وديان تسيل أحيانا بغزارة فقال بلهجته الأبينية (أم) فتحة تكفي لنفاذ السيل وها قد أضفنا (أم) فتحتين إليها ، فلما سالت السيول في مايو 2007م من تلك الوديان لم تنفع في تصريفها [(أم) ثلاث فتح ] بل غمرت السيول الجسر وارتفعت عليه بأمتار وكادت أن تدمر مدينة الخون فسنة الله لا تحمي المغفلين ولكن الله لطف . مطلوب حكومة تقاوم العشوائية التي نشاهدها في التعامل بصرف قطع الأراضي في المجاري وتكافح بكل قوة البناء العشوائي الذي نجد أصوات الأهالي ترتفع منددة به ولكن لا حياة لمن تنادي فالمحسوبيات والتساهل واللامبالاة النكدة التي بلينا بها أخشى كما يخشى الكثير من الغيورين أن تؤدي بكارثة يروح أو يسرح ضحيتها أبرياء بعد أن عاش المتطفلون على حسابهم من مرتزقة بائعي الأراضي وسماسرتهم اللئام . على كل حال فإن الأزمات الاقتصادية والقحط رغم أن الإنتاج العالمي يزيد عنم حاجة العالم بمقدار10% تذكرنا بأن المطلوب من كل فرد من أفراد المجتمع : ترشيد الاستهلاك والتركيز على الضروريات والحاجيات وترك الكماليات . والمطلوب : منا جميعا الوقوف عند هذا الحديث القدسي نتدبره ونعمل بما فيه قال رب تبارك وتعالى : (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) [رواه مسلم] وعلى المزارعين بدرجة أساسية واجب ينبغي التنبيه عليه وهو : الإكثار من صدقة التطوع مما تخرج أرضهم وأداء زكاة زرعوهم طيبة بها أنفسهم وإعطائها لمستحقيها ، وليتذكروا : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) القلم: ١٧ - ٣٣ وعلى التجار خاصة عدم الاحتكار : فالمحتكر //////////////////////////////////////// لا خير ولا بركة في ماله وإن رآه كثيرا عدده . وعلينا جميعا سرعة التوبة من كل عوامل التقصير في حقوق الله وحقوق الناس والمجتمع من قعود عن العمل أو تواني في الإنجاز ، توبة من الخنوع والسلبية والاستسلام للاستبداد والاضطهاد ، وعدم إيجابية في التغيير . والمطلوب كثرة استغفار : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13)نوح( وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءعَلَيْكُممِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْمُجْرِمِينَ ( هود: ٥٢ ، والمطلوب أيضا صبر على المكاره وكثر صلاة ![]() (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌاطْمَأَنَّبِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَالدُّنْيَاوَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)الحج: ١١ ولا بد فوق هذا وذاك من ترشيد استهلاك المواد وإدارة الموارد بشكل مضبوط فنسبة المياه العذبة المسخرة للإنسان ليستفيد منها وينتفع بها على سطح الأرض لا تمثل سوى 1%فقط والثلوج القطبية تمثل 2% وهي نسبة محدودة للغاية وصدق الله أصدق القائلين ![]() وأجد نفسي مضطرا هنا في ختام موضوعي لأن أذكر بما كنت نشرته في مساحة تأمل [العدد 36 فبراير 2008م] حتى نؤمن مستقبلنا الغذائي ، فقد قلت يومها : أن النظام الحاكم اليوم في اليمن في موقف تحدي غذائي وتأمين غذاء الأمة وهو ما نجح فيه خصمه التاريخي منذ أكثر من 60عاما نظام الإمام يحي رحمه الله الذي يصفه بكل نقيصة من الرجعية والكهنوتية .. لقد قرأت [في صحيفة الوسط العدد 147/10] للأستاذ محمد صالح البخيتي موضوعا يذكر فيه مناقب الإمام يحي رحمه الله ومنها نجاحه في تأمين الغذاء لشعبه أيام الحرب العالمية الأولى في وقت أصيبت كل المنطقة بالمجاعات بسبب الحصار المفروض في البحار على حركة السفن والبواخر ومما ذكره البخيتي عن الإمام يحي رحمه الله أنه : كان عالما مجتهدا .. حافظ على خزينة الدولة وعملة الدولة إلى درجة أن اليمن هي الدولة الوحيدة التي لم تتضرر من نتائج الحرب العالمية الثانية لأنها كانت تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع ، وتذكّروا رده ( أي الإمام يحي رحمه الله) على السعودية عندما قطعت عنا المادة الوحيدة التي كنا نستوردها خلال تلك الحرب وهي الكيروسين (القاز) مشترطة تزويدها بحبوب الذرة الحمراء مقابل الكيروسين عندها قال (الإمام يحي رحمه الله) : حياكم الله ، الشابع يرقد من مغرب ، والجاوع يمسي ساهر !!؟ هل نكون في ظل النظام القائم أعجز ، بل نكون بمجالسنا المحلية المسلوبة الإرادة أسوأ من المجلس المحلي للدولة الكثيرية في سيئون الذي تأسس نهاية الخمسينات إي منذ ما قبل خمسين عاما فقد كانت أحدى مهامه تنظيم الأسواق ومنها بيع الحبوب أيام مواسم الحصاد والكثرة ، والتجربة جديرة بإعادة القراءة في وقت نحن نريد فيه في ظل العجز والقصور تأمين غذاءنا ؟! لقد استطاعت دولة النيجر وهي الدولة الفقيرة التي اجتاحت المجاعة مؤخرا بالتعاون مع لجنة مسلمي أفريقيا هناك أن تعطي للمشاريع التنموية العام الماضي 2007م دفعة قوية من خلال مؤسسة (خلية توقع الأزمات الغذائية ومكافحتها ) فجعلت من بنوك الحبوب أداة فعالة لتفادي أي أزمات غذائية واليوم يعتبرها الخبراء خير وسيلة فعالة للحفاظ على الأمن الغذائي للشعوب الفقيرة المهددة بالمجاعة كشعب النيجر ومثله الشعب اليمني . تقوم فكرة بنك الحبوب على تخزين كميات الحبوب الأكثر استهلاكا في شروط تخزينية مناسبة لوقت الحاجة ، ويمكن الاستفادة من تجربة يوسف عليه السلام : ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَاحَصَدتُّمْفَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) [يوسف: ٤٧] لقد نجحت هذه الفكرة في النيجر في مواجهة المجاعة وتأمين الغذاء وتوفير حاجة المجتمع من الحبوب طيلة العام وبأسعار معقولة . لكن الذين يقومون على إدارة البنوك هم أهل الخبرة والكفاءة والإخلاص الوطني ، يوفر لهم البنك الشاحنات للطواف على المزارعين وشراء الفائض من محاصيلهم بعد سد حاجة السوق المحلية ، ويفر لهم كذلك المخازن المناسبة لتقوم ببيعها وقت الحاجة بثمن الشراء فقط لا غير . لقد عقدت خلية توقع الأزمات الغذائية لقاء تقويميا دام ثلاث أيام بالعصمة النيجرية فاتضح أن المشروع التكافلي حقق النتائج التالية : تحقيق الهدف الرئيس للمشروع بتخفيف مضاعفات الأزمة الغذائية في البلد . توفير الحبوب للأهالي بسعر مناسب طيلة العام . تحسين المستوى الغذائي للمجتمع . محاربة الأمراض الناتجة عن نقص التغذية . توفير البذور للمستفيدين من المشروع . استعمال الفرق في أثمان الحبوب في مجالات التنمية كالتعليم والصحة .. لقد وجدت نفسي مضطرا أن أدفع بهذه الفكرة لعل هناك من يستفيد منها ولو بعقد مؤتمر وطني لأمننا الغذائي فهل يا ترى سيستمع لهذا الصرخة مستمع : يا ليت قومي يعلمون . ووجدت في صحيفة الصحوة [ العدد : 1128/9الخميس 24جمادى الأولى 1429هـ الموافق 29مايو 2008م]مقترحات أحب أن أُثبتها هنا وهي : ـ لابد من سيطرة الحكومة على أسعار الخبز ، وتشجيع إنتاج الخبز المخلوط بحبوب أخرى مع القمح ، وهو ما لم تنفذه وزارة الصناعة ميدانيا حتى اللحظة كما يقول برنامج الغذاء العالمي ، وتلك الخطوة مهمة للانتقال إلى أنماط استهلاكية أفضل . ـ تشجيع المزارعين على التوسع في زراعة الحبوب وشراءها منهم بأسعار تشجيعية ، مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي تواجه المزارع مثل قلة الأمطار أو المياه الجوفية . ـ يجب عل الحكومة امتلاك صوامعها الخاصة بالحبوب حتى تمنع الاحتكار وتساهم في تثبيت أسعارها محليا ، وأن تساهم في وجود احتياطي غذائي في لبلاد . ـ دعم الحكومة للقطاع الزراعي بشكل أكبر ، وتشجيع المزارعين على استعادة الثقة بالزراعة . ـ القيام بإنشاء الغرفة التجارية للحبوب حتى تتولى تشجيع زراعة الحبوب المحلية وتساهم في تسويقها ، مما يشجع المزارعين على الاستمرارية كخطوة في سبيل الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي ، وهو المعمول به في كثير من الدول . وأجد نفسي مرة أخرى أيضا مطرا أن أعيد ما نشرته في مساحة التأمل (في صحيفة سيئون )عن بنك الغذاء [العدد 37مارس2008م] : إن الله جل جلاله عندما امتن على قريش فإنما امتن عليهم أنه : الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ قريش: ٤ونص ابن حزم غفر الله له[انظر المحلَّى على : أن المسلم المحتاج يقاتل لسد حاجته ، ولا يباح له أكل الميتة ما دام هناك فضل طعام عند مسلم أو ذمي .. فإن قُتل فعلى قاتله القود والقصاص ، وإن قَتل المانع فإلى لعنة الله ، لأنه منع حقا ، وهو طائفة باغية ..{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَاقْتَتَلُوافَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىفَقَاتِلُواالَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْفَأَصْلِحُوابَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالْمُقْسِطِينَ} الحجرات : ٩ومانع الحق باغٍ على أخيه الذي له الحق !؟ وَآمَنَهُممِّنْ خَوْفٍ فكرة انتهجتها بعض الدول الإسلامية كمصر والسودان والسعودية ، تقوم فكرته على تلقي التبرعات النقدية والعينية والأغذية غير المستعملة الفائضة عن الحاجة ، يستقبل الغذاء والشراب الصالح للاستخدام الآدمي من بقايا الحفلات والزواجات والمناسبات وغير الصالة يحولها إلى أعلاف للحيوانات ؟! يقوم بتلك المهمة عن طريق جمعها من الأفراد والأسر والهيئات ليُستفاد منها في توفير الطعام بصفة دورية للمحتاجين بهدف إحياء قيم الإحسان والإنفاق والرحمة والإيثار ، وكخطوة على طريق مكافحة الفقر ، وإحياء بعض المعاملات الشرعية المنسية كتلك التي في حديث : ( من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له) ولأن توفير الطعام للأسر الفقيرة يعد هدفا ساميا للأمن الغذائي وتأمين حياة كريمة ، وسيحد من دفع الأطفال للعمل في سن مبكر ، كما سيحد من ظاهرة التسول المنتشرة في مجتمعنا . إن الفكرة كما ذكر العلّامة د. علي جمعة قد تقدم بها المسلمون على جميع دول العالم منذ 1400عام ، حيث كان هناك ما يعرف بالوقف المخصص لأغراض معينة ، ودعا أن يكون بنك الطعام فاتحة خير لإقامة بنوك أخرى مثل بنك الكساء ، لما تحمله الفكرة من إذكاء لروح التكافل الاجتماعية وزيادة الدور التطوعي لحل مشاكل المجتمع . إن نجاح بنك الطعام في مصر مثلا قد وفر الطعام لعدد 200أسرة سنويا بما يعادل مليون مواطن تقريبا فانظر إلى عظمة المنجز !! ويتوقع أن يلعب البنك مستقبلا دورا لا يستهان به في إغاثة الكوارث كالمجاعات والفيضانات والأمراض والأوبئة . والعمل في مثل هذا المشروع تستطيع إنجازه المؤسسات والجمعيات الخيرية ، بل وأعضاء الأحزاب السياسية المتنافسة على أصوات الناخبين ، بل وستطيعه الأفراد العاديين ممن يحب الخير وينذر نفسه للعمل به .. أمهلوني قليلا كي آخذ نفسا وأتحدث عن المزيد من هذه التجارب الإنسانية والابتكارات في الأعمال الخيرية ولكن في عدد قادم من صحيفة سيئون إن بقي في العمر متسع وأسأل الله أن يكون يومنا خير من أمسنا ، وغدنا خير من يومنا على كل حال فأسباب أزمة الغذاء العالمي كما ذكرها د . أحمد عيسى [مجلة المجتمع العدد 1803] تتلخص في أن : الفقراء ينفقون في المتوسط ما بين 50 ـ 75% من دخولهم على شراء المواد الغذائية، ولا يثير ارتفاع أسعار الأغذية الاضطرابات فقط وإنما يهز اقتصادات الكثير من الدول، ويذكي مشاعر رعب غير مسبوقة، وحين ينعدم الأمن الغذائي ينعدم معه الأمن الاجتماعي السياسي.. فما السر وراء الأزمة ؟ وكيف يحدث هذا في العصر الجديد للعولمة ؟ وهل هي أزمة غذاء أم أزمة أخلاق عالمية ؟ وهل ستستفيق بلادنا فتطبق أخلاق الإسلام وتأكل مما تزرع ؟! زيادة عالمية : وقد أعلنت منظمة الأغذية والزراعة أن 36 بلداً من بلدان العالم تواجه أزمة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والوضع سيستلزم تقديم مساعدات خارجية إليها، وقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من تلك البلدان نتيجة للصراعات والفيضانات أو الظروف المناخية البالغة الشدة . وارتفعت أسعار القمح بنسبة 200%، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصفة عامة بحوالي 75% منذ بداية هذا القرن. ولكن تلك الزيادات مازالت شديدة الوطأة على ملايين المستهلكين من الفقراء، ومن المرجح أن تستمر الأسباب الجذرية لظاهرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأمد المتوسط، بسبب ارتفاع أسعار منتجات الطاقة والأسمدة، وضعف الدولار الأمريكي، وفرض حظر على صادرات المواد الغذائية، وزيادة حجم الطلب على المحاصيل الغذائية في إنتاج الوقود الحيوي، وخاصة في أمريكا وأوروبا، وموجات الجفاف التي ضربت أستراليا وبلداناً أخرى، وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء. ووفقاً لما ورد في التقرير الحديث "ارتفاع أسعار الأغذية: خيارات السياسات واستجابة البنك الدولي" ، فقد وصلت الزيادة في أسعار القمح العالمية إلى 181% خلال 36 شهراً حتى فبراير 2008م، وارتفعت الأسعار العالمية للمواد الغذائية عموما بنسبة 83%.. وترتفع الأسعار بصورة مذهلة، ففي شهر واحد فقط، قفزت أسعار القمح الأمريكي من 375 دولاراً إلى 425 دولاراً أمريكياً للطن، وأسعار الأرز التايلندي من 365 دولاراً إلى 475 دولاراً للطن، وكلا البلدين من البلدان الرئيسة المصدرة للحبوب.. وهناك شبه إجماع على أن اضطراب النمط المناخي التقليدي يعود إلى إضرار البشر بالبيئة، وهو الضرر الذي تسببت في معظمه تاريخياً الدول الصناعية الغنية وفي مقدمتها: "الولايات المتحدة" و"ألمانيا" و"فرنسا" و"بريطانيا" و"اليابان".. يقول المدير العام لصندوق النقد الدولي: "ومن المرجح، بالنظر إلى الارتفاع الكبير في الأسعار، أن يواجه العديد من البلدان الفقيرة "عجزاً هائلاً" في الموازين التجارية.. الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث اختلالات في اقتصادات تلك البلدان". ويقول رئيس مجموعة البنك الدولي: "إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يساهم أيضاً في تفاقم مشكلة سوء التغذية، وإن أزمة أسعار المواد الغذائية الآخذة في الارتفاع يمكن أن تعني (سبع سنوات ضائعة) في جهود مكافحة الفقر على مستوى العالم". أسباب الأزمة 1)ارتفاع أسعار النفط الخام يعدُّ من العوامل الرئيسة التي أثرت بقوة على الاقتصاد الزراعي عن طريق زيادة الأسعار في كافة مراحل إنتاج وتوزيع الغذاء. 2)الضغط على المعروض الغذائي في الأسواق العالمية أما أسبابه: فبعضها موسمي مثل الجفاف الذي ضرب محصول القمح في بلدان رئيسة منتجة مثل "أستراليا" و"كازاخستان"، وأدى إلى تراجع محاصيل "المغرب" في الموسم الماضي، أو الصقيع الذي أضر بالزراعة "السورية" و"الأردنية" مثلاً هذا الموسم.. وإضافة إلى ذلك، ينظر كثير من المزارعين والمهندسين الزراعيين وخبراء الأمراض بقلق للتفشي المقبل من الأمراض، الأمر الذي يهدد غلة المحاصيل في صوامع الغلال الرئيسة في العالم. 3)الوقود الحيوي: وما يزيد من كون الأزمة أزمة غنى وفقر أن الدول الصناعية، تريد الاستعاضة عن الوقود التقليدي بوقود حيوي من المنتجات الزراعية، وينعكس ذلك على المعروض من الغذاء، فدول أمريكا اللاتينية مثلاً مطلوب منها تحويل قدر كبير من الذرة والقمح الذي تنتجه إلى "إيثانول" لتموين السيارات الأمريكية والأوروبية بوقود رخيص، وطبعاً تجد تلك الدول الزراعية الجنوبية أن الوقود من الزراعة أربح لها من بيع الحبوب، دون إدراك لعواقب ذلك على تغذية مواطنيها وشعوب العالم، حيث يُستخرج "الإيثانول" من الذرة وقصب السكر، بينما تُستخدم المحاصيل الزيتية في إنتاج الديزل، وهذا يهدر 100 مليون طن من الحبوب.. وعلى سبيل المثال يتطلب استخدام 240 كيلوجراماً من الذرة أي ما يكفي لإطعام شخص واحد لمدة عام كامل من أجل إنتاج 100 لتر من الإيثانول لملء خزان سيارة رياضية حديثة، وسمَّى منسق الأمم المتحدة للطعام ذلك بالمجزرة والجريمة ضد البشرية. 4)تجريف الأراضي الزراعية لصالح الشركات الصناعية العالمية الكبرى.. وحسب تقارير منظمات الأمم المتحدة، فإن نسبة الأراضي المحمية في العالم الآن لا تتعدى 12% فقط، كما أن نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية تتعرض للاستغلال الكثيف، ما يؤدي إلى تآكل التربة (التبوير أو التجريف) وهو تطور لا يقل خطورة عن التغيرات المناخية السلبية. 5)نمو السكان وزيادة الطلب في الصين والهند على اللحوم، حيث يُستخدم 760 مليون طن من الحبوب لإطعام الأنعام (تحتاج 8 كيلوجرامات من الحبوب لتحصل على كيلوجرام واحد من اللحم البقري).. ففي الصين ارتفع معدل استهلاك الفرد من اللحوم من 20 كيلوجراماً إلى 50 كيلوجراماً خلال ربع القرن الماضي الأخير. 6)مشكلة الماء: ويتعدى الأمر إلى استخدام الماء، فالحصول على كيلو جرام واحد من القمح يحتاج إلى حوالي 2000 لتر من الماء، وللحصول على كيلوجرام واحد من اللحم البقري نحتاج إلى 13000 لتر من الماء! أخلاقيات السوق سيزداد الفقراء (المستوردون) فقراً، والأغنياء (المصدرون) غنى.. خذ مثلاً القمح، وانظر الجدول تر موقع "مصر" و"إندونيسيا" و"الجزائر" و"المغرب" من المأساة، وتتعجب كيف تتحول مصر بنيلها العظيم إلى أكبر مستورد للقمح في العالم! ورغم ما يبدو من خطر المجاعة؛ إلا أن كمية الغذاء التي تنتج وتحديداً المحاصيل الزراعية الغذائية لم تشهد نقصاً حاداً بقدر ما ارتفعت الأسعار.. ففي العام الماضي، كان الإنتاج العالمي من الحبوب 2.1 بليون طن (أعلى 5% من العام الذي سبقه) ولكن نصفها فقط يصل إلى الأفواه.. وضاعف من المشكلة أن تلك الأسعار المرتفعة لا تعود على المزارعين، وإنما تذهب للشركات الكبرى والتجار العالميين في الحبوب والمحاصيل الزراعية. ورغم زيادة الطلب على الأغذية، من حبوب ولحوم، خاصة من اقتصادات سريعة النمو إلا أن العرض ليس بالسوء الذي تصوّره التصريحات الحالية، فإلى جانب الضغط على الموارد هناك أيضاً مضاربات وسوء توزيع وممارسات احتكارية وانتهازية تسهم في دفع الأمور إلى حد الأزمة.. وكذلك يسهم كبار أثرياء العالم في زيادة أسعار الغذاء عبر المضاربة على أسعاره وتحقيق مئات المليارات من الدولارات من الأرباح السهلة والسريعة على حساب المليارات من فقراء العالم.. وقد دخلت صناديق الاستثمار الخاصة سوق السلع بكثافة، هروباً من عدم اليقين الذي ساد الأسواق المالية، وانهيار العملة الأمريكية، حتى صناديق الثروات السيادية للدول Sovereign Wealth Fund (SWF) التي غالباً ما تستثمر في السندات والأصول العقارية بدأت في تنويع محافظها الاستثمارية عبر دخول أسواق السلع.. كل ذلك أدى إلى ارتفاع أسعار تلك السلع، ومنها الزراعية والغذائية، عبر المضاربات الهائلة على عقودها الآجلة. غلق النافذة |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عضو جديد يريد المشاركة باستفسار عن تاريخ حضرموت | mdahmed | تاريخ وتراث | 7 | 01-26-2011 11:37 PM |
مليون نكته | ابوبروج | سقيفة الفكاهه | 12 | 06-15-2010 08:54 PM |
اليمن إلى أين -3- التأريخ والجغرافيا والإنسان (2): حضرموت 1 | نجد الحسيني | سقيفة الحوار السياسي | 2 | 02-15-2010 10:40 PM |
نكت | ابو سراج الهاشمي | سقيفة الفكاهه | 7 | 02-05-2010 08:39 PM |
أبتســــــــــــــــــــم انتــــه فـــــي دولــــــه عـــــربيـــــــــــــه | سفير الصفراء | سقيفة الفكاهه | 5 | 09-14-2009 11:37 PM |
|