الجنوب يتسع لكل أبنائه ( بقلم : الهمام الربيعي )

[حد من الوادي]

الجنوب يتسع لكل أبنائه ( بقلم : الهمام الربيعي )


التاريخ: الجمعة 21 نوفمبر 2008
الموضوع: كتابات حرة

أوسلو – لندن " عدن برس " خاص : 21 – 11 – 2008
تحيه إجلال وإكبار وتقدير للهامة الجنوبية والشخصية والوطنية البارزة المناضل محمد علي احمد رجل الثورة الأولى وسند الجنوب وأملها في ثورة الشعب الثانية نحو الحرية والكرامة.

ابو سند لقد أثلجت صدور الكثير عندما طرحت النقاط على حروف في المقابلة التي نشرت مؤخرا في موقع البديل وكما عودتنا دائما تبادل الوفاء بالوفاء ايها الوفي ، أنت دائما كما عهدك أبناء الجنوب والأيام تتوالى وتثبت للشعب الجنوبي معدنك الأصيل وتؤكد بأنك جديرا بالحب والوفاء الذي يكنه لك هذا الشعب الأبي فعلا كنا بحاجه ماسه الى كل ما قلته في حديثك هذا وانه بمثابة الوقود الذي نتزود به في المسيرة الطويلة نحو الحرية ، كما ان هذا الحديث قد أزال الغمة التي كانت لدى البعض وبدد الشكوك التي كانت تساورهم حيال دعمكم لقضية الوطن ومسيرة التحرير التي يعتبركم الشعب الجنوبي احد الأعمدة التي ترتكز عليها مسيرته.
تلك بداية كان لابد ان استهل بها موضوعي هذا إحقاقا للحق وإعلاء للحقيقة وحبا ووفاء وعرفانا لك ابو سند

ومثله لكل أحرار الجنوب في الداخل والخارج ، وأنا اود ان اتناول في موضوعي هذا جمله من القضايا المهمة التي أفرزتها المراحل التي مرة و تمر بها مسيرة الجنوب وفقا لاستحقاق كل مرحله والتي يحتم علينا ان نتعامل معها بحكمه وعقلانيه ووفقا لحجم القضية.

إننا أمام قضية وطن ومصير امة مرة بمراحل مختلفة منذ فجر ثورته الأولى في أكتوبر 63م وصولا الى ما نحن عليه اليوم ، وان الصراعات الجنوبية الجنوبية التي مر بها الجنوب في السابق كانت ناتجة عن عقول وسواعد استطاعت ان تحرر الوطن ، ولكن تلك العقول فشلت في تحرير نفسها لتتواكب مع حرية الوطن وتنشد فيه المستقبل وفقا لرؤية استراتيجيه واضحة المعالم وقد ساعد الجهل الذي كان يخيم على اقلب الريف الجنوبي على إنتاج صراع أفضى الى تشكيل تكتلات قبليه وولاءات مناطقية وحزبيه وشخصيه دفعة بالجميع بعيدا عن الاستحقاقات الجنوبية التي كانت تتطلبها تلك المرحلة ، ونحن اليوم نرص الصفوف في مسيرة نضالنا السلمي والحضاري نحو تحرير الجنوب فأننا بحاجه شديدة الى تحرير عقولنا من كل التراكمات والموروثات القديمة قبل ان ننشد حرية الوطن ونتعلم من أخطائنا السابقة ونعتبر ها حزام أمان قوي ومتين يحول دون انزلاقنا الى تلك الأخطاء مجددا.



ان تحرير عقولنا من التبعية وتنقية النفوس من أحقاد الماضي وإزالة الغمة التي تعتلي وجوهنا والنظر الى ما هو ابعد من أقدامنا ضرورة ملحه ولا نستطيع المضي في تحرير الوطن قبل ان نحرر عقولنا ونفسيتنا لان فاقد الشيء لا يعطيه ، مع العلم بان هناك اختلاف كبير بين الأمس واليوم في مجمل المعطيات على الأرض وهذا يجعل فرص العودة الى الخلف وإعادة إنتاج الصراعات السابقة ضئيلة وشبه مستحيلة ولكن علينا ان نحرر عقولنا من القيود وان لم نفعل فان ذلك بالتأكيد سوف يكون العائق الذي يعترض طريقنا ويبدد علينا فرص التعجيل في استرداد حقوقنا
ويجعلنا ننتظر التغيرات الدولية والإقليمية بدلا من الاعتماد على أنفسنا في فرض قضيتنا كأمر واقع على المستويين الداخلي والدولي.



ان النجاحات التي تحققه على صعيد قضيتنا هي نجاحات جبارة ويجب علينا الحفاظ عليها وان الوصول الى إعلان قياده موحده للجنوب يعتبر صمام أمان مسيرة شعبنا السلمية نحو الحرية والاستقلال وان كان هناك



رموز وقيادات لم يسجل لها حضورا في هذا المجلس وذلك لأسباب قد تتفاوت من شخص لأخر الا ان ذلك لم يمنع ان يحظى هذا المجلس بالدعم والتأييد الكاملين وان وجدة بعض التباينات في وجهات النظر او حدث شيئا من سوء الفهم للأخر لدى قيادتنا بالداخل فان الزمن كفيل بان يقرب وجهات النظر ويتم تجاوز تلك التباينات ، وان اختلاف وجهات النظر وتباينها ما هو الا ظاهره صحية وقاعدة أساسية لإرساء الديمقراطية ولكن يجب علينا ان نتعلم كيف نختلف وكيف نتحاور وبأي طريقه ندير الحوار دونما المساس او إلحاق الضرر بقضايا الوطن والشعب او التراجع عن أداء الواجب تجاه الجنوب أرضا وشعبا.

إننا كنا وما زلنا نؤكد رغبتنا في ان تسجل كل القيادات والرموز الوطنية حضورها في هذا المجلس مهما اختلفت وجهات نظرهم وتباينه أرائهم مادام العمل واحد في إطار استراتيجيه جنوبيه واحده تدعم الحق المشروع لشعبنا في استعادة حقوقه المغتصبة وفي نفس الوقت نفخر بما نلمسه من مستوى الوعي والإدراك لدى الكثير من القيادة الجنوبية في الخارج من خلال تعاطيها مع استحقاقات المرحلة الحالية والضرورة الملحة لظهور القضية الجنوبية وتدويلها والإسهام في إكسابها الشرعية من خلال إسهاماتها في دعم إعلان القيادة الجنوبية بالداخل وكذا احتوى الخلافات والتباينات من خلال العمل على تقريب وجهات النظر وإيجاد القاسم المشترك للعمل معنا تحت سقف واحد وهدف وغاية واحدة .

إننا جميعا شركا في هذا الوطن وعلينا جميعا ان نحافظ على هذه الشراكة الأبدية التي لا نستطيع ان نقصي منها احد ولا يستطيع احد منا ان ينأى بنفسه بعيدا عنها وعلينا جميعا ان ندرك بضرورة قبول كل منا للأخر ، وان الوطن للجميع والجنوب سيسعنا جميعا وما علينا فقط الا ان نتقبل هذا ونجعله عماد الثوابت الوطنية ، ونؤمن بان إلغاء الآخرين غير ممكن وانه لا سبيل أمامنا الا الانفتاح على بعضنا البعض.

كما انه من الضروري التأكيد بان قضية الوطن ليست مرهونة بشخص محدد وان الحب والوفاء الذي نكنه لرموزنا وقيادة ثورتنا لا يعني مطلقا بأننا سوف نختزل قضيتنا بشخص أي منهم وعلي الجميع ان يعلم بان مسيرة الجنوب سوف تستمر وان تخلف احد عن ركب المسيرة مهما كان وضعه وحجمه فان هذا لا يعني بان المسير سوف تتوقف عند نقطه محدده وهذا هو الأمر الذي لا نتمناه مطلقا والغاية هي ان نضل جميعنا نبحر في اتجاه واحد الى بر الأمان ولا نرغب بان يتخلف أي جنوبي وجنوبية عن هذه المسيرة وان اختلفنا في وجهات النظر وتباينت رؤانا فان ذلك لا يعطي الحق لأحد ان يلغي الأخر ولا يجوز لأي منا ان يترك الركب ويسبح ضد التيار لمجرد اختلاف وجهات النظر ولهذا فان علينا المضي معا والخروج الى بر الأمان ولن نستطيع تحقيق هذا كله الا اذا اتجهنا إلى تحرير عقولنا قبل ان نحرر وطنا والاثنين مرتبطان ونحن نعلم جيدا بان فاقد الشيء لا يعطيه ودمتم بكل خير.