التوجه خليجيآ لا يوفر الحلول لقضايا الجنوب واليمن - نجيب اليافعي *

[حد من الوادي]

التوجه خليجيآ لا يوفر الحلول لقضايا الجنوب واليمن - نجيب اليافعي *

الثلاثاء - 23/12/2008 - 06:45:26 مساء

التوجه خليجيآ لا يوفر الحلول لقضايا الجنوب واليمن – نجيب اليافعي *

شبكة شبوة برس – متابعات- تشهد اليمن بوادر عنف في الفترة الأخيرة خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية، ورسائل غير مباشرة بإمكانية حمل السلاح لمواجهة الدولة في بعض المناطق الملتهبة، وعودة لاختطاف الأجانب الألمان، الذي رفع بورصة اليمن في التناولات الإعلامية الخارجية بمعدلات قياسية.

إلى جانب التدهور الأمني الحاصل باختطاف طفلين منذ عيد الأضحى المبارك، ومواصلة الحشود القبلية قطع الطرق الإسفلتية بمحافظة عمران والجوف بسبب مشاكل ثارات ومطالب حقوقية، وكلها تصب في إطار المشاكل المزمنة التي بدأت بالتفاقم والخروج عن السيطرة.

الثلاثاء الماضي كاد المهرجان السنوي التقليدي الذي تشهده يافع يتجه نحو صراع مسلح، بعدما قامت مجموعة مسلحة بطرد الجنود من الساحة العامة واعتلت عندها المنصة.

ورددت شعارات كان بينها «ثورة مسلح ببو عطفة وطعن الخناجر والقنبلة والرصاص، نقسم برب العرش ما نقبل بالانتخابات النيابية».

وأصيب السبت جنديان في مواجهات مسلحة بين الأمن وقبائل آل ضيف الله بمديرية عسيلان بشبوة أثناء محاولة عسكرية لتحرير طفل خطف من البيضاء إثر خلافات قبلية، وأحرق أطقم عسكري وعطلت إطارات آخر، وقد نجحت وساطة قبلية في إيقاف الاشتباكات بين القبائل والجيش.

ولا يزال الطفل «علي محمد عبدالله العديني، 9 أعوام ويتيم الأب» مختطفاً لدى إحدى قبائل بني ضبيان، بعد أن تم الاشتباه بأنه نجل المستثمر توفيق الخامري.

ولم تحرك الداخلية ساكناً حسب الخامري الذي اتهم قياداتها بالتواطؤ مع الخاطفين، كاشفاً أن بعض أعضاء قيادات السلطة المحلية بصنعاء يعرفون الخاطفين ويتعاملون معهم باستمرار بكل ود وتذليل.

وحذر الخامري وهو نائب رئيس مجلس رجال الأعمال اليمنيين من استمرار الظاهرة، وقال «إذا كنا نحن كمستثمرين غير آمنين نهائياً لأن الداخلية عاجزة عن توفير الحماية لنا فما بالك بالآخرين»؟

وأضاف لـ»الصحوة نت»: «أعتقد أن البلد ستصل إلى منزلق خطير لا يعلمه إلا الله إذا ما استمر الانهيار الأمني بهذا الشكل».

وفي نفس الوقت لا يزال الغموض يكتنف مصير الطفلة «سميرة الزهيري، 5 أعوام» المخطوفة منذ ثاني عيد الأضحى، بعد أن اختطفها شاب من حضن والدتها في مدينة ثلاء المجاورة للعاصمة.

وعلى صعيد اختطاف الأجانب، تأجل مغادرة الرهائن الألمان الثلاثة الذين أفرج عنهم الجمعة بعد خمسة أيام على اختطافهم في بني ضبيان قرب العاصمة، لأسباب تتعلق بسجناء لدى الحكومة دعا الخاطفون للإفراج عنهم، ووعدت الحكومة بذلك، بعدما تأكد لهم أن الدولة لن تعالج مشكلتهم إلا بهذه الطريقة.

وفي السياق الدولي، قال مصدر مسئول بوزارة الخارجية إن اليمن بصدد تقديم تفنيد مفصل للأمم المتحدة لتوضيح ما جاء من معلومات خاطئة حول اليمن فيما يتعلق بحظر توريد الأسلحة إلى الصومال.

يأتي ذلك بعد أن أوضح ماد بريدين الخبير في لجنة مراقبة الأسلحة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي أن «اليمن يعتبر أكبر مصدري السلاح إلى الصومال، رغم المحاولات التي تقوم بها السلطات اليمنية».

وتأتي القرصنة كأحد أبرز الملفات التي فتحت على مصراعيها، وباتت المياه الإقليمية وسواحل اليمن تحت رحمة القيادة الدولية المتواجدة في خليج عدن بقيادة بريطانيا، وبقرار دولي تحت مظلة الأمم المتحدة.

وفيما جدد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله الصايدي «قدرة اليمن على حماية مياهها الإقليمية»، قال في جلسة 17 ديسمبر حول المسألة الصومالية «إن إقامة مركز إقليمي في اليمن لتبادل المعلومات حول القرصنة وتقديم الدعم اللازم له فنيا وماديا سيسهم في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمحاربة القرصنة والسطو المسلح».

وأشار نائب وزير الخارجية علي مثنى حسن أن اليمن «تعهدت بتوفير تسهيلات للقوات الدولية المرابطة في خليج عدن، والمحيط الهندي لمكافحة القرصنة».

وفيما أعلنت وزارة الدفاع من جانب واحد أن عملية «أتلانتا» العسكرية لدول الاتحاد الأوروبي ضد القراصنة ستنفذ في خليج عدن وسواحل الصومال بالتنسيق مع اليمن، لم يرد حتى الآن أي تصريح للقيادات الدولية المرابطة بخليج عدن عن قيامها بأي تنسيق مع اليمن في تحركاتها على المياه الإقليمية في خليج عدن.

وقررت الصين إرسال مدمرتين بحريتين وسفينة إسناد إلى خليج عدن لحماية قوافل الملاحة التجارية من هجمات القراصنة، والتي تعتبر من أسطول بحر الجنوب في البحرية الصينية ستبحر في 26 من ديسمبر الجاري.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في مؤتمر صحفي الخميس الماضي» إن السفن الثلاث ستكون مهمتها توفير الحماية للقوافل البحرية التجارية الصينية في منطقة خليج عدن».

وأعلنت الإذاعة الرسمية الإيرانية أن سفينة حربية إيرانية اتجهت إلى خليج عدن لحماية السفن الإيرانية من القراصنة، ونقلت عن مسئولين أن السفن الإيرانية مستعدة لإطلاق النار عند الضرورة.

وتشعر اليمن بأنها «ستخرج من المولد بلا حمص» في قضية القرصنة، ولذلك سارعت إلى إرسال د. رشاد العليمي وزير الإدارة المحلية إلى السعودية لمناقشة تطورات الأوضاع في الصومال، إثر أنباء عن تقديم السعودية مع مصر رؤية منفردة بعيداً عن اليمن تتناول فيها حلولاً لعملية القرصنة.

فيما توجه الأحد للعاصمة العمانية مسقط د. أبو بكر القربي وزير الخارجية لإيصال رسالة من اليمن، يتوقع أن يكون فيها طرح لمخاوف اليمن من تبعات «القرصنة» باعتبار أن عمان دولة تحظى بعلاقات دبلوماسية جيدة مع بريطانيا التي تقود القوات الدولية في خليج عدن وسواحل الصومال، وكونها الدولة الخليجية الوحيدة التي ربطت عملتها بالجنيه الإسترليني البريطاني.

وتستضيف دولة عمان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض منذ حرب صيف 94م، ويبدو أن الزيارات المعلنة وغير المعلنة إليها من قبل مسئولين مدنيين وعسكريين تأتي في إطار البحث عن حلول خارجية للتخفيف من استمرار التهاب المناطق الجنوبية والشرقية.

وكان قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح التقى في 14 ديسمبر الحالي في أبو ظبي ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقل فيها رسالة شفوية، على أن الإمارات تتمتع بعلاقات دبلوماسية قوية مع أمريكا نظراً لحجم المصالح المرتبطة معها.

إلا أن اللافت أن الحضور الأمني اليمني وأيضاً الإماراتي كان الغالب على اللقاء الذي حضره من الجانب الإماراتي الشيخ هزاع بن زايد رئيس جهاز الأمن الوطني بالإمارات، ومن الجانب اليمني مدير دائرة الاستخبارات العسكرية العامة العميد مجاهد غشيم، ومدير هيئة الأركان بقيادة قوات الحرس الجمهوري العميد الركن عبدالرقيب ثابت.

ويبدو أن تفاقم الأزمات الأمنية والسياسية والاجتماعية في الداخل ستنعكس بدورها على قدرة اليمن في التعامل مع الملفات الإقليمية التي باتت تهدد استقرار اليمن في الساحل والمياه الإقليمية، والتدخلات الدولية التي باتت تتحرك وفق قرارات دولية يبدو أنها تمشي وفق مخططات دولية يتم تنفيذها تحت ذريعة «القرصنة».

* العنوان من لدن شبكة شبوة برس

المحرر : شبكة شبوة برس - الاهالي