موت المؤلف

[إيمــان]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

من اهم القضايا التي ظهرت على ساحة النقد الحديث هي قضية (( موت المؤلف )) وهذه القضية دعا إليها رولان بارت(1915-1980)، وهو معروف بأنه أحد أعلام الحركة الحداثية في القرن الماضي،

ولكن هذه القضية والفكرة قوبلت برفض شديد في أوساط المثقفين العرب ودعاة المدرسة النقدية الكلاسيكية للثقافية العربية وأعتبرها البعض مؤشرا على دخول النقد الأدبي نحو عتبات جديدة في الفكر الغربي، تدور ماكينته النقدية لصالح الثقافات الغربية الوافدة والتي لا تخضع للضوابط الشرعية ...
ويصر معارضي هذه الفكرة فكرة (( موت المؤلف )) بأنها تحيز ضد الثقافة العربية ، واتهموا النقاد الذين يروجون لها ويثيرون لها ضجة بأنهم من هواة حب الظهور ولفت الأنظار .

وتبدو كلمة فكرة (( موت المؤلف )) أكثر نفورا ، وإن كانت تعني عند رولان بارت (( أنه من الخطأ النظر إلي العمل الأدبي علي أنه غاية نهائية لمراد الكاتب، فليس من الصواب عند تحليل العمل الأدبي النظر إلي شخصية الكاتب، أو إلي تاريخه وذوقه وأهوائه وغير ذلك من الأمور المتعلقة به، وذلك من منطلق التعددية المفتوحة في تأويل المعنى من ناحية، ومن منطلق أن (( البنيوية )) لا تنظر إلي أي شيء خارجي عند تحليل العمل الأدبي، فهي ترغب في تحليل عناصره بالنظر إلي العلاقات القائمة بينها داخل العمل الأدبي نفسه، وليس بالنظر إلي أية أشياء خارجية، سواء كانت تعود إلي المؤلف أو غيره ))...

وبعد هذا العرض الموجز حول فكرة (( موت المؤلف )) ما رايك أيها القارئ الكريم في هذه الفكرة التي شغلت المدارس النقدية بين رافض لها ومؤيد؟؟؟؟

[إيمــان]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


ربما هناك سؤال يطرح نفسه يقول هل يعكس النص يعكس تصورات صاحبه أم أنه يمثل شخصا آخر لا علاقة له بالمؤلف؟

تباينت نظريات النقاد حول الاجابة على هذا السؤال ، فهناك نظرية تقول أن الأسلوب هو الرجل، وهذه النظرية بالطبع تتعارض تماما مع معطيات نظرية (( موت المؤلف)).
في النظرية الاولى التي تطرقنا لها من سابق حكم على المؤلف ( بموت المؤلف ) أما في الثانية ارادوا للمؤلف أن يحضر وبقوة فلا انفصام بينه وبين نصه .
فالفريق الذي يريد للمؤلف حضورا في النص يقولون أن المؤلف يتحدث عن نفسه غالبا حتى عندما يتحدث عن الآخرين وليس بإمكانه التخلص من موروثاته الاجتماعية والثقافية والسياسية بل انه غالبا ما يسقطها على نصه دون أن يدري. ومن بين هؤلاء النقاد النقاد السيكولوجيون الذينهم منهمكون في هذا الاتجاه بحيث لا يتركون شاردة أو واردة إلا ويفسرونها في هذا الاتجاه.

[باشراحيل]

حوار نقدي جميل وجاد تضعه اختنا ايمان على طاولة المناقشة لابداء الآراء وإغناء هذا الطرح النقدي الذي قتل نقاشا وبحثا في محافل الادب والثقافة والدراسات النقدية العربية منذ زمن , ولكنه لم يطرح في سقيفتنا طرحا حواريا كما وضعته اختنا الفاضلة اليوم .. فلندلف الى بوابة الحوار الجاد والملتزم بأدب الحوار..

ومن منطلق ان الخلاف في الرأي ظاهرة صحية تغني الحوار وتثري الافكار وتضيف اليها وليس الخلاف هو العداء والحرب والاقصاء وتصفية الحسابات ..

ولي عودة الى هذا الموضوع المهم ..

[باشراحيل]

نصل من خلال طرح رولان بارت(1915-1980)، المعروف بأنه أحد أعلام الحركة الحداثية في القرن الماضي، الى ان بارت نفسه كان متناقضا فيما يطرح من افكار أمام مايبرز منه من سلوك تجاه هذه القضية النقدية ..
فهو يطرح قضية (موت المؤلف) ويتبناها كفكر نقدي حداثي وينظّـر"ينشيء النظريات" لها في عالم الادب والنقد , إذن هو يؤمن بالبنيوية التي تقطع صلة المؤلف أي الكاتب بما يكتب وتتعامل مع العمل الادبي ككيان مستقل منبت الصلة بمبدعه بل وتنفي تأثر العمل الادبي او الفني بكاتبه وبمحيطه وببيئته التي شكلت وجدانه وفكره ونفسيته .. هذه المعطيات تنطلق من قضية ان العمل الفني هنا غاية وتؤكد ذلك فهو المعني بتداخل بناؤه الفني وبتفسيره وبتقييمه وبترابط نسيجه الذي شكله خلقا سويا , بغض النظر ان كان يحمل رسالة اوهدف ام لا , وهوغير معني بما سواه من مؤثرات هي في الواقع شكلت وجدان المؤلف وفكره الذي لابد وان العمل الفني في صميمه تعبير عن ذلك الوجدان وذلك الفكر شاء (رولان بارت) أم أبى ..

اذن انطلاقا من تنظير بارت نخلص الى ان الفن غاية وليس وسيلة لغاية ورسالة وهدف , كما هو في ادبنا العربي والاسلامي .. فلماذا يقول :
(( أنه من الخطأ النظر إلي العمل الأدبي علي أنه غاية نهائية لمراد الكاتب، فليس من الصواب عند تحليل العمل الأدبي النظر إلي شخصية الكاتب، )) ..

ناقدنا بارت هنا يؤكد انه من الخطأ النظر إلي العمل الأدبي علي أنه غاية نهائية لمراد الكاتب، بينما هو كأحد رواد الحداثة والبنيوية والفن للفن قد جعلوا النص غاية لا يرتبط بما بعده ولا من حواليه من قريب او من بعيد بأية غايات او اهداف كتب من اجلها النص وهذا هو التناقض البين والمفارقة الحقيقية بين النظرية والتطبيق عند هؤلاء ..
ولكن للأسف مثل هذه النظريات التي تثبت عقمها وموتها في كثير من الاحيان وهي حية , تلقى آذانا صاغية بين ببغاوات النقد العربي الذي ينبهرون بترديد كل مايصدر عن الحضارة الغربية المادية دون درس او تقييم او تنقية او تمحيص .. لأنهم كما ارى لايدركون اهمية تراثهم الفني والادبي الغني والقيمة الحقيقية التي يحظى بها حتى في الاوساط الاوربية والحضارات العالمية الأخرى , فيتلقفون مايصدر عن الآخر بإنبهار ينبيء عن فراغ معرفي وثقافي مريع.
ويدخل في هذا الاطار طوابير شعراء النثر عديمي المواهب وجيوش الشعر الحر بإستثناء المواهب الحقيقية التي تأسر ابداعاتها المتلقي .. كما يدخل في هذا الاطار ايضا الشيوعيون واصحاب النظرية الماركسية الذين تلقفوها كأيديولوجية استزرعوها في ارضهم وارادوا بها حكم شعوبهم الاسلامية وأدلجة اوطانهم , فعندما تحرر شعبنا على سبيل المثال من ربقة الاستعمار طوق على الفور بحبل ماركسي خانق في عنقة أسره لأكثرمن ثلاثين عاما .. وخلالها تمزق حبل الماركسية , ومات منهم من مات , ورمي في مزبلة التاريخ منهم من رمي , ونفي منهم ايضا من نفي في البلاد التي كانوا ينعتوها بالبلاد الرجعية والراسمالية والامبريالية فأحتضنتهم اليوم تضع الغذاء على افواههم والمال الرجعي في ايديهم ....
وبإيجاز فقد ماتت النظرية وماتوا أصحابها ومعتنقيها ومنتفعيها , حتى ممن هم بيننا هنا في السقيفة ؟!! .. وبقيت الشعوب حية رافعة رآية الاسلام , الدين الحق , خفاقة الى الأبد ..

والمعذرة لسرعة الكتابة ...
وللجميع تحيتي .

[عفاف]

تسجل حضور ومتابعة ,,, أرقّ تحيّة للجميع .

[مسرور]

طرحت ايمان التساؤلات حول موت المؤلف وأوردت نظريات النقّاد المتباينة ....

المسألة جدلية والغالب فيها هو رأي التيارات البنيوية والألسنية في النقد التي تعتمد على التحليل البنيوي والصوتي والتحليل الألسني والانتربولوجي .

اقتباس :

كما يدخل في هذا الاطار ايضا الشيوعيون واصحاب النظرية الماركسية الذين تلقفوها كأيديولوجية استزرعوها في ارضهم وارادوا بها حكم شعوبهم الاسلامية وأدلجة اوطانهم , فعندما تحرر شعبنا على سبيل المثال من ربقة الاستعمار طوق على الفور بحبل ماركسي خانق في عنقة أسره لأكثرمن ثلاثين عاما .. وخلالها تمزق حبل الماركسية , ومات منهم من مات , ورمي في مزبلة التاريخ منهم من رمي , ونفي منهم ايضا من نفي في البلاد التي كانوا ينعتوها بالبلاد الرجعية والراسمالية والامبريالية فأحتضنتهم اليوم تضع الغذاء على افواههم والمال الرجعي في ايديهم ....

أخي باشراحيل

إشارة إلى المقتبس أعلاه :


النقد الواقعي الإشتراكي مختلف تماما .... هذا النوع من النقد بني على الصراع بين طبقات المجتمع ، ويكون فيه الناقد ملتزما بالمنهج ومجسدا لكفاح الشعب ومعالجا للقضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية بتفسير عقائدي ملتزم .

مجرد توضيح فقط منعا للخلط والتاريخ سيحدد من دخلوا مزابله وليس أنت .


قال الدكتور طه حسين في إحدى مقالاته :

أفضّل أن أكون من أصحاب الفوضى في الأدب لأني لا أستطيع أن أتصوّر الأدب على غير هذا النحو ، ولا أستطيع أن أنتظر منه خيرا ولا أرجو له خصبا إلا إذا اعتمد على الحرية المطلقة التي لا تعرف حدا ولا قيدا ولا تخضع لنظام ولا قانون .


دراسة النص أو الخطاب دون حاجة لكاتبه فوضى خلاّقة تعتمدها التيارات البنيوية ..... أنا من أنصار تلك الفوضى الخلاّقة


سلام .

[مسرور]

اقتباس :

ويدخل في هذا الاطار طوابير شعراء النثر عديمي المواهب وجيوش الشعر الحر بإستثناء المواهب الحقيقية التي تأسر ابداعاتها المتلقي

ياشراحيل

ماذا سيكون عليه موقفك لو لم يكن علي أحمد باكثير من الرواد الأول للشعر الحر ؟

سيكون لك موقفا مغايرا


إلا أداة إستثناء في اللغة ... ولو قلت ( مثلا ) : فر اللصوص إلا واحدا فأنت لم تسقط صفة اللصوصية عن الواحد الذي لم يفر . .. إستناءك لم يسقط عن باكثير صفته كواحد من جيوش الشعر الحر .

تعليق خارج وداخل السياق .

سامحونا .

سلام .