على قدر الألم ( بقلم : عمر بن عاطف جابر )

[حد من الوادي]

على قدر الألم ( بقلم : عمر بن عاطف جابر )

التاريخ: الجمعة 30 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

ذي صراء – لحج – لندن " عدن برس " خاص : 30 – 10 – 2009

نقول شكراً للرؤساء و المشايخ فلقد آلمتموهم
يقول أجدادنا من العرب الأوائل (الصراخ على قدر الألم) فماذا لو اعتمدنا تراثهم قواعد سياسية , في اعتقادي أنها ستحل لنا الكثير من القضايا الملتبسة علينا في الساحة الجنوبية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ شعبنا العظيم.

و الآلام من وجهة نظري لا يكون بالسلاح بمختلف أنواعه , ولكنه بكل الوسائل , فقد تكون الكلمة أكثر إلآلاماً من جيشٍ مدجج بالأسلحة المتطورة.
و تذكرت و أنا اكتب هذه الورقة , أني قرأت قولاً لمعاوية بن أبي سفيان في قيس بن سعد رضي الله عنهم , في خطابٍ بعث به إلى مروان بن الحكم يؤنبه لما علم أنه قد أكثر في مضايقة و استفزاز قيس بن سعد مما اضطره إلى الرحيل عن المدينة المنورة وكان مروان أميراً لها باسم معاوية إلى الكوفة ليعود من جديد مناصراً الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه , فقد قال معاوية في ذلك الخطاب و الله لو أنك أعنت علياً بمائة ألف فارس مدرع لكان أهون علينا من قيس بن سعد بن عبادة , أو كما قال فلست أتذكر النص الثابت في المرويَّات المعتمدة . و لمَّا رجعت إلى المراجع أبحث في مناقب الصحابي الجليل قيس بن سعد رضي الله عنهما وجدت فيها الكثير ما يستوجب على معاوية أن يقول مثل هذا القول.

الشاهد من هذه القصة أن مقدار الألم الذي سببه عودة قيس بن سعد بمفرده إلى صفوف الإمام علي كرم الله وجهه كان كبيراً على خصوم الإمام .
و يقول الدكتور محاضر محمد حفظه الله بعد أن تولى رئاسة وزراء ماليزيا في بداية الثمانينات : قدمت مشروع برنامجي الحكومي للنهوض بماليزيا إلى البنك الدولي للحصول على تمويل , و كانت المفاجئة رفض البنك الدولي للبرنامج بالكامل , وقاموا بتزويدي ببرنامج عمل آخر , و عند دراسة البرنامج المقدم من البنك الدولي وجدت أنه عكس البرنامج الذي أعدته . عندها أيقنت أن برنامجي هو الطريق الصحيح للنهوض بماليزيا .

و يقال أن الدكتور محاضر محمد وضع نصب عينه نقل ماليزيا من دولة من العالم المتخلف الفقير إلى دولة صناعية كبرى بين العشرين دولة الصناعية الأولى في العالم خلال عشرين عاماً بمشيئة الله , معتمداً على مخالفة كل خطط البنك الدولي فكلما كانت الخطة أكثر رفضاً من البنك الدولي كان يطبقها على أنها الأكثر مصلحةً لماليزيا.
و الشاهد من القصة أن الدكتور محاضر محمد حفظه الله قد وجد المقياس المناسب للحكم على خططه أيهنَّ أكثر فعالية بالوصول إلى الهدف المنشود قبل وضعها موضع التنفيذ برفض البنك الدولي لها , لأن البنك الدولي هو سلاح الدول العظمى للسيطرة على العالم اقتصادياً , و من خلاله يتم التحكم بمعدل نمو دول العالم , فلا يعطي فرصة للدول الطموحة الوصول إلى مرحلة المنافسة للدول العظمى في أي مجال من المجالات. و الخروج من الاستعمار الجديد.

و إذا اعتبرنا أن خصم الشعب الجنوبي هو نظام صنعاء بإجماع كل القيادات الجنوبية في الداخل و الخارج , من حددوا موقفهم مع الاستقلال أو ما هو أدنى من الاستقلال , سواءً أكانوا مستقلين أو منتمين إلى تنظيمات سياسية . فلماذا لا نعتبر مقياس تحديد المراتب القيادية هي مقدار القدرة على إلآلام هذا النظام.

و ما كنت لأقول هذا الخيار إلا بعد أن تبين لي أن صورة الشهيد وضاح طيَّب الله ثراه مرتدياً علم الجنوب السابق أكثر إلآلاماً و خطراً للنظام من صور بعض القيادات الكبيرة جداً , بل و أكثر إلآلاماً و خطراً مما يقومون به . فحتى لا تغرنا الألقاب , ولا تغرنا المسميات , و لا نخدع بالتاريخ السياسي لهذا أو ذاك , أو نقع تحت وطأة أصحاب الشهادات بلا علم , أو يفرض علينا واقع أول من ...... هو القائد , أو صاحب أجمل بيان هو القائد , أو صاحب أطول خطبة هو القائد حتى بت أخشى على الجنوب أن نسمى بلد المليون و نصف المليون بيان , لا تسمن ولا تغني من جوع.

و بتجربة عملية لهذا المقياس قمت بها بسؤالي لبعض (جنوبيون وشماليون) من يتعامل مع نظام صنعاء , بل مع أعلى هرم النظام . تبين لي أن كلماتٍ على عدد أصابع اليد من بعض القيادات أكثر إلآلاماً من ألف بيان , و تبين لي أن انضمامهم إلى صفوف شعبهم الداعي للاستقلال , كانت أكثر خطراً على المستعمر من ألف هيئة .
ما ألزمني أن أقول : -
شكراً للرئيس البيض
شكراً للشيخ عبدالرب النقيب
شكراً للشيخ طارق الفضلي
شكراً للدكتور الشيخ المندعي العفيفي
شكراً للرئيس العطاس
......................
فلقد آلمتموهم ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عضو مجلس قيادة الثورة – ذي صراء – محافظة لحج