![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() الأزمة تتحول إلى تصدعات جيوسياسية ( بقلم : محمد الصياد ) التاريخ: الخميس 29 أكتوبر 2009 الموضوع: كتابات حرة الشارقة – لندن " عدن برس " : 30 – 10 – 2009 “يجتاز العالم العربي مرحلة دقيقة من تاريخه تتطلب وقفة عربية جادة في حجم التحدي الذي تشكله”. هذه عبارة تكاد تكون نمطية نجدها تتكرر مرة بعد أخرى في بيانات القمم العربية وفي تقارير المؤتمرات الحزبية ومؤتمرات وفعاليات منظمات المجتمع المدني العربية. ولكأن هذه المرحلة ممتدة الى ما لا نهاية، نظراً لغياب الإرادة والفعل الجاد والمخلص الموجه لانتشال العالم العربي من أزمات ومشاكل “هذه المرحلة الدقيقة”. ولأن مثل هذه الإرادة وهذا الفعل الجاد والمخلص لم يظهرا مطلقاً لمقابلة تحديات “المرحلة الدقيقة” إياها واستحقاقاتها، فإن الوضع قد انتقل الى حالة أسوأ مما كان عليه قبلاً. فالتحدي راح اليوم ينهش بتجاسر الأوضاع الجيوسياسية للبلدان العربية ويهدد كياناتها، وذلك على النحو التالي: 1) لبنان: البلد منقسم على نفسه لدرجة أنه فشل في تشكيل حكومة على مدى الشهور المنقضية منذ إبريل/ نيسان الماضي، حين أجريت الانتخابات وفاز فيها ما يسمى تحالف قوى الموالاة بأغلبية مريحة في البرلمان تصل الى 14 مقعداً. ومع أن البُعد الإقليمي يلقي بظلاله الداكنة على الوضع السياسي الداخلي لهذا البلد، إلا أن التشطير والانقسام المجتمعي اللذين لا تخطئهما العين المجردة، يضطلعان بدور رئيسي في حالة التخندق والتموضع الطائفية البالغة الحدة. 2) السودان: منذ أزيد من عقدين وهذا البلد العربي الإفريقي يغلي ويتقلب على نيران الصراعات والانقسامات الإثنية والقبلية والجهوية أوصلته الى حالة الانقسام الفعلية بين شمال حاكم وجنوب وغرب متمردين. إلا أن الأصرح هو حدوث انقسام بل شبه انفصال للجنوب عن بقية السودان. وقد لا يحتاج الأمر لوقت أطول لتكريس هذا الواقع وإضفاء الشرعية الدستورية والقانونية عليه، حيث إن الأمور تسير فعلاً في هذا الاتجاه. 3) العراق: هو أيضاً يجتاز وضعاً شبيهاً بالوضع الذي يجتازه السودان، إنما الشمال في حالة العراق هو الذي نجح في تكريس انفصاله عن الوطن الأم، فيما النزعات الانفصالية الجنوبية ما زالت تسيطر على أجندات بعض الكيانات السياسية، في الحالة الأولى بمحرك قومي عالي التوتر وفي الحالة الثانية بمحرك طائفي طائش لا يخلو من مطامح ومطامع ذاتية قصيرة النظر للأطراف الشعبوية التي تقف خلفه. 4) الصومال: هذا البلد العربي الإفريقي العضو في الجامعة العربية انفرط عقده منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وأصبح مقسماً بحكم الأمر الواقع الى مناطق “مستقلة” خاضعة لسيطرة قبائل بعينها، وأمراء حرب امتهنوا كافة أشكال الجريمة المنظمة التي أحالت الصومال إلى كانتونات متقطعة الأوصال لم تُبق على الدولة سوى اسمها وتمثيلها الخارجي المجروح والمطعون هو ذاته في شرعيته. 5) جزر القمر: هذه أيضاً دولة عضو في الجامعة العربية لا تتجاوز ميزانيتها السنوية الستين مليون يورو ينفق 80% منها على رواتب موظفي “الدولة” بصورة غير منتظمة ولا يخصص منها أي مبلغ لبناء مدرسة أو مستشفى. ولا أحد يسأل عنها أو يسمع عنها إلا حين يشرّف رئيسها أحد اجتماعات القمة العربية. المفارقة أن الصين هي التي بادرت لبناء مبنى البرلمان القمري ومقر التلفزيون ومبنى الإذاعة الحكوميين، كما انها بنت المقر الرئاسي، إضافة الى تقديمها مساعدات عسكرية للجيش القمري. علماً بأن الصين بادرت لإقامة علاقات دبلوماسية مع جزر القمر في عام 1976 أي بعد أقل من عام واحد على استقلال جزر القمر. 6) اليمن: تواجه الدولة اليمنية اليوم تحديات انفصالية بالغة الجدية، فهناك الجنوبيون الذين كانوا ينتمون الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل أن يقرر قادتهم إبرام اتفاق مع الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) لتوحيد الدولتين أواخر ثمانينات القرن الماضي، ليقرروا بعدها بعامين الرجوع عن ذلكم الاتفاق ما أدى لإشعال حرب بين الشمال والجنوب في عام 1994 انتهت بإخضاع الجنوب للدولة اليمنية الموحدة، ولكن بعد أن فقدت عنصر التراضي والطوعية لصالح الجبرية والقسرية. ومنذ ذلك الحين والجنوب اليمني يغلي على نار هادئة تغذيها نزعة الانفصال عن الشمال، وهي النزعة التي تفجرت على النحو الذي تشهده اليوم كافة محافظات الجنوب اليمني. وفي شمال اليمن برزت فجأة بؤرة أخرى للصراع والتمرد على الحكم المركزي في صنعاء تتصدرها حركة الحوثيين الذين نجحوا في بسط نفوذهم في محافظة صعدة وجوارها. 7) فلسطين: حتى فلسطين، ومن قبل قيام دولتها الموعودة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة لم تسلم هي الأخرى من عدوى النزعات الانفصالية. فلقد نجحت حركة حماس في انتزاع قطاع غزة من يد حركة فتح والاستحواذ عليه في معركة عسكرية أريق فيها الكثير من الدماء من الجانبين وذلك في إسقاط مخز لشعار “الدعم الفلسطيني خط أحمر”. وعلى ذلك، فإن سبع دول عربية من إجمالي الدول العربية الاثنتين والعشرين، أي ما نسبته 31،8%، قد تخطت حالة اللا استقرار إلى الوقوع على شفا هاوية الانهيار والتجزئة والتقسيم الفعلي. الغريب انه حتى هذا التدهور النوعي بالغ الخطورة في الحالة العربية العامة لم يستدع ردات فعل مكافئة وموازية له في حجم التحدي الذي يمثله بالنسبة لمستقبل موقف وموقع أعضاء المنظومة العربية في النظامين الإقليمي والدولي. فلا أحد يتقدم لدفع السلبية الحادثة والقاتلة. نقلا عن " الخليج " الإماراتية |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آل الشسخ أبي بكر بن سالم | عبدالقادر شريف | مكتبة السقيفه | 11 | 12-24-2012 06:19 AM |
سيدنا محمد هل رايته | ابوعبداللاه | سقيفة الحوار الإسلامي | 3 | 02-22-2010 09:44 AM |
علي ناصر محمد لـ"الخليج": التغيير لا التشطير المخرج الوحيد من الأزمة | رهج السنابك | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 10-06-2009 08:36 PM |
محمد الفاتح ... صاحب البشارة النبوية | عادل بجنف | سقيفة إسلاميات | 1 | 07-09-2009 10:53 AM |
جوهر الأزمة ... و مشروع الانفصال | حد من الوادي | سقيفة الأخبار السياسيه | 0 | 06-03-2009 09:27 PM |
|