![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() يومان من الدهر .. لن تنساهما المحروسة عدن 2010/07/20 الساعة 20:11:40 نادرة عبد القدوس يومان مرعبان ، مرا على عدن ، لم تشهد لهما المدينة مثيلاً من قبل .. يومان من الدهر شهدتهما هذه المدينة المحروسة بعين الله تعالى على غير العادة ، منذ عقود طويلة .. يومان .. الأول منهما متميزاً عن الآخر ، وكان يفترض أن تضاء فيه الأنوار وتطلق في السماء الألعاب النارية ، كيف لا وهو اليوم الذي شهد فيه شمال الوطن وصول الرئيس الخامس علي عبد الله صالح إلى سدة الحكم ؟ وهو احتفاء سنوي كان معمولاً به كل 17 يوليو ، حتى قيام دولة الجمهورية اليمنية ، بتوحيد شمال وجنوب الوطن ، ثم تغيرت التسمية إلى يوم الديمقراطية. كان يوم السبت الموافق 17 يوليو 2010م ، بالنسبة لمدينة عدن ، يوماً أسوداً ، معتماً ليلاً وقائظاً ، مغبراً نهاراً ، خيمت فيه على الناس مشاعر الحزن والكآبة والإحباط ؛ فقد اتفقت مؤسستي الكهرباء والمياه في هذا اليوم (الأغر) ، على استنباط طريقة جديدة في تعذيب مواطني هذه المدينة الصابرة ـ التي لم ينطلِ على أهلها تسميتها بالعاصمة الاقتصادية والتجارية ـ تمثلت في قطع المياه والتيار الكهربائي ، دون أي إنذار مسبق ودونما أي اعتذار ، كأسلوب حضاري . على فكرة ، كانت السلطات البريطانية ، في المستعمرة عدن ، عندما توشك على قطع التيار الكهربائي أو المياه عن حي أو أحياء في المستعمرة بسبب خلل ما أو إصلاح ما ، تقوم بتنبيه المواطنين عبر وسائل الإعلام أو عبر سيارة تجوب الشوارع بمكبرات الصوت ، ولا تنسى الاعتذار لهم . كان يوماً أحلكاً ، فالانقطاع لم يكن لفترة وجيزة ، بل لساعات متواصلة حيناً ، ومتقطعة حيناً آخراً ، خُربت على إثرها كثير من الأجهزة الكهربائية ، فهل ستقوم المؤسستان بتعويض أصحابها ؟ هذا ضرب من الخيال ، لأننا نعيش الديمقراطية اليمنية ، التي من ميزاتها لا للشكوى . أما حال الأطفال والشيوخ والمرضى في ذلك اليوم ، فحدث ولا حرج .. ضجت المدينة بصرخات الأطفال وبكائهم من شدة الحرارة والعطش ، والنساء كن يرفعن أصواتهن بالدعاء على مؤسستي الكهرباء والمياه ، أما الرجال ، فقد عبروا عن استيائهم وغضبهم الجم بإحراق إطارات السيارات في الشوارع والأحياء السكنية ، غير عابئين بأطقم الشرطة والأمن الذين لا يعرفون غير لغة السلاح . مدينة عدن .. آآه يا عدن .. يا صابرة على كل الابتلاءات منذ احتلالك عام 1839م من قبل الإنجليز وحتى الساعة ، وربما حتى قيام الساعة ( ألم يوجد حديث شريف يقول أن من علامات الساعة خروج نار من عدن ؟) متى ستعيشين كبقية المدن المتحضرة ؟ وأنت سيدة المدن بمينائك وبثروتك الحيوانية والسمكية وبمناخك الدافئ وبسمائك الصافية وبثروتك البشرية ؟ يا عدن متى تعود الابتسامة إلى ثغرك ؟ عدن .. يا عدن .. بطيبة روحك وبدفء قلبك تمنحين وتغدقين في عطاءاتك ، ولكن الجاحدين يتنكرون لك ، ولا يبتغون لك غير الإفقار والإذلال والقهر ، وتسألين عن السبب ؛ فلا تسمعين غير صدى صوتك.. يلتحفك الشقاء .. ويعتصرك الألم . عدن .. يا عدن .. يا مدينة المدن .. لا تبتئسي ؛ فالله وحده يرعاك .. وها هي السماء اليوم (19 يوليو) ترسل لك ماءها رقراقاً فأنعشك ، وها هي الشمس تلطّفت بك ، فغاب عنك هجيرها ، هكذا أنت يا عدن الحبيبة ، محروسة بعون المولى ، فهل من مدّكر؟ |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|